# الفصل التاسع عشر: الفصل الخاص

وصل يوم الاثنين أسرع مما توقع جون. كان متوتراً ومتحمساً في نفس الوقت للفصل الخاص للدراسات المتقدمة في القوى الخارقة. استيقظ مبكراً، واستحم، وارتدى ملابسه بعناية أكبر من المعتاد.

عندما وصل إلى كافتيريا الأكاديمية لتناول الإفطار، وجد مين-آه وتاي-هو وجين-هو ينتظرونه على طاولتهم المعتادة. كانوا جميعاً يبدون متحمسين مثله.

"صباح الخير، أيها البطل." ابتسم تاي-هو عندما رآه.

"صباح الخير." ابتسم جون، جالساً بجانب مين-آه. "هل أنتم متحمسون للفصل الخاص؟"

"بالطبع!" قال جين-هو بحماس. "أنا فضولي جداً لمعرفة ما سيعلموننا. وأيضاً لمعرفة من هم الطلاب الآخرون الذين تم اختيارهم."

"أنا أيضاً." أومأت مين-آه. "المدير لي قال إن هناك 'بعض الطلاب الآخرين ذوي القدرات النادرة والقوية'. أتساءل من هم."

"حسناً، سنعرف قريباً." قال تاي-هو، ناظراً إلى ساعته. "الفصل يبدأ بعد ساعة."

تناولوا إفطارهم، متحدثين عن توقعاتهم للفصل الخاص. كان جين-هو متحمساً بشكل خاص للجانب العلمي - كيف تعمل القدرات الخارقة، وكيف يمكن تطويرها وتعزيزها.

"أتساءل ما إذا كانوا سيعلموننا كيفية تطوير قدرات جديدة." قال بحماس. "تخيلوا إذا تمكنا من اكتساب قدرات متعددة!"

"لا أعتقد أن الأمر يعمل بهذه الطريقة، جين-هو." ضحكت مين-آه. "القدرات الخارقة فطرية، وليست شيئاً يمكن اكتسابه."

"ربما." هز جين-هو كتفيه. "لكن من يعرف؟ العلم يتقدم كل يوم. ربما اكتشفوا طريقة لتعديل الجينات المسؤولة عن القدرات الخارقة."

"هذا يبدو خطيراً." قال جون بقلق. "تخيل إذا وقعت هذه التقنية في الأيدي الخطأ."

"مثل سونغ-هو لي." أومأ تاي-هو بجدية. "نعم، هذا سيكون كارثياً."

كان هناك صمت للحظة، حيث فكروا جميعاً في الاحتمالات المخيفة. ثم قطعت مين-آه الصمت.

"على أي حال." قالت، محاولة تغيير الموضوع. "هل سمعتم أي أخبار عن البروفيسور كانغ وهاي-جين ويون-هي؟"

هز جون رأسه. "لا. آخر ما سمعته من سو-يون هو أنهم لا يزالون يعملون معهم، محاولين فصلهم عن الكيانات. لكنها قالت إنها عملية صعبة ومعقدة."

"وخاصة مع يون-هي." أضاف تاي-هو. "سمعت أنها لا تريد أن تتخلى عن الكيان. إنها تعتقد أنه جزء منها الآن."

"هذا مقلق." قالت مين-آه بقلق. "إذا لم تكن تريد المساعدة، فكيف يمكنهم مساعدتها؟"

"لا أعرف." تنهد جون. كان قلقاً بشكل خاص على يون-هي. رغم كل ما فعلته، كان لا يزال يشعر بالتعاطف معها. كانت ضحية، مثلهم جميعاً، ضحية للكيانات من الأبراج.

"حسناً، دعونا نأمل أن يتمكنوا من مساعدتهم جميعاً." قال جين-هو. "والآن، يجب أن نذهب. لا نريد أن نتأخر عن الفصل الخاص."

نهضوا جميعاً، متجهين نحو الطابق السفلي من المبنى الرئيسي، حيث كان من المفترض أن يكون الفصل الخاص.

