# الفصل العشرون: تدريب مكثف
بعد الجلسة الأولى في الفصل الخاص، أصبحت حياة جون وأصدقائه أكثر انشغالاً من أي وقت مضى. بالإضافة إلى دروسهم العادية في الأكاديمية، كانوا الآن يحضرون جلسات تدريب مكثفة ثلاث مرات في الأسبوع، تحت إشراف المدير لي والدكتورة كيم وسو-يون.
كان صباح يوم الأربعاء، وكان جون في طريقه إلى القاعة الخاصة في الطابق السفلي للجلسة الثالثة من التدريب المكثف. كان متعباً، لكنه كان أيضاً متحمساً. كان قد أحرز تقدماً كبيراً في الجلستين السابقتين، وكان متلهفاً لمعرفة ما كان ينتظره اليوم.
عندما وصل إلى القاعة الخاصة، وجد مين-آه وتاي-هو وجين-هو ينتظرونه بالفعل. كانوا جميعاً يبدون متعبين لكن متحمسين، تماماً مثله.
"صباح الخير، أيها البطل." ابتسم تاي-هو عندما رآه.
"صباح الخير." ابتسم جون، جالساً بجانب مين-آه. "هل أنتم مستعدون لجلسة أخرى من التدريب المكثف؟"
"بالطبع!" قال جين-هو بحماس. "أنا متحمس لمعرفة ما سنتعلمه اليوم."
"أنا أيضاً." أومأت مين-آه. "لقد كانت الجلستان السابقتان مفيدتين جداً. خاصة بالنسبة لك، جون. لقد أحرزت تقدماً كبيراً في استخدام قدرتك."
كان ذلك صحيحاً. في الجلستين السابقتين، كان جون قد تعلم كيفية استخدام قدرته - الصدى الأسود - بوعي وتحكم. كان الآن قادراً على امتصاص وعكس الطاقة بسهولة أكبر، وكان يعمل على تطوير دقة وقوة هجماته.
"شكراً." ابتسم جون. "لكنكم جميعاً أحرزتم تقدماً أيضاً. خاصة أنت، مين-آه. تحليلك للأنماط والعلاقات كان مذهلاً."
ابتسمت مين-آه، متأثرة بمديحه. "شكراً، جون. أنا فقط أحاول المساهمة بما أستطيع."
"وأنت تفعلين ذلك بشكل رائع." قال جون بصدق.
كان هناك لحظة من الصمت بينهما، حيث نظر كل منهما إلى الآخر. كان هناك شيء في عيني مين-آه - دفء، اهتمام، شيء أعمق - جعل جون يشعر بالدفء والارتباك في نفس الوقت.
"حسناً، أيها العاشقان." ضحك تاي-هو، مقاطعاً اللحظة. "الدكتورة كيم وصلت."
نظر جون وراءه ليرى الدكتورة كيم تدخل القاعة، تتبعها سو-يون. كانت الدكتورة كيم ترتدي بدلة سوداء أنيقة كالمعتاد، بينما كانت سو-يون ترتدي بنطلوناً أسود وقميصاً أبيض بسيطاً.
"صباح الخير، أيها الطلاب." ابتسمت الدكتورة كيم. "آمل أن تكونوا مستعدين لجلسة أخرى من التدريب المكثف."
"نحن مستعدون، دكتورة." قال جون، متحدثاً نيابة عن المجموعة.
"ممتاز." ابتسمت الدكتورة كيم. "اليوم، سنركز على العمل الجماعي. حتى الآن، كنا نعمل معكم بشكل فردي، لمساعدتكم على تطوير قدراتكم الفردية. لكن في النهاية، ستحتاجون إلى العمل معاً كفريق."
"وهذا يعني." أضافت سو-يون. "أنكم ستحتاجون إلى تعلم كيفية دمج قدراتكم، وكيفية دعم بعضكم البعض في المعركة."
"كيف سنفعل ذلك؟" سأل تاي-هو، فضولياً.
"من خلال التدريب العملي." قالت الدكتورة كيم. "سنقسمكم إلى فرق، وستواجهون تحديات مختلفة تتطلب منكم العمل معاً."
"وأول تحدٍ." أضافت سو-يون. "سيكون محاكاة لمواجهة مع كيان من الأبراج."
كان هناك همهمة من الإثارة بين الطلاب. كانوا جميعاً متحمسين لتجربة مهاراتهم في موقف شبيه بالمعركة الحقيقية.
