شر خالص.

رئيس عائلة روثستايلور، كريبن روثستايلور. عندما يُطلب وصفه بكلمة واحدة، يختار الجميع تلك الكلمة.

إذا قمت بشراء <سياف سيلفينيا الفاشل>، يمكنك رؤية صورة له معروضة في الجزء العلوي من القسم الخلفي للمغلف.

جالسًا على عرش رئيس العائلة المهيب، جلس ويداه معًا وعيناه مرفوعتان بحدة في الظلام.

كان هناك العديد من الأشرار في سياف سيلفينيا الفاشل، ولكن إذا اضطررت إلى اختيار الشخص الذي كان له التأثير الأكبر، فيجب أن يكون هو.

كان لجميع الزعماء النهائيين قصصهم الخاصة. لقد تأثروا حتمًا بالضغوط الخارجية أو كانوا أشخاصًا طيبين بالأساس.

زعيم الأرك 1، 'الساحرة العنصرية ينكار بالروفر'، لم تتمكن من التغلب على قوة الروح المظلمة فيلوسبر ودمرت الأكاديمية.

زعيم الأرك 2، 'المحقق غلاست'، كان لديه مبرر كعالم لحماية كنز الأكاديمية، ختم الحكيم.

زعيم الأرك 3، 'لوسي المستيقظة'، كان بسبب سوء فهم جاء منذ اللحظة التي تدخل فيها إلى معركة الزعيم.

بالطبع، عرفت الآن القصة على مستوى أعمق، ولم يحدث قتال الزعيم في الأرك 3. لذا الآن, تغيرت مشاعري تجاهه كثيرًا.

على أي حال، عندما لعبت سياف سيلفينيا الفاشل، كان زعيم الأرك 4، 'رئيس العائلة، كريبن روثستايلور'، هو أول زعيم نهائي يحاول منع اللاعب نتيجة الشر الخالص.

كان لديه سبب واحد فقط وراء أفعاله.

وذلك لرفع مكانة عائلته والحفاظ على سلطته لأطول فترة ممكنة.

واستخدم لذلك كل الوسائل اللازمة.

لقد كان شخصًا يرتدي قناع الدوق المحسن والطيب، لكنه في الواقع كان يعامل حياة الناس مثل قطع الورق إذا لزم الأمر.

هاجم أكاديمية سيلفينيا لمحاولة التضحية بعدد كبير من الطلاب من أجل استدعاء إله الشر ميبولا.

كانت الآلهة الشريرة قوية ونقية. لقد فضلوا النفوس المؤثرة والقوية.

كانت أكاديمية سيلفينيا، التي كانت مليئة بالأرستقراطيين المتميزين، المكان المثالي لاستدعاء إله الشر.

في النهاية هزمه تايلي والآخرون. لكن حتى عندما مات، لم يبرر أفعاله أبدًا.

تم في النهاية ختم إله الشر المُعاد إحيائه ميبولا مرة أخرى من قبل تايلي وفريقه، الذين نموا كثيرًا, هُزم كريبن نفسه في معركة ضد تايلي، ولكن أثناء انسحابه، اصطدم بالوصي أوبل فورسيث وتم قتله.

حتى عندما مات، لم يكن أكثر من رجل شرير.

اختفت تمامًا صورته الطيبة كرئيس لعائلة روثستايلور... ضحك بمرارة حتى النهاية وهو يندب. كان نادمًا لأنه فشل في النهاية.

لم يتنازل أو يفاوض. ولم يطلب التعاطف. ولم يحاول أن يفهمه أحد.

لم يكن لديه أي شك. من أجل الصعود إلى منصب أعلى، كان على استعداد للدوس على أي شخص. إذا لزم الأمر، فإنه سيخدع ويسرق وحتى يقتل.

لم يحاول أن يفهمه شخص. هو لم يكن شخصًا يتمتع بالفطرة الطيبة للإنسان.

إذن، ما الذي جعل كريبن يفعل ذلك؟

هذا السؤال لا يهم.

لقد كان شريرًا كاملاً في حد ذاته. وفي هذا الدور، قام بعمل رائع.

قد يفكر اللاعب بشكل أعمق من ذلك بكثير، ولكن... كان هذا في الواقع أبسط بكثير مما يتصور.

ربما كان لدى الرؤساء الآخرين أسبابهم وأفكارهم الخاصة لتصرفاتهم، لكن كريبن لم يكن لديه أي من ذلك...