عندما وصلوا إلى الطابق السفلي، وجدوا ممراً طويلاً مع العديد من الأبواب. كان أحد الأبواب مختلفاً عن البقية - كان أكبر، ومصنوعاً من معدن فضي لامع، مع لوحة صغيرة عليها كتب "القاعة الخاصة".

"هذا هو." قال تاي-هو، مشيراً إلى الباب.

اقتربوا من الباب، الذي انفتح تلقائياً عندما اقتربوا. دخلوا، ليجدوا أنفسهم في قاعة واسعة، مجهزة بأحدث التقنيات. كانت هناك شاشات كبيرة على الجدران، ومقاعد مريحة مرتبة في دائرة، ومنصة في الوسط.

كان هناك بالفعل بعض الطلاب في القاعة، جالسين على المقاعد، يتحدثون بصوت منخفض. عندما دخل جون وأصدقاؤه، نظر الجميع إليهم.

"آه، ها هم أبطالنا." ابتسمت فتاة طويلة ذات شعر أسود طويل. كانت جي-يون بارك، إحدى أفضل الطالبات في الأكاديمية، معروفة بقدرتها على التخاطر.

"مرحباً، جي-يون." ابتسم جون. "لم أكن أعرف أنك ستكونين هنا أيضاً."

"نعم، تم اختياري." ابتسمت. "قدرتي على التخاطر تعتبر 'نادرة وقوية'، على ما يبدو."

"بالتأكيد هي كذلك." أومأ جين-هو. "التخاطر هو واحد من أندر القدرات الخارقة."

نظر جون حوله، متعرفاً على الطلاب الآخرين. كان هناك مين-جون لي، المعروف بقدرته على التحكم في الماء؛ سو-مين كيم، المعروفة بقدرتها على الشفاء؛ وجي-هون بارك، المعروف بقدرته على التحكم في النار.

"يبدو أنهم اختاروا مجموعة متنوعة من القدرات." همست مين-آه لجون. "هذا منطقي. فريق متوازن سيكون أكثر فعالية."

أومأ جون برأسه، موافقاً. كان يرى المنطق في ذلك. قدرات مختلفة تعني قدرات مختلفة على التعامل مع مختلف أنواع التهديدات.

قبل أن يتمكن من قول أي شيء آخر، فتح الباب مرة أخرى، ودخل المدير لي وسو-يون. كان المدير لي يرتدي بدلة رسمية، بينما كانت سو-يون ترتدي بنطلوناً أسود وقميصاً أبيض بسيطاً.

"صباح الخير، أيها الطلاب." ابتسم المدير لي. "شكراً لانضمامكم إلى هذا الفصل الخاص. أنا متأكد من أنكم جميعاً فضوليون لمعرفة ما سنفعله هنا."

كان هناك همهمة من الموافقة بين الطلاب. كانوا جميعاً فضوليين جداً.

"قبل أن نبدأ." واصل المدير لي. "أود أن أقدم لكم ضيفاً خاصاً. شخص سيساعدنا في تدريبكم."

أشار نحو الباب، الذي انفتح مرة أخرى. ودخلت امرأة طويلة ذات شعر أسود قصير وعينين حادتين. كانت ترتدي بدلة سوداء أنيقة، وكانت تتحرك بثقة وقوة.

"هذه هي الدكتورة جي-يونغ كيم." قدمها المدير لي. "خبيرة في القوى الخارقة، وعضو في منظمة دولية تراقب وتدرس الظواهر الخارقة للطبيعة."

"مرحباً، أيها الطلاب." ابتسمت الدكتورة كيم ابتسامة صغيرة. "أنا سعيدة بلقائكم جميعاً."

كان هناك شيء في صوتها - نبرة قوية، واثقة - جعلت جون يشعر بالاحترام الفوري. كانت تبدو مثل شخص يعرف ما يفعله، شخص يمكن الوثوق به.