"بالطبع." واصلت الدكتورة كيم. "هذه ستكون محاكاة آمنة. لن تكونوا في خطر حقيقي. لكننا نريدكم أن تأخذوا الأمر بجدية، وأن تستخدموا كل ما تعلمتموه حتى الآن."
"وكيف ستعمل هذه المحاكاة؟" سأل جين-هو، فضولياً كالعادة.
"سنستخدم تقنية خاصة." شرحت سو-يون. "تسمح لنا بإنشاء صور ثلاثية الأبعاد واقعية جداً. ستبدو وكأنها حقيقية، وستتفاعل معكم كما لو كانت حقيقية. لكنها في النهاية مجرد صور."
"وسأكون أنا 'الكيان'." أضافت، مبتسمة ابتسامة صغيرة. "سأستخدم قدراتي لمحاكاة هجمات الكيان، وسأتفاعل معكم كما لو كنت كياناً حقيقياً."
كان ذلك مثيراً ومخيفاً في نفس الوقت. كان جون يعرف أن سو-يون كانت قوية جداً، وأنها كانت تعرف الكثير عن الكيانات من الأبراج. كانت ستكون خصماً صعباً.
"الفريق الأول." قالت الدكتورة كيم. "سيكون جون، مين-آه، تاي-هو، وجين-هو."
أومأ جون برأسه، سعيداً بأنه سيكون في فريق مع أصدقائه. كانوا يعرفون بعضهم البعض جيداً، وكانوا قد عملوا معاً من قبل. كان ذلك سيعطيهم ميزة.
"والفريق الثاني." واصلت الدكتورة كيم. "سيكون جي-يون، مين-جون، سو-مين، وجي-هون."
أومأ الطلاب الآخرون برؤوسهم، متقبلين تقسيم الفرق.
"الفريق الأول سيبدأ." قالت الدكتورة كيم. "الفريق الثاني سيراقب، وسيتعلم من أخطاء وإنجازات الفريق الأول."
نهض جون وأصدقاؤه، متجهين نحو وسط القاعة. كانوا جميعاً متوترين لكن متحمسين. كان هذا أول اختبار حقيقي لقدراتهم كفريق.
"قبل أن نبدأ." قالت سو-يون. "دعوني أشرح السيناريو. أنتم في مهمة للتحقيق في نشاط غريب في منطقة جبلية نائية. هناك تقارير عن اختفاء أشخاص، وعن أضواء غريبة في الليل. تشتبهون في أن سونغ-هو لي قد يكون متورطاً."
"عندما تصلون إلى المنطقة." واصلت. "تجدون كهفاً، وتقررون استكشافه. داخل الكهف، تجدون سونغ-هو لي، يقوم بطقس غريب. وعندما يراكم، يهاجمكم باستخدام قوة الكيان الذي يسكنه."
"مهمتكم هي إيقاف سونغ-هو لي، ومنعه من إكمال الطقس. لكن تذكروا - هدفكم ليس قتله، بل أسره. نحن نريد استجوابه، ومعرفة ما كان يخطط له."
أومأ جون وأصدقاؤه برؤوسهم، متفهمين المهمة. كانت تبدو صعبة، لكنهم كانوا مستعدين لها.
"هل أنتم مستعدون؟" سألت الدكتورة كيم.
"نعم." قال جون بحزم، ناظراً إلى أصدقائه، الذين أومأوا برؤوسهم موافقين.
"حسناً." ابتسمت الدكتورة كيم. "لنبدأ."
ضغطت على زر على جهاز تحكم صغير، وفجأة، تغيرت القاعة. اختفت الجدران والأرضية والسقف، وبدلاً من ذلك، وجد جون وأصدقاؤه أنفسهم في كهف واسع، مضاء بمشاعل متوهجة بلون أزرق غريب.
كان المشهد واقعياً بشكل مذهل. كان جون يستطيع رؤية تفاصيل الكهف - الصخور المتعرجة، والستالاكتيت والستالاجميت، والبرك الصغيرة من الماء. وكان يستطيع سماع صوت قطرات الماء تتساقط، وصوت الرياح تهب عبر الكهف.
وفي وسط الكهف، كان هناك شخص - سونغ-هو لي، أو بالأحرى، صورة ثلاثية الأبعاد واقعية جداً له. كان يقف أمام دائرة من الرموز الغريبة، مرسومة على الأرض بسائل أحمر يشبه الدم. وكان يتمتم بكلمات غريبة، بلغة لم يفهمها جون.
