'كان الوقت مبكر جدًا'
كانت هذه فكرة روماين بعد أن سمع أن الناس كانوا يبدون اهتمامًا كبيرًا بكاليان
لم يكن الأمر إنه كان حذرًا من كاليان، بل كان قلقًا
قبل يوم واحد من وصول كاليان إلى كايريسيس:
بطبيعة الحال، تجمع الناس الذين أرادوا الترحيب بعودة كاليان مرة أخرى، وبما ان الأمير الذي قيل إنه يشبه سيسبانيا يعود بعد ان حقق حدث مُبشر ومقدس، فقد كان هناك الكثير من الأشخاص الذين تجمعوا هذه المرة أيضًا، وبسبب ذلك لم يتوقف اسم كاليان عن التدفق من أفواه أولئك الذين ملأوا الشوارع
لقد كانوا يتكهنون بالفعل بما إذا كان كاليان سيصبح ولي العهد القادم أم لا، ونتيجة لذلك اعتقد روماين أن الوقت لم يحن بعد، وقد كان قلقًا من أنه بسبب اهتمامهم سيصبح كاليان هدفا لـ سيليس وراندل.
- أوه، إذًا الشخص الذي يعرف ذلك هو من أرسل الحرس الملكي إلى قلعة لاتران
عندما سمع آلان مخاوف روماين، لم يستطع إلا أن يدلي بملاحظة كالعادة، بالطبع، كان نقد آلان دائمًا في محله، ولهذا السبب لم يستطع روماين الرد على كلامه، وكأنه يبتلع اعتذارًا لم يستطع التعبير عنه
في وقت لاحق، تبين أن مخاوف روماين كانت دقيقة إلى حدٍ ما
-----------
لم تكن أفكار راندل معروفة، لكن نوايا الشخص الآخر كانت أكثر التواءً
"أعتقد أننا سنرى بعضنا مرة أخرى غدًا"
تدفق صوت رقيق من بين الشفاه الحمراء
"يالها من شائعات ضخمة يتنقل بها، حقًا، إنه أمر مفاجئ"
كان هذا أول اجتماع عشاء مع ابنها العزيز منذ ما يقرب من خمسة أشهر، خلال حادثة الشاي المسموم التي تعرض لها كاليان، ومع ذلك كل ما خرج من سيليس كانت كلمات تحذيرية ضد كاليان ورائحة الرينيري*
(م. م: بحثت كثير وكل اللي عرفته إنه عطر تستخدمه سيليس ㅠㅠ)
بالطبع، لم يطلب فرانز المزيد من سيليس
ربُما، لم يكن هناك ما يُطلب..
"هل طلبت مني ان آتي فقط من أجل الترحيب بأخي الأصغر؟"
كان صوت فرانز المنخفض جافًا الى حد ما، لكن سيليس إستجابت بإبتسامة جميلة
"هذا بسبب إن المارغريف سيأتي قريبًا، لذلك ناديت عليك لإخبارك"
لم تكن هناك كلمة واحدة تتكلم عن لينون الذي كان في عداد المفقودين، لذا يبدوا انها تُركز فقط على وصول جراي القادم
بعد ذلك قام فرانز بلفتة غير مُبالية وأجاب: "أرى"
"هذا السبب"
كان هناك برودة في عيني سيليس
رنت كلمات كاليان في أذني سيليس وهي تنظر إلى ابنها جالسًا أمامها، منتظرًا انتهاء هذا اللقاء
-ما فعله بلانش في ذلك اليوم، لم يكن من أجلي
اليوم الذي شرب فيه كاليان السم، لم تصدق سيليس ذلك على الإطلاق عندما قال إن نية فرانز لمنع سيليس من الاحتجاج كانت لإنقاذها، لأن فرانز كان دائمًا حريصًا على عدم التدخل فيما تفعله سيليس
كان الموقف الحالي هو نفسه، على الرغم من أن وصول جراي سيكون مفيدًا جدًا لـ فرانز، إلا أنه لم يعجبه ذلك
تحدثث سيليس بصوت هادئ ومريح
"هذا هو المسار الذي ستتخذه على أية حال، ألا تعلم ذلك؟ لذا توقف عن تمردك الذي لا طائل من ورائه"
ضحك فرانز عند سماعه لتلك الكلمات
"الجزء 'على أية حال' مزعج بعض الشيء"
فرانز الذي قال ذلك دفن نفسه بعمق في مسند المقعد وانساب منه صوت باهت يتدفق بشكل يتناسب تمامًا مع مظهره
