الفصل الثاني عشر: مواجهة مع سو-يون

تجمد جون في مكانه، قلبه يخفق بسرعة. كانت سو-يون تجلس على سريره بهدوء، ترتدي زيها المدرسي المعتاد، وشعرها الأسود الطويل منسدل على كتفيها. كانت

تبتسم ابتسامتها الخجولة المعتادة، لكن جون رأى الآن شيئاً مختلفاً في عينيها - شيئاً بارداً وحاسباً."سو-يون." قال بصوت حاول أن يجعله طبيعياً قدر الإمكان. "ماذا تفعلين هنا؟""كنت قلقة عليك." قالت بصوت ناعم. "لم أرك طوال اليوم، وأردت التأكد من أنك بخير.""أنا بخير." قال جون، مغلقاً الباب خلفه ببطء. "كنت فقط... أتمشى في

الغابة. أحتاج إلى بعض الوقت للتفكير.""للتفكير في ماذا؟" سألت سو-يون، عيناها لا تفارقان وجهه."في كل شيء." قال جون بحذر. "قدرتي، الأكاديمية، المستقبل.""أفهم." أومأت سو-يون. "هناك الكثير لتفكر فيه هذه الأيام."كان جون

يحاول تقييم الموقف. كانت المقاومة قد حذرته للتو من أن سو-يون كانت جاسوسة تعمل لصالح البروفيسور كانغ. وها هي الآن، في غرفته، تنتظره. هل كانت تشك في أنه اكتشف الحقيقة؟ أم كانت هنا لسبب آخر؟"هل يمكنني مساعدتك بشيء محدد؟" سأل، محاولاً إبقاء صوته هادئاً.ابتسمت سو-يون ابتسامة غامضة. "ربما.

أعتقد أننا بحاجة إلى التحدث، جون.""عن ماذا؟" سأل، متوتراً."عن الأشخاص الذين تثق بهم." قالت سو-يون، واقفة ببطء. "وعن الأشخاص الذين لا ينبغي أن تثق بهم."شعر جون بالتوتر يتصاعد في صدره. هل كانت تعرف عن لقائه مع المقاومة؟ هل كانت

تراقبه؟"ماذا تعنين؟" سأل، محاولاً كسب الوقت.تنهدت سو-يون، وبدت فجأة أكثر جدية. "أعرف أنك تحدثت مع المقاومة اليوم، جون."شعر جون بالصدمة، لكنه حاول إخفاءها. "المقاومة؟ ماذا تعنين؟""لا داعي للتظاهر." قالت سو-يون بهدوء. "أعرف عن مين-آه وهاي-جين وجين-هو وتاي-هو. أعرف أنهم أخبروك عني، عن

البروفيسور كانغ، عن الكيانات."صمت جون، غير متأكد مما يجب قوله. كان من الواضح أن إنكار معرفته لن يجدي نفعاً."وهل أخبروك الحقيقة؟" سأل أخيراً."جزءاً منها." قالت سو-يون. "لكن ليس كلها. هناك الكثير مما لا يعرفونه، أو يختارون عدم إخبارك

به.""مثل ماذا؟" سأل جون، فضوله يتغلب على حذره.ابتسمت سو-يون ابتسامة صغيرة. "مثل حقيقة من أنا حقاً، ولماذا أنا هنا.""وهل ستخبرينني؟" سأل جون."نعم." أومأت سو-يون. "لأنك تحتاج إلى معرفة الحقيقة الكاملة قبل أن تقرر من

ستساعد."جلست مرة أخرى على السرير، وأشارت لجون ليجلس بجانبها. تردد للحظة، ثم جلس، محافظاً على مسافة بينهما."أنا لست جاسوسة للبروفيسور كانغ، جون." بدأت سو-يون. "أنا جاسوسة ضده.""ماذا؟" قال جون بدهشة."نعم." أومأت سو-يون.

