الفصل 176:
-ما يفتقده رين-
(قراءة ممتعة)
بضع ساعات قليلة كانت كافية ليقترب الثلاثة من حدود طائفة الأسد، رين سيلفر والشخص الجديد الذي تعرف عليه رين قبل بعض الوقت ولكن سرعان ما شعر بالألفة إتجاهه، وقد تبادلا الحديث كثيرا بينما يضحكان ويتناقشان في العديد من الأمور طوال الطريق.
في تلك اللحظة استدار رين ناحية معلمه سيلفر الذي كان بالكاد يتمالك نفسه ووجهه شاحب ليقوم بسؤاله بتعجب:
"مما أنت خائف منه يا معلمي ؟"
رغم سؤال رين إلى أن سيلفر حاليا كان تائها بين ثنايا عقله، لا أحد يعلم ما يفكر فيه. لم يستطع رين فعل شيء عدى التنهد متسائلا داخل أعماق عقله هل حقا تلك الديهيا خطيبة سيلفر مخيفة لدرجة تجعل وجه معلمه شاحبا هكذا.
كان هوميروس يمشي رفقة الإثنان قبل أن يلاحظ ردة فعل هذين الإثنين، ليبتسم إبتسامة عطوفة وحنونة كإبتسامة الأخ الأكبر الوحيد لهذين الإثنين، وكيف لا يعتبرهما كأخويه الصغيرين فسيلفر هو رفيقه الذي شاركه الضراء قبل السراء، وحتى انه شاركه التدريب الجهني، هوميروس سيلفر أوذيس ساتان ويوكي إضافة لبقية الملوك كلهم يتشاركون رابطة قوية لا يمكن فصلها مطلقا، مهما كان الشخص او الشيء الدخيل بينهم.
أما رين.
رين هو أخوهم الأصغر جميعا، يمكن القول أنهم مستعدون للتضحية بحياتهم جميعا مقابل أن يبقى رين حيا وسعيدا، وكيف لا وهو سبب إكتسابهم لكل هذه القوة وهو سبب بقاءهم أحياءا لحد الآن. رين هو أملهم في إعادة مجد طائفة التنين وكلهم أتباع سيقسمون ولاءهم لرين بدماءهم.
كان هوميروس يبتسم بينما يشاهد رين قبل أن يقول:
"رين. هل تريد دخول نطاق الموت والحياة ؟"
في تلك اللحظة خوف وشحوب سيلفر إختفى تماما لتعتلي ملامح الغضب مكانها بينما يقول بردة فعل عنيفة بعض الشيء:
"هوميروس ما الذي تتفوه به؟..."
وقبل أن يكمل سيلفر كلامه فإن هوميروس وضع إصبعه أمام فم سيلفر موقفا إياه عن قول المزيد بينما إبتسامته أصبحت أكثر إشراقا منتظرا إجابة رين.
في تلك اللحظة فتح رين فمه بحيرة:
"وما نطاق الموت والحياة هذا ؟ ولما تريد مني الذهاب إلى هناك؟"
تنهد هوميروس قليلا قبل أن يقول:
"لا بأس لا بأس فلتنسى الأمر يبدو أني كنت مخطئا في شكوكي.."
كان سيلفر حائرا قليلا ولكنه أدرك شيئا ما في النهاية، ففي العادة هوميروس لا يطرح أسئلة بلا دافع أو سبب قوي خلفها. ففي الغالب هو يمشي وفق أمر سبق وقرره معلمهم.
وقبل أن يقول سيلفر شيئا فإنه بدى وكأن هوميروس فهم ما يجول في داخل عل سيلفر ليقول:
" لقد سمعت بالأمر قبل سنوات أثناء تدربنا، رين ليس مجرد وريث سماء عالم أصل السماء، بل ربما يكون المفتاح الواصل بين كل شيء. وبالنسبة لسؤالي الان لرين فهو لم يكن بشيء مخطط له من قبل معلمنا أو شخص آخر لقد كان مجرد فضول لأرى ردة فعل رين"
كان رين يسمع ما يدور بين هذين الإثنين ولكن دون أدنى فكرة فكل ما يتدثون حول الآن كان مبهما بين أعين رين.
بينما كان الجميع يتحدث فهم أخيرا وصلو أمام أسوار الطائفة ولكن قبل أن يقتربو من البوابة حتى فإن صوتا ملائكيا وهالة مغذية قد نزلت عليهم من العدم، أو بالأحرى هذا ما كان يخيل لرين وهوميروس بينما سيلفر كان العكس:
"مرحبا بعودتكم..."
في تلك اللحظة وجه الجميع بصرهم لأعلى الأسوار حيث كانت تقف إمرأة ذات شعر أزرق سماوي وعينين سوداوتين كسواد الليل ذات جسم بارز بمنحنيات تدعو للفتنة، بينما ترتدي وشاحا ابيض شفاف حول رقبتها. كانت كالملاك تسر أعين الناظرين إليها.
كان رين ينظر لتلك المرأة في الأعلى فربما لا توجد أي فتاة جميلة بقدر هذه المرأة التي أمامه بينما يقول كلمات لا ارادية:
"ملاك..."
من الجانب سمع سيلفر ما يقوله رين ليقول بغضب فوري:
"بل شيطان شيطان أيها الأحمق..."
