"بعض الولادات ليست فصلاً أول… بل صفحة ممزقة من كتاب أقدم."
في عمق الليل، وتحت السماء التي احمرّت بنيران الكيوبي، مزّقت صرخات الولادة صمت الأرض المقدسة في كونوها.
في غرفة محاطة بفُضول الحياة وخوف الفناء، وضعت كوشينا أوزوماكي ثلاثة أطفال، والدماء الدافئة التي سالت منها لم تكن فقط ثمن الأمومة… بل ثمن قرار غيّر مصير قرية كاملة.
كايدو، الأول، صرخ بقوة وفتح قبضته كمن يقاتل منذ الدقيقة الأولى.
شين، الثاني، عيونه لم تبكِ بقدر ما كانت تحدّق… كأنه يبحث عن شيء ضاع قبل ولادته.
ناروتو، الثالث… لم يصرخ. لم يضحك. لم يرف عينيه إلا لحظة واحدة، حين نظر مباشرة إلى السماء من نافذة الغرفة، كأنه يرى شيئًا لم يره أحد.
كان ميناتو قد استخدم كل ما يملك من قوة وفن الأختام لكي لا يضحّي بنفسه.
بدمج ختم "الهوكاجي الرابع" مع "نقل الطيف الروحي" لعشيرة الأوزوماكي، استطاع أن يقسم شاكرا الكيوبي:
النصف الضوئي (يانغ) وُضع في كايدو.
النصف الظلالي (يين) وُضع في شين.
أما ناروتو… فقد تُرك بلا شيء. بلا شاكرا، بلا ختم، بلا قوة… فقط نَفَس هادئ وصمت لا يليق بطفل حديث الولادة.
لكن لم يكن هناك وقت للأسئلة. الهجوم قد انتهى، والقرية ما زالت على قيد الحياة، والأطفال الثلاثة سالمون.
ظن الجميع أن المعجزة قد اكتملت.
إلى أن… وصل جيرايا.
كان جيرايا يركض منذ ساعات، جسده مغطى بغبار الجبال، وصدره يعلو ويهبط، يحمل في يده لفيفة قديمة ممهورة بطين الضفادع.
دخل الغرفة دون إذن، نظر إلى الأطفال الثلاثة، ثم إلى ميناتو وقال:
> "هل وزعت الكيوبي؟"
هزّ ميناتو رأسه بالإيجاب، وأشار إلى كايدو وشين.
سكت جيرايا. ثم أخرج اللفيفة، وفتحها على الأرض بلحظةٍ مسرحية كأن الزمن توقف ليراها الجميع.
> "اللوح الموجود في مغارة ميوبوكو تغير. النص القديم… أضاف سطرًا جديدًا الليلة.
لقد فهمنا النبوءة خطأ."
قال ميناتو بحدة:
> "ظننا أن الطفل الذي سيغير العالم… سيكون الذي يحمل الكيوبي…"
أومأ جيرايا برأسه ببطء وقال:
> "لكن النبوءة لا تتحدث عن من يملك الوحش… بل عن من خلاهُ الوحش.
الطفل الثالث… الذي لم يُختَر، الذي لم يُلمس.
هو من ستجسّد فيه قوة أقدم من الكيوبي نفسه."
كوشينا شهقت، بينما كانت تمسك ناروتو برفق. "لكن… إنه صغير… هو مجرد طفل!"
اقترب جيرايا، ونظر في عيني ناروتو. لم تكن عينا طفل.
كانت فيهما سكينة… مرعبة. كما لو أن في قلبه مدينة مدفونة.
ثم تابع بصوت أهدأ… وأكثر حدة:
> "استمعا لي جيدًا.
إذا نشأ هؤلاء الثلاثة معًا… سيتحرك الميزان.
ليس لأن أحدهم شرير، بل لأن طبيعتهم ستبدأ بمقارنة لا واعية.
الطفلان اللذان يملكان الكيوبي، سينظران إليه على أنه ناقص…
والطفل الذي لا يملك شيئًا، سيبدأ بالبحث عن ما هو أكثر من الكيوبي…
وهذا البحث… هو ما تخافه النبوءة."
سأل ميناتو بصوت خافت:
> "ماذا تقترح؟"
رد جيرايا بثقل وكأنه يُصدر حكمًا تاريخيًا:
> "افصلوه عنهم.
دعوه يكبر بعيدًا. لا تخبروه حتى أن له إخوة.
ازرعوا البذور الآن… قبل أن تنبت شجرة لا تقدرون على قطعها لاحقًا."
سقط الصمت كحجر في قاع نهر.
كوشينا بدأت بالبكاء، وهي تنظر إلى ناروتو… لا كأم، بل كمن يودّع جزءًا من روحها.
لم يكن أحدهم يعرف أن هذه اللحظة، كانت أخطر من معركة الكيوبي نفسها.
في الخارج، بدأت السماء تمطر خفيفًا… كما لو أن السماء علمت أن هناك شيئًا كُسر داخل جدران ذلك المنزل.
شيء لن يُصلَح بسهولة.