# الفصل الثالث والعشرون:
وصل جون وأصدقاؤه إلى مكتب المدير لي، وكانوا جميعاً متوترين ومترددين. كانت هاي-جين تقف خلفهم، وجهها يعكس مزيجاً من القلق والتصميم.
"هل أنتم متأكدون من أننا يجب أن نفعل هذا؟" سأل تاي-هو بصوت منخفض. "ماذا لو كانت هاي-جين تكذب؟"
"لا أعرف ما إذا كانت تكذب أم لا." اعترف جون. "لكن إذا كانت تقول الحقيقة، فنحن بحاجة إلى مساعدة المدير لي والدكتورة كيم. لا يمكننا مواجهة سونغ-هو لي بمفردنا."
"جون محق." قالت مين-آه. "نحن بحاجة إلى مساعدة. وإذا كانت هاي-جين تكذب، فسيكتشف المدير لي ذلك."
أومأ تاي-هو وجين-هو برأسيهما، موافقين على مضض. كانوا جميعاً متوترين، لكنهم كانوا يعرفون أن جون ومين-آه كانا محقين.
طرق جون على باب مكتب المدير لي، وانتظر. بعد لحظة، سمع صوت المدير لي يقول: "ادخل."
فتح جون الباب، ودخل هو وأصدقاؤه، مع هاي-جين تتبعهم. كان المدير لي جالساً خلف مكتبه، يقرأ بعض الأوراق. عندما رآهم، ابتسم، ثم رأى هاي-جين، وتجمدت ابتسامته.
"ما الذي يحدث هنا؟" سأل، ناهضاً بسرعة. "لماذا هي هنا؟"
"مدير لي." قال جون بهدوء. "هاي-جين تقول إنها تخلصت من الكيان، وأنها هنا للمساعدة. وهي تقول إن سونغ-هو لي يخطط لشيء ما، وأنه يستهدفنا."
"وأنت تصدقها؟" سأل المدير لي، متشككاً.
"أنا... لست متأكداً." اعترف جون. "لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى الاستماع إلى ما لديها لتقوله، على الأقل."
تنهد المدير لي، ثم أشار إلى المقاعد أمام مكتبه. "اجلسوا." قال. "وأخبروني بكل شيء."
جلسوا جميعاً، وبدأت هاي-جين بشرح ما كانت تعرفه عن خطط سونغ-هو لي. شرحت كيف تخلصت من الكيان، وكيف ذهبت إلى الجبال الشمالية لمراقبة سونغ-هو لي، وما اكتشفته هناك.
كان المدير لي يستمع بانتباه، متفحصاً وجهها بحثاً عن أي علامات على الكذب. عندما انتهت، كان صامتاً للحظة، متفكراً.
"هذا... مقلق." قال أخيراً. "إذا كان سونغ-هو لي قد اكتشف بالفعل طريقة لعكس قدرة جون، فقد يكون ذلك خطيراً جداً."
"هل تصدقها؟" سأل جون، متفاجئاً.
"لا أعرف ما إذا كنت أصدقها تماماً." قال المدير لي بصدق. "لكن ما تقوله يتوافق مع ما نعرفه عن سونغ-هو لي وخططه. وإذا كانت هناك أي فرصة لأن تكون تقول الحقيقة، فلا يمكننا تجاهلها."
"ماذا نفعل إذن؟" سأل تاي-هو.
"أولاً، نحتاج إلى التحقق من قصة هاي-جين." قال المدير لي. "سأتصل بالدكتورة كيم وسو-يون، وسنجتمع جميعاً لمناقشة هذا الأمر."
أخذ هاتفه، واتصل بالدكتورة كيم وسو-يون، طالباً منهما الحضور إلى مكتبه على الفور. بعد بضع دقائق، وصلتا، وكانتا مندهشتين من رؤية هاي-جين.
"ما الذي يحدث هنا؟" سألت الدكتورة كيم، متوترة.