"لا أعرف حتى لمن هذا المسار الذي تم تحديده"
لم تعطِ سيليس أي إجابة، لقد كان من الواضح لمن هذا المسار لدرجة إنها لم تشعر بالحاجة للإجابة لذا واصل فرانز الذي لم يتوقع إجابة لحديثه
"الأشياء التي اكتشفها السحرة كانت أكثر بكثير مما كنت أعرف، أكثر بكثير"
كان يشير إلى المعلومات المتعلقة بالمتوفين التي كشف عنها كاليان على أنها من فعل سيليس
أراد فرانز أن يعرف إن كانت سيليس قد تسببت بالفعل بموتهم جميعًا، كان يعلم بالفعل أنها حقيقة، لكنه أراد تأكيدًا
ردّت سيليس بإبتسامة خفيفة تحمل شيئًا من البراءة المزيفة
"لماذا لا تزال تتصرف بشكل غير ناضج؟"
أبتسم فرانز إبتسامة ملتوية وقال: "في ذلك اليوم، كان علي إلتزام الصمت"
قصد بذلك إنه كان على روماين الذي فقد رباطة جأشة أن يستمع إلى كل ما تفوهت به سيليس في ذلك الوقت
إرتعدت رموش سيليكا قليلًا، مدركة ان كلمات كاليان صحيحة، لكن بخلاف ذلك لم يتغير شيء، شعرت سيليس بالخيانة مرة أخرى عند سماع كلمات ابنها التي أعربت عن الندم لإيقاف روماين في ذلك اليوم
حدقت سيليس في عيني بلانش الخضراوين، اللتين تَشِعان بلون الزمرد الهادئ، فتشابهتا مع عينيها بشكل كبير
"أبني، لا تحاول جاهدًا"
كانت تلك الكلمات التي كان فرانز يقولها دائمًا تخرج الآن من فم سيليس
عندما طلبت منه أن يبقى هادئًا، نظر فرانز أيضًا في عيني سيليس
"...هناك من تغيّر كثيرًا، وهناك من لم يتغير أبدًا"
تمتم فرانز بهذه الكلمات وكأنه يحدث نفسه، ثم نهض من مكانه وعادت رائحة الرينيري القوية لتملأ الأجواء
"أعتقد أنك ستستمرين في السعي، لذلك كما ترغبين، سأبقى هادئًا"
قرر فرانز أن يتناسى تغير كاليان
لأن ذلك هو السبيل الوحيد لإيقاف تلك الرائحة
********
-حتى وإن تأخر، من المتوقع أن تصل مجموعة اللورد ريدينغتون إلى كايريسيس قبل نهاية الأسبوع المقبل، وعلى الرغم من أنه لم يسبق له خوض هذا النوع من الأعمال إلا أنه يبدو قادرًا على التكيف بشكل جيد، وقد كان حماسه كبيرًا جدًا بعدما اتخذ قراره بالمجيء إلى كايريس.
-هذا مطمئن، على الأقل سنتمكن من تجنب وفاة البارون فولون بسبب الإرهاق
يبدو أن ميلفير أصبح قريبًا جدًا من آلان في غياب كاليان، حيث استجاب آلان على ذلك بحرارة
بعد أن انتهى كاليان من نقل رسالته، جاء الدور على آلان ليقدم بعض الأخبار، ضحك كاليان عندما سمع أن روماين كاد أن يدفع تكاليف العربة، ثم سأل بفضول:
-إذن، هل سيتم تأسيس البلقان فور وصولي؟
وردًا على سؤال كاليان، ظل آلان صامتًا للحظة قبل أن يسأل
-ألم أذكر لك ذلك أيها الأمير؟
أجاب كاليان:
-لا، لكنني ظننت أنك قررت تقديم الموعد بسبب الحادث الذي وقع، لكنني كنت أخشى أنه إذا تم تأسيس الفيلق بينما كنت خارج كايريسيس، فقد تحدث هجمات، لذا اعتقدت أنه سيتم تحديد الموعد بعد وصولي مباشرة، مع الحفاظ على سرية الأمر حتى ذلك الحين
وصلت إلى آذان كاليان صوت ضحكة خفيفة من آلان
-يبدو أنك كنت تحظى بوقت ممتع أيها الأمير
قال آلان، ثم أضاف:
- كما ذكرت سابقًا، بمجرد عودة الأمير، سنعلن تأسيس الفيلق على الفور، وستُعقد مراسم التأسيس في الأسبوع التالي لذا حتى ذلك الحين، نخطط لإبقاء الأمر سريًا.
