لا تنسوا الدعاء لاخوتنا بفلسطين، استمتعوا.
الفصل الاول : الأنفاس الاخيرة
غردت العديد من العصافير وهي تتمايل في أسراب مثل القوس في سماء المدينة الداخلية.
إنتشرت الرائحة العبقة للعديد من المطاعم الفاخرة، حيث جذبت إهتمام العديد من الأشخاص، وتوزعت المتاجر وظلال الشمس على طول الساحة.
كان التناغم المستمر لدورة الحياة يضفي طابعًا بهيجًا، مع توزع الجبال القمحية حول المدينة الداخلية.
"هل السيد الشاب مهتم بالشيء الذي ذكرته له؟" ذكر الخادم بتواضع
"همم.." أخذ السيد الشاب يهمهم قبل أن يتخذ قراره "حسنا، يمكنك أن تقود الطريق"
سار الشابين بين الحشود، ومع الأجواء المعتدلة نسبيًا كان هناك ضجة في السوق، لم يكن السيد الشاب مهتمًا حيث قطع طريقه بين الحشود مستمرًا بالمضي للأمام.
كان الخادم يبحث بعينيه وهو يقود سيده الشاب على مضض، ارتكب قليلًا قبل أن تومض عيناه "سيدي، لقد وصلنا"
صدم المشهد السيد شاب، قيّمه بعينه، كان يوجد أمامه قفص ضخم مصنوع من الحديد البارد، وبداخل القفص المهترئ تواجد شخص بشعر أسود مبعثر، حيث كان يبدو كجثة ملقية بلا أدنى لمحة توحي أنه حي.
علق السيد الشاب على المشهد "هل هذا هو المجرم المطلوب؟ أليس ميتًا بالفعل"
"سيدي الشاب، بالرغم من مظهره الحالي، إلا أنه لن يموت بهذه السهولة، اعتنى سيد المدينة بشكل خاص بجسده، وأبقاه دومًا على آخر انفاسه، وكما هو معلوم هذا المجرم يستحق هذه العقوبة، عقاب سيد المدينة لهذا المجرم عادل للغاية" ردّ الخادم ببراعة
تفجرت رائحة المأكلوت الشهية من المتاجر القريبة لتقاطع حبل تفكير الشابين، ومع صوت معدة السيد الشاب، أخفض رأسه بحرج قبل أن يعيده فخره للواقع ويقرر الذهاب للمطعم ويؤجل المسألة الحالية.
دخل الشابين، وطلب الإثنين أشهى المأكولات، بالرغم من ملابس الخادم، فقد كان سيده الشاب يبدو من الطبقات العليا بالمدينة، بذل الشيف جهده عندما علم بهذا، وقدّم الطعام للإثنين.
تدفقت رائحة الطعام وتسللت لأنف السيد الشاب، بينما شعر جسده كله بالوخز من الرائحة الشهية، كان جالسًا بمظهر مهيب، ولكنه أفسد صورته مع حضور الطعام، حيث تناول بشراهة.
أنهى الإثنين طعامهم برضا، وخرجوا من المطعم، سار الإثنين وتفاجئوا بالمشهد التالي.
تواجد العديد من الأطفال، ألقوا الحجارة وهم يسخرون من المجرم بداخل القفص، حيث تدفقت الدماء من جبهته.
نظراته الخالية من الحياة كانت غير ممتعة للأطفال، أستمروا قليلًا قبل أن يملوا بالنهاية ويغادروا.
تحرك الشابين للقفص، كان هدف السيد الشاب هو الإستمتاع بالمجرم، ولكن بعد أن رأى المشهد البارد الذي حدث أمامه غيّر رأيه، لم يكن سيجد متعة في تعذيب شخص لا يبدي عن أي تعابير.
كان السيد الشاب معروفًا بالمدينة الداخلية بالإستأساد على الضعفاء، لم تكن سمعته أفضل شيء، وقد أخبره الخادم سابقًا عن طريقة جديدة للحصول على المتعة، ولكن شعر بالخيبة بالنهاية.
غادر المكان ومضى الوقت بصمت، أتى العديد من الأشخاص ونظروا للقفص، بدا وكأنهم ينظرون لكائن غريب من نوع ما، لم يتمكن المشاهدون من كبح السخرية العمياء التي أطلقوها تجاه السجين بالقفص.
تغير المشاهدون العديد من المرات قبل أن يسقط الليل على النهار، ويضيء القمر البهّي أرجاء المكان، أمام القفص لم يتواجد الآن أحد لمشاهدته.
حمل جسده بصعوبة واستند بظهره للخلف، كان التنهد غير كفيل بشرح المعاناة التي مرّ بها، الدماء الطازجة أصبحت جافة على وجهه بعد يوم حافل من الشتائم والقاء الحجارة.
لم يستطع فهم أي شيء لبعض الوقت، قبل أن يتأمل في البدر المكتمل لهذه الليلة، استيقظ فجأة في عالم آخر قبل أن يجد نفسه متهمًا ظلمًا بحادثة لم يرتكبها، لاحقه العديد من الأشخاص لبعض الوقت قبل أن يتمكنوا من القبض عليه.