شرح المدير لي الموقف، وطلب من هاي-جين أن تكرر قصتها. استمعت الدكتورة كيم وسو-يون بانتباه، متفحصتين وجه هاي-جين بحثاً عن أي علامات على الكذب.
"هل يمكن للمضيف حقاً أن يتخلص من الكيان بإرادته؟" سأل جون، ناظراً إلى سو-يون.
"نظرياً، نعم." أومأت سو-يون. "لكنه نادر جداً. يتطلب قوة إرادة هائلة، وعادة ما يكون مؤلماً جداً للمضيف."
"وهل يمكن لسونغ-هو لي حقاً أن يعكس قدرة جون؟" سأل تاي-هو.
"مرة أخرى، نظرياً، نعم." قالت الدكتورة كيم. "قدرة جون - الصدى الأسود - تعمل عن طريق امتصاص وعكس الطاقة. إذا تمكن سونغ-هو لي من فهم كيفية عمل هذه القدرة، فقد يتمكن من عكسها، واستخدامها لفتح البوابة بدلاً من إغلاقها."
"هذا... مخيف." قال جون، شاعراً بالقلق. إذا كان سونغ-هو لي قد اكتشف بالفعل طريقة لعكس قدرته، فقد يكون ذلك كارثياً.
"نعم، هو كذلك." أومأت الدكتورة كيم. "وهذا هو سبب حاجتنا إلى التصرف بسرعة."
"ماذا نفعل إذن؟" سأل جين-هو.
"أولاً، نحتاج إلى التأكد من أن جون ومين-آه آمنان." قال المدير لي. "إذا كان سونغ-هو لي يستهدفهما بالفعل، فنحن بحاجة إلى حمايتهما."
"وكيف نفعل ذلك؟" سألت مين-آه.
"سنضع حراساً حول الأكاديمية." قال المدير لي. "وسنتأكد من أنكما لا تكونان وحدكما أبداً. سيكون هناك دائماً شخص معكما - أحد أصدقائكما، أو أحد المدربين."
"وماذا عن سونغ-هو لي؟" سأل جون. "هل سنحاول إيجاده وإيقافه؟"
"نعم." أومأ المدير لي. "سنرسل فريقاً إلى الجبال الشمالية للبحث عنه. لكن هذا سيستغرق وقتاً للتنظيم. في غضون ذلك، نحتاج إلى التأكد من أنكما آمنان."
"وماذا عن جي-يونغ لي؟" سأل جون، متذكراً المرأة الغامضة التي قابلاها في المدينة.
"جي-يونغ لي؟" كررت الدكتورة كيم، مندهشة. "من هي؟"
شرح جون ومين-آه لقاءهما مع جي-يونغ في المدينة، وكيف ادعت أنها كانت تعمل مع الدكتورة كيم، وأنها كانت ستنضم إلى الفصل الخاص كمدربة مساعدة.
"هذا... غريب." قالت الدكتورة كيم، متفكرة. "أنا لا أعرف أي شخص يدعى جي-يونغ لي. ولم أرسل أي شخص لمراقبتكما."
شعر جون بالقلق. إذا لم تكن جي-يونغ تعمل مع الدكتورة كيم، فمن كانت؟ ولماذا كانت تراقبهما؟
"هل تعتقدين أنها قد تكون تعمل مع سونغ-هو لي؟" سأل، قلقاً.
"من الممكن." أومأت الدكتورة كيم. "سنحتاج إلى توخي الحذر. إذا ظهرت غداً في الفصل الخاص كما قالت، فسنكون مستعدين لها."
"وماذا عن هاي-جين؟" سأل تاي-هو، ناظراً إلى المدربة السابقة. "هل نثق بها؟"
كان هناك صمت للحظة، حيث نظر الجميع إلى هاي-جين. كانت تبدو متعبة وحزينة، لكن كان هناك أيضاً تصميم في عينيها.
"أنا لا أطلب منكم أن تثقوا بي تماماً." قالت هاي-جين أخيراً. "أنا أفهم لماذا أنتم متشككون. لكنني أقسم، أنا هنا للمساعدة. وأنا على استعداد للقيام بأي شيء لإثبات ذلك."
