أزهرت زهرة في منزل روثستايلور.

جميع الأرستقراطيين والنبلاء ذوي النفوذ الذين راقبوا ابنة الدوق، أروين روثستايلور، خلال طفولتها وافقوا على ذلك.

أدت إنجازات كريبن روثستايلور إلى رفع اسم عائلة روثستايلور إلى مصاف القوة الأعظم في القارة. ولكن، حتى هو واجه المشكلة التي غالبًا ما ابتلي بها أولئك الذين وصلوا إلى القمة.

في حين أنه كان من الرائع أن تتولى منصبًا قويًا في السلطة على القمة، فإلى متى ستستمر هذه المكانة؟

ويتلخص هذا السؤال في النهاية في ما إذا كان بالإمكان الحصول على خليفة جيدة أم لا.

أروين كانت جميلة وحكيمة وطيبة. لقد بذلت قصارى جهدها للارتقاء إلى مستوى اسم روثستايلور واتبعت بإخلاص رغبات والدها كريبن.

اتفق الجميع على أن لديها المؤهلات اللازمة للنجاح باعتبارها الوريث القادم لعائلة روثستايلور. ويبدو أن المخاوف بشأن الخلافة قد تمت تسويتها.

لقد كانت وريثة مثالية شعر الكثير من أصحاب السلطة بالغيرة منها، وبدا كما لو أن مستقبل عائلة روثستايلور سيستمر لفترة أطول.

عندما كانت أروين في الثالثة من عمرها، ولد شقيقها الأصغر إد روثستايلور. وعندما كانت في الخامسة من عمرها، ولدت أختها الصغرى تانيا روثستايلور. لكنها ظلت تشرق فوقهم جميعا.

حتى قبل مراسيمها الأولى، كانت تتقن جميع أنواع المعرفة في فن السيافة، والسحر، والخيمياء، وعلم الاجتماع، والحكم والملكية، وإدارة الأراضي، والعلوم السياسية.

في اليوم الذي تلقت فيه تعميدها الأول، حصلت على 'نصل الفجر' كهدية. لقد كان سيفًا عظيمًا سحريًا يستخدم قوة سحر العناصر. وفي يوم احتفال بلوغها سن الرشد، تلقت 'إدانة'، أحد السيوف الثمانية التي استخدمها معلم السيافة الأول لودن من الإمبراطور كرويل.

كان العالم بأكمله يحتفل بها.

حتى حاول كريبن روثستايلور الحصول على قوة إله الشر.

"أختي."

بدا الأمر وكأن ذلك حدث بالأمس فقط، لكن بدا وكأنه قد مر وقت طويل منذ ذلك الحين.

في شرفة كبيرة ملحقة بغرفة أروين روثستايلور، وهو مكان مشهور حيث يمكنك رؤية المناظر الطبيعية الشاسعة الجميلة للمنطقة خلال النهار، والسماء المرصعة بالنجوم الجميلة في الليل.

كان ضوء القمر ينير بهدوء طاولة على الشرفة.

بجانب الطاولة شديدة الجمال، وقفت أروين، ممسكة بالكرسي. اقترب منها شقيقها الصغير والثمين، إد روثستايلور، وتحدث.

"هل تعرفين أين وجدت هذا الكتاب؟"

ألقى إد روثستايلور كتابًا على الطاولة وجلس على الكرسي المقابل لها، وهو ينظر إلى السماء.

نظرت أروين إلى الأسفل نحو الطاولة.

كان كتاب تاريخ عن إله الشر في العصور الأسطورية، ميبولا، الذي كان معروفًا بالكراهية والغضب. كان كتابًا تم تصنيفه على أنه محظور من قبل العائلة الإمبراطورية.

كان الكتاب مليئًا بالأدلة البحثية حول مجيء إله الشر وقوته. تم كتابة خطوط كثيرة تحت محتوياته بشكل كبير، وكُتبت العديد من الملاحظات على الهوامش. بدا خط اليد وكأنه خط رجل في منتصف العمر.

