# الفصل الرابع والعشرون:
استيقظ جون في صباح اليوم التالي على صوت طرق على بابه. كان كتفه لا يزال يؤلمه، لكن الألم كان أقل حدة مما كان عليه في الليلة السابقة.
"جون؟ هل أنت مستيقظ؟" سمع صوت تاي-هو من خلف الباب.
"نعم." أجاب جون، متحركاً ببطء ليجلس على حافة السرير. "ادخل."
فتح تاي-هو الباب ودخل، وجهه يعكس القلق. "كيف حالك هذا الصباح؟" سأل.
"أفضل." ابتسم جون ابتسامة صغيرة. "الألم أقل."
"هذا جيد." أومأ تاي-هو. "المدير لي أرسلني لأخبرك أن الطبيب سيأتي لفحص جرحك قبل الفصل الخاص."
"شكراً." قال جون. "هل مين-آه بخير؟"
"نعم، إنها بخير." طمأنه تاي-هو. "جين-هو معها الآن. المدير لي وضع حراساً حول مبنى سكن الفتيات طوال الليل."
"هذا جيد." تنهد جون بارتياح. كان قلقاً على مين-آه، خاصة بعد ما حدث في الليلة السابقة.
"هيا بنا." قال تاي-هو. "دعنا نذهب لتناول الإفطار. الطبيب سيكون هناك."
ساعد تاي-هو جون على ارتداء ملابسه، محاولاً تجنب إيذاء كتفه المصاب. ثم توجها معاً إلى الكافتيريا.
كانت الكافتيريا مزدحمة كالمعتاد، مع الطلاب يتناولون إفطارهم ويتحدثون. عندما دخل جون وتاي-هو، لاحظا مين-آه وجين-هو جالسين على طاولتهم المعتادة.
عندما رأت مين-آه جون، نهضت بسرعة وركضت نحوه، وجهها يعكس القلق. "جون!" قالت، متوقفة أمامه. "هل أنت بخير؟ سمعت ما حدث."
"أنا بخير." طمأنها جون، مبتسماً. "إنها مجرد إصابة في الكتف."
"كان يمكن أن تكون أسوأ بكثير." قالت مين-آه، صوتها مرتجف قليلاً. "كان يمكن أن..."
"لكنها لم تكن." قاطعها جون بلطف. "أنا بخير، مين-آه. حقاً."
تنهدت مين-آه، ثم أومأت برأسها. "أنا سعيدة لأنك بخير." قالت. "كنت قلقة جداً عندما سمعت."
"أنا آسف لإقلاقك." قال جون بصدق. "لم أكن أقصد ذلك."
"أعرف." ابتسمت مين-آه ابتسامة صغيرة. "فقط... كن أكثر حذراً في المستقبل، حسناً؟"
"سأكون." أومأ جون.
عادوا إلى الطاولة، حيث كان جين-هو ينتظر. "مرحباً، أيها البطل." ابتسم عندما رأى جون. "سمعت أنك تعرضت لإطلاق نار."
"نعم." أومأ جون. "لكنني بخير."
"هذا جيد." قال جين-هو. "نحن بحاجة إليك بصحة جيدة للفصل الخاص اليوم."
"أوه، نعم." تذكر جون. "الفصل الخاص. نسيت تماماً."
"كيف يمكنك أن تنسى؟" ضحك تاي-هو. "إنه أهم شيء في جدولنا."
"حسناً، تعرضت لإطلاق نار الليلة الماضية." قال جون، مبتسماً رغم الألم. "أعتقد أن ذلك يعطيني بعض العذر."
ضحك أصدقاؤه، متفهمين. كانوا جميعاً متوترين ومتشككين، لكنهم كانوا يحاولون الحفاظ على روح الدعابة.
"أين هاي-جين؟" سأل جون، ملاحظاً أنها لم تكن معهم.
"إنها مع المدير لي." قال تاي-هو. "يناقشون ما حدث الليلة الماضية."
"أوه." أومأ جون. كان يتساءل كيف كانت هاي-جين. كان اعترافها في الليلة السابقة قد تركه مرتبكاً ومتفاجئاً.
"هناك الطبيب." قال جين-هو، مشيراً نحو رجل يرتدي معطفاً أبيض يدخل الكافتيريا.