"هناك طريقة واحدة للتأكد." قالت سو-يون، ناظرة إلى المدير لي والدكتورة كيم. "يمكنني استخدام قدرتي للتحقق مما إذا كان هناك كيان داخلها."
"هل يمكنك فعل ذلك؟" سأل جون، مندهشاً.
"نعم." أومأت سو-يون. "قدرتي تسمح لي برؤية الطاقة - بما في ذلك طاقة الكيانات. إذا كان هناك كيان داخل هاي-جين، فسأكون قادرة على رؤيته."
"افعلي ذلك إذن." قال المدير لي.
أومأت سو-يون برأسها، ثم اقتربت من هاي-جين. "هل تسمحين لي بلمسك؟" سألت.
"بالطبع." أومأت هاي-جين.
وضعت سو-يون يدها على جبهة هاي-جين، وأغلقت عينيها، مركزة. كان هناك صمت في الغرفة، حيث انتظر الجميع نتيجة فحص سو-يون.
بعد لحظة، فتحت سو-يون عينيها، وأبعدت يدها. "لا يوجد كيان داخلها." قالت. "إنها تقول الحقيقة - لقد تخلصت من الكيان."
كان هناك تنهد جماعي من الارتياح في الغرفة. كان جون يشعر بالارتياح أيضاً، لكنه كان لا يزال متوتراً. حتى لو كانت هاي-جين قد تخلصت من الكيان، فقد كان لا يزال هناك سونغ-هو لي للقلق بشأنه.
"حسناً." قال المدير لي. "الآن بعد أن تأكدنا من أن هاي-جين تقول الحقيقة بشأن الكيان، دعونا نتحدث عن خطتنا."
ناقشوا خطتهم لساعة كاملة. قرروا أن جون ومين-آه سيبقيان في الأكاديمية، تحت حراسة مشددة. سيكون هناك دائماً شخص معهما - إما تاي-هو أو جين-هو أو هاي-جين أو أحد المدربين.
في غضون ذلك، سيرسل المدير لي فريقاً إلى الجبال الشمالية للبحث عن سونغ-هو لي. وستعمل الدكتورة كيم وسو-يون على تطوير طريقة لمنع سونغ-هو لي من عكس قدرة جون.
"وماذا عن جي-يونغ لي؟" سأل جون. "ماذا نفعل إذا ظهرت غداً في الفصل الخاص؟"
"سنكون مستعدين لها." قالت الدكتورة كيم. "سنتظاهر بأننا نصدق قصتها، ونراقبها عن كثب. إذا كانت تعمل مع سونغ-هو لي، فستكشف نفسها في النهاية."
"وماذا عني؟" سألت هاي-جين. "كيف يمكنني المساعدة؟"
"يمكنك مساعدتنا في حماية جون ومين-آه." قال المدير لي. "أنت تعرفين سونغ-هو لي وخططه أفضل من أي شخص آخر. يمكنك مساعدتنا في توقع تحركاته."
أومأت هاي-جين برأسها، موافقة على المهمة. "سأفعل كل ما بوسعي." قالت.
"حسناً." قال المدير لي. "أعتقد أن هذا يغطي كل شيء للآن. جون، مين-آه، تاي-هو، جين-هو - أريدكم أن تعودوا إلى غرفكم وتستريحوا. غداً سيكون يوماً طويلاً."
"وماذا عن الفصل الخاص؟" سأل جون. "هل سنستمر فيه؟"
"نعم." أومأ المدير لي. "سنستمر كالمعتاد. لا نريد أن نثير أي شكوك. لكننا سنكون أكثر حذراً."
أومأ جون وأصدقاؤه برؤوسهم، موافقين على الخطة. كانوا جميعاً متوترين، لكنهم كانوا أيضاً مصممين. كانوا سيفعلون كل ما يلزم لمنع سونغ-هو لي من تنفيذ خطته.
