أجلستُ نفسي على الكرسي الكهربائي, اتجه الجلاد ناحيتي بتردد, وقيّد معصميّ وكاحليّ. كانت يديه ترتعشان بينما يضع القيّد على عُنقي.

"س- سأض- هه سأضعُ الأقطاب الكهربائية على رأسك ا- الآن"

كان رجلاً مهذباً. قام بشرح كل خطواته لي, لشخص في طريقه الموت, وضع تاج الموت على رأسي.الآن, أصبح كل شيء جاهز.

أُعدمتُ ثلاث مرات. المرتين السابقتين بواسطة الحقن القاتلة* لكنها فشلت. الآن, قامت حكومة ولاية تكساس بتجهيز كرسي كهربائي, فقط لأجلي, والذي يقومون تشغيله الآن.

"... ليس سيئاً كما ظننته سيكون"

تراجع المأمورون من حولي للخلف بخوف بعد سماع ما قُلته.

"ماذا, هل أنا مخيف لتلك الدرجة يا جماعة؟"

لم تكن هناك إجابة, عندما نظرت حولي, وجدت أن أعين المُنفذين (الجلادين) من الانتربول كانت مليئة بالخوف أيضاً.

"انظر لي, أنا مجرد إنسان طبيعي. لا حاجة لإجراء التجارب عليّ بعد الآن"

مدير من مكتب التحقيقات الفيدرالي هز رأسه عندما سمع هذا. يبدو أن رئيس الانتربول لم يعد يستطيع الاحتمال, فاستدار لرسم إشارة الصليب.

على أي حال, الجهاز على حنجرتي جعل الحديث صعباً...

"لنرخي هذا قليلاً..."

كَراك, سناب, سناب.

خلعت المعدن الذي كان يقيد معصميّ ووضعت يديّ على عنقي, أخرج العملاء من حولي أسلحتهم بتفاجؤ. لكن لا أحد منهم وجه سلاحه نحوي.

"حنجرتي تؤلمني"

خلعت الجهاز الذي يحيط عنقي بأصابعي. ثم أعدت يدايّ بهدوء لمكانهما السابق. كل الأعين الموجودة في الغرفة انتقلت إلى الأقفال المحطمة على عنقي. كانوا جميعاً يرتجفون بخوف وتوتر.

"سج..."

ابتلع المأمور أمامي بخوف, وتابع بصوت مهزوز.

"سجين رقم 8358, غاسل الدماغ"

كان هذا لقبي.

ليس لدي اسم أو أي شيء.

"سنبدأ الآن إعدام السجين مينتسايد لقتله لـ96732 فرداً عمداً. أيها السجين, هل لديك كلمات أخيرة؟"

بدأت أفكر.بعد وقت طويل من التفكير, تبين أن الحياة لا تستحق أن تُعاش.

ظننت مرة أن هناك سبباً لولادتي , ولكم تبين أنني كنت متوهماً.

كم هذا فظيع.

"إذا كنت صريحاً معكم جميعاً, أنا بشري فارغ ,عديم الفائدة, وطائش."

الذي استطاع ملئ قلبي بعد كل هذه السنين لم يكن حلماً, بل الواقع فقط. ذلك الجزء مني الذي اعتاد على أن يكون شغوفاً بالأحلام والأماني قد ابتلعه الظلام.

"كشخص حاول دائماً العثور على شيء يُحيّا به, فلا أدري إن كنت عشت حياة مرضية أم لا."

كنت أشعر بالعار من نفسي. من المستحيل الحصول على إجابة مرضية مِن شخصٍ حياته مليئة بالملل.

"هناك شيء واحد أرغب بقوله قبل مغادرة هذا العالم."

عاقدت ساقيّ وأشعلت سيجارة الكترونية كنت أخبئها في فمي. رأسي كان مائل لأعلى, وكنت أنظر للجميع من حولي.

ثم, لفظت أخر كلماتي.

"آسف لكوني وُلدت في هذا العالم "

عبس المأمور وأومئ للجلاد في الجهة الأخرى من الزجاج.

كلانك.

صوت معدني ثقيل سُمع في الغرفة.

الكرسي الكهربائي فُعِّل.

****

جمهورية هاز. تحت المبنى الحكومي كان هنالك مجمع للسحر تواجد لأكثر من مئة عام. كان اسمه الحوت بيستشا, رحم العالم. في هذا المكان, الذي يحتوي عادة على عدد قليل جداً من الناس, كانت مجموعة كبيرة من السحرة.

"لقد مات... أأنت متأكد من أنك استدعيت الشخص المناسب؟"

كان داخل دائرة الاستدعاء الزرقاء حاراً, فقد بخّرَ الجثة.اعتماداً على مظهرها, كان ذكر بالغ. وجهه قد ذاب من الحرارة, وكانت أطرافه متصدعة كأرضٍ محترقة والدم ينساب منها.

"فقط ما الذي..."

الكرسي الذي أُجلس عليه كان غير طبيعي أيضاً.انقسمت الأسلاك المتصلة به إلى قسمين أثناء عملية الاستدعاء, ومازالت شرارات الكهرباء تتطاير منها.

