# الفصل السادس والعشرون

توجه جون وأصدقاؤه نحو قاعة التدريب، حيث كان الفصل الخاص سيعقد. كانوا جميعاً متوترين ومتشككين، لكنهم كانوا أيضاً مصممين. كانوا سيواجهون جي-يونغ، ويكتشفون ما كانت تعرفه عن خطط سونغ-هو لي.

"هل الجميع يعرف الخطة؟" سأل جون، متحققاً للمرة الأخيرة.

"نعم." أومأ تاي-هو. "سنتصرف بشكل طبيعي حتى يصل المدير لي والدكتورة كيم. ثم سنواجهها."

"وإذا حاولت الهرب؟" سأل جين-هو.

"سنوقفها." قال جون بحزم. "لا يمكننا السماح لها بالعودة إلى سونغ-هو لي."

"كونوا حذرين." قالت هاي-جين. "جي-يونغ قد تكون خطيرة."

"سنكون حذرين." أومأ جون.

نظر إلى مين-آه، التي كانت صامتة طوال الطريق. كانت تبدو متوترة ومتشككة، وكان يتساءل عما كانت تفكر فيه.

"هل أنت بخير؟" سألها.

"نعم." أومأت مين-آه. "فقط... متوترة."

"أنا أفهم ذلك." أومأ جون. "أنا أيضاً متوتر. لكننا سنتجاوز هذا، مين-آه. معاً."

"نعم." ابتسمت مين-آه ابتسامة صغيرة. "معاً."

لاحظ جون أن هاي-جين كانت تراقبه ومين-آه بنظرة غريبة. كان هناك مزيج من القلق والشك في عينيها. شعر بالارتباك مرة أخرى، غير متأكد مما يجب أن يفكر أو يصدق.

وصلوا إلى قاعة التدريب، ودخلوا. كان هناك بعض الطلاب الآخرين من الفصل الخاص ينتظرون بالفعل. لكن لم تكن هناك أي علامة على جي-يونغ.

"أين هي؟" همس تاي-هو.

"لا أعرف." قال جون. "ربما لم تصل بعد."

"أو ربما اكتشفت أننا نعرف." قال جين-هو، قلقاً.

"لا أعتقد ذلك." قال جون. "كانت تبدو واثقة جداً في الإفطار."

"فقط كونوا حذرين." قالت هاي-جين. "وكونوا مستعدين لأي شيء."

انضموا إلى بقية الطلاب، منتظرين بدء الفصل. كانوا جميعاً متوترين ومتشككين، لكنهم كانوا يحاولون التصرف بشكل طبيعي.

بعد بضع دقائق، دخلت الدكتورة كيم القاعة، متبوعة بالمدير لي وسو-يون. كانوا جميعاً يبدون جادين ومتوترين.

"صباح الخير، أيها الطلاب." قالت الدكتورة كيم. "أتمنى أن تكونوا جميعاً بخير هذا الصباح."

"صباح الخير، دكتورة كيم." رد الطلاب في نفس الوقت.

"قبل أن نبدأ." قالت الدكتورة كيم. "أود أن أقدم لكم المدير لي. لديه بعض الإعلانات المهمة."

تقدم المدير لي، ونظر إلى الطلاب بجدية. "صباح الخير، أيها الطلاب." قال. "لدي بعض الأخبار المهمة أود مشاركتها معكم."

كان هناك همس بين الطلاب، فضوليين بشأن ما كان المدير لي سيقوله.

"كما تعلمون." استمر المدير لي. "كانت هناك بعض الأحداث المقلقة في الأكاديمية مؤخراً. وقد اكتشفنا أن هناك... خائناً بيننا."

كان هناك المزيد من الهمس بين الطلاب، مندهشين وقلقين.

"هذا الخائن." قال المدير لي. "هو شخص كنا نثق به. شخص كان من المفترض أن يكون حليفاً. لكنه كان في الواقع يعمل ضدنا."

نظر جون إلى أصدقائه، الذين كانوا ينظرون إليه أيضاً. كانوا يعرفون أن المدير لي كان يتحدث عن جي-يونغ، لكنهم كانوا يتساءلون لماذا كان يكشف ذلك أمام جميع الطلاب.

"هذا الخائن." استمر المدير لي. "هو..."

فجأة، انفتح باب قاعة التدريب، ودخلت جي-يونغ. كانت ترتدي بدلة تدريب سوداء، وكانت هناك ابتسامة واثقة على وجهها.