غادروا مكتب المدير لي معاً، متجهين نحو مبنى السكن. كان الوقت قد تأخر، وكانت الشمس قد غربت بالفعل. كانت الأكاديمية هادئة، مع القليل من الطلاب في الخارج.
"هل تعتقدون أننا سنكون بخير؟" سألت مين-آه، صوتها منخفض وقلق.
"سنكون بخير." قال جون بثقة، واضعاً ذراعه حول كتفيها. "نحن معاً، ولدينا أصدقاء يساعدوننا. سنتجاوز هذا."
ابتسمت مين-آه، متأثرة بكلماته. "شكراً، جون." قالت. "أنا سعيدة لأنك معي."
"وأنا أيضاً." ابتسم جون.
"حسناً، أيها العاشقان." ضحك تاي-هو. "دعونا نعود إلى غرفنا. أنا متعب جداً."
ضحك جون ومين-آه، شاعرين بالخجل قليلاً. كانوا قد نسوا للحظة أن تاي-هو وجين-هو وهاي-جين كانوا معهم.
"نعم، هيا بنا." قال جون.
وصلوا إلى مبنى سكن الفتيات أولاً. رافق جون مين-آه إلى الباب، بينما انتظر الآخرون على مسافة قصيرة، معطينهما بعض الخصوصية.
"سأراك غداً." قال جون، مبتسماً لمين-آه.
"سأراك غداً." ابتسمت مين-آه. ثم، بحركة سريعة، قبلته على خده. "كن حذراً، حسناً؟"
"سأكون." أومأ جون. "وأنت أيضاً."
شاهدها وهي تدخل المبنى، ثم عاد إلى أصدقائه. كان تاي-هو يبتسم ابتسامة عريضة، بينما كان جين-هو يبدو محرجاً قليلاً. أما هاي-جين، فكان تعبيرها غير مقروء.
"هيا بنا." قال جون، متجاهلاً ابتسامة تاي-هو. "دعونا نعود إلى غرفنا."
توجهوا نحو مبنى سكن الأولاد، مع هاي-جين تتبعهم. كانت ستبقى في غرفة ضيوف في المبنى، بناءً على طلب المدير لي.
عندما وصلوا إلى المبنى، توقفت هاي-جين. "سأبقى هنا في الخارج لبعض الوقت." قالت. "أحتاج إلى بعض الهواء النقي."
"هل أنت متأكدة؟" سأل جون، قلقاً. "قد يكون خطيراً."
"سأكون بخير." ابتسمت هاي-جين ابتسامة صغيرة. "أنا قادرة على الاعتناء بنفسي."
"حسناً." أومأ جون. "لكن لا تبقي في الخارج لوقت طويل."
"لن أفعل." أومأت هاي-جين.
دخل جون وتاي-هو وجين-هو المبنى، تاركين هاي-جين في الخارج. كانوا جميعاً متعبين، وكانوا يتطلعون إلى النوم.
"ليلة سعيدة، أيها الرفاق." قال تاي-هو، متجهاً نحو غرفته.
"ليلة سعيدة." قال جون وجين-هو في نفس الوقت.
توجه جون إلى غرفته، شاعراً بالإرهاق. كان اليوم طويلاً ومرهقاً، وكان يتطلع إلى النوم.
عندما دخل غرفته، أغلق الباب خلفه، وخلع ملابسه، وارتدى ملابس النوم. ثم استلقى على سريره، محدقاً في السقف.
كان عقله يدور بسرعة، مليئاً بالأفكار والمخاوف. كان قلقاً على مين-آه، وعلى أصدقائه، وعلى نفسه. كان يخشى ما قد يفعله سونغ-هو لي، وكان يتساءل عمن كانت جي-يونغ لي حقاً.
وكان هناك أيضاً هاي-جين. كان لا يزال غير متأكد تماماً مما يشعر به تجاهها. كانت قد خدعته وحاولت إيذاءه في الماضي، لكنها كانت الآن تحاول مساعدته. وكانت قد اعترفت بأنها كانت "تهتم به". ماذا كان ذلك يعني بالضبط؟
تنهد، محاولاً تهدئة عقله. كان يعرف أنه كان بحاجة إلى النوم، لكنه كان يشعر بالقلق والتوتر.