-سمعت أن أكاديمية السحر تستخدم مبنى فارغًا في شارع تينانشا كمقر مؤقت، ماذا عن سحرة الفيلق؟ كيف ستتعامل معهم؟
لم يكن يبدو أن كاليان قد فكر في مكان إقامة الفيلق في البداية، مما جعل آلان يترقب رد فعله بفضول
-لقد قررنا التعدي على أراضي بافيل
سمع كاليان كلمات آلان، وشعر بقبضة يده تضغط بقوة على لجام "رايفن"
وبعد فترة من التفكير بصمت تحدث كاليان أخيرًا
-سيليس ستكون غاضبة للغاية، لذا قد يكون هناك تهديد حتى لجلالته
-أنا على دراية بذلك، لكن لا تقلل من شأن الحرس الملكي
'لا تقلل من شأن الحرس الملكي'
أطلق كاليان ضحكة مكتومة، لقد كانت ضحكة لا يمكن نقلها إلى آلان
-لا أقصد التقليل بل على العكس، أنا قلق لأنني أرى ذلك بوضوح إذ لم يتمكن قائد الفرسان حتى من السير في طريق السيف، فكيف سيحمي لوماين من اثنين من قادة السيف؟
ربما كان آلان يظن أنه لن تكون هناك مشكلة بوجوده إلى جانبهم، لكن كاليان كان يجد صعوبة في الاطمئنان، كان الوضع الراهن خطيرًا للغاية،
إذا قرر جراي التوجه إلى كايريسيس في الوقت الحالتي فإن حياة روماين ستكون في خطر حقيقي
كان كاليان ينقر برفق على سرج رايفن وهو غارق في التفكير، ثم فتح فمه، وبدلًا من مخاطبة آلان الذي كان متصل به عبر الخاتم، تحدث الى يان الذي كان يركب الحصان بجانبه
"هل هذا هو الطريق الوحيد من ريدينغتون إلى كايرِيسيس؟"
أجاب يان وهو يومئ برأسه:
"نعم، إذا لم يكن هنالك سبب في اتباع طريق طويل أو معقد، فهذا هو الطريق الوحيد"
أومأ كاليان برأسه مرة أخرى وقال بصوت خافت
"لن يسافر المارغريف جراي إلى العاصمة على تلك العربة، أليس كذلك؟ إذاً، إذا سارت الأمور كما هو مخطط، قد نلتقي به في الطريق"
غرق كاليان في أفكاره للحظات، يفكر في كل سيناريو محتمل للقرار الذي تم إتخاذه للتو، ثم دون أن يرفع رأسه، همس بكلمات بدت كأنها مزاح، وكأن تفكيراته الجادة قد تلاشت للحظة
"معلمي، قد ينتهي بي الأمر بالتسبب بحادث آخر"
عندما سمع آلان تلك الكلمات، رد بنبرة تعكس قلقه
-الجميع هنا يعلم أن الأمير و المارغريف بريسن قد التقيا وأن مسارهما كان مشتركًا، لذلك من الأفضل ان لا تفعل شيئًا قد يؤدي إلى سوء فهم، أشعر بالقلق من أن تتسرع وتلوّح بسيفك دون تفكير
-ليس لدي نية لقتل جراي، لكنني أيضًا لا أريد أن أرى جلالته يضع حياته على المحك بسببي
-هل لي ان اسأل عن خطتك؟
رد كاليان بعد لحظة من التفكير:
-لا أستطيع القول إنني أخطط لشيء محدد... ولكن ربما يكون الأصح أن أقول إنني لم أعد أعتقد أنه يجب السماح للمارغريف بريسن بالذهاب إلى كايريسيس
ثم أبتسم كاليان وأضاف ضاحكًا
-لن ألوّح بالسيف، سيفي لن يُستخدم إلا إذا كان هناك حاجة له، لذا لا داعي للقلق
-فهمت، طالما أنه لا يتعلق بالسيف يمكنك فعل ما تريد
كان العبء في النهاية سيقع على عاتق روماين لمراقبة ابنه المشاغب، لذلك أجاب آلان مُعتبرًا هذا مجرد عرض إضافي ممتع يمكن مشاهدته
******
-طَقْ طَقْ، طَقْ طَقْ!
كانت عدة خيول تعدو بسرعة هائلة
كانت سرعتها تفوق بكثير سرعة الخيول العادية، لدرجة أن أي شخص يراها قد يعتقد أنه في حلم بسبب تلك السرعة الجنونية
"إذن، باختصار...!"