"آسفة على التأخير." قالت، متقدمة نحو المدير لي والدكتورة كيم. "كان لدي بعض الأمور التي كان علي الاهتمام بها."

توقف المدير لي، ونظر إلى جي-يونغ بنظرة باردة. "جي-يونغ لي." قال. "كنت أتحدث عنك بالضبط."

"حقاً؟" قالت جي-يونغ، متظاهرة بالمفاجأة. "وماذا كنت تقول؟"

"كنت أخبر الطلاب أنك خائنة." قال المدير لي بصراحة. "وأنك تعملين مع سونغ-هو لي."

كان هناك صمت في القاعة، حيث نظر الجميع إلى جي-يونغ، منتظرين ردها. كانت تبدو هادئة ومسيطرة، غير متأثرة باتهام المدير لي.

"أوه؟" قالت أخيراً، مبتسمة ابتسامة باردة. "وكيف توصلت إلى هذا الاستنتاج؟"

"وجدنا اسمك على قائمة الأشخاص الذين يعملون مع سونغ-هو لي." قال المدير لي. "في مخبئه في الجبال الشمالية."

"أوه، هذا." ضحكت جي-يونغ. "نعم، أنا أعمل مع سونغ-هو لي. وماذا في ذلك؟"

كان اعترافها الصريح مفاجئاً. كان جون وأصدقاؤه يتوقعون أن تنكر، أو تحاول الهرب. لكنها كانت تبدو واثقة جداً، كما لو أنها لم تكن قلقة على الإطلاق.

"أنت تعترفين بذلك؟" قال المدير لي، مندهشاً.

"بالطبع." أومأت جي-يونغ. "لماذا أنكر؟ أنت بالفعل تعرف الحقيقة. وبصراحة، أنا فخورة بعملي مع سونغ-هو لي. إنه رجل عظيم، مع رؤية عظيمة."

"رؤية عظيمة؟" قال المدير لي، غاضباً. "إنه يحاول فتح بوابة إلى الأبراج، مما قد يؤدي إلى غزو الكيانات لعالمنا!"

"نعم." أومأت جي-يونغ. "وهذا بالضبط ما نريده. الكيانات من الأبراج ليست أعداءنا، كما تعتقدون. إنها كائنات متفوقة، مع معرفة وقوة تتجاوز فهمنا. يمكنهم مساعدتنا على تحقيق إمكاناتنا الكاملة."

"هذا جنون." قال المدير لي. "الكيانات من الأبراج خطيرة ومدمرة. إنها تريد السيطرة على عالمنا، وستقتل أي شخص يقف في طريقها."

"هذا ما تعتقده." قالت جي-يونغ. "لكنك مخطئ. الكيانات من الأبراج تريد فقط مساعدتنا. وسونغ-هو لي يفهم ذلك."

"سونغ-هو لي مجنون." قال المدير لي. "وأنت أيضاً، إذا كنت تصدقين ذلك."

"أوه, أنا لست مجنونة." ابتسمت جي-يونغ. "أنا فقط أرى الحقيقة. وقريباً، ستراها أنت أيضاً. عندما تفتح البوابة، وتأتي الكيانات."

"لن نسمح بذلك." قال المدير لي بحزم. "سنوقفك، وسنوقف سونغ-هو لي."

"حقاً؟" ضحكت جي-يونغ. "وكيف ستفعل ذلك؟ أنت لا تعرف حتى أين هو."

"سنجده." قال المدير لي. "وسنوقفه."

"أتمنى لك حظاً سعيداً في ذلك." ابتسمت جي-يونغ. "لكنني أخشى أنه قد فات الأوان بالفعل."

"ماذا تعنين؟" سأل المدير لي، متوتراً.

"أعني أن البوابة قد اكتملت بالفعل." قالت جي-يونغ. "كل ما نحتاجه الآن هو... مفتاح."

نظرت مباشرة إلى جون عندما قالت ذلك، وكانت هناك نظرة مخيفة في عينيها. شعر جون بالبرد يسري في عموده الفقري، عالماً أنها كانت تتحدث عن قدرته - الصدى الأسود.

"لن تحصلي عليه." قال المدير لي بحزم. "سنحمي جون."

"أوه, أنا متأكدة من أنك ستحاول." ابتسمت جي-يونغ. "لكن هل فكرت في أنه قد يكون هناك... خائن آخر بينكم؟"

"ماذا تعنين؟" سأل المدير لي، متوتراً.