وبالنهاية أصبح فُرجة للناس، بمرور السنين، كان قد عانى لأربعين عام من هذا الإضطهاد، أبقوا جسده على الحافة دومًا، وأهالوا عليه الشتائم والضرب، صرخ وبكى، واستنجد، ولم يبقى بحلقه أي شيء ليخرج، مهما قال الناس لم يهتموا.
لم يرغب أحد بسماع تبرير مجرم، أغمض الناس أعينهم عن الحقيقة، ولم يستمعوا لأي شيء، لم يهتم أحد بما سيقوله شخص مثله، وبالنهاية جفّت دموعه، وإنهار صوته، ولم يعد لجسده المقدرة على فعل أي شيء سوى إنتظار الموت بشكل عاجل.
كانت هذه الأيام أخف بكثير عن أول مرة تم سجنه فيها، بالرغم من تعرضه للضرب والشتم إلا أنه لم يكن شيئًا الآن بعد أن عاش اربعون عامًا من أشياء أشد وأسوء.
يتم تجويعي اسبوعيًا، ثم اطعامي بأسوء أنواع المأكولات، يمكن وصفها بالفضلات، ومع الماء المرير المليء بالشوائب الذي يرتوي منه ليجف عطشه يبقى له بالكاد أنفاس الحياة.
بفضل هذه السنين الشاقة كان قد طوّر هذا الكهل حسّ من البرودة والهدوء، لم يبقى من رغباته الدنيوية شيء، ومشاعره قد انفصلت عنه بالكامل، أصبح جثة تملك العقل دون العاطفة.
سخرية الحياة حتى الألم يمكن أن يجعلك تكسب العديد من الأشياء، بالرغم من هذا انتظر بصمت ميعاد ساعته، أراد الآن فقط أن يغادر العالم بصمت، اكتفى من الظلم المرير الذي تجرعه.
ومع ذلك أيامه الهادئة الاخيرة لم تكن شيئًا سيناله حتى النهاية، صوت الخطى قد ملأ الساحة، تجمع امام القفص العديد من الأشخاص، تم وضع القفص بعربة ضخمة، وانطلقوا.
حلق العديد من الأشخاص على جانبي العربة، بينما قلة من الناس أستمروا بتوجيه الأحصنة حتى توقفت داخل ساحة القصر.
جلست شخصية ضخمة على مقعد يعلوا بقية المقاعد بمكان مرتفع عند القصر، رفع كوبه "اليوم، ستحين ساعة هذا المجرم الذي ارتكب أعظم ذنب على وجه البسيطة، ومع تواجد العديد من السادة الحاضرين سيتم تجريده من لحمه ثم إذابة عظامه بالنار"
على وجوه الخدم برزت ملامح الخوف والصدمة، لم يفهم الأشخاص البسطاء عن سبب العقوبة الغير أخلاقية، ولكن اومئ العديد من السادة راضيين عن العقوبة.
من وجوههم بدوا متفهمين لسبب هذه العقوبة، حيث كان الجرم الذي اقترفه ليس بشيء بسيط، أخذ سيد المدينة رشفة ثم تبعه الجميع وبدأوا يحتسون شرابهم.
في وسط الساحة تواجدت منصة الإعدام، حيث تم ربط جسده الهزيل، وتدلى أمام الوعاء الضخم من النار، شعّر بالحرارة تلسع جسده بالرغم من أنه معلق بالسماء ويبعد عن الوعاء مسافة كافية لكي لا يشعر بالنار.
بيّن هذا شدة النار، والعقوبة الظالمة التي سيتعرض لها، لم يكن يتوقع أن ينتهي الأمر مع تعذيب لا يطاق، يبدو أن لحظاته الأخيرة لن تنعم بالسلام.
"الآن، يمكن لهيئة الإعدام أن تباشر" أعطى سيد المدينة أمره.
بعد أن تم إنزاله من الحبل وصلبه على وتد، فهّم الكهل سبب ربطه، كان لتخويفه، وجعل قلبه يتجرع الخوف من النار التي سيُحرق بها، هذا فعل شنيع حقًا مقارنة بسمعة هؤلاء الأشخاص الطيبة.
كيف يمكن لشخص أن يرى هؤلاء الناس بأوجه لطيفة بعد هذا التعذيب اللاعقلاني، تنهد بآخر أنفاسه واستسلم لمصيره.
"ثلج، استعد ليتم تقشيرك" اقترب أحد الأشخاص من هيئة الإعدام بأدوات حادة مخيفة، حيث تعرقت وجوه الخدم بصدمة.
مع هدوء نسمات الهواء، فكّر ثلج أنه مظلوم، بالرغم من أنه كان مستعدًا طوال الوقت ليلاقي منيته، إلا أن ملاقاتها بهذه الطريقة ليس مقبولًا، شعر بالإمتعاظ بداخله، الآن بعد أن اتهمني شخص ما اتساءل عن حال ذلك الشخص الذي فعل هذا ما شعوره حول أخذي مكانه.
لم يستمر الصمت طويلًا، اقترب الشخص وأمسك بجسده، قبل أن يبدأ بتقشير جلده إنفجرت العديد من الأضواء بالسماء.