"هل وجدته في مكتب أبي؟"

"لا. لقد وجدته في مكتبتكِ السرية. إذن، أفترض أنه كان في الأصل كتابًا من مكتب دراسة أبي."

أدارت أروين رأسها نحو إد ثم ارتجفت عيناها للحظة.

خلف إد كانت تانيا، التي كانت مختبئة ومتمسكة بياقته. كانت ما تزال صغيرة جدًا لفهم العالم السياسي للبالغين، لذا كانت محبوبة فقط لكونها الأبنة الظريفة الأصغر للدوق.

كان الصبي الوحيد من بين الأشقاء الثلاثة، إد، ذكيًا بالاحرى وقد نضج بشكل أسرع من المتوقع. لكن تانيا كانت ما تزال صغيرة، وكانت حياتها مليئة بالأحلام فقط.

"تانيا... لماذا..."

"......"

لم تكن تانيا ذكية بما يكفي لفهم هذا الموقف بعد، لكنها كانت ما تزال متورطة.

جاءت قوة إله الشر بثمن الدم. وفي أغلب الأحيان، كان ذلك على حساب دم الشخص وجسده وروحه.

كلما كانت التضحية أكثر نبلًا وأقوى، أو كلما كانت سمعتهم أعظم، كلما بدأ لعاب الآلهة الشريرة ينزل في جشع.

ولهذا السبب ستكون أروين روثستايلور هي الهدف الأول.

"لقد جئت لأسأل لما لم تعارضي أبي."

"إد. أخي الحبيب."

نظرت أروين إلى إد بعيون معقدة وضبابية.

"لا يعيش الجميع تبعًا للإجابات الصحيحة. فحتى المسار الذي يبدو كخيار غير صحيح له قيمته الخاصة. أو في بعض الأحيان، قد يكون بمثابة عملية نحو هدف أكبر."

"أبي الآن يسير في الطريق الخطأ. هل توافقين على ذلك؟"

"على الرغم من أنها قد تبدو وكأنها إجابة خاطئة، إلا أنه مع مرور الوقت فغالبًا ما ستصبح إجابة الصحيحة. إن قيادة مجموعة، وعائلة، والسير في طريق الحاكم هو معركة ضد هكذا معارضة."

كان لدى أروين تعبير غامض على وجهها. قامت بالتخمين بالفعل بأنه لا يمكن إقناعه.

"والثقة بشخص ما تعني عدم فقدان الثقة به أبدًا، بغض النظر عما سيفعله أو الشدائد التي سيواجهها."

"أختي."

"إذا كان هذا جزءًا من عملية إيجاد طريق أفضل، فلن أفقد ثقتي به أبدًا. يتجول والدي أحيانًا ويضل، ولكن في النهاية، سيعيش دائمًا حياة من التقدم."

كان إد عاجزًا عن الكلام عند سماع تلك الكلمات.

لم تفقد إيمانها في كريبن.

بالنسبة لـ أروين، التي عاشت حياتها كلها باعتبارها الابنة النبيلة لعائلة روثستايلور، كان كريبن مثل هذا الوجود.

ولهذا السبب أصبحت الوريثة الأكثر ترجيحًا والشخص المناسب لتولي إدارة عائلة روثستايلور.

"أنا لا أفهم. ما الفائدة من اكتساب القوة والسلطة إذا كان عليك بيع لحمك ودمك بهذا الشكل؟"

"إد... لن أجبرك على الفهم. ولكن... لا تواجه أبي."

في قصر روثستايلور، كان كل شيء في يد كريبن. لم يكن يعرف أحد ما الذي سيحدث في اللحظة التي يتمرد فيها عليه.

كان القصر بمثابة المهد الذي أعتنى بـ إد دائمًا، لكنه الآن يبدو وكأنه قبر كبير فقط.

إذا لم تكن أروين كافية لاستدعاء إله الشر، فهل سيضع يديه على إد وتانيا بعد ذلك؟

ما فائدة هذا القصر الفخم والمكانة العالية؟ ما المعنى في العيش؟ كان من الأفضل عيش حياة في الأحياء الفقيرة وهم يتسولون. على الأقل بالنسبة لهم... يمكن أن يكون لديهم آمال وأحلام بشأن المستقبل.