"أعني أنني لست الخائن الوحيد في الأكاديمية." قالت جي-يونغ. "هناك آخرون يعملون مع سونغ-هو لي. أشخاص قريبون منك، أشخاص تثق بهم."

نظر جون إلى أصدقائه، متسائلاً من كان الخائن الآخر. هل كانت هاي-جين محقة؟ هل كانت مين-آه حقاً تعمل مع سونغ-هو لي؟

"من؟" سأل المدير لي. "من هو الخائن الآخر؟"

"أوه, لن أخبرك بذلك." ضحكت جي-يونغ. "أين المتعة في ذلك؟ لكنني سأقول إنه شخص... قريب جداً من جون."

نظر جون إلى مين-آه، التي كانت تنظر إليه أيضاً. كانت تبدو خائفة ومرتبكة، وكان يتساءل عما إذا كانت تعرف من كان الخائن.

"كفى من هذا." قال المدير لي بحزم. "جي-يونغ لي، أنت تحت الاعتقال. ستأتي معنا وتجيب على بعض الأسئلة."

"أوه, أنا لا أعتقد ذلك." ابتسمت جي-يونغ. "في الواقع، أعتقد أنني سأغادر الآن. وسآخذ جون معي."

"لن تفعلي ذلك." قال المدير لي، متقدماً نحوها.

"حقاً؟" ضحكت جي-يونغ. "ومن سيوقفني؟"

رفعت يدها، وفجأة، كان هناك وميض من الضوء. شعر جون بموجة من الطاقة تضربه، وسقط على الأرض. كان يشعر بالضعف والدوار، كما لو أن قوته كانت تُستنزف منه.

"جون!" صرخت مين-آه، راكعة بجانبه. "هل أنت بخير؟"

"أنا... لا أعرف." قال جون، شاعراً بالضعف. "أشعر... بالضعف."

"ماذا فعلت به؟" صرخ المدير لي على جي-يونغ.

"أوه, لا شيء دائم." ابتسمت جي-يونغ. "فقط جهاز صغير يمكنه تعطيل قدرته مؤقتاً. سيكون بخير... بمجرد أن نأخذه إلى سونغ-هو لي."

"لن تأخذيه إلى أي مكان." قال المدير لي بحزم.

"حقاً؟" ضحكت جي-يونغ. "ومن سيوقفني؟ أنت؟"

رفعت يدها مرة أخرى، وكان هناك وميض آخر من الضوء. هذه المرة، كانت الموجة موجهة نحو المدير لي، الذي سقط على الأرض، شاعراً بالضعف والدوار.

"المدير لي!" صرخت الدكتورة كيم، راكعة بجانبه.

"أنا بخير." قال المدير لي، محاولاً النهوض. "فقط... ضعيف."

"الآن." قالت جي-يونغ، متحولة نحو جون. "هيا بنا، جون. سونغ-هو لي ينتظر."

"لن أذهب معك." قال جون بحزم، رغم ضعفه.

"أوه, أنا لا أعتقد أن لديك خياراً." ابتسمت جي-يونغ. "أنت ضعيف الآن، وأنا قوية. وأنا لست وحدي."

"ماذا تعنين؟" سأل جون، متوتراً.

"أعني أن الخائن الآخر سيساعدني." قالت جي-يونغ. "ألا كذلك... مين-آه؟"

كان هناك صمت في القاعة، حيث نظر الجميع إلى مين-آه، مندهشين ومصدومين. كانت مين-آه تبدو مصدومة أيضاً، وكانت تنظر إلى جي-يونغ بنظرة من الخوف والارتباك.

"ماذا؟" قالت، صوتها مرتجف. "أنا لست... أنا لا أعمل مع سونغ-هو لي."

"أوه, حقاً؟" ضحكت جي-يونغ. "إذن لماذا كنت في مخبئه في الجبال الشمالية قبل أسبوعين؟"

"أنا لم أكن هناك!" قالت مين-آه بإصرار. "أنا كنت هنا، في الأكاديمية!"

"هل كنت؟" سألت جي-يونغ. "أم كان ذلك... بديلك؟"

"بديلي؟" كررت مين-آه، مرتبكة.

"نعم." أومأت جي-يونغ. "البروفيسور كانغ لديه القدرة على خلق نسخ مطابقة من الأشخاص. نسخ يمكنها التصرف والتحدث تماماً مثل الأصل. وقد خلق نسخة منك، مين-آه. نسخة كانت هنا، في الأكاديمية، بينما كنت أنت في الجبال الشمالية، تعملين مع سونغ-هو لي."