اختفى تمامًا من القصة بعد أن أصبح 'هدفًا للإبادة'.

لم تكن هناك قصة متبقية وقد انتهت بشكل مثالي. قد يشعر المرء فقط، 'لقد انتهت المعركة الطويلة جدًا أخيرًا...'

هكذا انتهت قصة الأرك 4 بشكل مثالي، وانتقلت القصة إلى الأرك الأخير الذي تناول قصة الحكيمة العظيمة سيلفينيا والتنين الأزرق الإلهي فيلبروك.

نهايته التي لا تُنسى... مشهد اتكاءه على السور الموجود على سطح قاعة تريكس، وهو مغطى بالدم، ينظر إلى إله الشر ميبولا أثناء اختفائه.

* * *

فُتح باب المكتبة الإمبراطورية.

كانت القاعة مرتفعة جدًا لدرجة أنه كان من الصعب تخمين ارتفاعها. كانت هناك خزائن كتب ضخمة يبلغ ارتفاعها بسهولة أكثر من طابقين.

هذا المكان، الذي كان يأتي إليه العلماء وصانعو السياسات من العائلة الإمبراطورية في كثير من الأحيان لزيارته وجمع البيانات، أصبح بطبيعة الحال مكانًا للبيروقراطيين لتبادل الآراء والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.

لكن، في السنوات الأخيرة أصبح من الصعب القيام بهكذا أشياء.

وذلك لأن الأميرة الثانية لإمبراطورية كرويل، بيرسيكا، كانت في المكتبة باستمرار.

كانت تقضي معظم أيامها في مكتب جميل يقع في زاوية المكتبة، مليء بجميع أنواع الكتب.

بينما كانت تجلس في المكتبة طوال اليوم، باستثناء أوقات الأكل والنوم، كان أمناء المكتبة والبيروقراطيون يعانون من صداع.

وذلك لأن أمناء المكتبة اضطروا للعمل مع الأميرة طوال اليوم. وكان على البيروقراطيين أن يكونوا حذرين منها كلما جاءوا لجمع المواد أو العثور على كتاب.

بالطبع، بصرف النظر عن الجدار الرئيسي، حيث تصطف خزائن الكتب الكبيرة، كانت المكتبة الإمبراطورية منشأة ضخمة مكونة من أربعة طوابق... لم تكن هناك حاجة دائمة إلى الحذر منها.

مع ذلك، على الرغم من أن الأميرة الثانية كانت تجلس دائمًا في نفس المكان، إلا أنهم كانوا خائفين من أن يصطدموا بها عندما تنهض من مقعدها لتتجول وتبحث عن كتاب آخر... كان ذلك قدرًا عظيمًا من الضغط.

"إذا كنتِ تقرئين كتابًا فقط، فيمكنكِ قراءته في غرفتكِ، أختي بيرسيكا."

"أقرأ الكتاب بسرعة كبيرة، لذا من المؤلم أن أضطر إلى نقلهم ذهابًا وإيابًا بين غرفتي واحدًا تلو الآخر."

جلست بيرسيكا في زاوية كبيرة جدًا من المكتبة.

كان هناك مكتب فخم وضخم، لكنه كان مغطى بالكتب لدرجة أنك بالكاد تستطيع رؤيته.

الأميرة بينيا، التي جاءت لتحيتها، أطلقت تنهيدة.

"علاوة على ذلك، من الممتع البحث في أرفف الكتب لاختيار كتابي التالي. ليس من الممتع قراءة الكتب التي يوصي بها المعلمون الإمبراطوريون فقط."

"إذا قلتِ ذلك، فليس لدي ما أقوله..."

اليوم، لم تأتي الى المكتبة الأميرة الثانية بيرسيكا فحسب، بل الأميرة الثالثة بينيا أيضًا.

كان أمناء المكتبات أكثر حذرًا من المعتاد. عندما تم تكليفهم بمنصب أمين مكتبة، وهي وظيفة صغيرة نسبيًا، لم يكن لديهم أي فكرة عن أنهم سيضطرون إلى المعاناة كثيرًا.

"لقد مر عام ونصف بالفعل منذ أن قررتِ فجأة التسجيل في سيلفينيا. الآن، لم يعد هذا مشهدًا معتادًا، حيث أرى أنكِ تعودين في كل عطلة لإلقاء تحياتكِ."