"أنا أعمل مع مجموعة أخرى، مجموعة أكبر وأقدم من المقاومة. مجموعة تعرف عن الأبراج والكيانات منذ عقود.""من هم؟" سأل جون."نحن نسمي أنفسنا 'الحراس'." قالت سو-يون. "تأسسنا بعد الحادث الأول - ليس الحادث قبل عشرين عاماً، بل الحادث قبل خمسين عاماً، عندما فُتحت أول بوابة إلى الأبراج.""خمسين عاماً؟" كرر جون

بدهشة. "لم أسمع عن ذلك من قبل.""بالطبع لم تسمع." ابتسمت سو-يون. "تم إخفاء الأمر عن الجمهور. لكن منذ ذلك الحين، كان الحراس يراقبون، يحمون البشرية من تهديد الكيانات.""وأنت واحدة منهم." قال جون، محاولاً استيعاب هذه المعلومات الجديدة."نعم." أومأت سو-يون. "تم إرسالي إلى الأكاديمية لمراقبة البروفيسور كانغ

وسونغ-هو لي، وللتأكد من أنهما لا يستطيعان فتح بوابة دائمة.""وماذا عن المقاومة؟" سأل جون. "هل يعرفون عن الحراس؟"هزت سو-يون رأسها. "لا. نحن نعمل في سرية تامة. المقاومة تشكلت بشكل مستقل، من قبل أشخاص اكتشفوا

جزءاً من الحقيقة وأرادوا فعل شيء حيال ذلك.""لماذا لا تتعاونون معهم؟" سأل جون."لأن أهدافنا مختلفة." قالت سو-يون. "المقاومة تريد إغلاق البوابة وإعادة الكيانات إلى الأبراج. نحن نريد شيئاً مختلفاً.""ماذا تريدون؟" سأل جون بحذر.ترددت سو-يون للحظة، ثم قالت: "نريد التواصل مع الكيانات، فهمها. نعتقد أنها ليست كلها

عدوانية، وأن بعضها قد يكون حليفاً قيماً للبشرية.""حليفاً؟" كرر جون بشك. "الكيانات التي تسيطر على البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي تبدو خطيرة جداً بالنسبة لي.""تلك الكيانات تنتمي إلى فصيل معين في الأبراج." شرحت سو-يون. "فصيل عدواني، نعم. لكن هناك فصائل أخرى - فصائل تريد التعاون مع البشر، وليس السيطرة

عليهم.""وكيف تعرفين ذلك؟" سأل جون."لأننا تواصلنا معهم." قالت سو-يون ببساطة. "لدينا... وسائلنا الخاصة."نظر إليها جون بشك. كانت قصتها غريبة ومثيرة للاهتمام، لكنه لم يكن متأكداً مما إذا كان يمكنه تصديقها. كانت المقاومة قد حذرته للتو من أنها كانت جاسوسة للبروفيسور كانغ، والآن كانت تدعي أنها كانت تعمل ضده كل هذا الوقت."لماذا تخبرينني بهذا الآن؟" سأل أخيراً."لأنك في خطر،

جون." قالت سو-يون بجدية. "خطة المقاومة لإغلاق البوابة باستخدام قدرتك... إنها خطيرة جداً. قد تقتلك، أو أسوأ.""وماذا تقترحين بدلاً من ذلك؟" سأل جون."نحن نعمل على طريقة مختلفة." قالت سو-يون. "طريقة يمكنك من خلالها استخدام قدرتك للتواصل مع الكيانات الصديقة، وطلب مساعدتها في التعامل مع الكيانات

العدوانية.""وهل ستكون هذه الطريقة أكثر أماناً؟" سأل جون."نعم." أومأت سو-يون. "ستكون أكثر أماناً بكثير. وستكون أكثر فعالية أيضاً. بدلاً من محاولة إغلاق البوابة بالقوة، يمكننا استخدام مساعدة الكيانات الصديقة لإعادة الكيانات العدوانية إلى الأبراج."فكر جون في كلامها. كانت تبدو منطقية بطريقة ما، لكنه كان لا يزال

متشككاً. كان هناك الكثير من المعلومات المتناقضة، والكثير من الأشخاص الذين يدعون أنهم يريدون مساعدته."كيف أعرف أنني يمكنني الوثوق بك؟" سأل أخيراً.ابتسمت سو-يون ابتسامة حزينة. "لا يمكنك معرفة ذلك بالتأكيد، جون. كل ما يمكنني فعله هو إثبات نفسي من خلال أفعالي."كانت هذه نفس الكلمات التي