ببطئ شديد قامت تلك الفتاة بالهبوط من أعلى الاسوار، لقد بت حقا كملاك نازل من السماء تحت أنظار رين وهوميروس، ولكن على عكسهم فإن رأس سيلفر كان موجها للأسف بكل شجاعة رغم الخوف الشديد الذي كان يتملكه..
بعد عدة ثواني وصلت ديهيا أخيرا أمام الثلاثة وبينما كان رين ينظر لها بأعين براقة من شدة جمالها فإنها تقدمت له قبل أن تقوم بإحتضانه وتضمه لصدرها.
"لقد اشتقت إليك يا صغيري..."
كان رين متفاجئ مما يحدث حاليا لدرجة احمرار وجهه من شدة الخجل فمتى كانت آخر مرة شعر فيها بمثلها الخجل الشديد، فالان هناك ملاك جميلة قد قامت بإحتضانه وهو الآن مترامي بين أحضانها، ولكن رغم احمرار وخجله إلى أنه لم ينظر لها بنظرة منحرفة مطلقا بل على العكس فهو شعر بنفس الشيء مثل ما حدث مع هوميروس، ولكن هذه المرة كان هناك بعض المشاعر التي بدأت تتخبط داخل عقل وقلب رين فهناك بعض الدموع التي بدأت تنزل من على خده.
من الجانب تفاجئ كل من ديهيا وهوميروس فهم لا يعلمون سبب بكاء رين ولكن سيلفر تنهد ببعض الحزن فهو يشعر بتلميذه أفضل من أي شخص هنا.
ديهيا لديها هالة حنونة وعطوفة والان رين كان بين أحضانها وهذا في الغالب جعله يتذكر شعورا لطالما كان في حاجة ماسة إليه وهو شعور أن تحتضنك والدتك.
سيلفر إستطاع ان يستنتج هذا بسرعة كبيرة فرغم ان رين الذي كان يبكي، فحتى هو لم يعلم ما سبب هذه المشاعر الجياشة والدموع الفائضة في عينيه.
عدة ثواني قبل أن تقوم ديهيا بإفلات رين الذي كان لا يزال يبكي بينما يحاول بشجاعة كبيرة منع دموعه من الأنهمار.
لم يتجاوز الأمر دقيقتين قبل أن يتوقف رين عن البكاء بصعوبة قبل أن يفتح فمه ببسمة:
"هل أنتي ديهيا؟"
ترددت ديهيا لوهلة قبل أن تبتسم وترد على رين:
"اجل يا رين"
إبتسم رين قليلا قبل أن يقول والدموع لازالت على خده وداخل عينيه وكأنه يحاول إخفاءها بصعوبة بالغة:
"معلمي الغبي محب الرهانات لقد ترك خاتم خطبتكم عمدا في القصر، وحين أخبرته عن السبب كان رده أنه يريد أن يستمتع بفتيات أخريات قبل أن يتزوج من أنثى النمر مثلك..."
صوت تحطم داخل قلب سيلفر بينما يتسائل حول هذا الفتى الوغد الذي أمامه هل هو طالبه رين حقا؟ والأكثر من هذا لما يكذب..
وقبل أن يدرك أحد الأمر فإن رين قام بالركض بأقصى سرعة ليدخل الطائفة بينما عيونه مليئة بالدموع.
في تلك اللحظة فهم سيلفر وهوميروس وديهيا ما يحدث قبل أن تقول ديهيا بصوت حزين:
"لقد عانى ذلك الفتى كثيرا، حتى أنه كان يكذب ليلهينا فقط ويهرب بدموعه بعيدا"
حتى سيلفر الذي رافق رين أطول مدة بينهم قد أحس ببعض المرارة كونه لم ينتبه لهذا الشعور الذي كان داخل قلب رين، فكيف ينسى فرين لا يزال مجرد فتى في الرابعة عشر من العمر ولم يعش حياة جيدة ولم يرى والدته الحقيقية وحتى انه لم يقم أحد بإحتضانه بعطف.
كان سيلفر في حالة سيئة تماما فتلميذه يعاني لديه حمل كبير على كاهله كمعلم ولكن قبل أن يفعل او يقول شيئا وبينما كان يغوص داخل أعماق مخيلته فإن تعرض لضربة قوية بين قدميه جعلته يسقط أرضا من شدة الألم.
'ااااه....'
علي عكس ديهيا قبل دقائق، فالان كانت ديهيا كملك الموت الذي يمكن خطف روح اي شخص وعينها تشعان بالنار الجهنمية بينما تطقطق أصابها وتنظر ناحية سيلفر المتألم على الأرض:
"إذا أنت كنت تمرح في الجوار يا عزيزي..."
*--------------*
لقراءة بقية الرواية اول بأول قبل صدورها في أي موقع تفضلو بزيارة مدونتي على الرابط التالي:
https://red-akagame.blogspot.com
ولا تنسو متابعة حساب روايتي على الانستغرام عبر الرابط التالي:
https://www.instagram.com/silverjeen
أبرز ما يصدر حاليا:
ورثة السماوات
ملك العوالم (العودة للوطن)
أسطورة زيكس
رحلة الثلاثة ملايين سنة
المؤلف:
`Red-akagame
رائد الأمين