رأى الطبيب جون وأصدقاءه، وتوجه نحوهم. "أنت جون كيم؟" سأل.
"نعم." أومأ جون.
"أنا الدكتور بارك." قال الرجل. "المدير لي طلب مني فحص جرحك."
"شكراً لمجيئك." قال جون.
"هل يمكننا الذهاب إلى مكان أكثر خصوصية؟" سأل الدكتور بارك. "سأحتاج إلى إزالة الضمادة لفحص الجرح."
"بالطبع." أومأ جون. "يمكننا استخدام غرفة الاستراحة."
نهض جون، وتبعه الدكتور بارك إلى غرفة الاستراحة الصغيرة بالقرب من الكافتيريا. كانت الغرفة فارغة، مع بعض المقاعد المريحة وطاولة صغيرة.
"اجلس، من فضلك." قال الدكتور بارك، مشيراً إلى أحد المقاعد.
جلس جون، وبدأ الدكتور بارك بإزالة الضمادة عن كتفه بعناية. كان الجرح لا يزال مؤلماً، لكنه لم يكن ينزف.
"حسناً." قال الدكتور بارك بعد فحص الجرح. "الجرح يبدو نظيفاً، ولا توجد علامات على العدوى. الرصاصة اخترقت العضلة، لكنها لم تصب أي عظام أو أوعية دموية رئيسية. هذا جيد."
"هل سأكون بخير؟" سأل جون.
"نعم." أومأ الدكتور بارك. "ستكون بخير. سأنظف الجرح وأضع ضمادة جديدة. وسأعطيك بعض المسكنات للألم. يجب أن تتجنب الحركات العنيفة لبضعة أيام، لكن بخلاف ذلك، يمكنك العودة إلى أنشطتك العادية."
"شكراً." قال جون، متنهداً بارتياح.
نظف الدكتور بارك الجرح، ووضع ضمادة جديدة، ثم أعطى جون بعض الحبوب. "خذ واحدة كل ست ساعات للألم." قال. "وإذا لاحظت أي احمرار أو تورم أو حرارة حول الجرح، أخبرني على الفور."
"سأفعل." أومأ جون. "شكراً، دكتور بارك."
"لا مشكلة." ابتسم الدكتور بارك. "فقط كن أكثر حذراً في المستقبل، حسناً؟"
"سأكون." أومأ جون.
عاد جون إلى أصدقائه في الكافتيريا، شاعراً بتحسن طفيف. كان الألم لا يزال موجوداً، لكن المسكنات كانت تبدأ بالعمل.
"كيف كان الأمر؟" سألت مين-آه، قلقة.
"كان جيداً." طمأنها جون. "الدكتور بارك قال إنني سأكون بخير. الجرح نظيف، ولا توجد علامات على العدوى."
"هذا جيد." تنهدت مين-آه بارتياح.
"هل أنت جاهز للفصل الخاص؟" سأل تاي-هو. "يبدأ بعد ساعة."
"نعم." أومأ جون. "أنا جاهز."
"هل تعتقد أن جي-يونغ لي ستظهر؟" سأل جين-هو، فضولياً.
"لا أعرف." قال جون بصدق. "لكن إذا ظهرت، فسنكون مستعدين لها."
"نعم." أومأ تاي-هو. "المدير لي والدكتورة كيم سيكونان هناك. وسو-يون أيضاً. سنكون بخير."
أنهوا إفطارهم، ثم توجهوا نحو قاعة التدريب، حيث كان الفصل الخاص سيعقد. كانوا جميعاً متوترين ومتشككين، لكنهم كانوا أيضاً مصممين. كانوا سيواجهون أي تحديات قد تأتي.
عندما وصلوا إلى قاعة التدريب، وجدوا الدكتورة كيم تنتظرهم. كانت تبدو متوترة ومتشككة، لكنها ابتسمت عندما رأتهم.
"مرحباً، أيها الطلاب." قالت. "كيف حالكم جميعاً هذا الصباح؟"
"نحن بخير." قال جون، متحدثاً نيابة عن المجموعة. "متوترون قليلاً، لكننا بخير."