"هناك هو." همست مين-آه. "ماذا نفعل؟"
"نحتاج إلى خطة." قال جون بصوت منخفض. "لا يمكننا مهاجمته مباشرة. إنه قوي جداً، وقد يكون لديه فخاخ."
"أنا أقترح أن نقسم أنفسنا." قال تاي-هو. "جون وأنا سنواجهه مباشرة، لتشتيت انتباهه. بينما مين-آه وجين-هو سيحاولان الاقتراب منه من الخلف."
"فكرة جيدة." أومأ جين-هو. "يمكنني استخدام أحد أجهزتي لتعطيل قدرته مؤقتاً، مما سيعطينا فرصة لأسره."
"وأنا سأحاول تحليل الطقس الذي يقوم به." قالت مين-آه. "ربما أستطيع فهم ما يحاول فعله، وكيفية إيقافه."
"حسناً." أومأ جون. "هذه خطة جيدة. لنفعل ذلك."
بدأوا بتنفيذ خطتهم. تحرك جون وتاي-هو نحو الأمام، بينما تسللت مين-آه وجين-هو حول محيط الكهف، محاولين الوصول إلى خلف سونغ-هو لي.
عندما اقترب جون وتاي-هو بما فيه الكفاية، رفع سونغ-هو لي رأسه فجأة، عيناه تتوهجان بلون أزرق غريب.
"آه، الأبطال الصغار." ابتسم ابتسامة باردة. "كنت أتساءل متى ستجدونني."
"انتهى الأمر، سونغ-هو." قال جون بحزم. "نحن نعرف ما تحاول فعله. أنت تحاول فتح بوابة أخرى."
ضحك سونغ-هو ضحكة باردة. "أنت ذكي، جون كيم. نعم، أنا أحاول فتح بوابة. لكنها ليست مثل البوابة السابقة. هذه البوابة... خاصة."
"خاصة كيف؟" سأل تاي-هو، محاولاً إبقاء سونغ-هو مشغولاً بالحديث بينما كانت مين-آه وجين-هو يقتربان من الخلف.
"هذه البوابة ستفتح طريقاً مباشراً إلى قلب الأبراج." قال سونغ-هو بفخر. "إلى المكان الذي تعيش فيه أقوى الكيانات. وعندما تدخل هذه الكيانات إلى عالمنا، لن يكون هناك من يستطيع إيقافها."
"لن نسمح لك بفعل ذلك." قال جون بحزم.
"وكيف ستوقفونني؟" سأل سونغ-هو بسخرية. "أنتم مجرد أطفال. أطفال يلعبون بقوى لا يفهمونها."
"ربما نحن لا نفهمها تماماً." اعترف جون. "لكننا نعرف ما يكفي لإيقافك."
ثم، بحركة سريعة، أرسل موجة من الطاقة السوداء نحو سونغ-هو. كان قد تعلم كيفية إنشاء هذه الموجات من الطاقة بدون الحاجة إلى امتصاص طاقة أخرى أولاً.
لكن سونغ-هو كان سريعاً. بحركة من يده، أنشأ درعاً من الطاقة الزرقاء، صد موجة جون.
"هل هذا أفضل ما لديك؟" سأل بسخرية.
"لا." ابتسم جون. "هذا مجرد تشتيت."
في تلك اللحظة، أطلق تاي-هو موجة من الطاقة الخاصة به - موجة من الكهرباء الصافية، متجهة نحو سونغ-هو.
في نفس الوقت، ألقى جين-هو جهازاً صغيراً نحو سونغ-هو من الخلف. عندما اصطدم الجهاز بالأرض بالقرب من سونغ-هو، انفجر، مطلقاً موجة من الطاقة المضادة - طاقة مصممة خصيصاً لتعطيل قدرات الكيانات.
كان سونغ-هو محاصراً. كان بإمكانه صد هجوم واحد، لكن ليس ثلاثة هجمات في نفس الوقت. اختار صد موجة تاي-هو، مما جعله عرضة لموجة جون والجهاز.
اصطدمت موجة جون به، مرسلة إياه يطير بعيداً عن دائرة الرموز. وفي نفس الوقت، انفجر الجهاز، مطلقاً موجة من الطاقة المضادة التي أحاطت به، معطلة قدراته مؤقتاً.
سقط سونغ-هو على الأرض، متألماً ومصدوماً. حاول النهوض، لكنه كان ضعيفاً جداً.
"الآن، مين-آه!" صرخ جون.