قالتها له يون-هي، وهذا جعله أكثر حذراً."وماذا عن القلادة التي أعطيتني إياها؟" سأل. "المقاومة تقول إنها كانت تحتوي على جهاز تجسس.""كانت تحتوي على جهاز، نعم." اعترفت سو-يون. "لكنه لم يكن جهاز تجسس. كان جهازاً وقائياً، مصمماً لحمايتك من محاولات الكيانات العدوانية للتأثير على أحلامك.""حقاً؟" قال جون بشك."نعم." أومأت سو-يون. "يمكنك أن تسأل مين-آه أن تفحصه، إذا كنت لا تصدقني

. ستجد أنه لا يرسل أي بيانات إلى أي مكان. إنه يعمل فقط كدرع، يمنع الإشارات الخارجية من الوصول إلى عقلك أثناء النوم."فكر جون في ذلك. كان من الممكن أن تكون صادقة. لكن كان من الممكن أيضاً أن تكون تكذب، تحاول خداعه مرة أخرى."لماذا لم تخبريني عن هذا من قبل؟" سأل."لأنني لم أكن متأكدة مما إذا كنت

مستعداً." قالت سو-يون. "وكنت بحاجة إلى التأكد من أنك لم تكن تعمل بالفعل مع البروفيسور كانغ أو سونغ-هو لي.""وكيف تأكدت؟" سأل جون."من خلال مراقبتك." قالت سو-يون. "من خلال استشعار عواطفك. قدرتي تسمح لي بمعرفة ما إذا كان شخص ما يكذب، أو يخفي شيئاً. وأنت، جون، أنت صادق. أنت حقاً تريد فعل الشيء

الصحيح."نظر إليها جون، محاولاً تقييم صدقها. كانت عيناها صادقتين ومليئتين بالاهتمام. لكنه كان يعلم أيضاً أنها كانت ماهرة جداً في التلاعب بالعواطف."أحتاج إلى وقت للتفكير في كل هذا." قال أخيراً."أفهم ذلك." أومأت سو-يون. "لكن الوقت ينفد، جون. البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي يسرعان خططهما. وقدرتك تنمو بسرعة خطيرة.""أعرف ذلك." قال جون. "لكنني لا أستطيع اتخاذ قرار بهذه الأهمية على عجل.""حسناً." تنهدت سو-يون. "لكن كن حذراً ممن تثق بهم. ليس كل من في

المقاومة لديه مصلحتك في قلبه.""ماذا تعنين؟" سأل جون.ترددت سو-يون. "لا أستطيع قول المزيد الآن. فقط كن حذراً، خاصة مع..."توقفت فجأة، ونظرت إلى الباب. "هناك شخص ما قادم."بعد لحظات، سمع جون طرقاً على الباب. نظر إلى سو-يون بقلق."من هناك؟" نادى."إنها أنا، مين-آه." جاء الصوت من الخارج. "هل يمكنني

الدخول؟"نظر جون إلى سو-يون، متسائلاً ماذا يفعل. هل يجب أن يدع مين-آه تدخل وترى سو-يون هنا؟ أم يجب أن يطلب من سو-يون الاختباء أولاً؟"افتح الباب." همست سو-يون. "دعها تدخل. حان الوقت لمواجهة بعض الحقائق."تردد جون للحظة، ثم قرر أن يثق بحكم سو-يون. توجه إلى الباب وفتحه.كانت مين-آه تقف هناك، تحمل حقيبة

صغيرة. عندما رأت سو-يون جالسة على السرير، تجمدت، وظهر تعبير مصدوم على وجهها."ماذا تفعل هي هنا؟" سألت مين-آه بصوت حاد."كنت أخبر جون الحقيقة." قالت سو-يون بهدوء. "الحقيقة التي تخفينها أنت والمقاومة عنه.""لا تستمع إليها،