"هل مازلتِ تعتقدين أن قبولي في سيلفينيا كان مفاجئًا؟"

"نعم. كما قلت، لم أعتقد أبدًا أنكِ شخص يفتقر إلى الطموح."

إذا تم أعتبار سيلا باردة كالثلج وبينيا إنسانية، فإن بيرسيكا ستكون في مكان ما بينهما.

ولكن، لم يكن هناك شعور بالتعاطف. بصياغة مباشرة، بدا كما لو أنها كانت خالية من الهموم. لأنها كانت أميرة، فقد ارتدت فستانًا مناسبًا ومصممًا جيدًا ومناسبًا للملوك. لكن رؤيتها تنغمس في كل تلك الكتب القديمة بينما كانت مستلقية، محاطة بأكوام من الكتب الأخرى، بدا أنه لا يوجد نبل فيها على الإطلاق.

كان شعر العائلة المالكة عادةً البلاتين الجميل. كان لون شعر بينيا مشابهًا للون البلاتيني النقي، بينما كان لون شعر سيلا أكثر زرقة قليلاً. وعلى العكس من ذلك، كان لدى بيرسيكا القليل من اللون الأحمر في شعرها.

بالطبع، كانت عيناها زرقاء لطيفة وناعمة، تمامًا مثل أي شخص آخر في عائلة كرويل الملكية.

"أنا لست متأكدة من هذا....."

"بالتأكيد، يبدو كما لو أنكِ الآن تفتقرين إلى المعنويات مقارنةً بما كنتِ عليه قبل مغادرتكِ إلى سيلفينيا."

كانت بيرسيكا مدفونة في كتاب أكبر من وجهها، وهي تقلب صفحاته.

"أما بالنسبة لكِ، أختي بيرسيكا، حتى خلال هذا الوقت ما تزالين مختبئة في المكتبة... أليس لديكِ أي رغبة في أن تصبحي الإمبراطور؟"

"من المستحيل أن يكون هذا صحيحًا. أنا فقط أنتظر الوقت المناسب."

"الوقت المناسب...متى...؟"

لم تجب بيرسيكا. بل ابتسمت فقط. لقد كانت معركة فلماذا عليها أن تخبرها؟

وعيناها مثبتتان على الكتاب, تحدثت بيرسيكا بنعومة.

"قد يكون الآخرون غير مدركين، لكنني أعلم. قبل أن تدخلي الأكاديمية، كلما رأيتِ كريبن روثستايلور، أضاءت عيناكِ وأنتِ تنظرين إليه."

"......"

"في الوقت الحالي، عاد إلى قصره لعقد لقاء اجتماعي، لكنه غالبًا ما كان يأتي إلى المكتبة للإشارة إلى صنع السياسات. حسنًا، على الأقل في عيني، رأيته فقط كخادم مؤمن خدم الناس و كان مخلصًا للعائلة الإمبراطورية..."

أغلقت بيرسيكا الكتاب فجأةً. وألقته بسرعة على جبل الكتب المكدسة بجانبها. التقطت الكتاب التالي وبدأت في تصفحه.

"من قبل، بينيا، كان لديكِ دائمًا نظرة ثاقبة جيدة بشكل غريب تجاه الناس. ولكن، كنتِ دائمًا حذرة جدًا منه، لذا أصبحت فضولية للغاية."

"الآن، قررت التوقف عن محاولة مراقبته. لم يعد لدي أي سبب للتدخل معه."

"لست متأكدة من ذلك. اسمعي. هل تعرفين ما هي الكتب التي قرأها في المكتبة الإمبراطورية؟"

ألقت بيرسيكا بعض الكتب إلى بينيا.

عبست بينيا وهي تنظر إلى الكتب واحدًا تلو الآخر.

"أساطير آلهة الشر والسحر المحرم في العصر الأسطوري. حتى أنه نظر إلى الكتب المحرمة بحجة التفتيش على إدارة الأرشيف داخل المكتبة الإمبراطورية."

"...ماذا قلتِ؟"

"حسنًا، عندما أقول الكتب المحرمة، أعني تلك التي تناقش منهجية استخدام السحر الوحشي في شكله الأصلي. أتساءل عما إذا كان يحاول تدبير شيء ما."

قلبت بينيا الكتب واحدًا تلو الآخر، ونظرت إلى العناوين. كانت جميعها قصصًا عن مجيء آلهة الشر والأضرار التي سببتها.

"ما رأيكِ بعد رؤية هذا؟ هل يبدو وكأنه شخص شرير؟"

"......"