ركضت مين-آه نحو دائرة الرموز، متفحصة إياها بسرعة. "إنه طقس استدعاء." قالت بسرعة. "يحاول استدعاء كيان قوي جداً من الأبراج. وهو... قريب من الانتهاء."
"كيف نوقفه؟" سأل جون بإلحاح.
"نحتاج إلى كسر الدائرة." قالت مين-آه. "إذا تم كسر الدائرة، فسيتوقف الطقس."
"أنا سأفعل ذلك." قال تاي-هو، متجهاً نحو الدائرة.
"لا!" صرخ سونغ-هو، محاولاً النهوض. "لا تلمس الدائرة! إذا تم كسرها بشكل غير صحيح، فقد تنفجر، وتقتلنا جميعاً!"
توقف تاي-هو، غير متأكد مما يجب فعله.
"هل هو يكذب؟" سأل جون، ناظراً إلى مين-آه.
ترددت مين-آه للحظة، متفحصة الدائرة بعناية. "لا أعتقد ذلك." قالت أخيراً. "هناك الكثير من الطاقة المتراكمة في الدائرة. إذا تم كسرها بشكل غير صحيح، فقد تنفجر بالفعل."
"إذن ماذا نفعل؟" سأل جين-هو بقلق.
فكرت مين-آه للحظة، ثم قالت: "جون، يمكنك استخدام قدرتك لامتصاص الطاقة من الدائرة. إذا تمكنت من امتصاص ما يكفي من الطاقة، فستصبح الدائرة ضعيفة بما يكفي لكسرها بأمان."
"هل أنت متأكدة؟" سأل جون، غير متأكد.
"نعم." أومأت مين-آه. "أنا متأكدة."
أومأ جون برأسه، ثم اقترب من الدائرة. كان يستطيع الشعور بالطاقة تنبعث منها - طاقة باردة، غريبة، مختلفة عن أي شيء شعر به من قبل.
وضع يديه على حافة الدائرة، وبدأ بالتركيز. كان يتخيل الطاقة تتدفق من الدائرة إلى يديه، إلى جسده.
وبدأت الطاقة بالتدفق. كانت باردة وغريبة، وكان جون يشعر بها تملأ جسده. كان هناك الكثير من الطاقة، أكثر مما كان يتوقع.
"جون!" صرخت مين-آه بقلق. "لا تمتص الكثير من الطاقة دفعة واحدة! قد تكون خطيرة!"
لكن جون كان قد بدأ بالفعل، ولم يكن بإمكانه التوقف الآن. كانت الطاقة تتدفق إليه، تملأ جسده، تهدد بإغراقه.
"جون!" صرخ تاي-هو. "أطلق الطاقة! لا تحتفظ بها داخلك!"
كان تاي-هو محقاً. كان جون بحاجة إلى إطلاق الطاقة، قبل أن تغمره. رفع يده الأخرى، موجهاً إياها نحو سقف الكهف، وبدأ بإطلاق الطاقة.
كان هناك شعاع من الضوء الأسود، انطلق من يده، متجهاً نحو سقف الكهف. اصطدم الشعاع بالسقف، محدثاً ثقباً كبيراً.
استمر جون في امتصاص الطاقة من الدائرة وإطلاقها نحو السقف. كان يشعر بالدائرة تضعف تدريجياً، تفقد طاقتها.
"إنه ينجح!" صرخت مين-آه بحماس. "الدائرة تضعف!"
"لا!" صرخ سونغ-هو بغضب، محاولاً النهوض. "لن أسمح لكم بإفساد خططي!"
حاول الركض نحو جون، لكن تاي-هو وجين-هو اعترضا طريقه. "ليس اليوم، سونغ-هو." قال تاي-هو بحزم.
استمر جون في امتصاص الطاقة من الدائرة، حتى أصبحت ضعيفة جداً. ثم، بحركة حاسمة، سحب يده من الدائرة، وأطلق آخر دفعة من الطاقة نحو السقف.
"الآن!" صرخ لتاي-هو. "اكسر الدائرة!"
أرسل تاي-هو موجة من الطاقة نحو الدائرة، كاسراً إياها. كان هناك وميض من الضوء، ثم صمت.
كان الطقس قد توقف. كانت البوابة قد أغلقت قبل أن تفتح.
"لا!" صرخ سونغ-هو بغضب ويأس. "ماذا فعلتم؟! لقد كنت قريباً جداً!"
"انتهى الأمر، سونغ-هو." قال جون بهدوء، متجهاً نحوه. "استسلم الآن."
