الفصل الثاني: عالم غريب

استيقظ جون في صباح اليوم التالي على أشعة الشمس تتسلل عبر النافذة الكبيرة في غرفته الجديدة. للحظة، نسي أين هو، وظن أنه في غرفته في لوس أنجلوس. لكن سرعان ما عادت إليه ذكريات اليوم السابق: الحادث، العبور، العالم الموازي،

القوى الخارقة."هل كل هذا حقيقي؟" تمتم لنفسه وهو يجلس على حافة السرير، يفرك عينيه بتعب.نظر حوله إلى الغرفة التي خُصصت له في سكن الطلاب بأكاديمية سيول. كانت غرفة أنيقة ومجهزة جيداً: سرير مريح، مكتب دراسة، خزانة ملابس،

وحمام خاص. على المكتب، وجد مجموعة من الملابس الجديدة - الزي الرسمي للأكاديمية: سترة زرقاء داكنة، قميص أبيض، وبنطال رمادي.بجانب الملابس، كان هناك جهاز لوحي متطور مع ملاحظة مكتوبة بخط أنيق: "هذا دليلك الإلكتروني

للأكاديمية. سأنتظرك في البهو الرئيسي في تمام الساعة الثامنة. - مين-آه سونغ"نظر جون إلى الساعة الرقمية على الحائط: 7:15 صباحاً. لديه وقت كافٍ للاستعداد. أخذ حماماً سريعاً، وارتدى الزي الرسمي الذي كان مناسباً تماماً لمقاسه،

متسائلاً كيف عرفوا قياساته بهذه الدقة.بعد أن جهز نفسه، التقط الجهاز اللوحي وبدأ بتصفحه. كان مليئاً بالمعلومات عن الأكاديمية: تاريخها، نظامها التعليمي، أقسامها المختلفة، وخريطة تفصيلية للحرم الجامعي. كما احتوى على معلومات

أساسية عن نظام القوى الخارقة وتصنيفاتها."هذا كله يبدو كقصة خيال علمي." تمتم جون وهو يقرأ عن الأبراج الغامضة التي ظهرت قبل 50 عاماً، وكيف غيرت وجه العالم للأبد.في تمام الساعة الثامنة، وصل جون إلى البهو الرئيسي للمبنى السكني

. كان المكان مزدحماً بالطلاب، جميعهم يرتدون الزي الرسمي نفسه، لكن مع اختلافات طفيفة في الألوان تشير إلى أقسامهم المختلفة."جون كيم." جاء صوت مين-آه من خلفه، هادئاً ومتزناً كما تذكره.التفت ليجدها واقفة هناك، ترتدي الزي

الرسمي للأكاديمية مع شارة فضية على صدرها تشير إلى مكانتها المتقدمة. كانت تحمل دفتراً صغيراً وقلماً، وكأنها مستعدة لتدوين ملاحظات."صباح الخير، مين-آه." حياها جون بابتسامة متوترة."هل نمت جيداً؟" سألته، عيناها تتفحصان وجهه بدقة،

كأنها تبحث عن أي علامة للتعب أو الإرهاق."نعم، شكراً لك. الغرفة مريحة جداً.""ممتاز." أومأت برأسها، ودونت شيئاً سريعاً في دفترها. "لدينا يوم حافل. أولاً، سنزور مكتب البروفيسور كانغ لإكمال إجراءات تسجيلك. ثم سنقوم بجولة في

الأكاديمية لتتعرف على المرافق المختلفة. وبعد الظهر، لديك موعد مع الدكتورة لي لإجراء بعض الاختبارات الأولية على قدرتك."بدأت مين-آه بقيادة جون عبر ممرات الأكاديمية الفسيحة. كان المبنى الرئيسي مذهلاً: مزيج من العمارة التقليدية

الكورية والتصميم الحديث، مع لمسات من التكنولوجيا المتقدمة في كل مكان. النوافذ الكبيرة تسمح بدخول ضوء الشمس، والجدران مزينة بلوحات تصور تاريخ ظهور القوى الخارقة والأبراج."هذه الأكاديمية تأسست قبل 30 عاماً، بعد ظهور

الأبراج بعشرين عاماً." شرحت مين-آه وهي تقود جون عبر الردهة المركزية. "إنها أرقى مؤسسة تعليمية في كوريا لتدريب مستخدمي القوى الخارقة. فقط النخبة يتم قبولهم هنا.""إذن، كيف تم قبولي؟ أنا لا أعرف حتى كيف أستخدم... ما أسميته؟

