لميدان كان فارغًا.
لا جنود، لا صرخات.
كل شيء قد توقف،
وكأن الزمن نفسه اختار أن يتراجع خطوة إلى الوراء… احترامًا لمن يقفان الآن وجهًا لوجه.
ناروتو.
مادارا.
السماء ملبّدة بغيمة واحدة فقط،
داكنة… ثقيلة… لا تمطر.
الريح حولهما باردة.
لكن الأرض تحت أقدامهما تغلي.
...
مادارا وقف بثبات،
ذراعاه خلف ظهره،
وشعره الطويل يتحرك مع كل نسمة كأن له إرادة مستقلة.
"لقد تأخرت."
قالها بصوت منخفض،
لكن فيه من الصدى ما جعل الصخور ترتعش.
أجابه ناروتو بصوت هادئ، صادق، لا يحمل لا عداء ولا خضوع:
"كنت أراقبك… كنت أتعلم منك."
ضحك مادارا قليلاً، لا سخرية فيها… بل اعتراف ضمني:
"هاه… على الأقل، لم تأتي متعجرفًا كالبقية."
ثم أضاف، وهو يفتح عينيه:
"لكن هذا لن يمنعني من تمزيقك."
...
في لحظة،
اختفى مادارا من مكانه.
ظهر فوق ناروتو مباشرة،
وسيفه المصنوع من تشاكرا سوداء يقطع الهواء بسرعة خيالية.
لكن…
لم يهبط على هدفه.
ناروتو رفع إصبعه فقط.
وظهر حوله حاجز شفاف غير مرئي…
صد الضربة دون صوت.
...
مادارا هبط خلفه،
أدار نفسه،
وشكّل أختامًا بيده.
مئات النسخ السوداء ظهرت من ظله، كل واحدة منها تحمل عيون الرينغان والشارينغان.
قال بصوت بارد:
"سأريك الفارق بين من خلق الحروب… ومن جاء ليتفرج عليها."
...
لكن ناروتو…
ابتسم.
"وأنا… سأريك الفارق بين من خُلق من أجلهم،
ومن خُلق بعد أن نسوه."
رفع يده اليمنى.
وفي لحظة،
اختفت كل النسخ… دون أن يلمسها.
...
مادارا اتسعت عيناه للحظة.
ثم قفز للخلف،
واستخدم تقنية الزمن، ليظهر خلف ناروتو مباشرة،
ووجه له ضربة مشبعة بتشاكرا الطبيعة.
لكن ناروتو… أمسك المعصم بيد واحدة.
ونظر إليه بعينين باردتين.
"زمنك انتهى."
ثم ضغط.
كُسر الساعد كاملاً… بصوت واحد… كأن العظمة تحطمت مع الكبرياء.
...
مادارا قفز للخلف،
يتراجع، يتنفس بصعوبة.
"ما هذه الطاقة؟! لا تنتمي لهذا العالم!"
لكن ناروتو تقدّم خطوة واحدة.
والأرض تحت قدميه تشققت…
بدون أن يهاجم.
قال:
"أنا من بقي حين هرب الجميع.
أنا صمت السنوات،
أنا صدى العار الذي خبأتموه تحت بطولاتكم."
...
رفع مادارا رأسه.
وجهه صار جادًا.
"حسنًا، ناروتو أوزوماكي… إن كنت النهاية،
فسأجعلك ختامًا مجيدًا."
مد يديه نحو السماء.
السماء انقسمت.
نيزك من جحيم آخر نزل…
أكبر من قرية كاملة.
يغطي الضوء.
يغطي الأمل.
يغطي الحياة.
...
لكن ناروتو لم يتحرك.
رفع يده بهدوء.
وقال كلمة واحدة:
"كفى."
...
وفي لحظة…
تجمّد النيزك في مكانه.
ثم تفكك.
حجرًا…
حجرًا…
كأن شيئًا ما ألغى قوانين الفيزياء، والواقع، والرهبة.
...
مادارا جثا على ركبتيه.
نظر إليه.
"ماذا أصبحت…؟"
اقترب ناروتو،
انحنى قليلًا،
وقال بهدوء قاتل:
"أنا نتيجة إهمالكم،
وأنا العقاب الذي لم تتوقعوه."
ثم تركه هناك.
لم يقتله.
لم ينهيه.
تركه ليعيش… مع العار.
"
اقترب ناروتو،
انحنى قليلًا،
وقال بهدوء قاتل:
"أنا نتيجة إهمالكم،
وأنا العقاب الذي لم تتوقعوه."
ثم تركه هناك.
لم يقتله.
لم ينهيه.
تركه ليعيش… مع العار.