فجأة، سمع صوتاً خافتاً - صوت طرق على نافذته. جلس، متوتراً، ونظر نحو النافذة.
كانت هاي-جين هناك، تنظر إليه من خلال الزجاج. عندما رأت أنه لاحظها، أشارت إليه أن يفتح النافذة.
تردد جون للحظة، غير متأكد مما يجب أن يفعله. ثم نهض، وتوجه نحو النافذة، وفتحها.
"هاي-جين؟" قال، مندهشاً. "ما الذي تفعلينه هنا؟"
"آسفة للإزعاج." قالت، صوتها منخفض. "لكنني بحاجة إلى التحدث معك. وحدنا."
"الآن؟" قال جون، مندهشاً. "إنها منتصف الليل تقريباً."
"أعرف." أومأت هاي-جين. "وأنا آسفة. لكن هذا مهم."
تنهد جون، ثم أومأ برأسه. "حسناً." قال. "ما الأمر؟"
"ليس هنا." قالت هاي-جين. "هل يمكنك الخروج؟ هناك مكان هادئ بالقرب من البحيرة حيث يمكننا التحدث بخصوصية."
كان جون متردداً. كان الخروج في منتصف الليل، خاصة مع هاي-جين، يبدو خطيراً. لكنه كان أيضاً فضولياً لمعرفة ما كانت تريد قوله.
"حسناً." قال أخيراً. "انتظري هنا. سأرتدي ملابسي وأخرج."
"شكراً." ابتسمت هاي-جين.
ارتدى جون ملابسه بسرعة، ثم خرج من غرفته بهدوء، حريصاً على عدم إيقاظ أي شخص. كان الممر هادئاً ومظلماً، مع ضوء خافت فقط من مصابيح الطوارئ.
خرج من المبنى، ووجد هاي-جين تنتظره. "هيا بنا." قالت، متجهة نحو البحيرة.
تبعها جون، متوتراً ومتردداً. كان يعرف أنه كان يجب عليه إخبار أصدقائه أو المدير لي بأنه كان يخرج مع هاي-جين، لكنه كان فضولياً جداً لمعرفة ما كانت تريد قوله.
وصلا إلى البحيرة، التي كانت هادئة وجميلة في ضوء القمر. كان هناك مقعد خشبي بالقرب من الماء، وجلست هاي-جين عليه، مشيرة إلى جون أن يجلس بجانبها.
جلس جون، تاركاً مسافة صغيرة بينهما. كان لا يزال متوتراً، لكنه كان أيضاً فضولياً.
"إذن." قال. "ما الذي أردت التحدث عنه؟"
تنهدت هاي-جين، كما لو أنها كانت تحاول تنظيم أفكارها. "أردت أن أعتذر." قالت أخيراً. "بشكل صحيح. لكل ما فعلته عندما كنت تحت سيطرة الكيان."
"لقد اعتذرت بالفعل." قال جون. "وأنا أفهم أنك لم تكوني نفسك."
"أعرف." أومأت هاي-جين. "لكنني أردت أن أعتذر بشكل صحيح. وجهاً لوجه. لأنني... أهتم بك، جون. وأنا آسفة حقاً لإيذائك."
كان هناك صدق في صوتها - صدق وندم - جعل جون يشعر بالتعاطف معها. كان يعرف أنها كانت قد عانت، وأنها كانت تحاول إصلاح أخطائها.
"أنا أقبل اعتذارك." قال بهدوء. "وأنا أقدر أنك جئت لمساعدتنا."
ابتسمت هاي-جين ابتسامة صغيرة، متأثرة بكلماته. "شكراً." قالت. "هذا يعني الكثير بالنسبة لي."