جون." قالت مين-آه بسرعة. "إنها تكذب. إنها تعمل مع البروفيسور كانغ.""لا، مين-آه." قالت سو-يون. "أنت تعرفين أن هذا ليس صحيحاً. أنت تعرفين من أنا حقاً."بدت مين-آه متوترة فجأة. "لا أعرف عما تتحدثين.""بالطبع تعرفين." قالت سو-يون. "أنت تعرفين عن الحراس. أنت تعرفين عن الفصائل المختلفة في الأبراج. أنت تعرفين أن خطة المقاومة لإغلاق البوابة ستقتل جون على الأرجح.""هذا ليس صحيحاً!" قالت

مين-آه بغضب. "خطتنا هي أفضل فرصة لجون للبقاء على قيد الحياة!""حقاً؟" قالت سو-يون بهدوء. "إذن لماذا لم تخبريه عن الاحتمالات الحقيقية لنجاحها؟ لماذا لم تخبريه أن الجهاز الذي تعملون عليه لم ينجح في أي من اختباراتكم حتى الآن؟"نظر

جون إلى مين-آه بصدمة. "هل هذا صحيح؟"بدت مين-آه مرتبكة. "الجهاز... معقد. نحن نعمل على تحسينه.""لكنه لم ينجح حتى الآن، أليس كذلك؟" أصر جون.تنهدت مين-آه. "لا، لم ينجح حتى الآن. لكننا نعتقد أنه سينجح عندما نستخدمه مع قدرتك.""أو أنه سيقتله." قالت سو-يون. "أخبريه الحقيقة، مين-آه. أخبريه عن

الاختبارات الأخرى، عن الأشخاص الآخرين الذين حاولوا استخدام الجهاز."بدت مين-آه شاحبة. "لا أعرف عما تتحدثين.""بالطبع تعرفين." قالت سو-يون. "أخبريه عن الطلاب الآخرين الذين اختفوا من الأكاديمية خلال السنوات القليلة الماضية. الطلاب الذين كانت لديهم قدرات مشابهة لقدرته."نظر جون إلى مين-آه بصدمة. "هل هذا صحيح؟ هل كان هناك آخرون مثلي؟"ترددت مين-آه، ثم أومأت برأسها ببطء. "نعم. كان هناك

آخرون. ليس بالضبط مثلك - قدرتك فريدة. لكن كانت لديهم قدرات مشابهة، قدرات يمكن استخدامها للتأثير على البوابة.""وماذا حدث لهم؟" سأل جون."لقد... اختفوا." اعترفت مين-آه. "بعضهم هرب من الأكاديمية. والبعض الآخر...""ماتوا أثناء تجارب

المقاومة." أكملت سو-يون. "ماتوا أثناء محاولة استخدام الجهاز الذي تريدون من جون استخدامه الآن."شعر جون بالصدمة والخيانة. كانت المقاومة قد أخفت عنه هذه المعلومات المهمة. كانوا يريدون منه المخاطرة بحياته في تجربة كانت قد فشلت بالفعل مرات عديدة."لماذا لم تخبريني؟" سأل مين-آه."كنا سنخبرك." قالت مين-آه

بسرعة. "لكننا كنا نريد تحسين الجهاز أولاً، جعله أكثر أماناً.""ومتى كان ذلك سيحدث؟" سأل جون. "بعد أن أوافق على استخدامه؟ بعد أن أضع حياتي على المحك؟""جون، من فضلك." توسلت مين-آه. "نحن فقط نحاول فعل ما هو صحيح. نحاول إنقاذ العالم من الكيانات.""ليست كل الكيانات عدوانية." قالت سو-يون. "بعضها يريد مساعدتنا. وهذا

ما يخفيه عنك البروفيسور كانغ والمقاومة على حد سواء."نظر جون بين الاثنتين، غير متأكد ممن يجب أن يصدق. كانت مين-آه قد كذبت عليه، أخفت عنه معلومات مهمة. لكن هل كانت سو-يون تقول الحقيقة؟ أم كانت تحاول فقط زرع الشك في ذهنه، تشتيت انتباهه عن خطة المقاومة؟"أحتاج إلى التفكير." قال أخيراً. "أحتاج إلى