كان من الصعب رؤية هذا كدليل قاطع. حتى لو نظر حقًا إلى تلك الكتب الموجودة في المكتبة، فلن يقلل ذلك من سمعته. ربما كان ذلك مجرد فضول أكاديمي.

لكن لم يكن بوسع بينيا إلا أن تشعر بعدم الارتياح يتصاعد من زاوية قلبها.

الذكرى التي تتبادر إلى الذهن كانت لـ إد روثستايلور، الذي تلقى رسالة منها قبل العطلة.

قال إنه سيتم إعادته إلى عائلة روثستايلور وأنه بحاجة إلى استعارة بعض سلطة الأميرة.

الآن بعد أن لم يعد لدى بينيا رغبات أو أهداف، فقد أعارت اسمها دون الكثير من التفكير. في المقام الأول، كان إد روثستايلور شخصًا جديرًا بالثقة. لم يكن من النوع الذي سيشوه اسم الأميرة بينيا بسهولة.

لذا، فهي لم تفكر كثيرًا في الأمر.

لم ترغب في التدخل على عجل وإفساد الأمور.

كلما ارتفع المنصب، كلما زادت مسؤولية الفشل. هي، التي أصبحت أضعف بعد عدة إخفاقات، لم تعد لديها الإرادة لحل أي مشاكل من خلال التصرف بمفردها.

"تعبيركِ لا يبدو رائعًا يا بينيا."

ضربت بيرسيكا النقطة الأساسية فجاةً.

"... الأمر فقط أن ابنه جاء لرؤيتي قبل العطلة."

"إد روثستايلور. ألم يتم التبرؤ منه؟"

"هل تعرفين عنه؟"

"أنا أعرف اسمه فقط. أعرف عائلات أصحاب النفوذ إلى حد ما. لكني سمعت شائعات بأنكِ أنتِ من تسبب في التبرؤ منه."

كان لدى بيرسيكا القدرة على حفظ أي شيء رأته لمرة واحدة، وعدم نسيانه أبدًا. نظرًا لأنها تتمتع بمثل هذا العقل الذكي، يمكنها بسهولة وضع الكثير من المعرفة في رأسها.

"إنه فقط... سمعت أنه سيتم إعادته إلى منصبه هذه المرة. لذا، أعرته اسمي حتى لا يُنظر إليه بازدراء."

"يا إلهي، يبدو أنكِ تثقين به كثيرًا. أنتِ لست من النوع الذي يسمح لشخص ما باستعارة اسمكِ بتهور."

"بدلاً من الوثوق به... إنه فقط... حسنًا، إنه ليس شخصًا ذا أهمية خاصة. ولكن..."

قلبت بينيا أغلفة الكتب أثناء الوقوع بعمق في التفكير.

"...اعتقدت أن شيئًا ما كان غريبًا. يفترض أن سمعته في عائلة روثستايلور ما تزال متدنية، فكيف يمكن اعادته بسهولة بهذه الطريقة؟ يعتبر كريبن روثستايلور رحيمًا، لكنه لا يرحم أولئك الذين يهددون مكانة عائلته…"

كان لدى إد روثستايلور شعور فريد بكونه موثوق فيه، شعور يشير إلى أنه يستطيع إنجاز أي شيء بمفرده.

مع ذلك، كانت الآن تشعر بالقلق قليلًا حول هذا الموضوع. بيرسيكا، التي رأت هذه اللحظة القصيرة من القلق في بينيا، انتهزت الفرصة بذكاء.

"حسنًا، إنه شخص لا يوجد أي سبب على الإطلاق لإعادته إلى منصبه. بالاحرى، إذا لم يتم إصلاح شخصيته بالكامل، فلن يتم سوى تشويه اسم العائلة مرة أخرى. يبدو وكأن كريبن يتخذ فقط مخاطرة غير ضرورية."

تحدثت بيرسيكا وهي تنقر على رف الكتب.

"رغم هذا، فقد أعاد إد روثستايلور إلى منصبه. لو كنت مكان كريبن، لم أكن لأفعل ذلك إلا إذا قررت أن أفعل شيئًا آخر."

ارتعدت عيون الأميرة بينيا. قررت أنها لن تشارك بعد الآن في ما سيفعله.

ستقوم بالتركيز على التخرج من سيلفينيا دون الاهتمام بما يحدث في عائلة روثستايلور.