"هذا... هذا كذب!" قالت مين-آه، غاضبة. "أنا لست خائنة!"

"حقاً؟" ضحكت جي-يونغ. "إذن كيف تفسرين هذا؟"

أخرجت هاتفاً من جيبها، وعرضت صورة. كانت صورة لمين-آه، واقفة بجانب سونغ-هو لي، في مكان ما يبدو مثل كهف أو مختبر تحت الأرض.

"هذا... هذا ليس أنا!" قالت مين-آه، مصدومة. "هذا يجب أن يكون مزيفاً!"

"إنها ليست مزيفة." قالت جي-يونغ. "وأنت تعرفين ذلك. أنت تعملين مع سونغ-هو لي منذ البداية. كنت تتظاهرين بأنك صديقة جون، بينما كنت في الواقع تتجسسين عليه، وتنقلين المعلومات إلى سونغ-هو لي."

"لا!" صرخت مين-آه. "هذا ليس صحيحاً! جون، أنت لا تصدقها، أليس كذلك؟"

نظر جون إلى مين-آه، مرتبكاً ومصدوماً. كان يريد أن يصدقها، لكن الصورة كانت واضحة جداً. وكانت هاي-جين قد حذرته بالفعل. هل كانت مين-آه حقاً خائنة؟

"أنا... لا أعرف ماذا أصدق." قال أخيراً، شاعراً بالخيانة والألم.

"جون!" قالت مين-آه، صوتها مليء بالألم. "أنت تعرفني! أنت تعرف أنني لن أخونك أبداً!"

"هل أعرف ذلك حقاً؟" سأل جون، متشككاً. "كيف يمكنني أن أعرف؟ ربما كنت تكذبين علي طوال الوقت."

"لا!" صرخت مين-آه، دموعها تتساقط. "أنا لم أكذب عليك أبداً! أنا أهتم بك، جون! أنا..."

"كفى من هذا." قاطعتها جي-يونغ. "لقد انتهى الوقت للأكاذيب، مين-آه. حان الوقت لتظهري ولائك الحقيقي."

أخرجت جهازاً صغيراً من جيبها، وضغطت على زر. فجأة، سقطت مين-آه على الأرض، صارخة من الألم.

"مين-آه!" صرخ جون، محاولاً الوصول إليها رغم ضعفه.

"لا تقلق." قالت جي-يونغ. "إنها فقط تتذكر من هي حقاً."

بعد لحظة، توقفت مين-آه عن الصراخ، وبدأت بالنهوض ببطء. عندما نظرت إلى جون، كانت عيناها مختلفتين - باردتين وقاسيتين، بدون أي علامة على الدفء أو الاهتمام الذي كان يراه دائماً فيهما.

"مين-آه؟" قال جون، متوتراً.

"مرحباً، جون." قالت مين-آه، صوتها بارد وغريب. "آسفة على الخداع. لكن كان علي أن أتأكد من أنك تثق بي."

"أنت... أنت حقاً تعملين مع سونغ-هو لي؟" سأل جون، مصدوماً.

"بالطبع." أومأت مين-آه. "منذ البداية. كنت أراقبك، وأدرس قدرتك. وكنت أنقل كل ما أعرفه إلى سونغ-هو لي."

"لكن... لماذا؟" سأل جون، شاعراً بالخيانة والألم.

"لأن سونغ-هو لي محق." قالت مين-آه. "الكيانات من الأبراج ليست أعداءنا. إنها متفوقة علينا، وتريد مساعدتنا. وقدرتك - الصدى الأسود - هي المفتاح لفتح البوابة."

"لا يمكن أن يكون هذا حقيقياً." قال جون، غير مصدق. "أنت... أنت كنت تهتمين بي. كنا..."

"أوه, جون." ضحكت مين-آه. "كنت ساذجاً جداً. نعم، كنت أتظاهر بالاهتمام بك. كان ذلك جزءاً من الخطة. لكنني لم أشعر أبداً بأي شيء حقيقي تجاهك."

كانت كلماتها مثل سكاكين تطعن قلب جون. كان قد وثق بها، وأحبها. وكانت قد خدعته طوال الوقت.

"لا تصدقها، جون!" صرخت هاي-جين. "إنها ليست نفسها! جي-يونغ تتحكم بها بطريقة ما!"