كان هناك صمت للحظة، حيث نظر كل منهما إلى البحيرة. كان الماء هادئاً، يعكس ضوء القمر والنجوم.
"هناك شيء آخر أردت أن أخبرك به." قالت هاي-جين أخيراً، صوتها منخفض وخجول. "شيء كنت أخشى قوله أمام الآخرين."
"ما هو؟" سأل جون، فضولياً.
ترددت للحظة، ثم قالت: "عندما قلت إنني أهتم بك... كنت أعني أكثر من مجرد الاهتمام العادي. أنا... معجبة بك، جون. وقد كنت كذلك منذ فترة طويلة."
كان جون مندهشاً. لم يكن يتوقع هذا الاعتراف. لم يكن قد فكر في هاي-جين بهذه الطريقة من قبل. كانت دائماً المدربة القاسية، ثم العدو، والآن... ماذا كانت؟
"أنا... لا أعرف ماذا أقول." اعترف. "أنا لم أكن أعرف."
"أعرف." ابتسمت هاي-جين ابتسامة حزينة. "وأنا لم أتوقع منك أن تشعر بنفس الشيء. خاصة الآن، بعد كل ما حدث. وأنا أعرف أنك ومين-آه..."
"نعم." أومأ جون. "أنا ومين-آه... نحن معاً الآن."
"أنا سعيدة من أجلك." قالت هاي-جين، وكان هناك صدق في صوتها رغم الحزن. "مين-آه فتاة رائعة. وأنتما تبدوان مناسبين لبعضكما البعض."
"شكراً." قال جون، شاعراً بالارتباك. لم يكن متأكداً مما يجب أن يقوله أو يفعله.
"أنا لم أخبرك بهذا لأجعلك تشعر بالارتباك." قالت هاي-جين، كما لو أنها كانت تقرأ أفكاره. "أخبرتك لأنني أردت أن أكون صادقة معك. وأيضاً لأنني أردت أن تعرف أنني سأفعل أي شيء لحمايتك. ليس فقط لأنه الشيء الصحيح الذي يجب فعله، ولكن أيضاً لأنني أهتم بك."
"أنا... أقدر صدقك." قال جون. "وأنا أقدر رغبتك في مساعدتنا."
ابتسمت هاي-جين، ثم نهضت. "حسناً." قالت. "أعتقد أننا يجب أن نعود. من المفترض أن نكون حذرين، وها نحن في الخارج في منتصف الليل."
ضحك جون ضحكة صغيرة. "نعم، أنت محقة." قال، ناهضاً أيضاً. "هيا بنا."
بدأا بالمشي عائدين نحو مبنى السكن، صامتين. كان جون يفكر في اعتراف هاي-جين. كان مندهشاً، لكنه كان أيضاً متأثراً بصدقها وشجاعتها.
فجأة، سمع صوتاً - صوت كسر غصن. توقف، متوتراً، ونظر حوله.
"هل سمعت ذلك؟" همس لهاي-جين.
أومأت برأسها، متوترة أيضاً. "نعم." همست. "أعتقد أن هناك شخصاً ما."
نظرا حولهما، محاولين رؤية أي شيء في الظلام. كانت الأشجار والشجيرات تلقي ظلالاً طويلة في ضوء القمر، مما جعل من الصعب رؤية أي شيء بوضوح.
فجأة، كان هناك وميض من الضوء، ثم صوت طلقة. شعر جون بألم حاد في كتفه، وسقط على الأرض.
"جون!" صرخت هاي-جين، راكعة بجانبه. "هل أنت بخير؟"
"أعتقد... أنني أصبت." قال جون، شاعراً بالألم والدوار. كان يستطيع الشعور بالدم يتسرب من جرحه، يبلل قميصه.
"علينا الخروج من هنا." قالت هاي-جين بإلحاح. "هل يمكنك الوقوف؟"
"أعتقد ذلك." قال جون، محاولاً النهوض. كان الألم شديداً، لكنه تمكن من الوقوف، مع مساعدة هاي-جين.