على ظهور تلك الخيول السريعة بشكل لا يُصدق، كان آرسين وريتشيل يتبادلان الحديث
كل ما قاله كاليان هو أنه يأمل أن يتم التوصل إلى نتائج متعلقة بدائرة النقل السحري قبل وصولهم إلى كايريسيس ومع ذلك، كان آرسين يشعر وكأن اقتراب موعد دخولهم إلى كايريسيس يشبه اقتراب نهايته الحتمية، وفي النهاية انتهى به الأمر إلى مناقشة الأمور مع ريتشيل دون مراعاة للزمان أو المكان.
كانت المشكلة تكمن في أن سرعة الخيول كانت مفرطة للغاية
وكان السبب وراء تلك السرعة الجنونية هو طلب كاليان، فبعد انتهاء محادثته مع آلان مباشرة، أمر بأن تندفع الخيول بأقصى سرعة يمكنها تحملها
"ما أقصده هو أنه يمكننا استخدام شيء مثل ختم العهد!"
"لكن ختم العهد يقتصر على العقود الفردية، لذا- أوف!"
كان الصوت الأول هو صوت ريتشيل، والثاني كان من آرسين
أما عن سبب انقطاع كلام أرسين فجأة، مصحوبًا بصوت غريب، فلم يكن ذلك موضع اهتمام أو قلق لكاليان، بدلاً من ذلك قال بهدوء وهو يظهر تعبيرًا غير مبالي
"لا داعي للتفكير في الأمر بشكل عاجل هكذا، وأيضًا، لا تتحدثوا أثناء ركوب الخيل، ستعضّون ألسنتكم"
في الواقع، كانت نبرة صوت كاليان حين قال ذلك لا تختلف كثيرًا
عن المعتاد أما رايفن، فقد كان لا يزال يحافظ على أناقته رغم سرعته العالية
على أي حال، بعد أن مرّت عدة ساعات من الركض بسرعة، تمكنت المجموعة أخيرًا من تقليل سرعة الخيول، كان السبب أن كاليان قد وجد ما كان يبحث عنه.
حين اكتشف أن طاقة جراي تنبعث من العربة التي تسير أمامهم، ارتسمت ابتسامة صغيرة على زاوية فم كاليان
"وجدته"
كانت نبرة صوت كاليان تشبه إلى حد بعيد صوت قطة اكتشفت فأرًا مختبئًا في زاوية الجدار، مما جعل كل فرد في المجموعة يظهر ردود فعل مختلفة
يان تراجع إلى الوراء من تلقاء نفسه، بينما أرسلت ريتشيل هينا وفيرونيكا خلفها
أما كيري، الذي أدرك أخيرًا معنى ما قاله كاليان بعد أن ركضوا في ساحة التدريب حتى بعد منتصف الليل فقد اشعلت الحماسة في قلبه ووضَع يده على مقبض سيفه، لقد قرر الآن أنه لن يبقى صامتًا بسبب بعض التردد أو الاعتبارات تجاه كاليان
من جانبه، بدأ آرسين في فحص العربة الفاخرة التي كانت قد تحطمت في المرة السابقة
بدلاً من أن يطلب منهم التوقف، اكتفى كاليان بإبتسامة قصيرة
وفي الوقت نفسه، كان جراي الذي كان يتحمل بصعوبة العربة غير المريحة يفكر في الراحة التي سيتنعم بها غدًا في منزل كايريسيس، عندها قاطع صوت الخادم حبل أفكاره
"يا سيدي، هناك شخص يتبعنا"
"يتبعنا؟"
رد جراي فورًا، فرفع الستارة خلف العربة ونظر إلى الوراء، فتغيرت تعابير وجهه فجأة
"لماذا هذا الأمير مرة أخرى؟ كيف وبحق السماء وصل إلينا؟"
طبعًا، كان السبب بسيطًا
دخلت مجموعة كاليان إلى قلعة ريدينغتون لتستريح لبضعة أيام، ثم استخدموا سحرًا لزيادة سرعتهم، فتمكنوا من قطع مسافة أربعة أيام في يومين فقط
في تلك الأثناء قضى جراي يومًا في إصلاح العربة التي كان قد تعرضت للتحطيم، ثم أكمل الرحلة لمدة أربعة أيام، وكان هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل كاليان يتمكن من العثور عليه بعد أن كان قد يمر بلقاء مستحيل
عندما لاحظ جراي أن كاليان يقترب منه تدريجيًا، بل وكان يبتسم ابتسامة خفيفة، بدا على وجهه تعبيرات تشير إلى استياءه العميق وكأنه قد ضاق ذرعًا من هذا الموقف
"أعتقد أن تعلمك لبعض السحر قد منحك الجرأة"
كانت شخصية جراي المتعجرفة التي لا تقدر السحرة تشبه كثيرًا شخصية إيفان بريسن، الذي لم يكن يتوانى عن النظر إلى السحرة بازدراء
"أشك في أنني أستطيع الحفاظ على رباطة جأشي لفترة أطول"
بينما كان جراي غارقًا في هذا الوهم، تمتم بهذه الكلمات في نفسه، بينما كان كاليان يقترب من العربة تقريبًا
ثم سأل خادم جراي عبر نافذة العربة:
"سيدي المارغريف، هل يجب أن أوقف العربة؟"
أجاب جراي بصوت حاد وجاف:
"إذا توقفت العربة سأقوم بنحر عنق ذلك الأمير، تجاهل الأمر واستمر في طريقك"
"ن-نعم، نعم..."