وقت لاستيعاب كل هذا.""الوقت ينفد، جون." قالت مين-آه. "قدرتك تنمو بسرعة خطيرة. إذا وصلت إلى نقطة اللاعودة...""أعرف ذلك." قاطعها جون. "لكنني لا أستطيع اتخاذ قرار بهذه الأهمية على عجل، خاصة الآن بعد أن عرفت أنك أخفيت عني معلومات مهمة."تنهدت مين-آه. "أنا آسفة، جون. كان يجب أن أكون أكثر صراحة معك.""نعم، كان يجب." قال جون بحدة."على الأقل خذ هذا." قالت مين-آه، مقدمة له

الحقيبة التي كانت تحملها. "إنه جهاز التثبيت الذي وعدتك به. سيساعدك على تثبيت قدرتك، منعها من النمو بشكل أكبر."أخذ جون الحقيبة بحذر. "هل هو آمن؟""نعم." أومأت مين-آه. "صممته بنفسي، بناءً على مخططات أختي. إنه آمن تماماً.""لا

تستخدمه." قالت سو-يون فجأة. "ليس حتى أفحصه أولاً.""لماذا؟" سأل جون."لأنني لا أثق بها." قالت سو-يون ببساطة. "ولا ينبغي أن تثق بها أيضاً، ليس بعد أن عرفت أنها كذبت عليك.""أنت تتهمينني بالكذب؟" قالت مين-آه بغضب. "أنت، التي كنت تتجسسين على جون منذ وصوله؟""كنت أحميه." قالت سو-يون بحدة. "أحميه من أشخاص مثلك، الذين يريدون استخدامه كأداة، كسلاح.""كفى!" قال جون بصوت عالٍ،

متعباً من خلافهما. "كلاكما تدعيان أنكما تريدان مساعدتي، لكن كلاكما تخفيان عني أشياء. كلاكما لديكما أجنداتكما الخاصة."صمتت الفتاتان، تنظران إليه بتعبيرات مختلفة - قلق على وجه مين-آه، تعاطف على وجه سو-يون."أنا بحاجة إلى التفكير بمفردي." قال جون بحزم. "أرجوكما، غادرا الآن.""جون..." بدأت مين-آه."من فضلك."

قاطعها جون. "أحتاج إلى بعض الوقت."تنهدت مين-آه، ثم أومأت برأسها. "حسناً. لكن كن حذراً، جون. وتذكر أن المقاومة هي حليفك الحقيقي، مهما حاولت سو-يون إقناعك بغير ذلك.""وتذكر أن ليس كل شيء أبيض وأسود." قالت سو-يون بهدوء. "هناك أكثر من جانبين في هذا الصراع."غادرت الفتاتان، تاركتين جون وحيداً مع أفكاره المضطربة. جلس على سريره، رأسه بين يديه، محاولاً فهم كل ما سمعه.من كان

يقول الحقيقة؟ المقاومة، التي كانت تخطط لاستخدامه في تجربة خطيرة قد تقتله؟ أم سو-يون والحراس المزعومون، الذين كانوا يريدون التواصل مع الكيانات بدلاً من محاربتها؟وماذا عن البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي؟ هل كانا حقاً مسكونين بكيانات عدوانية؟ أم كان هناك المزيد في القصة؟وماذا عن يون-هي؟ هل كانت

تعرف الحقيقة عن والدها؟ هل كانت جزءاً من خططه، أم كانت ضحية مثله؟كانت الأسئلة تدور في ذهن جون بلا توقف، وكان يشعر بالإرهاق من محاولة فهمها كلها.نظر إلى الحقيبة التي أعطته إياها مين-آه. كان جهاز التثبيت بداخلها، الجهاز

الذي قالت إنه سيساعده على تثبيت قدرته. لكن سو-يون حذرته من استخدامه. من يجب أن يصدق؟فتح الحقيبة ببطء، وأخرج الجهاز. كان يشبه سواراً معدنياً، مع شاشة صغيرة وأزرار دقيقة. كان تصميمه بسيطاً لكنه أنيق، وكان يبدو آمناً.لكن هل كان آمناً حقاً؟ أم كان فخاً آخر، مثل جهاز سونغ-هو لي؟وضع الجهاز جانباً، غير مستعد