"على سبيل المثال... لاستخدام هذا كطعم لإجباره على العودة إلى قصر روثستايلور بعد عزله في جزيرة آكين."

فجأةً تسللت ذكريات انتخاب رئيس مجلس الطلاب إلى قلبها.

ما سبب شعورها الغريب بالفقدان عندما سمعت خبر وفاته؟

شيء بين الشعور بالذنب والعجز. والارتياح الذي شعرت به عندما علمت أنه ما يزال على قيد الحياة. ما أدركته بينيا من تلك المشاعر هو أنها أولت اهتمامًا أكبر لـ إد روثستايلور مما كانت تعتقد.

ما زالت تتذكر ظهره العريض وهو جالس في المخيم، يشعل النار.

هو لم يلم بينيا قط.

حتى عندما اتهمته، مما تسبب في التبرؤ منه، حتى عندما ترددت وفشلت في إصدار حكم سريع وصحيح خلال الأزمة التي حلت بالأكاديمية، حتى لو كانت قد انشغلت بمثلها العليا لدرجة أنها فشلت في النظر الى الأضرار التي لحقت في الواقع، وحتى عندما كانت حذرة منه علانيةً.

لقد فكر في الأمر فقط على أنه مجرد شيء يحدث في الحياة. ولم يكره بينيا أبدًا كشخص.

ليس أنه كان شخصًا لا يعرف كيف يغضب. هو ببساطة قد عاش حياته بنفسه.

من الواضح أنه كان يعرف الحقيقة وراء كل هذا وسيقاتل شخصًا رفيع المستوى إذا لزم الأمر. يمكنه استخدام عدد لا يحصى من الوسائل اللازمة للقيام بدوره.

وفوق كل شيء، لم يكن هناك أي سبب يدعوه لمواصلة احترام بينيا.

لقد فهمها ببساطة.

الأميرة الثالثة لعائلة كرويل، بينيا إلياس كرويل.

لم يلمها إد على سوء تقديرها. لقد فهم حياتها المليئة بالنضال لبذل قصارى جهدها في الظلام عندما كانت طفلة تتعرض لمؤامرات وهجمات مختلفة، وعن المعركة من أجل السلطة الإمبراطورية، أفضل من أي شخص آخر. وحتى أنه فهم عيوب بينيا وتقبلها.

كانت الطبيعة البشرية هي أن تنمو من خلال سوء التقدير والأخطاء. ولكن، عند حمل اسم الحاكم، لا يمكن أن تغفر الأخطاء أبدًا.

كان هذا تناقضًا قاسيًا. رغم ذلك، يجب على جميع الملوك أن يفكروا في الأمر باعتباره الطبيعي في حياتهم. هكذا هو وزن العرش.

ولهذا السبب، كان من المحتم أن يُنظر إلى المسار الذي يسلكه الحاكم على أنه طريق من العزلة.

لقد كان من الجشع والغطرسة أن نتوقع من الآخرين أن يفهموا تلك الوحدة. فقط عندما تتخلى عن الرغبة في أن يتم فهمك، يمكنك أن تصبح حاكمًا.

بطبيعة الحال، كان هذا هو الحال.

"لم يكن لدي أي فكرة أنكِ ستساعدينني بهذه السهولة. أنا... كنت مستعدًا للتفاوض معكِ أكثر إذا لزم الأمر."

هذا ما قاله إد لـ بينيا في المقر الملكي قبل مغادرة الأكاديمية.

كان على استعداد للتفاوض أكثر.

في ذلك اليوم، كان إد مستعدًا لتبادل الآراء مع بينيا.

ورغم هذا، أعطت بينيا اسمها لـ إد دون التفاعل معه.

إذا كان إد، فأنا متأكدة من أنه سيقوم بعمل جيد. هذه مسألة تخص عائلة روثستايلور، لذا لن يأتي أي شيء جيد من تدخلي وتعقيد الأمر.

طمأنت نفسها بهكذا الطريقة.

ولم تدرك إلا بعدها حجم الخطأ التي ارتكبته.

"الليلة هي الليلة الثانية من اللقاء الاجتماعي، لذا لا يزال هناك يومين متبقيين."

همست بيرسيكا بهدوء إلى بينيا، التي كانت عيناها ترتجفان.