"هيا بنا." قالت، واضعة ذراعه حول كتفها لدعمه. "علينا العودة إلى المبنى."
بدأا بالتحرك، محاولين الإسراع قدر الإمكان. كان جون يشعر بالضعف والدوار، لكنه كان مصمماً على الوصول إلى مكان آمن.
سمعوا صوت خطوات خلفهم - شخص ما كان يتبعهم. أسرعا، محاولين الوصول إلى المبنى قبل أن يلحق بهم المهاجم.
"من تعتقدين أنه؟" همس جون، متألماً.
"لا أعرف." قالت هاي-جين. "لكنني أشك في أنه أحد أتباع سونغ-هو لي."
وصلا أخيراً إلى المبنى، ودخلا بسرعة، مغلقين الباب خلفهما. كان المبنى هادئاً ومظلماً، مع ضوء خافت فقط من مصابيح الطوارئ.
"علينا إيقاظ المدير لي." قالت هاي-جين. "وعلينا معالجة جرحك."
"نعم." أومأ جون، شاعراً بالضعف المتزايد. كان قد فقد الكثير من الدم، وكان يشعر بالدوار.
"جون!" سمع صوتاً يناديه. نظر ليرى تاي-هو يركض نحوهما، وجهه مليء بالقلق. "ما الذي حدث؟"
"تم إطلاق النار عليه." قالت هاي-جين بسرعة. "بالقرب من البحيرة. نحتاج إلى مساعدة."
"سأوقظ المدير لي." قال تاي-هو، ثم ركض مبتعداً.
ساعدت هاي-جين جون على الجلوس على مقعد في البهو. كان يشعر بالضعف والدوار، وكان الألم في كتفه شديداً.
"أنا آسفة، جون." قالت هاي-جين، صوتها مليء بالندم. "هذا خطأي. لم يكن يجب أن أطلب منك الخروج."
"لا تلومي نفسك." قال جون، محاولاً الابتسام رغم الألم. "لم تكوني تعرفين أن هذا سيحدث."
بعد بضع دقائق، وصل المدير لي وسو-يون، متبوعين بتاي-هو. كانوا جميعاً قلقين ومتوترين.
"ما الذي حدث؟" سأل المدير لي، راكعاً بجانب جون لفحص جرحه.
شرحت هاي-جين كيف طلبت من جون الخروج للتحدث، وكيف تم إطلاق النار عليهما بالقرب من البحيرة.
"هذا كان غير مسؤول جداً." قال المدير لي بغضب. "كان من المفترض أن تكونوا حذرين."
"أعرف." أومأت هاي-جين، شاعرة بالندم. "أنا آسفة."
"الاعتذارات لن تساعد الآن." قال المدير لي. "نحتاج إلى معالجة جرح جون، ثم نحتاج إلى تعزيز الأمن حول الأكاديمية."
"سأعالج جرحه." قالت سو-يون، متقدمة. "لدي بعض المعرفة بالإسعافات الأولية."
فحصت جرح جون بعناية. "الرصاصة اخترقت كتفك." قالت. "لكنها لم تصب أي أعضاء حيوية. ستكون بخير، لكننا بحاجة إلى وقف النزيف وتنظيف الجرح."
أخرجت حقيبة إسعافات أولية من حقيبتها، وبدأت بمعالجة جرح جون. كان الألم شديداً، لكن جون تحمله، عالماً أنه كان بحاجة إلى العلاج.
"هل رأيتما من أطلق النار عليكما؟" سأل المدير لي.
هز جون وهاي-جين رأسيهما. "لا." قال جون. "كان الظلام شديداً. لم نستطع رؤية أي شيء."
"هذا مقلق." قال المدير لي. "يبدو أن سونغ-هو لي قد بدأ بالفعل في تنفيذ خطته."
"ماذا نفعل الآن؟" سأل تاي-هو.
"سنعزز الأمن حول الأكاديمية." قال المدير لي. "وسنتأكد من أن جون ومين-آه لا يكونان وحدهما أبداً. وسنسرع في إرسال الفريق إلى الجبال الشمالية."