"لن أستسلم أبداً." قال سونغ-هو بغضب. "سأجد طريقة أخرى. سأفتح بوابة أخرى."
"ليس إذا أوقفناك." قال جون بحزم.
ثم، بحركة سريعة، أرسل موجة أخرى من الطاقة السوداء نحو سونغ-هو. هذه المرة، لم يكن سونغ-هو قادراً على صدها. اصطدمت الموجة به، مرسلة إياه يطير بعيداً ويصطدم بجدار الكهف.
سقط على الأرض، فاقداً للوعي.
"لقد نجحنا!" صرخ جين-هو بحماس. "لقد أوقفنا الطقس وأسرنا سونغ-هو!"
"نعم." ابتسم جون، شاعراً بالإرهاق لكن أيضاً بالرضا. "لقد نجحنا."
فجأة، اختفى الكهف، وعادت القاعة الخاصة. كان المدير لي والدكتورة كيم وسو-يون يقفون أمامهم، يبتسمون.
"ممتاز!" صفقت الدكتورة كيم. "لقد أديتم بشكل رائع!"
"نعم." أومأ المدير لي. "لقد عملتم معاً بشكل جيد، واستخدمتم قدراتكم بفعالية."
"وأظهرتم أيضاً تفكيراً سريعاً وتكيفاً جيداً." أضافت سو-يون. "عندما واجهتم تحدياً غير متوقع - الدائرة المشحونة بالطاقة - وجدتم حلاً مبتكراً."
كان جون وأصدقاؤه فخورين بأنفسهم. كانوا قد عملوا معاً بشكل جيد، واستخدموا قدراتهم بفعالية، وأنجزوا المهمة.
"لكن هناك أيضاً مجالاً للتحسين." قالت الدكتورة كيم. "على سبيل المثال، جون، كان يجب أن تكون أكثر حذراً عند امتصاص الطاقة من الدائرة. كان هناك الكثير من الطاقة، وكان يمكن أن تكون خطيرة."
"وتاي-هو." أضافت. "كان يجب أن تكون أكثر حذراً عند كسر الدائرة. كان يمكن أن تسبب انفجاراً إذا لم تكن الدائرة قد أضعفت بما فيه الكفاية."
"ومين-آه وجين-هو." واصلت. "كان يجب أن تكونا أكثر حذراً عند التسلل خلف سونغ-هو. كان يمكن أن يكتشفكما بسهولة أكبر."
أومأ جون وأصدقاؤه برؤوسهم، متقبلين النقد. كانوا يعرفون أنهم كانوا بحاجة إلى التحسن، وكانوا مستعدين للعمل على ذلك.
"لكن بشكل عام." ابتسمت الدكتورة كيم. "أنا فخورة بكم. لقد أظهرتم إمكانات كبيرة كفريق."
"شكراً، دكتورة." ابتسم جون.
"والآن." قالت الدكتورة كيم. "دعونا نرى كيف سيؤدي الفريق الثاني."
جلس جون وأصدقاؤه، مشاهدين بينما كان الفريق الثاني يستعد لمواجهة تحديهم الخاص. كانوا متعبين، لكنهم كانوا أيضاً راضين. كانوا قد تعلموا الكثير، وكانوا يشعرون بأنهم كانوا يتحسنون كفريق.
بعد انتهاء جلسة التدريب، كان جون في طريقه إلى غرفته عندما سمع صوتاً يناديه.
"جون! انتظر!"
نظر خلفه ليجد مين-آه تركض نحوه. كانت تبدو متعبة لكن متحمسة.
"مين-آه." ابتسم. "ما الأمر؟"
"أردت فقط أن أقول إنك كنت رائعاً اليوم." قالت، متوقفة أمامه. "الطريقة التي امتصصت بها الطاقة من الدائرة... كانت مذهلة."
"شكراً." ابتسم جون. "لكنك كنت رائعة أيضاً. لولا تحليلك السريع للدائرة، لما عرفنا كيفية إيقاف الطقس."
ابتسمت مين-آه، متأثرة بمديحه. "شكراً، جون. أنا فقط سعيدة أنني استطعت المساعدة."
كان هناك لحظة من الصمت بينهما، حيث نظر كل منهما إلى الآخر. كان هناك شيء في عيني مين-آه - دفء، اهتمام، شيء أعمق - جعل جون يشعر بالدفء والارتباك في نفس الوقت.