فزع الخادم من تلك الكلمات القاسية، فإستدار بسرعة ليحث السائق على المضي قدمًا، وفي هذه الأثناء أقترب كاليان من العربة التي يركبها جراي، كان جراي جالسًا بلا حراك، يظل حاجبًا النافذة بستار العربة
نظر كاليان نحو العربة، فاندس رايفن بين خيول الفرسان الذين يحيطون بالعربة بحركة رشيقة حتى اقترب كاليان من العربة تمامًا، ليفتح فمه كما لو أنه لم يغير موقفه
"مارغريف، لازلت تتصرف بتلك الطريقة الوقحة"
أغلق جراي الذي كان في العربة عينيه بإحكام
كان عقله مشغولًا بتكرار فكرة واحدة
'يجب أن أبقي الأمير على قيد الحياة حتى ألتقي بسيلِيس'
ثم التفت كاليان حوله، نظر إلى مجموعة جراي فسأل
"لكن يا مارغريف، فقط ستة من فرسانك هنا، ماذا حدث للأربعة الباقين؟"
شد جراي قبضته على مقبض سيفه بإحكام
أما كاليان فقد حكّ خده
"آه، صحيح لم يعودوا فرسانًا أليس كذلك؟ لقد نسيت أنني جردتهم شخصيًا من ألقابهم"
تذكر الفرسان الستة الأربعة الذين أصبحوا طعامًا للأسماك في بحيرة ريدينغتون، فـ تصلبت تعابير وجوههم، بينما ظل وجه كاليان هادئًا كما هو
"الان وبعد التفكير بالأمر أشعر بالفضول ايضًا، هل تساءلت يومًا بشأن إختفاء كلابك؟"
ثم توقف للحظة، ليكمل بنبرة مريحة للغاية
"الأهم، لماذا اختفى أخوك فجأة؟"
بما أن لينون لم يكن مفيدًا جدًا للعائلة على اي حال، لم يكن غراي مهتمًا بالبحث عنه كثيرًا، وألم يقل الماركيز بريسن هذا من قبل؟ إن من كان وراء هذه القضية هم أولئك الذين يسعون وراء المال، ثم سيتم العثور عليه في وقت لاحق
سواء كان لينون نفسه
ام جثته
" في الحقيقة، كان هناك من دفع مبلغًا ضخمًا لبرِيسن، طالبًا منه أن يتخلص من لينون، ومنذ ذلك الحين اختفى لينون"
"هل حدث هذا؟ لم أكن على علم بذلك"
لم يظهر جراي أي إنزعاج من كلمات كاليان
لكن حديث كاليان لم يتوقف عند هذا الحد
"ثم ساورني الفضول بشأن شيء ما"
لم يُجب جراي، بينما استمر كاليان في الحديث بابتسامة هادئة.
"تساءلت عما إذا كان الماركيز سيقبل ايضًا بمبلغًا ضخمًا من المال للتخلص من أبنه الأكبر الذي يتوق إلى اللقب"
داخل عربة جراي، بدأ التوتر يشتد، وأصبح الهواء مشحونًا بنية القتل
بعد أن تأكد كاليان من اتجاه نية القتل، سرت في عينيه لمحة من البرود والترقب
¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯
مع ان قُرَّاء الرواية مختفين بس أهلًا!
اتمنى الفصل يكون مفهوم ومافيه أخطاء، ولو وجدت ف أعتذر لأن ذي اول تجربة لي بهالمجال
بالأخص إني ترجمته من المصدر الكوري ف اتمنى تتفهمون 🙏🏻