قفز الجميع وحلقوا بعيدًا عن الساحة، انفجرت الساحة بالعديد من كرات الطاقة الغريبة، صنعت هذه الكرات العديد من الفجوات بالعديد من الاماكن.
"من يجرؤ على مهاجمة قصر سيد المدينة! أظهر نفسك ان كنت تجرؤ!!" صرخ العديد من الأشخاص
بدا وكأن نيازك هبطت على المكان، وبالرغم من هذا كانت دقة التصويب شيء مبهر حيث بقي ثلج المصلوب على الوتد سليمًا هو والشخص بجانبه، بينما اختفى جميع الأشخاص الآخرين من الخدم والهيئة.
فرّ آخر شخص من الهيئة هربًا بعد أن عرف أن مصيره الموت لو بقي بجانب ثلج.
حلق شخص من العدم بشعر أسود طويل مربوط خلف ظهره، ألقى العديد من الأشخاص نظرات صدمة، حدقوا بصمت قبل أن يفحصوا ثلج، نظروا عدة مرات تجاه الشخصين قبل أن تتأكد شكوكهم.
ثلج وهذا الشخص يملكان الوجه نفسه، حتى التفاصيل الأخرى كانت نفسها بعيدا عن جسد ثلج الهزيل.
"هاهاهاهاها، أيها المغفلون، هل ظننتم أنكم أمسكتم بي قبل أربعون عام؟ ياللمهزلة، قد تضرر شخص بريء من تصرفكم، الآن جئت لتحقيق العدالة لهذا الزميل البريء" ضحك بسخرية وهو ينظر للأسياد حوله
اعتلت الصدمة وجوه الجميع، ولكن ثلج بقي ينظر بصمت لهذا المشهد الحزين، تأخرت العدالة الخاصة بي اربعون عامًا، لم يكن الأمر عادلًا الآن بعد أن حدث، لماذا لم يقم بتحريره عندما تم سجنه لأول مرة، لماذا الآن بعد أن اختفت مشاعري، ودموعي وصوتي، يأتي لإنقاذي.
كان هناك العديد من الفرص لتحريري لكنه فضّل رؤيتي أعاني على إنقاذي، هاها.. ضحك ثلج بسخرية بذهنه.
لم يعطي تؤام ثلج أي أنفاس للتفكير، وهجم باستخدام العديد من التقنيات تجاه الأسياد أمامه.
لم يكن هناك وقت كافي للتفكير وصد الهجمات، حيث تم قتل نصفهم بهذه الضربات القاتلة، سقطت الدماء كالمطر من السماء، كان تؤام ثلج يضحك بصوت مرتفع والهالة السوداء تحيط به.
كان يبدو كشرير مظلم، نظر العديد من الناس خارج القصر لهذا المشهد بذهول تام، وبينما صرخ الآخرون "لقد تحرر ثلج!! فلتنفذوا بحياتكم"
ياللسخرية حتى النهاية أصبح الشخص المظلوم مظلومًا، لم يمتلك ثلج أي أفكار عاطفية، بل اعتلى وجهه تعابير باردة تبدو كشفرة حادة.
تصادم العديد من الأسياد أثناء القتال قبل ان تتقرر النتيجة، وقف تؤام ثلج وهو يفرغ رؤس الأشخاص الآخرين من الدماء أمام الجميع وهو يضحك.
لاحظ آخر من تبقى من الأسياد مع سيد المدينة أن لا شيء من هذه الإصابات أصابت ثلج، أدركوا شيئًا وانطلق العديد منهم تجاه ثلج.
كان تؤام ثلج مستعدًا لمثل هذه النتيجة، بفرقعة من اصبعه اختفى ثلج أمام الجميع "هاهاهاها، تظنون أنني مغفل؟ لقد أتيت مستعدًا لكل شيء، لكن ياللغباء هل ادركتم الآن نيتي الأصلية؟ أيها الحمقى اليوم ستحفر قبوركم لتشريف هذا الزميل المظلوم" سخر منهم
أدركوا مصيرهم، وأخذوا اجراء احتزازيًا أخيرًا، أحاطوا بتؤام ثلج قبل أن تندفع طاقة ذهبية من اجسادهم "أيها الأوغاد، لا تخبروني.." أخذ تؤام ثلج العديد من الأنفاس قبل أن يحاول الفرار، ولكن لم يستطع النفاذ من تقنية التقييد التي استخدموا آخر طاقتهم لاستخدامها.
أصبح الضوء الذهبي مرتفعا أكثر قبل أن تنفجر أجسادهم وتمتلئ سماء المدينة بالكامل بهذا الضوء، حيث ظن البعض أن النهار قد أتى، اختفى الضوء تدريجيًا، وظهرت نتيجة المعركة النهائية.
الوحيد المتبقي كان تؤام ثلج، بجسد متضرر، نظر للبشر أسفله نظرة لا تسبر غورها، ولكن جسده لن يتمكن من دعمه لمواصلة البقاء هنا، حيث فقد نصف جسده بالكامل، استخدم تقنية محددة قبل أن يختفي أمام الجميع.
--