عندما انحنى، أصبح من المستحيل رؤية تعبير إد.

"أ-أخي الكبير...؟"

تانيا, التي لم تكن تعرف لما كان الجو جادًا جدًا، جثمت وهي تنظر ذهابًا وإيابًا بين إد وأروين.

كان من المحزن رؤيتها تحدق نحوها، لا تعرف ماذا تقول.

"هل يمكنني أن أسالكِ شيئًا واحدًا فقط يا أختي؟"

"اسألني اي شئ."

"إلى أي مدى تخططين للتضحية بنفسكِ؟ حتى لو طلب إحدى ذراعيكِ، هل تخططين لقطعها بابتسامة على وجهكِ؟"

عند تلك الكلمات، كان لدى أروين روثستايلور رد فعل طفيف.

قدر وأعجب إد بـ أروين أكثر من أي شخص آخر. ولكن، بمجرد أن رأى ذلك التعبير تحت ضوء القمر، لم يستطع إلا أن يسأل.

"أختي. لما تذهبين إلى هذا الحد؟"

بعد سماع ردها، فقد إد أنفاسه.

"لأجل عائلتي."

"......"

"لقد رباني بحب. وقد ورثت مكانة هذا المنزل المهم. وقد أحبني كابنته."

تبادل إد وأروين الرسائل بشكل شخصي مع بعضهما البعض، وأعتزا ببعضهما البعض كعائلة.

مع ذلك، لأول مرة منذ ولادته، شعر إد بالاشمئزاز تجاه أروين، الذي كان يعتقد أنها مثالية.

حتى لو بدا الأمر وكأنه خيار خاطئ، فقد استمرت في السير على هذا الجسر.

ما الفائدة من التصديق والثقة والتمسك بإيمان بأنه سيجد الطريق الصحيح؟ كم كان من الحماقة أنها كانت إنسانًا تؤمن وتنتظر بهذه الطريقة من أجل اسم منزلها وحب عائلتها؟

الظلام الذي ازهر في جانب واحد من قلب إد أدى إلى توسيع الفجوة بين الأشقاء.

كان هناك جو غريب حول إد، الذي جلس وذراعيه مطويتين ورأسه منخفض. تانيا كانت أول من لاحظت وردت.

"أخـ-أخي الكبير..."

"أنا أفهم, أختي أروين."

نهض إد من مقعده وهو يسير نحو مخرج الشرفة. وفجأةً نظر إلى الوراء.

رأى أروين تنظر إلى قدميها بتعبير مكتئب. كانت تانيا خائفة، لا تعرف ما كان يحدث.

فجأةً، فتح إد فمه وهو يتحدث إلى تانيا.

"تانيا."

ارتجفت أكتاف تانيا ونظرت إلى إد. بدا أكثر قتامة ورعبًا من المعتاد. وهو مختبئ في ظلام الغرفة، اشتعلت النيران في عيون إد وهو يضغط على أسنانه ويقتل عواطفه، وينادي باسم تانيا.

"لا تبقى هناك. تعالي هنا."

جلست أروين تحت ضوء القمر على الشرفة. حدق إد بها بهدوء من الظلام في الغرفة.

في هذه الأثناء، كانت تانيا ترتجف... ومن ثم, ذهبت إلى أروين وعانقتها.

"أنـ-أنا... سأذهب لاحقًا..."

"......"

"أخـ-أخي الكبير...أنـ-أنت مخيف. أنـ-أنا أريد البقاء مع أختي."

خفض إد رأسه. بعد أن قال 'حسنًا'، استدار وغادر غرفة أروين.

مشى في الردهة وهو يشد على أسنانه. تشكل الغضب والحزن تدريجياً في عينيه حيث بدأت شفتيه المغلقة بإحكام في الانحناء للأعلى.

لم يعد التعبير على وجهه أثناء سيره في الردهة هو نفس تعبير إد القديم.

ارتجفت تانيا الصغيرة بينما احتضنتها أروين. كانت ما تزال في عمر لم تفهم فيه أي شيء.