"أوه, أنا أؤكد لك." قالت مين-آه، مبتسمة ابتسامة باردة. "أنا تماماً نفسي. فقط... النسخة الحقيقية مني."

"هذا كفى." قال المدير لي، محاولاً النهوض رغم ضعفه. "لن نسمح لكما بأخذ جون."

"أوه, أنا لا أعتقد أن لديك خياراً." قالت جي-يونغ. "أنت ضعيف الآن، وأنا ومين-آه قويتان. ولدينا هذا."

أخرجت جهازاً آخر من جيبها - جهازاً يبدو مثل مسدس، لكنه كان يتوهج بلون أزرق غريب.

"هذا الجهاز." قالت. "يمكنه تعطيل أي قدرة خارقة. وقد استخدمته بالفعل على جون والمدير لي. وسأستخدمه على أي شخص آخر يحاول إيقافنا."

"لن تنجحي في هذا." قال المدير لي بحزم. "سنوقفك."

"حقاً؟" ضحكت جي-يونغ. "وكيف ستفعل ذلك؟"

فجأة، كان هناك صوت انفجار، وتحطم أحد النوافذ. دخل شخص ما من خلال النافذة المحطمة - شخص يرتدي قناعاً أسود وبدلة سوداء.

"ما هذا؟" قالت جي-يونغ، مندهشة.

نزع الشخص قناعه، كاشفاً عن وجهه. كان البروفيسور كانغ، الذي كان من المفترض أن يكون ميتاً.

"البروفيسور كانغ!" قالت جي-يونغ، مندهشة. "ماذا تفعل هنا؟"

"جئت لمساعدتك." قال البروفيسور كانغ. "سونغ-هو لي أرسلني. قال إنك قد تحتاجين إلى بعض المساعدة الإضافية."

"حسناً, هذا توقيت جيد." ابتسمت جي-يونغ. "كنا على وشك أخذ جون."

"جيد." أومأ البروفيسور كانغ. "سونغ-هو لي ينتظر."

تقدم نحو جون، الذي كان لا يزال ضعيفاً ومرتبكاً. كان جون يشعر بالخيانة والألم، وكان غير قادر على تصديق أن مين-آه كانت قد خدعته طوال الوقت.

"لا تلمسه!" صرخت هاي-جين، واقفة بين جون والبروفيسور كانغ.

"ابتعدي عن طريقي، هاي-جين." قال البروفيسور كانغ بهدوء. "أنت تعرفين أنك لا تستطيعين إيقافي."

"ربما لا أستطيع إيقافك." قالت هاي-جين. "لكنني سأموت قبل أن أسمح لك بأخذ جون."

"هذا يمكن ترتيبه." ابتسم البروفيسور كانغ ابتسامة باردة.

رفع يده، وكان هناك وميض من الضوء. سقطت هاي-جين على الأرض، صارخة من الألم.

"هاي-جين!" صرخ جون، محاولاً الوصول إليها.

"لا تقلق عليها." قال البروفيسور كانغ. "ستكون بخير... ربما."

تقدم نحو جون، وأمسك بذراعه. "هيا بنا، جون." قال. "سونغ-هو لي ينتظر."

"لن أذهب معك." قال جون بحزم، محاولاً المقاومة رغم ضعفه.

"أنت لا تملك خياراً." قال البروفيسور كانغ. "أنت ضعيف الآن، وأنا قوي. وأنا لست وحدي."

نظر جون إلى مين-آه، التي كانت تقف بجانب جي-يونغ، تنظر إليه بنظرة باردة وغير مبالية. كان قلبه ينكسر من خيانتها.

"مين-آه." قال، صوته مليء بالألم. "كيف يمكنك أن تفعلي هذا؟ كنت أعتقد أنك..."

"كنت تعتقد أنني أهتم بك؟" قاطعته مين-آه، ضاحكة. "كنت ساذجاً جداً، جون. كان كل شيء كذبة. كل لحظة، كل كلمة، كل قبلة. كان كل شيء جزءاً من الخطة."

كانت كلماتها تؤلمه أكثر من أي ألم جسدي. كان قد وثق بها، وأحبها. وكانت قد خدعته طوال الوقت.

"هذا كفى." قال البروفيسور كانغ. "هيا بنا، جون. سونغ-هو لي ينتظر."

بدأ بسحب جون نحو النافذة المحطمة، مع جي-يونغ ومين-آه يتبعانه. كان جون يحاول المقاومة، لكنه كان ضعيفاً جداً.