"هذا مفهوم." أومأت الدكتورة كيم. "بعد ما حدث الليلة الماضية، من الطبيعي أن تكونوا متوترين. لكن لا تقلقوا. نحن هنا لحمايتكم."
"شكراً." قال جون. "هل هناك أي أخبار عن سونغ-هو لي؟"
"ليس بعد." هزت الدكتورة كيم رأسها. "الفريق الذي أرسله المدير لي إلى الجبال الشمالية لم يصل بعد. لكننا نتوقع أن نسمع منهم قريباً."
"وماذا عن جي-يونغ لي؟" سأل تاي-هو. "هل تعتقدين أنها ستظهر اليوم؟"
"لا أعرف." قالت الدكتورة كيم بصدق. "لكننا مستعدون لها إذا ظهرت."
"وماذا عن هاي-جين؟" سأل جون. "هل هي بخير؟"
"نعم." أومأت الدكتورة كيم. "إنها مع المدير لي الآن. يناقشون ما حدث الليلة الماضية. ستنضم إلينا قريباً."
"حسناً." أومأ جون.
"هيا بنا." قالت الدكتورة كيم. "دعونا ندخل ونستعد للفصل."
دخلوا قاعة التدريب، التي كانت واسعة ومضاءة جيداً، مع أرضية خشبية وجدران مبطنة. كان هناك بعض الطلاب الآخرين من الفصل الخاص ينتظرون بالفعل.
"مرحباً، جون!" سمع صوتاً يناديه. نظر ليرى يو-جين، إحدى زميلاته في الفصل الخاص، تلوح له. كانت فتاة صغيرة ونشيطة، مع شعر أسود قصير وابتسامة دائمة.
"مرحباً، يو-جين." ابتسم جون. "كيف حالك؟"
"أنا بخير." ابتسمت يو-جين. "لكنني سمعت أنك تعرضت لإطلاق نار الليلة الماضية. هل هذا صحيح؟"
"نعم." أومأ جون. "لكنني بخير."
"يا إلهي!" قالت يو-جين، عيناها واسعتان بالصدمة. "ما الذي حدث؟"
"إنها قصة طويلة." قال جون، غير راغب في مشاركة التفاصيل. "لكنني بخير الآن."
"حسناً." قالت يو-جين، غير مقتنعة تماماً. "فقط... كن حذراً، حسناً؟"
"سأكون." ابتسم جون.
انضم جون وأصدقاؤه إلى بقية الطلاب، منتظرين بدء الفصل. كانوا جميعاً متوترين ومتشككين، لكنهم كانوا يحاولون التصرف بشكل طبيعي.
بعد بضع دقائق، دخلت الدكتورة كيم القاعة، متبوعة بالمدير لي وسو-يون وهاي-جين. كانوا جميعاً يبدون جادين ومتوترين.
"صباح الخير، أيها الطلاب." قالت الدكتورة كيم. "أتمنى أن تكونوا جميعاً بخير هذا الصباح."
"صباح الخير، دكتورة كيم." رد الطلاب في نفس الوقت.
"اليوم، لدينا ضيفة خاصة." قالت الدكتورة كيم. "هاي-جين، التي كانت مدربة هنا في الأكاديمية سابقاً. ستساعدنا في تدريبكم اليوم."
كان هناك همس بين الطلاب. كان معظمهم يعرف هاي-جين، وكانوا يعرفون أنها كانت قد اختفت بعد حادثة البوابة.
"وأيضاً." استمرت الدكتورة كيم. "قد ينضم إلينا مدرب جديد اليوم - جي-يونغ لي. إذا ظهرت، أرجو أن ترحبوا بها."
كان هناك المزيد من الهمس بين الطلاب. كانوا فضوليين بشأن المدربة الجديدة.
"والآن." قالت الدكتورة كيم. "دعونا نبدأ بتمارين الإحماء."
بدأ الطلاب بتمارين الإحماء، متبعين توجيهات الدكتورة كيم. كان جون يحاول التركيز على التمارين، لكن عقله كان مشتتاً. كان يفكر في هاي-جين واعترافها، وفي جي-يونغ لي وهويتها الحقيقية، وفي سونغ-هو لي وخططه.