"وماذا عن الفصل الخاص غداً؟" سأل جون.
"سنستمر كالمعتاد." قال المدير لي. "لكننا سنكون أكثر حذراً. وسنكون مستعدين لجي-يونغ لي، إذا ظهرت."
أنهت سو-يون معالجة جرح جون، ولفته بضمادة. "هذا سيساعد للآن." قالت. "لكنك ستحتاج إلى رؤية طبيب في الصباح."
"شكراً." قال جون، شاعراً بتحسن طفيف. كان الألم لا يزال موجوداً، لكنه كان أقل حدة.
"الآن، جميعكم، عودوا إلى غرفكم واستريحوا." قال المدير لي. "سأضع حراساً حول المبنى لبقية الليلة."
أومأ جون وهاي-جين وتاي-هو برؤوسهم، موافقين على الخطة. كانوا جميعاً متعبين ومتوترين، وكانوا يتطلعون إلى الراحة.
ساعد تاي-هو جون على العودة إلى غرفته، بينما ذهبت هاي-جين إلى غرفة الضيوف التي كانت مخصصة لها.
"هل أنت بخير حقاً؟" سأل تاي-هو، قلقاً.
"سأكون بخير." قال جون، محاولاً الابتسام رغم الألم. "إنها مجرد إصابة في الكتف."
"ما الذي كنت تفعله خارجاً مع هاي-جين في منتصف الليل على أي حال؟" سأل تاي-هو، فضولياً.
"كانت تريد التحدث معي." قال جون. "للاعتذار بشكل صحيح."
"وهل كان يجب أن يكون ذلك في منتصف الليل؟" سأل تاي-هو، متشككاً.
"أعرف، أعرف." تنهد جون. "كان ذلك غبياً. لكنني كنت فضولياً لمعرفة ما كانت تريد قوله."
"حسناً, ما الذي قالته؟" سأل تاي-هو.
تردد جون للحظة، غير متأكد مما إذا كان يجب أن يشارك اعتراف هاي-جين. قرر أن يبقيه لنفسه، على الأقل للآن.
"فقط اعتذرت." قال. "وقالت إنها ستفعل أي شيء لمساعدتنا."
"حسناً." قال تاي-هو، غير مقتنع تماماً. "فقط كن حذراً، حسناً؟ أنا لا أثق بها تماماً بعد."
"سأكون حذراً." أومأ جون.
وصلا إلى غرفة جون، وساعده تاي-هو على الدخول والاستلقاء على سريره.
"هل تحتاج إلى أي شيء آخر؟" سأل تاي-هو.
"لا، أنا بخير." قال جون. "شكراً، تاي-هو."
"لا مشكلة." ابتسم تاي-هو. "استرح الآن. سأراك في الصباح."
غادر تاي-هو، مغلقاً الباب خلفه. استلقى جون على سريره، محدقاً في السقف. كان عقله يدور بسرعة، مليئاً بالأفكار والمخاوف.
من كان الشخص الذي أطلق النار عليه؟ هل كان أحد أتباع سونغ-هو لي؟ وماذا عن جي-يونغ لي؟ من كانت حقاً؟
وكان هناك أيضاً اعتراف هاي-جين. كان لا يزال مندهشاً من ذلك. لم يكن قد فكر فيها بتل
ك الطريقة من قبل. كان قلبه مع مين-آه، لكنه كان متأثراً بصدق هاي-جين وشجاعتها.
تنهد، محاولاً تهدئة عقله. كان يعرف أنه كان بحاجة إلى النوم، لكنه كان يشعر بالقلق والتوتر.
أغلق عينيه، محاولاً النوم. كان يعرف أن الغد سيكون يوماً طويلاً ومرهقاً، وكان بحاجة إلى الراحة.
لكن بينما كان يغفو، لم يكن يعرف أن الخطر كان أقرب مما كان يعتقد. وأن الأيام القادمة ستكون أكثر خطورة وإثارة مما كان يتخيل.