"الدكتورة كيم ستساعدنا في تدريبكم." واصل المدير لي. "لديها خبرة واسعة في العمل مع الأفراد ذوي القدرات الخارقة، وفي مواجهة التهديدات الخارقة للطبيعة."

"مثل الكيانات من الأبراج." قالت الدكتورة كيم، ناظرة مباشرة إلى جون وأصدقائه.

كان هناك همهمة من المفاجأة بين الطلاب الذين لم يكونوا على دراية بالكيانات والأبراج. كان جون يتساءل كيف ستتم إدارة هذا الموضوع.

"نعم." أومأ المدير لي. "كما وعدتكم، سنخبركم بكل شيء. لكن أولاً، دعونا نتأكد من أننا جميعاً على نفس الصفحة."

أشار إلى سو-يون، التي تقدمت وضغطت على زر على جهاز تحكم صغير. ظهرت صورة على الشاشة الكبيرة على الجدار - صورة للبوابة التي كان البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي قد حاولا فتحها.

"هذه هي البوابة." قالت سو-يون. "بوابة إلى عالم آخر - عالم نسميه 'الأبراج'."

"الأبراج؟" كرر مين-جون لي، مندهشاً. "مثل... أبراج؟"

"ليس تماماً." هزت سو-يون رأسها. "الأبراج هو اسم نستخدمه لوصف هذا العالم الآخر. إنه عالم مختلف جداً عن عالمنا - عالم من الطاقة الخالصة، حيث تعيش كيانات قوية جداً."

"كيانات؟" كررت سو-مين كيم، مرتبكة. "ماذا تعنين بـ 'كيانات'؟"

"كائنات من الطاقة الخالصة." شرحت سو-يون. "ليس لها شكل مادي، لكنها واعية وذكية. وهي... خطيرة جداً."

"خطيرة كيف؟" سأل جي-هون بارك.

"هذه الكيانات تريد دخول عالمنا." قال المدير لي. "وللقيام بذلك، تحتاج إلى أجساد مادية - أجساد بشرية. إنها تسكن البشر، تسيطر عليهم، تستخدمهم كـ 'أوعية'."

كان هناك صمت مصدوم في القاعة. كان الطلاب الذين لم يكونوا على دراية بالكيانات والأبراج يبدون مرتبكين ومصدومين.

"هل هذا... حقيقي؟" سألت جي-يون بارك أخيراً، ناظرة إلى جون وأصدقائه. "هل هذا ما واجهتموه؟"

أومأ جون برأسه. "نعم. البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي ويون-هي وهاي-جين - جميعهم مسكونون بكيانات من الأبراج. وكانوا يحاولون فتح بوابة لإحضار المزيد من الكيانات إلى عالمنا."

"لكننا أوقفناهم." أضاف تاي-هو. "أغلقنا البوابة، ومنعنا الكيانات من الدخول."

"لكن التهديد لم ينتهِ." قالت مين-آه. "سونغ-هو لي لا يزال حراً، ويخطط ربما لفتح بوابة أخرى."

"وهذا هو سبب وجودكم هنا." قالت الدكتورة كيم. "نحن بحاجة إلى فريق من الأفراد ذوي القدرات الخارقة، مدربين ومستعدين للدفاع عن العالم من هذا التهديد."

"وأنتم." أضاف المدير لي. "تم اختياركم لتكونوا هذا الفريق."

كان هناك صمت آخر في القاعة، حيث استوعب الطلاب هذه المعلومات. كان بعضهم يبدو متحمساً، والبعض الآخر قلقاً، والبعض الآخر غير متأكد.

"لماذا نحن؟" سأل مين-جون لي أخيراً. "لماذا تم اختيارنا نحن بالذات؟"

"لأن قدراتكم نادرة وقوية." قالت الدكتورة كيم. "وأيضاً لأنها متكاملة. معاً، تشكلون فريقاً متوازناً، قادراً على التعامل مع مختلف أنواع التهديدات."

"وأيضاً." أضاف المدير لي. "لأننا نثق بكم. نثق بأنكم ستستخدمون قدراتكم للخير، للدفاع عن العالم، وليس لأغراض أنانية."