"جون." قالت مين-آه أخيراً، صوتها منخفض وخجول. "هناك شيء أردت أن أسألك عنه."
"ما هو؟" سأل، فضولياً.
ترددت للحظة، ثم قالت: "هل... هل ترغب في الخروج معي يوم السبت؟ هناك معرض فني في المدينة، وكنت أتساءل ما إذا كنت ترغب في الذهاب معي."
كان جون مفاجأً. لم يكن يتوقع أن تدعوه مين-آه للخروج. لكنه كان سعيداً بذلك. كان يهتم بمين-آه، وكان يستمتع بقضاء الوقت معها.
"نعم." ابتسم. "أود ذلك كثيراً."
ابتسمت مين-آه ابتسامة واسعة، عيناها تتألقان بالسعادة. "حقاً؟ هذا رائع! سنلتقي في البهو الرئيسي في الساعة العاشرة صباحاً، حسناً؟"
"حسناً." أومأ جون، مبتسماً. "سأكون هناك."
"رائع!" ابتسمت مين-آه. "أنا متحمسة جداً!"
ثم، بحركة مفاجئة، انحنت وقبلت خده بسرعة. "سأراك غداً في الفصل." قالت، ثم ركضت مبتعدة، تاركة جون واقفاً هناك، مندهشاً ومبتسماً.
لمس خده حيث قبلته، شاعراً بالدفء ينتشر في وجهه. كان يشعر بشيء جديد يستيقظ داخله - شعور دافئ، لطيف، مختلف عن أي شيء شعر به من قبل.
هل كان هذا... حباً؟
لم يكن متأكداً. كان كل شيء جديداً ومربكاً. لكنه كان يعرف شيئاً واحداً - كان سعيداً بأن مين-آه دعته للخروج، وكان متحمساً لقضاء المزيد من الوقت معها.
وبينما كان يواصل طريقه إلى غرفته، كان يشعر بالتفاؤل والأمل. رغم كل المخاطر والتحديات التي كانوا يواجهونها، كان هناك أيضاً لحظات من السعادة والفرح. وكان جون مصمماً على الاستمتاع بهذه اللحظات قدر الإمكان.
لأنه كان يعرف أن الحياة كانت قصيرة وثمينة، وأن كل لحظة كانت تستحق أن تُعاش بالكامل.
***
في مكان ما في الجبال الشمالية، كان سونغ-هو لي يقف أمام كهف، محدقاً في الظلام. كان وحيداً، أو هكذا كان يبدو.
"لقد فشلت مرة أخرى." همس، صوته مليء بالغضب والإحباط. "الأطفال... أوقفوني مرة أخرى."
كان هناك صمت للحظة، ثم أومأ برأسه، كما لو أنه كان يتلقى إجابة.
"نعم." قال. "أنت محق. نحتاج إلى نهج مختلف. نحتاج إلى... مساعدة."
ثم، بحركة حاسمة، أخرج هاتفاً من جيبه، وطلب رقماً.
"مرحباً." قال عندما تم الرد على المكالمة. "أنا بحاجة إلى مساعدتك. نعم، إنه أنا. سونغ-هو لي."
كان هناك صمت للحظة، ثم ابتسم ابتسامة باردة. "نعم. أعرف أنك كنت تنتظر مكالمتي. وأنا مستعد الآن لقبول عرضك."
صمت آخر، ثم قال: "سألتقي بك في المكان المتفق عليه. غداً، في منتصف الليل."
ثم أغلق الهاتف، واضعاً إياه في جيبه مرة أخرى. كان هناك تعبير جديد على وجهه - تعبير من التصميم والثقة.
"هذه المرة." همس لنفسه. "لن يتمكنوا من إيقافي."
ثم دخل الكهف، متوغلاً في الظلام، متجهاً نحو مصيره المجهول.
وبينما كان يختفي في الظلام، كان هناك وميض من الضوء الأزرق، ثم صمت.
كان شيء ما قد بدأ. شيء خطير. شيء قد يغير
العالم إلى الأبد.
وفي أكاديمية سيول للقوى الخارقة، كان جون كيم وأصدقاؤه غير مدركين للخطر القادم. كانوا مشغولين بتدريبهم، وبحياتهم، وبمشاعرهم المتنامية.
لكن قريباً، سيواجهون تحدياً أكبر من أي شيء واجهوه من قبل. تحدياً قد يغير حياتهم إلى الأبد.
وعندما يأتي ذلك الوقت, سيكونون جاهزين؟
أو هكذا كانوا يأملون.