الصدى الأسود؟" سأل جون بحيرة.توقفت مين-آه ونظرت إليه بجدية. "قدرتك نادرة للغاية، جون. الصدى الأسود لم يُشاهد منذ عقود. البروفيسور كانغ يعتقد أنك قد تكون مفتاحاً لفهم أسرار لم نتمكن من حلها بعد."كان هناك شيء في نبرة صوتها

- حماس مكبوت، فضول عميق - جعل جون يشعر بعدم الارتياح قليلاً. لكنه أخفى شعوره وأومأ برأسه فقط.واصلا سيرهما حتى وصلا إلى مكتب البروفيسور كانغ. كان مكتباً فسيحاً مليئاً بالكتب والمخطوطات القديمة، مع نافذة كبيرة تطل على حديقة

الأكاديمية الخلابة."آه، السيد كيم!" رحب به البروفيسور كانغ بابتسامة ودية. "أرى أن الزي الرسمي يناسبك تماماً. كيف تشعر اليوم؟""أفضل، شكراً لك. لكنني ما زلت... مرتبكاً قليلاً." أجاب جون بصدق."هذا متوقع تماماً. العبور ليس تجربة سهلة،

والتكيف مع عالم جديد يستغرق وقتاً." قال البروفيسور بتفهم. "لكنني واثق من أنك ستتأقلم سريعاً. خاصة مع مساعدة مين-آه. إنها من أفضل طلابنا."ابتسمت مين-آه بفخر خافت، ودونت شيئاً آخر في دفترها."والآن،" تابع البروفيسور، "دعنا نكمل

إجراءات تسجيلك. ستحتاج إلى بطاقة هوية سحرية. إنها ضرورية للتنقل داخل الأكاديمية واستخدام المرافق المختلفة."أخرج البروفيسور جهازاً صغيراً يشبه

الماسح الضوئي، وطلب من جون وضع يده عليه. شعر جون بوخز خفيف في أصابعه، ثم ظهرت بطاقة رقيقة من الجهاز، تحمل صورته واسمه ومعلومات أخرى."هذه بطاقتك. تحتوي على معلوماتك الأساسية وتصنيف قدرتك الحالي." شرح البروفيسور.

"حالياً، أنت مصنف كـ 'غير محدد' حتى نجري المزيد من الاختبارات."تفحص جون البطاقة بفضول. كانت رقيقة كالورق لكنها صلبة كالمعدن، وتتوهج بضوء خافت عندما يمسكها."هناك أمر آخر يجب أن أخبرك به." قال البروفيسور كانغ، وقد أصبح

وجهه أكثر جدية. "وجودك هنا... يجب أن يبقى سرياً نوعاً ما. سنخبر الطلاب الآخرين أنك طالب تبادل من فرع الأكاديمية في أمريكا. لا أحد يجب أن يعرف أنك عابر من عالم آخر.""لماذا؟" سأل جون بقلق."العابرون نادرون جداً، وعندما يظهرون، يجذبون انتباهاً

غير مرغوب فيه." أجابت مين-آه قبل أن يتمكن البروفيسور من الرد. "هناك... منظمات معينة تبحث عنهم لأغراض خاصة.""منظمات؟ أي نوع من المنظمات؟" سأل جون، شاعراً بالقلق يتصاعد في صدره."لا داعي للقلق الآن." طمأنه البروفيسور. "أنت

آمن هنا في الأكاديمية. لدينا أفضل أنظمة الحماية في البلاد. فقط كن حذراً بشأن من تثق بهم وما تكشفه عن نفسك."أومأ جون برأسه، رغم أن الشعور بالقلق لم يتركه. كان هناك الكثير من الأسرار والغموض في هذا العالم الجديد، وكان يشعر

كأنه يخطو في حقل ألغام دون خريطة."حسناً، هذا كل شيء من جانبي." قال البروفيسور أخيراً. "مين-آه، يمكنك الآن أخذ السيد كيم في جولة في الأكاديمية. تأكدي من إطلاعه على كل المرافق المهمة.""بالتأكيد، بروفيسور." أجابت مين-آه

بإيماءة احترام.غادرا المكتب، وبدأت مين-آه بقيادة جون في جولة شاملة عبر الأكاديمية. أراته القاعات الدراسية المختلفة، المكتبة الضخمة، مرافق التدريب

المتطورة، والكافيتريا. كان كل شيء مذهلاً ومتطوراً بشكل يفوق ما رآه جون في أي جامعة في عالمه."وهذه هي ساحة التدريب الرئيسية." قالت مين-آه وهي تقوده إلى منطقة واسعة في الهواء الطلق، محاطة بحاجز شفاف يشبه الزجاج لكنه