"أنا خائفة من أخي الكبير، أختي... لما هو هكذا...؟ لم يكن هكذا عندما كنا نلعب سابقًا..."

"...سوف يتغير الكثير، تانيا."

مسحت أروين وجه تانيا وهي تتحدث بحزن.

"قوي قلبكِ."

* * *

بووم! بووم!

قاعة المأدبة كان مليئة بالأصوات العالية. فُتح الباب ودخلت مجموعة من الجنود.

الأصوات الهائجة الصادرة عن أسلحتهم التي ملأت القاعة لا تتناسب مع المأدبة الفخمة والأنيقة.

كان يقف في المقدمة فارس الدب البني، نوكس، الذي كان أقرب مساعدي كريبن روثستايلور والتابع الأكثر ولاءً.

نوكس، الذي ظهر مع جسد كبير، دخل القاعة مع الرجال الآخرين المجندين تحت قيادة كريبن. وتحدث بصوت عالِ للضيوف المميزين.

"في الوقت الحالي، يبدو أن هناك نوعًا من الشذوذ داخل القصر. قد تكونون جميعًا في خطر إذا تحركتم على عجل، لذلك سنجمعكم ونرافقكم. يرجى الامتناع عن الخروج من هذه القاعة بمفردكم."

حتى بعد الانفجار الكبير الذي حدث، استمر الاهتزاز. أمتلى الضيوف بالقلق والعصبية حتى بالرغم من محاولة الجنود المتجمعين تهدئتهم.

"......"

جلست كلاريس أيضًا في وسط القاعة وعلى وجهها تعبير قلق. لم يكن من اللطيف سماع الانفجارات المستمرة.

كانت تخشى أن ينهار المبنى، لذلك اعتقدت أنه من الأفضل أن تخرج وتنتظر. إلا أن الجنود منعوا العديد من الضيوف من المغادرة.

"من فضلك اتصل بفرسان الهيكل خاصتي. لدي فريق مرافقة خاص بي، ومن المحتمل أنهم ينتظرون خارج القصر."

"لا يمكننا الاتصال بهم."

"ماذا قلت...؟ هل حاولت الاتصال بهم...؟ إنهم ليسوا من النوع الذي يجلس ساكنًا في مثل هذا الموقف..."

أمالت كلاريس رأسها وهي تنظر إلى نوكس. لقد كان ضخمًا، مثل الجبل، وبدا كما لو كان يقول هذا بغض النظر عمن يأتي، هو لن يتنحى جانبًا.

بصرف النظر عن كلاريس، ذكر العديد من الضيوف البارزين أسمائهم، وطلبوا منهم الابتعاد عن الطريق على الفور. لكن الجنود بدأوا في صدهم برماحهم.

"ما- ماذا؟!"

"هـ- هل أنت مجنون؟! هل تعرف حتى على من ترفع أسلحتك؟!"

"هل تعلمون ما سيحدث إذا أصبح هذا الأمر معروفًا علنيًا؟! ما خطبكم جميعًا؟! ألن تتحركوا؟!"

رغم هذا، ظل نوكس مستمرًا على موقفه بثبات.

"كما قلت، هذا كله من أجل سلامتكم. لا يجوز لأي شخص مغادرة هذه القاعة."

من بين النبلاء الذين بدأوا بالثرثرة، نظرت كلاريس بهدوء حولها.

لم تكن تعرفهم جميعًا، لكن كان هناك عدد قليل من الأشخاص الذين تعرفهم. ولكنها مع ذلك لم ترَ وجوه أولئك الذين كان ينبغي لهم أن يكونوا هنا.

كانت على علم بأمر إد وكريبن بالفعل. ولكن حتى الأميرة سيلا، التي كانت واقفة على الشرفة منذ لحظات، لم تعد مرئية في أي مكان.

هزت كلاريس رأسها وهي تسقط بعمق في التفكير.

إذا كانت مصممة، فيمكنها اختراق الجنود والتوجه إلى الخارج.