"إذا ذهبتِ بعربة تجرها الخيول، فسيستغرق الأمر يومًا كاملاً ونصف يوم. ولكن إذا ذهبتِ فقط مع سرج الحصان وركضتِ مباشرةً إلى هناك دون راحة، فيمكنكِ الوصول إلى هناك في نصف يوم."

الأميرة بينيا، التي تلقت تعليمها على يد العائلة الإمبراطورية منذ صغرها، لم يكن لديها سوى القليل من المعرفة بركوب الخيل.

ولكن، في الوقت الحالي، سيكون الوقت قد فات حين لقاء الإمبراطور للحصول على إذنه، وتشكيل فريق مرافقة، والسفر بالعربة.

إذا أرادت الذهاب، لم يكن أمامها خيار سوى الركض مباشرةً إلى حظيرة الخيول على الفور وركوب أفضل وأقوى حصان لديهم.

لأنها ستغيب فجأةً دون إذن، إلا إذا كانوا من المتابعين المخلصين، فلن يذهبوا معها. بل كان من الأرجح أنهم سيحاولون إيقافها.

بما في ذلك رئيسة الفرسان المرافقين كلير، كان هناك حوالي خمسة أتباع أو نحو ذلك تحت قيادتها. ولم يكن هناك وقت لإقناع أي شخص آخر.

يمكن أن يكون سوء فهم بسيط.

في العادة، لم تكن لتتصرف بهذه العجلة أبدًا.

مع ذلك، فقد شهدت بينيا بالفعل موت إد مرة واحدة. فقط في وقت لاحق أدركت أنه لم يكن صحيحًا. ولكن بعد تجربة هذا الشعور لمرة واحدة، أدركت ذلك.

إذا قُتل إد روثستايلور مثل ذلك أو تعرض لأضرار كافية قد تؤدي إلى وفاته... يبدو وكأنه سيصبح جرحًا كبيرًا في بينيا لا يمكن شفاءه أبدًا.

"هل انتِ ذاهبة؟"

ابتسمت بيرسيكا بخبث وهي تنادي بينيا بهدوء.

خفضت بينيا رأسها ثم هزت رأسها مبتسمة.

"من المستحيل أن أفعل ذلك. مكانتي لها وزن كبير، فكيف يمكن أن أرحل فجأةً؟"

"هذا صحيح. أنا مطمئنة بمعرفة أنكِ لا تزالين على علم بوزن العائلة المالكة."

نظرت بيرسيكا عبر رف الكتب قليلاً، وهي تدندن.

"حسنًا، أنا متأكدة من أنه لن يموت. الموت أمر لا مفر منه، ولكن... أنا متأكدة من أنه ليس أحمقًا أيضًا. لا بد أن يكون لديه بعض الأفكار."

"نعم... من الواضح أن كريبن لديه خطة من نوع ما، وهو ليس غبيًا لدرجة أنه لم يكن ليلاحظ ذلك."

بعد أن قالت ذلك، لم تشعر بينيا سوى بالندم.

لكن بيرسيكا لاحظت الارتجاف في صوتها في تلك اللحظة القصيرة.

"على أية حال، أرى أنكِ بصحة جيدة يا بيرسيكا، لذا سأأخذ إجازتي أولاً. الوقت متأخر في الليل، لذا يجب أن أذهب لأنام."

"تمام, ليلة سعيدة."

تظاهرت بيرسيكا بقراءة كتاب وهي تنظر إلى بينيا.

بعد تعديل ملابسها، توجهت بينيا نحو مخرج المكتبة كما لو لم يكن هناك شيء خاطئ.

مع ذلك، كانت قبضاتها مشدودة بإحكام. أطلقت بيرسيكا ضحكة قاسية. كانت تنظر إلى ظهر شخص اتخذ قرارًا صعبًا.

"إنه شخص سيجعل الأميرة الثالثة بينيا تتصرف في ليلة واحدة فقط. سيصبح قصر روثستايلور في حالة من الفوضى. أشعر بالفضول حول شكله، ولكن الآن ليس الوقت المناسب."

وضعت بيرسيكا الكتاب المغلق جانبًا، وتمددت.

"ومع هذا، أنا الآن الأميرة الوحيدة المتبقية في العائلة الإمبراطورية."

أغلقت الكتاب بينما يسطع ضوء القمر بهدوء من السقف الزجاجي للمكتبة.

نهضت بيرسيكا من بين كومة الكتب.

حان الوقت العمل بعناية.

* * *

"لا أحد يعرف ابني إد روثستايلور أفضل مني."