"لا!" صرخ تاي-هو، محاولاً الوصول إلى جون. "لن نسمح لكم بأخذه!"

"ابتعد عن طريقي." قال البروفيسور كانغ بهدوء.

رفع يده، وكان هناك وميض آخر من الضوء. سقط تاي-هو على الأرض، صارخاً من الألم.

"تاي-هو!" صرخ جون، محاولاً الوصول إلى صديقه.

"لا تقلق عليه." قال البروفيسور كانغ. "سيكون بخير... إذا تركناه وشأنه."

استمر في سحب جون نحو النافذة، مع جي-يونغ ومين-آه يتبعانه. كان جون يشعر باليأس والعجز. كان أصدقاؤه مصابين، وكانت مين-آه قد خانته، وكان هو نفسه ضعيفاً جداً للمقاومة.

فجأة، كان هناك صوت طلقة. سقط البروفيسور كانغ على الأرض، صارخاً من الألم. كان هناك جرح في كتفه، ينزف بغزارة.

"ما هذا؟" قالت جي-يونغ، مندهشة.

نظروا جميعاً نحو مصدر الطلقة. كان هناك شخص واقف في مدخل قاعة التدريب - شخص يرتدي معطفاً أسود وقبعة سوداء، ويحمل مسدساً.

"من أنت؟" سألت جي-يونغ، متوترة.

نزع الشخص قبعته، كاشفاً عن وجهه. كانت يون-هي، ابنة سونغ-هو لي، التي كانت قد اختفت بعد حادثة البوابة.

"يون-هي!" قالت جي-يونغ، مندهشة. "ماذا تفعلين هنا؟"

"جئت لإيقافك." قالت يون-هي بهدوء. "وإيقاف والدي."

"ماذا؟" قالت جي-يونغ، مندهشة. "لكنك... أنت تعملين مع والدك!"

"كنت أعمل معه." أومأت يون-هي. "لكنني اكتشفت الحقيقة. اكتشفت ما يخطط له حقاً. وأنا لن أسمح له بفعل ذلك."

"وماذا يخطط له حقاً؟" سألت جي-يونغ، متشككة.

"إنه لا يريد فقط فتح البوابة." قالت يون-هي. "إنه يريد أن يصبح واحداً مع الكيانات. يريد أن يتحول إلى كيان، وأن يحكم العالم. وهو سيقتل أي شخص يقف في طريقه - بما في ذلك أنا."

"هذا... هذا كذب!" قالت جي-يونغ، غاضبة. "سونغ-هو لي يريد فقط مساعدة البشرية!"

"هل تصدقين ذلك حقاً؟" سألت يون-هي. "أم أنك فقط تقولين ما تريدين تصديقه؟"

كانت جي-يونغ صامتة للحظة، متفكرة. ثم قالت: "لا يهم ما أصدقه. أنا أتبع أوامر سونغ-هو لي. وأوامره هي أن آخذ جون."

"لن أسمح لك بذلك." قالت يون-هي بحزم، رافعة مسدسها مرة أخرى.

"وكيف ستوقفينني؟" سألت جي-يونغ. "أنت واحدة، ونحن ثلاثة."

"إنها ليست وحدها." قال صوت من خلفها.

التفتت جي-يونغ، ورأت هاي-جين واقفة، رغم إصابتها. كانت تبدو متعبة ومتألمة، لكن كان هناك تصميم في عينيها.

"وأنا أيضاً لست وحدي." قالت هاي-جين.

نظرت جي-يونغ حولها، ورأت المدير لي والدكتورة كيم وسو-يون وتاي-هو وجين-هو، جميعهم واقفين، رغم إصاباتهم. كانوا جميعاً يبدون متعبين ومتألمين، لكن كان هناك تصميم في عيونهم.

"أنتم جميعاً... ضعفاء." قالت جي-يونغ، محاولة أن تبدو واثقة. "لا يمكنكم إيقافنا."

"ربما نحن ضعفاء." قال المدير لي. "لكننا معاً. وهذا يجعلنا أقوى منك."

"هذا سخيف." ضحكت جي-يونغ. "القوة هي القوة. والضعف هو الضعف. وأنتم جميعاً ضعفاء الآن."

"أنت مخطئة." قال جون، محاولاً النهوض رغم ضعفه. "القوة الحقيقية لا تأتي من القدرات أو الأجهزة. إنها تأتي من الأصدقاء، والثقة، والإيمان."