مع ذلك، كان من الصعب التنبؤ بنوع المشكلة التي سيؤدي إليها ذلك. ويبدو أن الضيوف البارزين الآخرين لديهم أفكار مماثلة.

لكن, كان هناك شيء واحد مؤكد. هناك شيء ما يحدث داخل القصر.

* * *

بووم! بووم! بووم!

المختبر السري في قبو القصر.

ربما كان هو المكان الذي درس فيه كريبن روثستايلور كيفية استدعاء إله الشر ميبولا. كانت هناك آثار واضحة لذلك منتشرة في كل مكان.

كان مليئًا بالأشياء التي يمكن أن تكون دليلاً على أفعاله الشريرة. كل ما كان يجب فعله هو الهرب مع إحدى المجلات البحثية المنتشرة.

لكن الآن أصبح من المستحيل الهروب بسرعة.

بووم! بووم! بووم!

صوت انفجار مستمر.

من المحتمل أن كريبن كان يحاول اختراق المدخل الذي كانت لوسي تحرسه. حتى لو استخدم كل سحره وأجهزته السحرية وأسلحته وقوته البشرية، فإنه سيظل غير قادر على العبور.

إذا كانت لوسي ماريل مصممة، فسيكون اختراقها مهمة مستحيلة.

إذا لم نحصل على دليل قاطع تمامًا قادر على أرسال كريبن روثستايلور بعيدًا إلى الأبد، فسيكون من الصعب على لوسي القضاء عليه بفعالية. فمجرد سد طريقه والاندفاع نحوه للقضاء عليه كانا مختلفين في طبيعة الجريمة.

لذا، فهي تنتظر أخباري.

"كيف كانت حياتك المدرسية في سيلفينيا؟ هل كانت تستحق؟"

"الآن... ربما ليس الوقت المناسب لطرح هذا."

"هاها... كنت أقول هذا فقط لأساعدك على الاسترخاء... نعم، لا بد أنك متفاجئ تمامًا."

فقط إحدى عيون أروين كانت مفتوحة، حيث بدت وكأنها في حالة فظيعة.

لم أستطع أن أفهم إلى أي مدى ذهب كريبن في أبحاثه. كانت حالة أروين أبعد من كونها سيئة.

رغم هذا، استمرت أروين في التحدث كما لو لم يكن الأمر مهمًا.

من خلال المرور بهذا المستوى من التعذيب لفترة طويلة من الزمن، لا بد أن أروين لم تفكر فيه كثيرًا. بعد كل شيء، ربما أصبحت معتادة على كل هذا بالفعل.

ذلك على الأرجح كان نتيجة بحثه، الذي تم إجراؤه شيئًا فشيئًا على مدى فترة طويلة من الزمن. ربما كان السبب وراء قدرتها على التصرف بهدوء شديد هو أنها قبلت التغييرات الصغيرة التي طرأت على جسدها في كل مرة.

كان مشهدًا من الصعب النظر إليه.

رفعت رأسي ونظرت إلى السيف العظيم الذي اخترق جسدها. لقد كان السيف العظيم 'نصل الفجر' الذي أعطي لها خلال حفلها الأول.

سيف سحري عظيم منقوش بكل أنواع السحر. لقد كان مناسبًا بشكل أفضل لسحر العناصر، ولكن في هذه الحالة، يبدو أنه تم طباعة جميع أنواع سحر الشفاء لإبقائها على قيد الحياة.

السبب وراء وقوفها ساكنة بعد أن اخترقها السيف العظيم هو أنه كان الوسيلة التي أبقتها على قيد الحياة.

مع السحر المنقوش على السيف العظيم، لم تكن هناك حاجة لأي صيانة، كما أن مخزون السحر كان مقبولًا أيضًا.

ما أصابني بالقشعريرة أكثر من أي شيء آخر هو أن هذا هو الاستنتاج الذي توصلت إليه أروين بنفسها.

"منذ اليوم الذي غادرت فيه الشرفة، ذهب كل منا في طريق منفصل."

"......"

"لا أعرف إذا كان طريقك صحيحًا أم لا، لكن على الأقل بالنسبة لي، هذه هي نهايتي."