يتوهج بضوء أزرق خافت.كان هناك عدة طلاب يتدربون، يستخدمون قواهم المختلفة. رأى جون فتى يطلق كرات نارية من يديه نحو أهداف متحركة، وفتاة تتحكم بالماء لتشكيل أشكال معقدة في الهواء، وشاباً آخر يقفز بارتفاعات مذهلة كأنه يتحدى

الجاذبية."مذهل..." تمتم جون، مأخوذاً بالمشهد."هذا ليس شيئاً." قالت مين-آه بابتسامة خفيفة. "انتظر حتى ترى المباريات الرسمية. إنها أكثر إثارة بكثير."فجأة، لاحظ جون فتاة صغيرة تقف وحيدة في زاوية الساحة، تبدو خجولة ومترددة. كانت

ترتدي الزي الرسمي للأكاديمية، لكن بدت غير مرتاحة، كأنها لا تنتمي إلى هذا المكان."من هذه؟" سأل جون، مشيراً نحوها.نظرت مين-آه في الاتجاه الذي أشار إليه، وعندما رأت الفتاة، ظهر تعبير غريب على وجهها - مزيج من الازدراء والشك."هذه

سو-يون كيم. طالبة جديدة، مثلك. وصلت قبل أسبوع فقط." أجابت مين-آه بنبرة باردة. "قدرتها هي الشفاء. تصنيف C، ليست قوية بشكل خاص.""الشفاء؟ هذا يبدو مفيداً جداً." علق جون."نعم، لكنها ضعيفة جداً. تستطيع فقط شفاء الجروح

البسيطة." قالت مين-آه بنبرة تقييمية. "على أي حال، دعنا نكمل الجولة. لدينا الكثير لنراه بعد."لكن قبل أن يتمكنا من المغادرة، لاحظت سو-يون وجودهما ونظرت نحوهما. عندما رأت جون، توسعت عيناها قليلاً، وظهر احمرار خفيف على وجنتيها.

ترددت للحظة، ثم بدأت تتجه نحوهما ببطء."مين-آه سونغ، صباح الخير." حيتها بصوت خافت، ثم نظرت إلى جون بفضول. "هل هذا الطالب الجديد الذي تحدث عنه الجميع؟""نعم، هذا جون كيم. طالب تبادل من فرع الأكاديمية في أمريكا." أجابت

مين-آه بنبرة رسمية، واضعة يدها على ذراع جون بطريقة تبدو ودية لكنها تحمل نوعاً من التملك. "جون، هذه سو-يون كيم.""مرحباً." ابتسم جون بلطف، ممد يده للمصافحة.ترددت سو-يون للحظة، ثم مدت يدها الصغيرة لمصافحته. عندما تلامست

أيديهما، شعر جون بوخز غريب، كأن تياراً كهربائياً خفيفاً سرى بينهما."آه!" سحبت سو-يون يدها بسرعة، وبدت مندهشة."هل أنت بخير؟" سأل جون بقلق."نعم، نعم، أنا بخير." أجابت سريعاً، عيناها لا تفارقان وجهه. "فقط... قدرتك قوية جداً. يمكنني

الشعور بها."نظرت مين-آه إلى سو-يون بشك، ثم إلى جون. "هذا غريب. المفترض أن قدرتك لا تنشط إلا عند التعرض لهجوم سحري.""ربما... ربما قدرتي على الشفاء تفاعلت معها بطريقة ما." اقترحت سو-يون بتردد."ممكن." أومأت مين-آه، لكن

نبرتها كانت متشككة. "على أي حال، علينا أن نكمل الجولة. جون لديه موعد مع الدكتورة لي بعد الظهر.""بالطبع." أومأت سو-يون برأسها، ثم نظرت إلى جون مرة أخرى بابتسامة خجولة. "آمل أن نلتقي مرة أخرى، جون كيم. إذا احتجت أي مساعدة،

أنا دائماً موجودة.""شكراً لك." ابتسم جون، متأثراً بلطفها.بينما كانا يبتعدان، لاحظ جون أن مين-آه كانت تكتب بسرعة في دفترها، وجهها يحمل تعبيراً جاداً."ماذا تكتبين دائماً في ذلك الدفتر؟" سألها بفضول."ملاحظات عن تقدمك وتفاعلاتك."