كان ذلك مشجعاً. كان جون يشعر بالفخر لأنه تم اختياره، لأن المدير لي وسو-يون والدكتورة كيم يثقون به.

"وماذا سنفعل في هذا الفصل بالضبط؟" سأل جين-هو، فضولياً.

"ستتعلمون كيفية تطوير قدراتكم إلى أقصى إمكاناتها." قالت الدكتورة كيم. "وكيفية العمل معاً كفريق. وكيفية مواجهة التهديدات الخارقة للطبيعة."

"وستتعلمون أيضاً عن الكيانات والأبراج." أضافت سو-يون. "عن نقاط ضعفها وقوتها، وكيفية مواجهتها."

"وأول درس." قال المدير لي. "سيكون عن الكيانات نفسها. سو-يون، هل يمكنك شرح ذلك؟"

أومأت سو-يون برأسها، ثم نظرت إلى الطلاب. "الكيانات من الأبراج هي كائنات من الطاقة الخالصة. ليس لها شكل مادي، لكنها واعية وذكية. وهي قوية جداً، مع قدرات تفوق بكثير قدرات البشر العاديين."

ضغطت على زر آخر على جهاز التحكم، وظهرت صورة أخرى على الشاشة - صورة لشيء يشبه سحابة من الضوء الأزرق.

"هذا هو شكل الكيان في حالته الطبيعية." قالت. "كما ترون، إنه ليس له شكل محدد. إنه مجرد... طاقة."

"لكن عندما يسكن جسداً بشرياً." واصلت. "يمكنه اتخاذ شكل ذلك الجسد. ويمكنه أيضاً منح ذلك الجسد قدرات خارقة."

"مثل ماذا؟" سأل جي-هون بارك.

"مثل القوة الخارقة، والسرعة الخارقة، والقدرة على التحكم في العناصر." قالت سو-يون. "وأيضاً، اعتماداً على قوة الكيان، قدرات أكثر تعقيداً - مثل التخاطر، والتحريك عن بعد، والتلاعب بالواقع."

"هذا... مخيف." قالت سو-مين كيم بصوت منخفض.

"نعم، هو كذلك." أومأت سو-يون. "لكن الكيانات لها أيضاً نقاط ضعف. أولاً، لا يمكنها البقاء في عالمنا بدون جسد مادي. ثانياً، هي حساسة لبعض أنواع الطاقة - خاصة الطاقة التي تنتجها بعض القدرات الخارقة."

"مثل قدرة جون." قال تاي-هو. "الصدى الأسود. إنها فعالة جداً ضد الكيانات."

"بالضبط." أومأت سو-يون. "الصدى الأسود هو قدرة نادرة جداً، تسمح لحاملها بامتصاص وعكس الطاقة. وهذا يجعلها فعالة بشكل خاص ضد الكيانات، التي هي في الأساس كائنات من الطاقة."

نظر الجميع إلى جون، الذي شعر بالحرج قليلاً من الاهتمام المفاجئ.

"لكن هناك قدرات أخرى فعالة أيضاً." واصلت سو-يون. "التخاطر، على سبيل المثال، يمكن استخدامه للتواصل مع الكيان داخل الجسد المسكون، وربما حتى للتأثير عليه."

نظرت إلى جي-يون بارك، التي بدت مفاجأة.

"حقاً؟" سألت جي-يون. "يمكنني فعل ذلك؟"

"نظرياً، نعم." أومأت سو-يون. "مع التدريب المناسب، يمكنك تطوير قدرتك على التخاطر لتشمل التواصل مع الكيانات."

"وماذا عن قدرتي؟" سأل مين-جون لي. "هل التحكم في الماء فعال ضد الكيانات؟"

"الماء نفسه ليس فعالاً بشكل خاص." قالت سو-يون. "لكن يمكن استخدامه كناقل للطاقة. على سبيل المثال، يمكنك استخدام الماء لنقل طاقة الصدى الأسود من جون إلى الكيان."