ارتفعت زوايا شفتيها ببطء. المثير للدهشة أنها لم تندم على اختيارها.

"لا أبدو بتلك الروعة، ولو كنت مكانك، أعتقد أنني كنت سأشعر بالحزن. لكن... حتى رغم هذا، أردت رؤيتك لمرة واحدة أخرى على الأقل، إد."

بعد أن قالت ذلك، اجتمعت قطع اللغز معًا.

سياف سيلفينيا الفاشل، الأرك 1، الفصل 1.

شرير من الدرجة الثالثة تعرض للضرب وتم التبرؤ منه بعد أن دخل في جدال مع تايلي.

إد روثستايلور.

بدأ الطريق الذي سلكه من قصر روثستايلور يتشغل في ذهني.

صبي أشقر يسير في الشارع. مكانة عائلته, مصيره الثقيل, والمستقبل الذي يتم فيه التضحية به.

كان كريبن عدوًا قويًا جدًا للتعامل معه. لكن لم يكن هناك مكان يمكنه الهرب إليه.

كان يجلس كل ليلة على مكتب غرفته ووجهه مليئ بالألم بينما يفكر في حياته.

يحاول إقناع والده ويتشاجر معه. في النهاية، ضل أكثر فأكثر قبل أن يتحول إلى ابن عاق... لم يكن من الصعب التخيل.

كانت أروين على ما يرام مع ضلال كريبن لأنهم كانوا عائلة.

لم يكن إد موافقًا على ضلال كريبن لأنه لا يريد أن يموت.

حتى تانيا، التي كانت تتجول قبل أن تصل إلى مفترق الطريق، دون أن تعرف ما كان يحدث، لم يكن لديها خيار سوى اتباع أروين في النهاية. بالنسبة لها، بدا كما لو أن إد هو الذي قد ضل.

تانيا لم تمسك بيده. لذا، سار إد روثستايلور بمفرده.

من أجل الهرب من قصر روثستايلور، الذي كان بمثابة نعش ضخم بالنسبة له، تجول بمفرده بحثًا عن مخرج.

حتى لو كان ذلك يعني أن تصبح متسولًا وتتضور جوعا في الشوارع، فهذا أفضل من أن تعيش حياة مع موت محدد سلفًا.

أول شيء كان عليه فعله هو الابتعاد عن القصر. لذا، على الرغم من أنه لم يكن لديه موهبة في السحر، فقد أجبر نفسه على الالتحاق بقسم السحر في سيلفينيا. بعد دخول قاعة أوفيليس، تمكن أخيرًا من الابتعاد عن منطقة روثستايلور.

رغم ذلك، كان لا بد من محو اسم عائلته، المحفور في سلالته الملعونة.

بعد حوالي عام من دخول إد إلى سيلفينيا وبدء قصر روثستايلور في الاعتياد على غيابه... لفت انتباه إد السياف تايلي. وكذلك الأميرة بينيا، التي لا تستطع تحمل الظلم.

بعد ذلك، أصبح كل شيء في غاية السهولة.

'لن يتم التعرف عليك بعد الآن كعضو في عائلة روثستايلور. بسبب جريمة الشتم بشكل غير لائق أمام الأميرة الموقرة بينيا، والتدخل الاحتيالي في امتحان القبول لأكاديمية سيلفينيا المقدسة، وإهمال فصلك حيث أعمتك الغيرة، بالتالي تشويه اسم العائلة. وكل هذا لا يمكن الاستخفاف به."

أول شيء قرأته بعد مجيئي إلى هذه الدنيا. رسالة من رئيس العائلة.

يجلس بمفرده في غرفته في قاعة أوفيليس، لا بد أن الصبي الأشقر الذي تلقى الرسالة قد خفض رأسه بمفرده.

لقد عاش حياته كلها تحت مكانة آل روثستايلور.

مع ذلك، فقد أصبح الآن رجلاً تخلص من كل شيء بيديه. تم طرده من المهجع وأصبح عارياً تماماً في العالم القاسي.