أجابت ببساطة، دون أن ترفع عينيها عن الدفتر. "البروفيسور كانغ طلب مني توثيق كل شيء. لأغراض البحث.""آه، أفهم." أومأ جون، رغم أنه شعر بعدم ارتياح خفيف. كان

هناك شيء غريب في طريقة مراقبتها له، كأنه عينة في مختبر.واصلا الجولة، وأراته مين-آه بقية مرافق الأكاديمية. كان كل شيء مثيراً للإعجاب، لكن جون لم يستطع التخلص من الشعور بأنه مراقب باستمرار - ليس فقط من قبل مين-آه، بل من قبل

آخرين أيضاً. كان يشعر بنظرات الطلاب الآخرين تتبعه أينما ذهب، بعضها فضولية، وبعضها... شيء آخر تماماً.بعد الغداء في كافيتريا الأكاديمية، اصطحبته مين-آه إلى مختبر الدكتورة لي لإجراء الاختبارات الأولية على قدرته. كان المختبر مجهزاً بأحدث

التقنيات، مع أجهزة غريبة لم يرَ جون مثلها من قبل."آه، السيد كيم، أهلاً بك." رحبت به الدكتورة لي بابتسامة محترفة. "هل استمتعت بجولتك في الأكاديمية؟""نعم، إنها مكان مذهل." أجاب جون بصدق."ممتاز. والآن، دعنا نرى ما يمكن أن تفعله هذه

القدرة الفريدة التي تمتلكها." قالت الدكتورة، مشيرة إلى منصة دائرية في وسط المختبر. "هل يمكنك الوقوف هناك من فضلك؟"امتثل جون، واقفاً على المنصة التي بدأت تتوهج بضوء أزرق خافت عندما خطا عليها."سنبدأ باختبار بسيط." شرحت

الدكتورة لي. "سأطلق نبضة طاقة خفيفة نحوك. لا تقلق، لن تؤذيك. أريدك فقط أن تحاول الشعور بها، وإذا استطعت، حاول امتصاصها."أومأ جون برأسه، رغم شعوره بالتوتر. لم يكن متأكداً مما يفترض به فعله بالضبط، أو كيف يستخدم قدرة لا يعرف

حتى كيف تعمل.رفعت الدكتورة لي يدها، وظهرت كرة صغيرة من الضوء الأزرق فوق أصابعها. بحركة بسيطة، أطلقتها نحو جون.شعر جون بالكرة تقترب منه، وغريزياً، رفع يده لحماية نفسه. لكن بدلاً من أن تصطدم به، توقفت الكرة في الهواء

أمام يده مباشرة، ثم بدأت تدور ببطء، وكأنها تُمتص تدريجياً إلى داخل جسده.شعر جون بحرارة غريبة تنتشر في ذراعه، ثم في صدره. كانت إحساساً غريباً لكنه ليس مؤلماً - أشبه بشعور الدفء الذي ينتشر في الجسم بعد شرب مشروب ساخن في

يوم بارد."مذهل..." تمتمت الدكتورة لي، تراقب الظاهرة بعينين متسعتين. "لم تحتاج حتى إلى تدريب للقيام بذلك. إنه رد فعل غريزي تماماً."بعد أن امتص جون الكرة بالكامل، شعر بطاقة غريبة تتجمع في صدره، تضغط للخروج."أشعر... أشعر بشيء غريب." قال بصوت متوتر."هذا الجزء الثاني من قدرتك - العكس." شرحت الدكتورة لي

بحماس. "حاول توجيه تلك الطاقة نحو ذلك الهدف هناك." أشارت إلى هدف دائري على الحائط البعيد.حاول جون التركيز على الشعور الغريب في صدره، محاولاً توجيهه كما طلبت منه. رفع يده نحو الهدف، وفجأة، انطلقت كرة من الضوء الأسود من يده،

أكبر وأقوى بكثير من الكرة الزرقاء التي امتصها. اصطدمت بالهدف بقوة، محطمة إياه إلى شظايا."آسف!" اعتذر جون بذعر، مصدوماً من قوة ما فعله."لا تقلق." ضحكت الدكتورة لي. "الهدف مصمم لاختبار القوى. هذا... هذا مذهل حقاً. لقد ضاعفت قوة

الهجوم عدة مرات."كانت مين-آه تراقب كل شيء من الزاوية، عيناها تلمعان بفضول علمي عميق، ويداها تكتبان بسرعة في دفترها.أجرت الدكتورة لي المزيد من