بعد تمارين الإحماء، قسمت الدكتورة كيم الطلاب إلى مجموعات للتدريب. كان جون في مجموعة مع مين-آه وتاي-هو وجين-هو، تحت إشراف هاي-جين.
"مرحباً، أيها الطلاب." قالت هاي-جين عندما اجتمعوا حولها. "اليوم، سنعمل على تحسين قدراتكم على العمل كفريق."
كانت تتصرف بشكل طبيعي ومهني، كما لو أن اعترافها لجون لم يحدث أبداً. كان جون ممتناً لذلك. كان الأمر محرجاً بما فيه الكفاية بالنسبة له.
"جون." قالت هاي-جين. "أنت ستكون قائد الفريق اليوم. أريدك أن تقود فريقك في تمرين محاكاة لمواجهة مع كيان من الأبراج."
"أنا؟" قال جون، مندهشاً. "لكن... كتفي..."
"أعرف." أومأت هاي-جين. "وأنا آسفة لذلك. لكن في العالم الحقيقي، قد تضطر للقتال حتى عندما تكون مصاباً. هذا جزء من التدريب."
تنهد جون، ثم أومأ برأسه. "حسناً." قال. "سأفعل ذلك."
"جيد." ابتسمت هاي-جين. "الآن، دعوني أشرح التمرين."
شرحت هاي-جين التمرين: كان عليهم مواجهة محاكاة لكيان من الأبراج (ممثل بروبوت تدريب) والتغلب عليه باستخدام قدراتهم المشتركة.
"تذكروا." قالت هاي-جين. "الكيانات من الأبراج قوية جداً، وتتطلب عمل الفريق للتغلب عليها. لا يمكن لأي منكم هزيمتها بمفرده."
أومأ جون وأصدقاؤه برؤوسهم، متفهمين. كانوا يعرفون أن هاي-جين كانت محقة. كانوا قد واجهوا كيانات من الأبراج من قبل، وكانوا يعرفون مدى قوتها.
"حسناً." قال جون، متحولاً إلى أصدقائه. "هنا خطتنا: تاي-هو، أنت ستستخدم قدرتك على التحكم في الطاقة لإبطاء الكيان. جين-هو، أنت ستستخدم جهازك لتحديد نقاط ضعف الكيان. مين-آه، أنت ستستخدمين قدرتك على التحليل لمساعدتنا في فهم أنماط هجوم الكيان. وأنا سأستخدم قدرتي - الصدى الأسود - لامتصاص وعكس هجمات الكيان."
"خطة جيدة." أومأت هاي-جين. "لكن تذكر، جون، أنت مصاب. قد لا تتمكن من استخدام قدرتك بكامل قوتها."
"أعرف." أومأ جون. "لذلك سنحتاج إلى العمل معاً بشكل أكثر فعالية."
"بالضبط." ابتسمت هاي-جين. "أنتم جاهزون؟"
"نحن جاهزون." قال جون، ناظراً إلى أصدقائه، الذين أومأوا برؤوسهم بتصميم.
بدأ التمرين. كان روبوت التدريب يمثل كياناً من الأبراج، وكان يهاجمهم بموجات من الطاقة. كان جون وأصدقاؤه يتحركون بتناسق، متبعين خطته.
كان تاي-هو يستخدم قدرته على التحكم في الطاقة لإبطاء هجمات الروبوت. كان جين-هو يستخدم جهازه لتحديد نقاط ضعف الروبوت. كانت مين-آه تستخدم قدرتها على التحليل لمساعدتهم في فهم أنماط هجوم الروبوت. وكان جون يستخدم قدرته - الصدى الأسود - لامتصاص وعكس هجمات الروبوت.
كان كتف جون يؤلمه، مما جعل من الصعب عليه استخدام قدرته بكامل قوتها. لكنه كان مصمماً على النجاح. كان يعرف أن هذا التمرين كان مهماً، ليس فقط للتدريب، ولكن أيضاً لإظهار أنهم كانوا جاهزين لمواجهة سونغ-هو لي.
بعد عشر دقائق من القتال المكثف، تمكنوا أخيراً من "هزيمة" الروبوت. كانوا جميعاً متعبين ومتعرقين، لكنهم كانوا أيضاً فخورين بأنفسهم.