ماذا كان يشعر حينها؟ هل كان فرحًا أم خوفًا أم ربما فراغًا لا نهاية له؟

أي نوع من التعبير كان لديه، وحيدًا في الغرفة المظلمة في قاعة أوفيليس، حيث لم يأتِ أحد من أجله؟

لم أكن أعرف.

مع ذلك، كانت هناك بعض الأشياء التي يمكنني استنتاجها.

على الرغم من أنه هرب إلى الأكاديمية، إلا أنه لم يكن يهتم على الإطلاق، بغض النظر عن مدى سوء تقييم الآخرين له.

وعلى الرغم من أنه كان أرستقراطيًا، إلا أن الأمتعة التي حملتها بيل مايا له كانت ضئيلة. بمعنى آخر، على الرغم من أنه عاش حياة فاخرة طوال حياته، إلا أنه لم يكن لديه أي شيء خاص به.

كما أنه لم يكن لديه خطط لما يجب فعله بعد التبرؤ منه.

لذا، عندما فتح نافذة قاعة أوفيليس... تعابير وجهه وهو ينظر إلى المشهد الصامت مع رسالة كريبن في يد واحدة... أكثر من أي شيء آخر، ستكون فارغة.

تلك كانت حياة إد روثستايلور.

لقد هرب، لكن لم يكن هناك مكان له في جزيرة آكين.

لا، لم يكن هناك أي مكان له في كل أنحاء العالم.

وبينما كان ينظر إلى الأكاديمية بتعبير فارغ على وجهه، واجه الواقع المأساوي.

* * *

بوووووووم! بووم!

أثناء استخدام جميع أنواع سحر العناصر، حاول حتى استخدام قوة إله الشر. مع ذلك، لا يبدو أن هناك أدنى دليل على أنه كان يخترق المدخل الذي كانت لوسي ماريل تحرسه.

لم يتغير تعبير لوسي. بتعبير نعسان، حدقت ببساطة في كريبن وهي تمضغ لحمها المجفف.

"حسنا. الآن ليس لدي خيار سوى الاعتراف بذلك."

أنزل كريبن السيف الذي كان يمسكه بيده بينما جمع قوته ببطء إلى اليد المطبوعة مع إله الشر.

"من خلال الوسائل العادية، لن أكون قادرا على تجاوزكِ."

ببطء، ببطء شديد... بدأت طاقة ثقيلة في الارتفاع.

كان هناك صوت غير سار عند نمو حجم النقش. وشيئًا فشيئًا، التهم النقش جسده، وغطى نصفه العلوي بالكامل. بدأت الأرض تهتز.

أرتجاف! اهتزاز!

تم سماع صرخات الخدم والضيوف في جميع أنحاء القصر.

رغم هذا، لم يعر كريبن أي اهتمام وهو يستجمع قوته. كانت غريبة.

كان كريبن خبيرًا، بغض النظر عن الوضع، لن يُظهر أبدًا أي ضعف سياسي.

لكن، إذا قام بسحب قوة إله الشر لخارج حدوده في اللقاء الاجتماعي المليء بالضيوف المميزين، فمن المرجح أن ينتهي به الأمر إلى الدمار السياسي والاجتماعي.

رغم هذا، استمر كريبن في جمع قوته دون تردد.

أرتجاف! ضربة!

بدأت مجسات مثيرة للاشمئزاز في الخروج من الأرض. أكثر من عشرة مجسات بدأت تتلوى بالارجاء.

لم تكن الطاقة طبيعية. بصقت لوسي اللحم المجفف وهي تحدق بشدة في كريبن.

بسبب نفوذه السياسي ومكانة عائلته، لم تمارس لوسي قوة أكثر من اللازم ضد كريبن. لكن، إذا كان سيخرج بهذه الطريقة، فستكون تلك قصة مختلفة.

إله الشر ميبولا.

إذا تجسد هذا الشيء بالكامل، فحتى لوسي ستجده خصمًا خطيرًا جدًا.

2023/10/22 · 165 مشاهدة · 3000 كلمة
نادي الروايات - 2024