"أوه, من فضلك." ضحكت جي-يونغ. "هل ستلقي علينا خطاباً عاطفياً الآن؟"

"لا." قال جون بهدوء. "أنا فقط أقول الحقيقة. وأنت تعرفين ذلك. لهذا السبب أنت خائفة الآن."

"أنا لست خائفة!" قالت جي-يونغ، غاضبة.

"بل أنت كذلك." قال جون. "أنت تعرفين أنك لا تستطيعين هزيمتنا جميعاً. حتى مع جهازك وقوتك."

كانت جي-يونغ صامتة للحظة، متفكرة. ثم قالت: "حسناً. ربما أنت محق. ربما لا أستطيع هزيمتكم جميعاً. لكنني لا أحتاج إلى ذلك."

التفتت نحو مين-آه، وقالت: "مين-آه. اقتلي جون."

"ماذا؟" قالت مين-آه، مندهشة.

"اقتليه." كررت جي-يونغ. "إذا لم نستطع أخذه، فلن يأخذه أحد."

"لكن... سونغ-هو لي يحتاج إليه." قالت مين-آه، مرتبكة.

"سونغ-هو لي سيفهم." قالت جي-يونغ. "من الأفضل أن يكون جون ميتاً من أن يكون مع أعدائنا."

كانت مين-آه صامتة للحظة، متفكرة. ثم أخرجت سكيناً من جيبها، وتقدمت نحو جون.

"مين-آه." قال جون، صوته مليء بالألم. "لا تفعلي هذا. أنت لست قاتلة."

"أنت لا تعرفني، جون." قالت مين-آه، صوتها بارد. "لم تعرفني أبداً."

"بل أعرفك." قال جون بهدوء. "أعرف الفتاة التي أنقذتني من الغابة. أعرف الفتاة التي ساعدتني على فهم قدرتي. أعرف الفتاة التي قبلتني في المعرض. تلك هي مين-آه الحقيقية. وأنا أعرف أنها لا تزال هناك، في مكان ما."

كانت مين-آه صامتة للحظة، متفكرة. ثم قالت: "تلك الفتاة ماتت. أنا فقط... قشرة فارغة الآن."

"لا أصدق ذلك." قال جون. "أنا أعرف أنك لا تزالين هناك، مين-آه. وأنا أعرف أنك لا تريدين إيذائي."

"أنت مخطئ." قالت مين-آه، رافعة السكين. "أنا سأقتلك، جون. لأن هذا ما أمرت به."

"إذا كان هذا ما تريدينه حقاً." قال جون، مستسلماً. "فافعلي ذلك. لكنني أريدك أن تعرفي شيئاً واحداً قبل أن تفعلي ذلك."

"ما هو؟" سألت مين-آه، متوترة.

"أنا أحبك." قال جون بهدوء. "رغم كل شيء، رغم خيانتك، رغم كذبك. أنا لا أزال أحبك، مين-آه."

كانت مين-آه صامتة للحظة، متفكرة. ثم، ببطء، خفضت السكين. "أنا... أنا لا أستطيع فعل ذلك." قالت، صوتها مرتجف. "أنا لا أستطيع قتلك، جون."

"مين-آه!" قالت جي-يونغ، غاضبة. "ماذا تفعلين؟ اقتليه!"

"لا." قالت مين-آه بحزم. "أنا لن أقتله. أنا... أنا أحبه أيضاً."

"ماذا؟" قالت جي-يونغ، مندهشة. "هذا مستحيل! أنت تحت سيطرتي!"

"ليس بعد الآن." قالت مين-آه، رامية السكين بعيداً. "أنا حرة الآن. وأنا أختار جون."

"هذا... هذا مستحيل!" قالت جي-يونغ، غاضبة. "الجهاز كان من المفترض أن يتحكم بك تماماً!"

"الجهاز يمكنه التحكم بجسدي." قالت مين-آه. "لكنه لا يستطيع التحكم بقلبي. وقلبي ينتمي إلى جون."

"هذا سخيف!" قالت جي-يونغ، غاضبة. "أنت خائنة! أنت تعملين مع سونغ-هو لي!"

"كنت أعمل معه." أومأت مين-آه. "لكنني لم أعد كذلك. أنا الآن مع جون. ومع أصدقائه."

"هذا... هذا مستحيل!" قالت جي-يونغ، غاضبة. "سونغ-هو لي سيقتلك لهذه الخيانة!"

"ربما." أومأت مين-آه. "لكنني سأموت وأنا أعرف أنني اخترت الجانب الصحيح."