"عمل جيد." قالت هاي-جين، مبتسمة. "لقد عملتم معاً بشكل جيد جداً. خاصة أنت، جون. لقد قدت فريقك بشكل جيد، رغم إصابتك."
"شكراً." ابتسم جون، متنفساً بصعوبة. "لكنني لم أكن لأنجح بدون مساعدة أصدقائي."
"هذا هو الهدف من التمرين." أومأت هاي-جين. "لتعلم العمل معاً."
كانوا يستعدون للتمرين التالي عندما فتح باب قاعة التدريب، ودخلت امرأة. كانت طويلة ونحيفة، مع شعر أسود طويل مربوط في ذيل حصان. كانت ترتدي بدلة تدريب سوداء، وكانت هناك نظرة حادة في عينيها.
"آسفة على التأخير." قالت، متقدمة نحو الدكتورة كيم. "أنا جي-يونغ لي. المدربة الجديدة."
كان هناك صمت في القاعة، حيث نظر الجميع إلى المرأة الجديدة. كان جون وأصدقاؤه متوترين ومتشككين. كانت هذه هي المرأة التي قابلوها في المدينة، التي ادعت أنها كانت تعمل مع الدكتورة كيم.
"مرحباً، جي-يونغ." قالت الدكتورة كيم، محاولة التصرف بشكل طبيعي. "نحن سعداء لانضمامك إلينا."
"شكراً." ابتسمت جي-يونغ. "أنا متحمسة للعمل معكم جميعاً."
نظرت حولها، وعندما رأت جون وأصدقاءه، ابتسمت ابتسامة صغيرة. "مرحباً، جون." قالت. "مرحباً، مين-آه. من الجيد رؤيتكما مرة أخرى."
"مرحباً، جي-يونغ." قال جون، محاولاً التصرف بشكل طبيعي. "من الجيد رؤيتك أيضاً."
"أوه، أنتما تعرفان بعضكما البعض بالفعل؟" سألت الدكتورة كيم، متظاهرة بالمفاجأة.
"نعم." أومأت جي-يونغ. "التقينا في المدينة بالأمس. كنت أتسوق عندما رأيتهما."
"أوه، هذا لطيف." ابتسمت الدكتورة كيم. "حسناً، جي-يونغ، دعيني أقدمك إلى بقية الطلاب والمدربين."
قدمت الدكتورة كيم جي-يونغ إلى الجميع، بما في ذلك هاي-جين. كانت هناك توتر واضح بين المرأتين، لكنهما كانتا تحاولان التصرف بشكل طبيعي.
"مرحباً، هاي-جين." قالت جي-يونغ. "سمعت الكثير عنك."
"حقاً؟" قالت هاي-جين، متشككة. "مثل ماذا؟"
"مثل أنك كنت واحدة من أفضل المدربين في الأكاديمية." قالت جي-يونغ. "وأنك كنت تمتلكين قدرة قوية جداً."
"هذا صحيح." أومأت هاي-جين. "لكنني لم أعد مدربة هنا. أنا فقط أساعد اليوم."
"أفهم." ابتسمت جي-يونغ. "حسناً, أنا متحمسة للعمل معك."
"وأنا أيضاً." قالت هاي-جين، رغم أن صوتها لم يكن يعكس أي حماس.
استأنف الفصل، مع جي-يونغ تنضم إلى المدربين. كانت تراقب الطلاب بعناية، خاصة جون وأصدقاءه. كان جون يشعر بنظراتها عليه، وكان ذلك يجعله متوتراً.
"لا تنظر إليها." همست مين-آه لجون. "تصرف بشكل طبيعي."
"أحاول." همس جون. "لكنها تراقبنا."
"أعرف." أومأت مين-آه. "فقط ركز على التدريب."
حاول جون التركيز على التدريب، لكنه كان يجد صعوبة في ذلك. كان عقله مشتتاً بالعديد من الأفكار والمخاوف.
بعد ساعة من التدريب المكثف، أعلنت الدكتورة كيم عن استراحة. كان الطلاب متعبين ومتعرقين، وكانوا سعداء بالاستراحة.
"كيف حال كتفك؟" سألت مين-آه جون، قلقة.