"وقدرتي؟" سأل جي-هون بارك. "التحكم في النار؟"

"النار هي شكل من أشكال الطاقة." قالت سو-يون. "وبالتالي، يمكن أن تكون فعالة ضد الكيانات، خاصة إذا تم توجيهها بشكل صحيح."

"وماذا عن قدرتي على الشفاء؟" سألت سو-مين كيم.

"قدرتك مهمة بشكل خاص." ابتسمت سو-يون. "لأنها يمكن أن تساعد في شفاء الأضرار التي تسببها الكيانات للأجساد التي تسكنها. وأيضاً، يمكن أن تساعد في تقوية الروح البشرية، مما يجعلها أكثر مقاومة للسيطرة من قبل الكيانات."

كان ذلك مثيراً للاهتمام. كان جون لم يفكر من قبل في كيفية استخدام قدرات مختلفة ضد الكيانات. كان قد ركز فقط على قدرته - الصدى الأسود.

"وماذا عن قدرتي؟" سألت مين-آه. "أنا لا أملك قدرة خارقة واضحة."

"هذا غير صحيح." قالت الدكتورة كيم. "قدرتك هي التحليل والفهم العميق. قد لا تبدو 'خارقة' بالمعنى التقليدي، لكنها قيمة جداً. يمكنك فهم الأنماط والعلاقات التي قد لا يلاحظها الآخرون، وهذا يمكن أن يكون حاسماً في فهم سلوك الكيانات وتوقع تحركاتها."

ابتسمت مين-آه، متفاجئة ومسرورة بهذا التقدير لقدرتها.

"وقدرتي؟" سأل تاي-هو. "التلاعب بالطاقة؟"

"قدرتك مشابهة لقدرة جون، لكنها مختلفة في التطبيق." قالت الدكتورة كيم. "بينما يمكن لجون امتصاص وعكس الطاقة، يمكنك أنت تعديل وتوجيه الطاقة. هذا يمكن أن يكون مفيداً جداً في التعامل مع الكيانات، خاصة إذا تمكنت من تعديل طاقتها بطريقة تضعفها."

"وأنا؟" سأل جين-هو. "أنا لا أملك قدرة خارقة تقليدية أيضاً."

"ذكاؤك الاستثنائي وقدرتك على الاختراع هما قدرتك الخارقة." ابتسمت الدكتورة كيم. "يمكنك اختراع أجهزة وتقنيات يمكن أن تساعدنا في مواجهة الكيانات. مثل الجهاز الذي اخترعته لإغلاق البوابة."

ابتسم جين-هو، راضياً عن هذا التقدير.

"كما ترون." قال المدير لي. "كل واحد منكم لديه قدرة قيمة، يمكن استخدامها في مواجهة الكيانات. ومعاً، تشكلون فريقاً قوياً ومتوازناً."

"لكن قبل أن تتمكنوا من العمل معاً بفعالية." أضافت الدكتورة كيم. "تحتاجون إلى تطوير قدراتكم الفردية إلى أقصى إمكاناتها. وهذا ما سنركز عليه في الأسابيع القليلة القادمة."

"كيف سنفعل ذلك؟" سأل جون، فضولياً.

"من خلال التدريب المكثف." قالت الدكتورة كيم. "سنعمل مع كل واحد منكم بشكل فردي، لمساعدتكم على فهم قدراتكم بشكل أفضل، وتطويرها، وتعلم كيفية استخدامها بفعالية أكبر."

"وسنبدأ اليوم." أضاف المدير لي. "مع تقييم أولي لقدراتكم الحالية."

أشار إلى باب آخر في الجانب الآخر من القاعة. "هذا الباب يؤدي إلى غرفة التدريب. سندخل واحداً تلو الآخر، وسنقيم قدراتكم."

"من سيبدأ؟" سأل تاي-هو.

"سنبدأ بجون." قالت الدكتورة كيم. "نظراً لأهمية قدرته في مواجهة الكيانات."