لاتخاذ قرار بشأنه الآن. كان بحاجة إلى المزيد من المعلومات، المزيد من الوقت للتفكير.لكن الوقت كان ينفد، كما قالت كل من مين-آه وسو-يون. كانت قدرته تنمو بسرعة خطيرة، وكان البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي يسرعان خططهما.كان عليه اتخاذ قرار قريباً. لكن كيف يمكنه اتخاذ القرار الصحيح عندما كان كل شخص يخبره

بقصة مختلفة؟تنهد بعمق، ثم استلقى على سريره، محدقاً في السقف. كان يشعر بالوحدة والارتباك، محاطاً بأشخاص لديهم أجنداتهم الخاصة، كل منهم يريد استخدامه لتحقيق أهدافه.كان يتمنى لو كان هناك شخص واحد يمكنه الوثوق به تماماً، شخص ليس لديه أجندة خفية، شخص يهتم به حقاً كشخص، وليس كأداة أو سلاح.لكن في عالم مليء بالأكاذيب والخداع، كان من الصعب معرفة من كان صادقاً

حقاً.أغمض عينيه، محاولاً تهدئة عقله المضطرب. كان بحاجة إلى الراحة، إلى النوم. ربما في الصباح، ستكون الأمور أكثر وضوحاً.لكن حتى في أحلامه، لم يكن بإمكانه الهروب من الحقيقة المعقدة والخطيرة التي كان يعيش فيها.في مكان آخر في الأكاديمية، كانت مين-آه تسير بسرعة عبر الممرات المظلمة، متوجهة نحو الكوخ

في الغابة. كان عليها إخبار بقية المقاومة عما حدث، عن سو-يون والحراس المزعومين.لكنها توقفت فجأة عندما رأت شخصاً يقف في طريقها - البروفيسور كانغ."مساء الخير، مين-آه." قال بابتسامة باردة. "إلى أين أنت ذاهبة في هذا الوقت المتأخر؟""أنا... كنت فقط أتمشى، بروفيسور." قالت مين-آه، محاولة إخفاء توترها."حقاً؟" قال البروفيسور كانغ، عيناه تتوهجان بلون أزرق غريب في الظلام.

"أعتقد أنك كنت ذاهبة لمقابلة أصدقائك في المقاومة."شعرت مين-آه بالخوف يتجمد في عروقها. "لا أعرف عما تتحدث، بروفيسور.""بالطبع تعرفين." قال البروفيسور كانغ، مقترباً منها ببطء. "أنا أعرف كل شيء، مين-آه. أعرف عن المقاومة، أعرف عن الكوخ في الغابة، أعرف عن جهاز التثبيت الذي أعطيته

لجون."حاولت مين-آه التراجع، لكن ظهرها اصطدم بالحائط. كانت محاصرة."ماذا تريد؟" سألت، صوتها يرتجف قليلاً."أريد نفس الشيء الذي أردته دائماً." قال البروفيسور كانغ. "أريد فتح البوابة. وأريدك أن تساعديني.""لن أساعدك أبداً." قالت مين-آه بتحدٍ. "أنت لست البروفيسور كانغ. أنت الكيان الذي يسيطر عليه."ضحك البروفيسور كانغ ضحكة

باردة. "أنا البروفيسور كانغ والكيان. نحن واحد الآن، مين-آه. وسنكون أقوى بكثير عندما تنضمين إلينا.""ماذا تعني؟" سألت مين-آه بخوف.ابتسم البروفيسور كانغ ابتسامة غير بشرية. "أعني أنه حان الوقت لك لتلتقي بصديقي."ثم، بحركة سريعة، وضع يده على جبهة مين-آه. شعرت بألم حاد، كما لو أن شيئاً كان يخترق

عقلها.صرخت، لكن لم يكن هناك أحد ليسمعها في الممرات المظلمة.وبينما كان وعيها يتلاشى، رأت ضوءاً أزرق غريباً يتدفق من عيني البروفيسور كانغ إلى عينيها."مرحباً، مين-آه." همس صوت غريب في عقلها. "سنكون أصدقاء رائعين."ثم، سقطت في الظلام.

2025/04/24 · 49 مشاهدة · 2303 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025