"إنه يؤلم قليلاً." اعترف جون. "لكنني بخير."
"ربما يجب أن تأخذ قسطاً من الراحة." اقترحت مين-آه. "لا تجهد نفسك كثيراً."
"سأكون بخير." طمأنها جون. "أنا بحاجة إلى هذا التدريب."
"أعرف." تنهدت مين-آه. "فقط... كن حذراً، حسناً؟"
"سأكون." ابتسم جون.
لاحظ جون أن جي-يونغ كانت تتحدث مع الدكتورة كيم في الجانب الآخر من القاعة. كانتا تبدوان في محادثة عميقة، وكانت الدكتورة كيم تومئ برأسها من حين لآخر.
"ماذا تعتقدين أنهما تتحدثان عنه؟" سأل جون مين-آه.
"لا أعرف." قالت مين-آه. "لكنني أراهن أن الدكتورة كيم تحاول الحصول على معلومات من جي-يونغ."
"نعم، ربما." أومأ جون.
لاحظ أيضاً أن هاي-جين كانت تراقب جي-يونغ بحذر. كانت هناك نظرة من الشك والتوتر في عينيها.
بعد الاستراحة، استأنف الفصل. هذه المرة، كانت جي-يونغ تشرف على مجموعة جون. كان جون وأصدقاؤه متوترين ومتشككين، لكنهم كانوا يحاولون التصرف بشكل طبيعي.
"مرحباً، أيها الطلاب." قالت جي-يونغ، مبتسمة. "أنا متحمسة للعمل معكم اليوم."
"مرحباً، جي-يونغ." قال جون، محاولاً الابتسام. "نحن أيضاً متحمسون."
"اليوم، سنعمل على تحسين قدراتكم الفردية." قالت جي-يونغ. "كل واحد منكم لديه قدرة فريدة وقوية. أريد مساعدتكم على استخدامها بشكل أكثر فعالية."
بدأت بالعمل مع كل طالب على حدة، مساعدتهم على تحسين قدراتهم. كانت تبدو معرفتها بالقوى الخارقة عميقة ومثيرة للإعجاب.
عندما جاء دور جون، ابتسمت ابتسامة غريبة. "جون." قالت. "سمعت أن لديك قدرة نادرة جداً - الصدى الأسود."
"نعم." أومأ جون، متوتراً. "هذا صحيح."
"هذه قدرة مثيرة للاهتمام جداً." قالت جي-يونغ. "تسمح لك بامتصاص وعكس الطاقة. هل يمكنك إظهارها لي؟"
تردد جون للحظة، غير متأكد مما إذا كان يجب أن يفعل ذلك. لكنه قرر أن رفض الطلب قد يبدو مشبوهاً.
"بالطبع." قال أخيراً. "لكن كتفي مصاب، لذا قد لا أتمكن من استخدامها بكامل قوتها."
"لا بأس." ابتسمت جي-يونغ. "أنا فقط أريد رؤيتها."
أومأ جون برأسه، ثم ركز على قدرته. شعر بالطاقة تتدفق من خلاله، وبدأت يده تتوهج بلون أسود خافت.
"مثير للإعجاب." قالت جي-يونغ، عيناها تلمعان بشكل غريب. "هل يمكنك امتصاص أي نوع من الطاقة؟"
"نعم، تقريباً." أومأ جون. "لكن بعض أنواع الطاقة أصعب من غيرها."
"وماذا عن طاقة الكيانات من الأبراج؟" سألت جي-يونغ. "هل يمكنك امتصاصها؟"
"نعم." قال جون، متوتراً من سؤالها. "لكنها صعبة جداً. وخطيرة."
"أفهم." أومأت جي-يونغ. "هذه قدرة قوية جداً، جون. أنت محظوظ لامتلاكها."
"شكراً." قال جون، غير مرتاح من الطريقة التي كانت تنظر بها إليه.
انتقلت جي-يونغ للعمل مع الطلاب الآخرين، لكن جون لاحظ أنها كانت لا تزال تراقبه من حين لآخر. كان ذلك يجعله متوتراً ومتشككاً.
"هل أنت بخير؟" سألت مين-آه، ملاحظة توتره.