شعر جون بالتوتر فجأة. كان الجميع ينظرون إليه، ينتظرون منه أن يظهر قدرته - الصدى الأسود. لكنه لم يكن متأكداً تماماً من كيفية فعل ذلك. كان قد استخدم قدرته بشكل غريزي في المواقف الخطيرة، لكنه لم يحاول أبداً استخدامها في بيئة مسيطر عليها.

"لا تقلق." ابتسمت الدكتورة كيم، كما لو أنها كانت تقرأ أفكاره. "نحن لا نتوقع منك أن تكون متقناً لقدرتك من البداية. هذا هو سبب وجودنا هنا - لمساعدتك على تعلم كيفية استخدامها بفعالية."

أومأ جون برأسه، شاعراً بالارتياح قليلاً. ثم نهض واتبع المدير لي والدكتورة كيم وسو-يون إلى غرفة التدريب.

كانت غرفة التدريب واسعة ومجهزة بأحدث التقنيات. كانت الجدران والأرضية والسقف مغطاة بمادة معدنية فضية، وكانت هناك أجهزة مختلفة في جميع أنحاء الغرفة.

"هذه الغرفة مصممة خصيصاً لتدريب الطلاب ذوي القدرات الخارقة." شرح المدير لي. "الجدران والأرضية والسقف مصنوعة من مادة خاصة، قادرة على امتصاص وتحييد الطاقة الزائدة. هذا يجعلها آمنة للتدريب، حتى مع القدرات القوية والخطيرة."

"وهذه الأجهزة." أشارت الدكتورة كيم إلى الأجهزة المختلفة في الغرفة. "مصممة لقياس وتحليل القدرات الخارقة. يمكنها قياس قوة القدرة، ونطاقها، ودقتها، وغيرها من المعلمات."

"حسناً." قالت سو-يون. "دعنا نبدأ. جون، هل يمكنك الوقوف في وسط الغرفة؟"

أومأ جون برأسه، متجهاً نحو وسط الغرفة. كان قلبه يخفق بسرعة، وكان يشعر بالتوتر والإثارة في نفس الوقت.

"الآن." قالت الدكتورة كيم. "أريدك أن تركز على قدرتك. تخيل أنها طاقة داخلك، تنتظر أن يتم إطلاقها."

أغلق جون عينيه، محاولاً التركيز. كان يحاول تخيل قدرته - الصدى الأسود - كطاقة داخله. لكنه لم يكن متأكداً مما كان يفعله بالضبط.

"لا تقلق إذا لم تنجح من المحاولة الأولى." قالت سو-يون بلطف. "هذا طبيعي. القدرات الخارقة غالباً ما تكون مرتبطة بالعواطف والغرائز، وقد يكون من الصعب استخدامها بوعي في البداية."

أومأ جون برأسه، شاعراً بالارتياح قليلاً. كان يعرف أن سو-يون كانت محقة. كان قد استخدم قدرته بشكل غريزي في المواقف الخطيرة، عندما كان يشعر بالخوف أو الغضب.

"دعنا نجرب نهجاً مختلفاً." قالت الدكتورة كيم. "بدلاً من محاولة استخدام قدرتك مباشرة، دعنا نحاول تحفيزها."

أشارت إلى سو-يون، التي رفعت يدها. كان هناك وميض من الضوء الأخضر، ثم ظهرت كرة صغيرة من الطاقة الخضراء في يدها.

"سأرسل هذه الكرة من الطاقة نحوك." قالت سو-يون. "وأريدك أن تحاول امتصاصها وعكسها. لا تقلق، إنها ليست قوية بما يكفي لإيذائك."

أومأ جون برأسه، مستعداً. كان يشعر بالتوتر، لكنه كان أيضاً متحمساً لتجربة قدرته بهذه الطريقة.

أرسلت سو-يون الكرة من الطاقة الخضراء نحو جون، التي طارت ببطء عبر الغرفة. عندما اقتربت منه، رفع جون يديه غريزياً، محاولاً امتصاصها.