وقف كريبن ببطء من مكتبه وهو يتحدث بصوت منخفض.

"قد يقول الآخرون أنك نضجت بعد أن تم التبرؤ منك، وأنك أصبحت أكثر حكمة، لكن... أنا أعلم."

"......"

"لن يتغير قلب ابني بهذه السهولة بعد بضعة أشهر في البرية. إنه يحتقرني بشدة."

ارتدى كريبن معطفًا مهيبًا وقفازًا أسود في جهة واحدة. على اليد اليسرى التي ترتدي القفاز، كانت هناك بصمة لإله الشر.

كان من الممكن إخفاء النقش، لكن القيام بذلك يوميًا سيستهلك الكثير من القوة السحرية. ولهذا السبب ارتدى هذا القفاز على يده.

"لكن يبدو الأمر كما لو أنك لا تحمل مثل هذه الكراهية تجاهي. بالاحرى, يبدو كما لو كنت تأخذ كل شيء بشكل متأني. كما لو كنت شخصًا لا علاقة له بي. عندما أراك، أستطيع الشعور بذلك بالتأكيد."

"......"

"أنت لست إد روثستايلور."

وووش!

"كياااغك!"

مصدر عاصفة الرياح المفاجئة كان كريبن روثستايلور، الذي وقف في وسط مكتب الدراسة.

عندما انبعثت الأمواج من يده اليسرى، حيث كان النقش، صرخت ينكار وهي تغلق عينيها بإحكام.

وووش!

خرج ماغ وهو ينشر جناحيه على نطاق واسع، مما صد الرياح.

وقف كريبن وكتفيه ممدودتين تحت ضوء القمر. خلع ببطء القفاز من يده اليسرى. كان لبصمة إله الشر على يده طاقة حمراء داكنة.

على الرغم من أنه لم يكن بأمكانه بعد التعامل بشكل كامل مع قوة إله الشر، إلا أنه لا يزال بإمكانه استخدام جزء من قوته.

"إذا لم يكن هذا هو الحال، فهل سامحتني على طعن أروين؟"

فقدت أنفاسي عند تلك الكلمات.

"كما لو أن هكذا شيء ممكن. أنت كنت الشخص الذي وثق بـ أروين واتبعها أكثر من أي شخص آخر."

وووش!

كان يمسك سيفه ذو اليد الواحدة بيده اليمنى، التي لم يكن عليها النقش. كان من الواضح أنه مستعد للقتال.

بمجرد أن سحب سلاحه، استجابت ينكار أولا.

فوووش!

كانت هناك مأدبة ضخمة تقام في الطابق السفلي. إذا قامت باستدعاء روح رفيعة المستوى في مثل هذا المكان، فسوف ينهار المبنى وسيكون هناك ضحايا. بالتالي، كان هناك حاجة إلى قدر معين من السيطرة على قوتها.

في لحظة، ركزت ينكار وجسدت ثلاثة أرواح كبيرة متوسطة الرتبة.

خفاش ناري بأجنحة ضخمة. نسر في هيئة ماء. وعملاق مصنوع من التراب... رغم أنه كان مكتب دراسة كبير، إلا أنه لم يكن هناك مساحة كافية لهم جميعًا.

"لـ-لا تتحرك..."

"الساحرة العنصرية ينكار بالروفر. أنتِ قوية، لكنكِ تقلقين كثيرًا بشأن الوضع."

عندما شد كريبن يده اليسرى، بدأت موجة طقطقة تأتي من يده.

طـ-طقطقة!

في لحظة، الأرواح الثلاثة متوسطة الرتبة أصبحت ملفوفة في سلاسل مصنوعة من القوة السحرية.

"كيوك...!"

حاولت ينكار كسر السلاسل عن طريق إلقاء مهارة روحية، لكن سرعة السلاسل الجديدة التي تلتف حولها كانت أسرع بكثير.

ظهرت سلاسل من الهواء وألتفت حول ذراعها، وربطت خصرها وساقيها.

"إيوغك!"

كافحت ينكار للابتعاد عن السلاسل. إذا بقيت هكذا لفترة أطول، فقد تتأذى.

أثناء التفكير فيما إذا كان ينبغي لها الاعتماد على قوة الأرواح رفيعة المستوى والمخاطرة أم لا، تم قطع السلاسل بواسطة نصل الرياح.

بوووم!

كان نصل الرياح خاصتي أقوى بكثير من السحر المبتدئ العادي.

