مرّت ثلاث سنوات.

في ظاهر الأمر، كان كل شيء مستقرًا. كونوها استعادت توازنها، الناس عادوا إلى أعمالهم، والأطفال الثلاثة الذين وُلدوا في تلك الليلة نَموا تحت سقف الهوكاجي الرابع. لكن الحقيقة، كما في كل شيء عميق، لم تكن على السطح.

كايدو كان الطفل الأقوى، يحمل نصف طاقة الكيوبي، جسده سريع الاستجابة، وتدريبه يزداد تقدمًا يومًا بعد يوم. شين كان أكثر هدوءًا، أقل وضوحًا، لكن عينيه مليئتان بشيء ثقيل لا يشبه عمره. كلاهما كانا محور اهتمام والديهما، حتى وإن اختلفت طريقة المعاملة.

أما ناروتو، فلم يكن محورًا لشيء.

غرفته كانت الأصغر، تقع في نهاية الممر. لم تكن مهملة، لكنها أيضًا لم تكن تحمل أي علامات على أن أحدًا يهتم بها. لا زخارف، لا ألعاب، لا صور معلّقة. نافذتها تطل على الحائط الخلفي للمنزل. وسادته صغيرة، ومفرشه يُغيّر في صمت.

كان يعيش معهم. يأكل إذا دُعي. يسمع أصواتهم في الغرف المجاورة. يمرّ بهم في الممرات. لكن لم يكن هناك حوار حقيقي. لم تكن هناك كلمات تتعدى الضرورة.

ميناتو لم يكن قاسيًا، لكنه كان صامتًا دائمًا حين يتعلق الأمر بابنه الثالث. لم يوبّخه، لكنه أيضًا لم يمدحه، لم يحمله يومًا بين ذراعيه، ولم ينظر إليه كوالد ينظر إلى ابنه. كل فعلٍ منه كان محسوبًا.

كوشينا كانت أقرب، لكنها أيضًا مقيدة. كلما اقتربت منه، تذكّرت كلمات جيرايا: أن كل عاطفة تُمنح له قد توقظ شيئًا لا يمكن إطفاؤه. كانت تضع له طعامه أحيانًا، تحرص على نظافة ملابسه، لكنها لم تكن تحتضنه، ولم تسمّه يومًا بـ"حبيبي" كما كانت تفعل مع شين أو كايدو.

ومع الوقت، بدأ ناروتو يفهم.

لم يكن يسأل. لم يكن يطلب. فقط يراقب. يحفظ نظراتهم، يتذكّر متى ينظرون إليه، ومتى يتجنبونه. لم يكن غاضبًا. كان فقط وحيدًا.

في أحد الأيام، وبينما كان يسير في الممر، صادف كايدو يخرج من غرفة والده. وقف أمامه وتفحّصه بعينين لا تحملان خبثًا، بل استغرابًا حقيقيًا.

سأله كايدو:

"أنت... مين؟"

لم يجب ناروتو. فقط نظر إليه، ثم تابع سيره بهدوء.

في ليلة أخرى، جلس ناروتو وحده في الحديقة الخلفية. كانت الأرض لا تزال رطبة من مطر البارحة. جلس على التراب، وبدأ يرسم بأصبعه دوائر صغيرة، ثم كتب اسمه بخط غير منتظم. "ناروتو". ثم كتب تحته كلمة واحدة يعرف معناها جيدًا: "أنا".

حدّق في الكلمتين طويلًا، ثم مسحهما بيده.

في صباح اليوم التالي، كان قد أتم عامه الثالث.

لم يذكر أحدٌ ذلك. لم يُحضر له أحد كعكة، ولم يلتفت إليه أحد أكثر من المعتاد. مرّ اليوم مثل أي يوم آخر.

وفي الليل، عندما خيّم الهدوء على المنزل، جلس ناروتو قرب نافذته، ينظر إلى السماء التي حجبتها الأبنية العالية.

لم يقل شيئًا.

نام دون أن يُقال له "عيد ميلاد سعيد".

نام دون أن ينتظره أحد ليستيقظ.

نام وهو يعرف شيئًا بسيطًا… لكنه ثقيل:

أنه يعيش معهم، لكنه ليس منهم.

---

2025/06/29 · 42 مشاهدة · 431 كلمة
SHADOW
نادي الروايات - 2025