"نعم." أومأ جون. "فقط... هناك شيء غريب في جي-يونغ. الطريقة التي تنظر بها إلي... إنها تجعلني غير مرتاح."
"أعرف ما تعنيه." أومأت مين-آه. "هناك شيء غريب فيها. لكن لا تقلق. نحن هنا معك."
"شكراً." ابتسم جون، متأثراً بدعمها.
استمر الفصل لساعة أخرى، مع الطلاب يعملون على تحسين قدراتهم. كان جون يحاول التركيز على التدريب، لكنه كان لا يزال متوتراً ومتشككاً من جي-يونغ.
في نهاية الفصل، جمعت الدكتورة كيم الطلاب للتقييم النهائي. "عمل جيد اليوم، أيها الطلاب." قالت. "لقد أظهرتم جميعاً تحسناً كبيراً."
"شكراً، دكتورة كيم." قال الطلاب في نفس الوقت.
"غداً، سنعمل على تمارين أكثر تقدماً." قالت الدكتورة كيم. "لذا استريحوا جيداً الليلة."
أومأ الطلاب برؤوسهم، ثم بدأوا بالمغادرة. كان جون وأصدقاؤه آخر من غادر، متعمدين البقاء للتحدث مع الدكتورة كيم.
"ماذا تعتقدين؟" سأل جون الدكتورة كيم بصوت منخفض. "هل جي-يونغ..."
"لا أعرف." قاطعته الدكتورة كيم. "إنها... غريبة. تعرف الكثير عن القوى الخارقة، خاصة قدرتك. لكنني لا أستطيع أن أقول بالتأكيد ما إذا كانت تعمل مع سونغ-هو لي أم لا."
"كانت تسألني عن قدرتي." قال جون. "عما إذا كنت أستطيع امتصاص طاقة الكيانات من الأبراج."
"هذا مشبوه." أومأت الدكتورة كيم. "لكننا بحاجة إلى المزيد من الأدلة قبل أن نتهمها بأي شيء."
"ماذا نفعل إذن؟" سأل تاي-هو.
"نستمر في مراقبتها." قالت الدكتورة كيم. "ونكون حذرين. لا تكونوا وحدكم معها أبداً."
"حسناً." أومأ جون وأصدقاؤه برؤوسهم، موافقين على الخطة.
"الآن، اذهبوا واستريحوا." قالت الدكتورة كيم. "لقد كان يوماً طويلاً."
غادر جون وأصدقاؤه قاعة التدريب، متجهين نحو الكافتيريا لتناول الغداء. كانوا جميعاً متعبين ومتوترين، لكنهم كانوا أيضاً جائعين.
"ماذا تعتقدون؟" سأل جون أصدقاءه. "هل جي-يونغ تعمل مع سونغ-هو لي؟"
"لا أعرف." قال تاي-هو بصدق. "لكنها بالتأكيد غريبة."
"وهي تعرف الكثير عن قدرتك." قالت مين-آه. "أكثر مما يجب أن تعرفه مدربة جديدة."
"نعم." أومأ جون. "هذا مشبوه."
"علينا أن نكون حذرين." قال جين-هو. "خاصة أنت، جون. يبدو أنها مهتمة بك بشكل خاص."
"أعرف." تنهد جون. "سأكون حذراً."
وصلوا إلى الكافتيريا، وأخذوا طعامهم، ثم جلسوا على طاولتهم المعتادة. كانوا يأكلون ويتحدثون عن الفصل عندما لاحظ جون أن جي-يونغ كانت تدخل الكافتيريا.
"انظروا." قال بصوت منخفض. "إنها جي-يونغ."
نظر أصدقاؤه، ورأوا جي-يونغ تأخذ طعامها وتبحث عن مكان للجلوس. عندما رأتهم، ابتسمت وتوجهت نحوهم.
"مرحباً، أيها الطلاب." قالت. "هل يمكنني الانضمام إليكم؟"
نظر جون إلى أصدقائه، الذين أومأوا برؤوسهم بتردد. "بالطبع." قال أخيراً.
جلست جي-يونغ بجانب جون، مبتسمة. "شكراً." قالت. "من الصعب دائماً أن تكون الشخص الجديد."
"نعم، أعتقد ذلك." قال جون، محاولاً التصرف بشكل طبيعي.