لم يكن ذلك ممكنًا إلا لأنني كنت أتدرب على السحر المبتدئ لفترة طويلة، دون يوم استراحة.

"لديك مهارات جيدة في السحر."

"حتى لو لم أكن ابنك، فهذا لا يغير حقيقة أنني إد روثستايلور."

"أنت تتحدث بالهراء."

"حتى بالرغم من أنه قد يبدو سخيفًا، ماذا لو كان صحيحًا؟"

بووم!

عندما أخرجت خنجري واندفعت نحوه، قام كريبن بحركة تمرير للأسفل بيده اليسرى المنقوشة.

شعرت بصدمة كبيرة تضرب يدي حيث سقط الخنجر من يدي.

رنة!

تأرجح كتفاي، وتم رفع يدي للأعلى بينما كان جسدي يتحدى الجاذبية، ويطير للأعلى ويصطدم بالسقف.

"كيووك!"

سعلت وأنا أضغط على أسناني، مستجمعًا قوتي السحرية مرة أخرى.

بووم!

على الفور، تم قطع ساق كريبن بواسطة خنجري.

قمت بتنشيط المهارة الروحية للخنجر الذي أسقطته حيث تم إعادته إلى يدي. كان من حسن الحظ أنه أحدث قطع في ساق كريبن التي كانت في طريقه.

"كيوك!"

لم يكن عميقًا، لكنه كان كافيًا لتشتيت انتباهه. اختفى الضغط المجهول الذي كان يربطني بالسقف.

أمسكت الخنجر مرة أخرى وبقوة الجاذبية وجهته مباشرةً نحو كريبن.

رنة!

تمكن من سد خنجري بالسيف الذي كان يحمله. في اللحظة التي كان على وشك استخدام قوة إله الشر مرة أخرى، قمت بسحب كرة موجية معززة للصدمات من جيبي.

بوووووم.

بعدها, صدمة قوية مرت خلالنا للحظة. نجحت في خلق مسافة من كريبن.

على أية حال، لم يكن هدفي في هذه المرحلة هو هزيمة كريبن. كما قلت، إذا لم أقم بإسقاط اسم العائلة ومكانتها أولاً، فحتى لو هزمته، فلن أتمكن من تنظيف الفوضى.

وووش.

تصاعد الغبار داخل المكتبة. سرعان ما فجر كريبن كل شيء بعيدًا عندما رفع يده اليسرى مرة أخرى.

كانت تلك قوة لم أفهم آلياتها تمامًا. رغم ذلك، بما أنني لعبت الأرك 4 من قبل، فقد كانت لدي فكرة تقريبية.

لن يتمكن من الاستفادة الكاملة من قوة إله الشر، لأنها كانت في حالة غير مكتملة. ولكنه كان ما يزال قادرًا على التحكم في 'القوة الفيزيائية' من حوله حسب ما يشاء.

الجاذبية، والقصور الذاتي، والاحتكاك... على الأقل بقوته السحرية، كان قادرًا على التحكم في سير الطاقة الفيزيائية.

قد يبدو كما لو أنه لا يهزم بينما يكون تدفق الطاقة في العالم في راحة يده.

ولكن، لإدارة هذه القوة، كان عليه التركيز لفترة طويلة وتجميع القوة السحرية على مدى فترة طويلة أيضًا. يكفي أن نقول إنها قوة يتم استخدامها في معركة تنتهي سريعًا.

في هذه اللحظة، لم تكن القوى الكاملة لإله الشر قد تم إطلاقها بالكامل. لذا، الآن هو أفضل وقت لهزيمته. لكن ترتيب الأشياء قد تم تقريره بالفعل.

جمعت القوة السحرية في يدي.

بووم!

بينما تجمعت القوة السحرية، كنت على استعداد لإرسالها مباشرةً إلى نقطة واحدة.

سحر النار المتوسط، الانفجار النقطي.

كان رد فعل كريبن روثستايلور سريعًا على سرعة قوتي السحرية، حيث اتخذ موقفًا دفاعيًا. لكن لسوء حظه، اتجاه هجومي لم يكن كريبن.

بوووم!!!

انهارت الأرضية واجتاح هدير القصر بأكمله.

لسوء الحظ، كان على اللقاء الاجتماعي الهادئ والممتع أن ينتهي عند هذا الحد.

2023/10/22 · 176 مشاهدة · 3605 كلمة
نادي الروايات - 2024