الاختبارات، مستخدمة أنواعاً مختلفة من الطاقة، وكان جون قادراً على امتصاص وعكس كل منها، رغم أنه كان يشعر بالإرهاق المتزايد مع كل اختبار."أعتقد أن هذا يكفي لليوم." قالت الدكتورة لي أخيراً، ملاحظة التعب على وجه جون. "قدرتك

مذهلة، لكنها تستنزف طاقتك بسرعة. ستحتاج إلى تدريب لزيادة قدرة التحمل لديك."أومأ جون برأسه، شاعراً بالإرهاق الشديد. كان جسده يؤلمه، وشعر بدوار

خفيف."سأصطحبك إلى غرفتك." عرضت مين-آه، ملاحظة حالته. "تحتاج إلى الراحة."شكر جون الدكتورة لي، ثم غادر المختبر مع مين-آه. كان المساء قد حل، والممرات هادئة نسبياً مع عودة معظم الطلاب إلى غرفهم."أداؤك كان مثيراً

للإعجاب اليوم." قالت مين-آه وهما يسيران. "معظم الطلاب الجدد لا يستطيعون استخدام قدراتهم بهذه الكفاءة من المحاولة الأولى.""شكراً، لكنني لا أشعر أنني أتحكم بها حقاً." اعترف جون. "إنها أشبه برد فعل غريزي.""هذا لأنها جزء منك."

أوضحت مين-آه. "القوى الخارقة ليست شيئاً خارجياً نكتسبه، بل هي تعبير عن جوهرنا الداخلي. قدرتك على امتصاص وعكس الهجمات تقول الكثير عن شخصيتك.""حقاً؟ ماذا تقول عني؟" سأل جون بفضول.توقفت مين-آه ونظرت إليه

مباشرة، عيناها تدرسان وجهه بتمعن. "تقول إنك شخص دفاعي بطبيعتك، تفضل تجنب الصراع. لكن عندما تُهاجم، تستطيع تحويل تلك الطاقة السلبية وإعادتها بقوة أكبر. إنها... مثيرة للاهتمام جداً."كان هناك شيء في طريقة نظرها إليه - نظرة عميقة، مكثفة، كأنها تحاول رؤية ما بداخله - جعل جون يشعر بعدم الارتياح مرة

أخرى."أعتقد أنني أحتاج حقاً إلى بعض الراحة الآن." قال، محاولاً كسر تلك اللحظة الغريبة."بالطبع." أومأت مين-آه، مستعيدة هدوءها المعتاد. "غداً ستبدأ دروسك

الرسمية. سأمر عليك في الصباح لاصطحابك إلى الصف الأول."وصلا إلى غرفة جون، ووقفت مين-آه أمام الباب، كأنها مترددة في المغادرة."شكراً على مساعدتك اليوم." قال جون بامتنان. "لا أعرف كيف كنت سأتدبر أمري بدونك."ابتسمت مين-آه ابتسامة

نادرة، لطيفة لكنها تحمل شيئاً غامضاً. "لا داعي للشكر. هذا واجبي... ومتعتي أيضاً."ثم، بحركة مفاجئة، مدت يدها ولمست وجهه برفق، أصابعها تتحسس بشرته للحظة قصيرة. "ليلة سعيدة، جون كيم. أحلاماً هادئة."قبل أن يتمكن من الرد، استدارت وابتعدت بخطوات هادئة ومنتظمة، تاركة جون واقفاً أمام بابه، مرتبكاً

ومتسائلاً عما حدث للتو.دخل غرفته وأغلق الباب، شاعراً بالإرهاق الشديد من أحداث اليوم. كان عالماً غريباً حقاً، مليئاً بالعجائب والأسرار... والمخاطر المحتملة.بينما كان

يستعد للنوم، لم يكن يعلم أن مين-آه لم تذهب بعيداً. كانت تقف في نهاية الممر، تراقب بابه بعينين متيقظتين، تنتظر حتى انطفأت الأنوار في غرفته. ثم أخرجت دفترها وكتبت ملاحظة أخيرة لليوم:"الموضوع يتكيف بسرعة مع البيئة الجديدة.

قدرته تتجاوز التوقعات الأولية. تفاعل إيجابي مع لمسة جسدية. ملاحظة: مراقبة أنماط النوم الليلة. ملاحظة إضافية: تحديد وتقييم التهديدات المحتملة - سو-يون

كيم تظهر اهتماماً غير مبرر."أغلقت الدفتر ببطء، ابتسامة غامضة ترتسم على شفتيها، قبل أن تنسحب في الظلام.

2025/04/23 · 82 مشاهدة · 2122 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025