كانت جي-يونغ صامتة للحظة، متفكرة. ثم قالت: "حسناً. إذا كنت تريدين الموت، فسأمنحك رغبتك."

رفعت جهازها، وكان هناك وميض من الضوء. سقطت مين-آه على الأرض، صارخة من الألم.

"مين-آه!" صرخ جون، محاولاً الوصول إليها.

"لا تقلق." قالت جي-يونغ. "ستكون معك قريباً. في الموت."

رفعت جهازها مرة أخرى، مستهدفة جون هذه المرة. لكن قبل أن تتمكن من استخدامه، كان هناك صوت طلقة أخرى. سقطت جي-يونغ على الأرض، صارخة من الألم. كان هناك جرح في يدها، وكان جهازها قد تحطم.

"ما هذا؟" قالت، مندهشة.

نظروا جميعاً نحو مصدر الطلقة. كانت يون-هي، لا تزال واقفة، مسدسها مرفوع.

"انتهى الأمر، جي-يونغ." قالت يون-هي. "استسلمي."

"أبداً!" قالت جي-يونغ، غاضبة. "أنا لن أستسلم أبداً!"

حاولت النهوض، لكن يون-هي أطلقت طلقة أخرى، مصيبة قدمها. سقطت جي-يونغ على الأرض مرة أخرى، صارخة من الألم.

"استسلمي." كررت يون-هي. "أو الطلقة التالية ستكون في رأسك."

كانت جي-يونغ صامتة للحظة، متفكرة. ثم، ببطء، رفعت يديها. "حسناً." قالت. "أنا أستسلم."

"جيد." أومأت يون-هي. "الآن، أين البروفيسور كانغ؟"

نظروا جميعاً حولهم، لكن البروفيسور كانغ كان قد اختفى. كان قد استغل الفوضى للهرب.

"لقد هرب." قال المدير لي، غاضباً. "سنحتاج إلى البحث عنه."

"سنفعل ذلك لاحقاً." قالت يون-هي. "الآن، نحتاج إلى الاهتمام بالجرحى."

أومأ المدير لي برأسه، موافقاً. "نعم." قال. "أنت محقة."

توجه جون نحو مين-آه، التي كانت لا تزال على الأرض، تتألم. "مين-آه." قال، راكعاً بجانبها. "هل أنت بخير؟"

"أنا... لا أعرف." قالت مين-آه، صوتها ضعيف. "أشعر... بالضعف."

"ستكونين بخير." قال جون، محاولاً طمأنتها. "سنعتني بك."

"جون." قالت مين-آه، ممسكة بيده. "أنا آسفة. أنا آسفة جداً لكل شيء."

"لا تعتذري." قال جون بهدوء. "أنت لم تكوني نفسك. كنت تحت سيطرة جي-يونغ."

"لا." هزت مين-آه رأسها. "ليس تماماً. جزء مني كان يعرف ما كنت أفعله. جزء مني كان يحاول المقاومة، لكنني لم أكن قوية بما فيه الكفاية."

"أنت كنت قوية بما فيه الكفاية في النهاية." قال جون. "اخترت الجانب الصحيح. اخترتني."

"نعم." ابتسمت مين-آه ابتسامة ضعيفة. "اخترتك. لأنني... أحبك، جون."

"وأنا أحبك أيضاً." قال جون، ممسكاً بيدها بقوة.

كانت هناك دموع في عيني مين-آه - دموع من الفرح والندم والألم. "أنا لا أستحقك." قالت. "بعد كل ما فعلته..."

"دعيني أقرر ذلك." قال جون بهدوء. "وأنا أقول إنك تستحقينني تماماً."

ابتسمت مين-آه، متأثرة بكلماته. "شكراً." قالت. "شكراً لإيمانك بي."

"دائماً." ابتسم جون.

نظر حوله، ورأى أصدقاءه يساعدون بعضهم البعض. كان تاي-هو يساعد جين-هو على النهوض، وكانت الدكتورة كيم تعتني بالمدير لي، وكانت سو-يون تعتني بهاي-جين.

كانت هاي-جين تنظر إليه ومين-آه بنظرة غريبة. كان هناك مزيج من الحزن والفرح في عينيها. كانت حزينة لأن جون كان مع مين-آه، لكنها كانت سعيدة لأنه كان آمناً.

"هاي-جين." قال

2025/04/29 · 2 مشاهدة · 3362 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025