"إذن." قالت جي-يونغ. "كيف كان الفصل اليوم؟ هل استمتعتم به؟"
"نعم." أومأ جون. "كان... مفيداً."
"أنا سعيدة لسماع ذلك." ابتسمت جي-يونغ. "أنتم جميعاً طلاب موهوبون جداً. خاصة أنت، جون. قدرتك... مثيرة للإعجاب حقاً."
"شكراً." قال جون، غير مرتاح من الطريقة التي كانت تنظر بها إليه.
"أنا فضولية." قالت جي-يونغ. "كيف اكتشفت قدرتك لأول مرة؟"
تردد جون للحظة، غير متأكد مما إذا كان يجب أن يشارك هذه المعلومات. لكنه قرر أن رفض الإجابة قد يبدو مشبوهاً.
"كان ذلك بعد حادث." قال أخيراً. "كنت في حادث طائرة. وعندما استيقظت، اكتشفت أنني كنت أمتلك هذه القدرة."
"حادث طائرة؟" كررت جي-يونغ، عيناها تتسعان بالاهتمام. "هذا... غير عادي."
"نعم." أومأ جون. "كان كذلك."
"وهل تتذكر أي شيء من الحادث؟" سألت جي-يونغ. "أي شيء... غير عادي؟"
كان سؤالها غريباً ومشبوهاً. لماذا كانت مهتمة بحادث الطائرة؟
"لا حقاً." قال جون، متوتراً. "كنت فاقداً للوعي معظم الوقت."
"أفهم." أومأت جي-يونغ. "حسناً, أنا سعيدة لأنك نجوت. وأنك اكتشفت قدرتك."
"شكراً." قال جون، غير مرتاح من الطريقة التي كانت تنظر بها إليه.
استمروا في تناول طعامهم، متحدثين عن مواضيع عامة. كان جون وأصدقاؤه متوترين ومتشككين، لكنهم كانوا يحاولون التصرف بشكل طبيعي.
بعد الغداء، غادرت جي-يونغ، قائلة إنها كانت بحاجة إلى الاستعداد للفصل التالي. بمجرد أن غادرت، تنهد جون وأصدقاؤه بارتياح.
"هذا كان... غريباً." قال تاي-هو.
"نعم." أومأ جون. "لماذا كانت مهتمة بحادث الطائرة؟"
"لا أعرف." قالت مين-آه. "لكنه سؤال غريب جداً."
"وهي كانت تنظر إليك بطريقة غريبة." قال جين-هو. "كما لو أنها كانت... مهووسة بك."
"أعرف." تنهد جون. "إنها تجعلني غير مرتاح."
"علينا إخبار المدير لي والدكتورة كيم عن هذا." قالت مين-آه. "قد يكون مهماً."
"نعم." أومأ جون. "سنفعل ذلك بعد الغداء."
أنهوا غداءهم، ثم توجهوا نحو مكتب المدير لي. كانوا جميعاً متوترين ومتشككين، لكنهم كانوا أيضاً مصممين. كانوا سيفعلون كل ما يلزم لمنع سونغ-هو لي من تنفيذ خطته.
لكن بينما كانوا يسيرون، لم يلاحظوا الشخص الذي كان يراقبهم من بعيد - جي-يونغ، التي كانت تراقبهم بعناية، متتبعة تحركاتهم. وعندما رأتهم متجهين نحو مكتب المدير لي، ابتسمت ابتسامة غر
يبة.
"استمتعوا بوقتكم معاً الآن." همست لنفسها. "لأنه لن يدوم طويلاً."
ثم أخرجت هاتفاً من جيبها، وطلبت رقماً. "سيدي." قالت عندما تم الرد على المكالمة. "لقد اكتشفت المزيد عن قدرة جون. إنها بالضبط ما كنا نبحث عنه. وأعتقد أنه يشك بي. ماذا تريدني أن أفعل؟"
كان هناك صمت للحظة، ثم قالت: "نعم، سيدي. سأكون مستعدة."
ثم أغلقت الهاتف، واضعة إياه في جيبها مرة أخرى. كان هناك تعبير من التصميم على وجهها.
"قريباً، جون كيم." همست. "قريباً، ستكون لنا."