لكن الكرة اصطدمت به، مرسلة موجة خفيفة من الدفء عبر جسده. لم يتمكن من امتصاصها.

"لا بأس." ابتسمت سو-يون. "دعنا نحاول مرة أخرى. هذه المرة، حاول أن تتخيل الطاقة تتدفق إلى يديك، كما لو كانت الماء يتدفق إلى وعاء."

أومأ جون برأسه، مركزاً. كان يحاول تخيل الطاقة تتدفق إلى يديه، كما اقترحت سو-يون.

أرسلت سو-يون كرة أخرى من الطاقة الخضراء نحوه. هذه المرة، عندما اقتربت منه، شعر جون بشيء يستيقظ داخله - شعور غريب، كما لو أن هناك فراغاً في صدره، ينتظر أن يتم ملؤه.

رفع يديه، مركزاً على هذا الشعور. وعندما اصطدمت الكرة بيديه، شعر بالطاقة تتدفق إلى جسده، تملأ الفراغ في صدره.

"نعم!" صرخت سو-يون بحماس. "أنت تفعلها! أنت تمتص الطاقة!"

كان جون مندهشاً. كان يشعر بالطاقة داخله، دافئة ونابضة بالحياة. كان شعوراً غريباً لكنه ممتع.

"الآن." قالت الدكتورة كيم. "حاول عكسها. تخيل الطاقة تتدفق من صدرك، عبر ذراعيك، وخارج يديك."

ركز جون، محاولاً فعل ما طلبته الدكتورة كيم. كان يتخيل الطاقة تتدفق من صدره، عبر ذراعيه، وخارج يديه.

وفجأة، كان هناك وميض من الضوء الأسود، وانطلقت كرة من الطاقة السوداء من يديه، متجهة نحو الجدار المقابل. اصطدمت بالجدار، محدثة صوت طقطقة خافت.

"رائع!" صرخت سو-يون بحماس. "لقد فعلتها!"

كان جون مندهشاً ومبهوراً. كان قد استخدم قدرته بوعي، للمرة الأولى. كان شعوراً رائعاً.

"هذا مثير للإعجاب." ابتسمت الدكتورة كيم. "خاصة للمحاولة الأولى. لديك موهبة طبيعية، جون."

"شكراً." ابتسم جون، شاعراً بالفخر.

"دعنا نحاول مرة أخرى." قالت سو-يون. "هذه المرة، سأرسل كرة أكبر من الطاقة. وأريدك أن تحاول امتصاصها وعكسها بشكل أسرع."

أومأ جون برأسه، مستعداً. كان يشعر بالثقة الآن، بعد أن نجح في المحاولة الأولى.

أرسلت سو-يون كرة أكبر من الطاقة الخضراء نحوه. هذه المرة، لم يتردد جون. رفع يديه، وامتص الطاقة بسهولة، شاعراً بها تتدفق إلى جسده.

ثم، بحركة سريعة، عكس الطاقة، مرسلاً كرة كبيرة من الطاقة السوداء نحو الجدار. اصطدمت بالجدار، محدثة صوت طقطقة أعلى هذه المرة.

"ممتاز!" صرخت سو-يون بحماس. "أنت تتحسن بسرعة!"

كان جون يشعر بالإثارة والفخر. كان يتعلم كيفية استخدام قدرته، وكان ذلك شعوراً رائعاً.

"دعنا نجرب شيئاً أكثر تعقيداً." قالت الدكتورة كيم. "سو-يون، هل يمكنك إرسال عدة كرات من الطاقة في نفس الوقت؟"

أومأت سو-يون برأسها، ثم رفعت يديها. ظهرت ثلاث كرات من الطاقة الخضراء، تحوم حولها.

"سأرسل هذه الكرات الثلاث نحوك في نفس الوقت." قالت لجون. "وأريدك أن تحاول امتصاصها جميعاً وعكسها."

كان ذلك يبدو تحدياً أكبر. كان جون غير متأكد مما إذا كان بإمكانه امتصاص ثلاث كرات من الطاقة في نفس الوقت. لكنه كان مستعداً للمحاولة.

أرسلت سو-يون الكرات الثلاث نحوه، متجهة نحوه من اتجاهات مختلفة. رفع جون يديه، محاولاً امتصاصها جميعاً.

امتص الكرة الأولى بسهولة، شاعراً بالطاقة تتدفق إلى جسده. لكن الكرتين الأخريين كانتا أسرع مما توقع. قبل أن يتمكن من التركيز عليهما، اصطدمتا به، مرسلتين موجات من الدفء عبر جسده.

"لا بأس." ابتسمت سو-يون. "هذا كان تحدياً أكبر. دعنا نحاول مرة أخرى."

أومأ جون برأسه، مصمماً على النجاح هذه المرة. كان يعرف أنه كان بحاجة إلى التركيز أكثر، وإلى توسيع نطاق وعيه ليشمل الكرات الثلاث.

أرسلت سو-يون الكرات الثلاث مرة أخرى. هذه المرة، ركز جون بشدة، محاولاً أن يكون واعياً بالكرات الثلاث في نفس الوقت.

عندما اقتربت الكرات منه، رفع يديه، وفتح ذراعيه على اتساعهما، محاولاً امتصاص الكرات الثلاث.

وإلى دهشته، نجح. امتص الكرات الثلاث، شاعراً بالطاقة تتدفق إلى جسده. كان هناك المزيد من الطاقة هذه المرة، مما جعله يشعر بالدفء والقوة.

ثم، بحركة واحدة قوية، عكس الطاقة، مرسلاً كرة كبيرة من الطاقة السوداء نحو الجدار. اصطدمت بالجدار، محدثة صوت انفجار خافت.

"رائع!" صرخت سو-يون بحماس. "لقد فعلتها!"

كان جون مندهشاً ومبهوراً. كان قد امتص ثلاث كرات من الطاقة في نفس الوقت، وعكسها كلها في كرة واحدة قوية. كان ذلك أكثر مما كان يتوقع.

"هذا مثير للإعجاب جداً." قالت الدكتورة كيم. "خاصة للمبتدئ. لديك موهبة طبيعية، جون."

"وهذا يؤكد نظريتنا." أضاف المدير لي. "قدرتك - الصدى الأسود - هي بالفعل فعالة جداً ضد الطاقة. وبالتالي، ضد الكيانات من الأبراج."

أومأ جون برأسه، شاعراً بالفخر والمسؤولية في نفس الوقت. كان يعرف أن قدرته كانت قيمة في مواجهة الكيانات، وكان مصمماً على تطويرها إلى أقصى إمكاناتها.

"هذا يكفي للآن." ابتسمت الدكتورة كيم. "لقد أظهرت إمكانات رائعة، جون. وأنا متأكدة من أنك ستتحسن أكثر مع المزيد من التدريب."

"شكراً." ابتسم جون. "أنا متحمس للتعلم المزيد."

"وستفعل." أومأت الدكتورة كيم. "سنعمل معك بشكل فردي، لمساعدتك على تطوير قدرتك. وسنعمل أيضاً مع الآخرين، لمساعدتهم على تطوير قدراتهم."

"ومعاً." أضاف المدير لي. "ستشكلون فريقاً قوياً، قادراً على مواجهة أي تهديد."

أومأ جون برأسه، شاعراً بالأمل والتصميم. كان يعرف أن الطريق أمامهم كان صعباً، لكنه كان أيضاً واثقاً من أنهم، معاً، كانوا قادرين على مواجهة أي تحدٍ.

وبينما كان يغادر غرفة التدريب، كان يشعر بشيء جديد يستيقظ داخله - شعور بالقوة والثقة والهدف. كان يعرف أنه كان في بداية رحلة جديدة، رحلة قد تغير حياته إلى الأبد.

وكان مستعداً لها.

2025/04/26 · 30 مشاهدة · 3073 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025