"إيه؟ لا يجب أن يحدث هذا...؟"

صوت تمتمه حاد بَرَزَ من بين الجمع. التفت السحرة العابسون للشخص الذي تحدث.

"آه... ذلك الأحمق مرة أخرى؟"

الشاب الذي أصبح مؤخراً ساحراً حكومياً.كان اسمه دينيس براين.

"اللعنة, ذلك الغبي!"

الأحمق الذي لم يكن هنا لولا توصية نيكرو كيل, أقوى ساحر ظلام. كان هذا ما يراود السحرة عند ذكر دينس.

"لماذا اتخذ نيكرو هذا الأحمق تلميذاً له؟"

حَكَّ دينيس رأسه بينما يستمع لإهانة الآخرين له.هو فقط ينفذ ما يطلب منه.

لا يعلم ما الخطأ الذي ارتكبه.هذا كان ببساطة سبب نظره للجثة المتبخرة بتعابير حائرة, بينما قال.

"هذا غريب... لا يجب أن يحدث هذا..."

"لا يجب أن يحدث؟"
اقترب منه معلمه, نيكرو كيل من الخلف وركل ربلة ساقه.

"أوي, أيها الوغد! ألن تتفقد الأمر جيداً؟"

قفز دينس في مكانه من الألم. أياً كان ما يفعله, فالمزيد من الركلات ستأتيه.

"ألن تذهب لتفقد الأمر؟! ألم أخبرك أن هذه هي فرصتك الاخيرة؟ هل تريد مني قتلك حقاً؟هاه؟"

دينيس,الذي مازال يفرك اصابته بيديه , أجاب على الفور.

"سأتفقد! نعم...نعم... إذاً...إذاً...إيه...إيه؟ غريب جداً؟"

حاجبيّ نيكرو بدَأَ بالارتجاف.

"غريب؟ هل تريد مني ضربك حتى تبدو غريباً؟

"لـ, لا! أقصد,ليس هناك خلل في عملية الاستدعاء نفسها..."

"لا خلل؟ إذاً؟"

"مثلما قُلت, لقد استدعيت شخصاً ذو قدرات قتالية عالية؟ لكن.."

لاحظ نيكرو النظرات من حوله , فأخفض صوته.

"كيف عرفت قدرته القتالية؟ أعطني المعادلة التي استخدمتها"

خاف دينيس أن يركل مرة أخرى, فأخرج المعادلة لنيكرو على الفور.

"إيه...إذاً... كان شخصاً مع أعلى عدد وفيات؟"

"هل أنت تسألني الآن سؤالاً؟ هل تمزح معي؟"

"لـ, لا! إذاً... أقصد... الشخص الذي قتل أعلى عدد من الناس في معركة واحد ضد واحد"

أدرك دينيس غرابة كلماته وبالتالي أخفض صوته.

"أقوى شخص بين كل هؤلاء الناس كان..."

"أيها الغبي اللعين... كيف استطعت التخرج بهذا العقل؟ استخدمت مكانتك, أليس كذلك؟ هيا, كُن جاداً معي"

قاطع ساحر آخر المحادثة بعد أن شعر بالشفقة على دينيس الواقع في مأزق.

"لنتوقف هنا, أعني, ماحصل قد حصل, لنركز الآن على ارسال تقرير للرؤساء..."

"آه, انتظر لحظة, يجب أن نتخلص من هذه الورطة قبل فعل أي شيء! لا تتجرأ على مقاطعة معلمٍ آخر بهذا!"
نقر الساحر بلسانه وتحرك بعيداً.

"تباً لمزاجه ذاك... حسناً! افعل ماتريد!"

نيكرو الذي كان على وشك الرد عليه, وضع يده على جبينه وحاول أن يَهدئ. لا شيء يسير حسب مخططاته!

"اللعنة على كل هذا!"

لم يتكهن بحدوث شيءٍ كهذا. كان سيرقص من الفرح لو تم استدعاء رجل بدون أطراف. لكنه ميت. وأيضاً استدعى كجثة!هل تمزح معي؟!

اتجه بروفيسور ناحية نيكرو الذي كان عادة جيداً معه لمواساته.

"بروفيسور, فلنجرب الهدوء لثانية؟ يوجد سحرة كبار حولنا"

"هدوء...؟"

هذا جعله ينفجر.

"البطل!تم استدعائه كجثة! هل تعتقد أنني أستطيع الهدوء هكذا فقط؟"

جفل الساحر وتراجع بصدمة من صراخه الذي بدا كالصدى في ذلك المجمع.

"لما أنت غاضب مني,الآن.... وإنه ليس بطلاً حقاً, أيضاً...يا إلهي,أنت حانق حقاً, ألست كذلك, دينيس, تعال إلى هنا. لا تغضب معلمك أكثر."

صنع دينيس طريقه على الساحر. نظر إليه نيكرو بخيبة أمل, ثم التفت للساحر.

"أنت, سأراك لاحقاً"

حالما نُظفت المنطقة بدأ السحرة بمغادرة المجمع. مسؤولية هذه الكارثة لن تقع عليهم, لكن على من أمر بالمشروع كاملاً.

كان هذا بالطبع لأن القائد من يجب عليه تحمل اللوم كله.

وضع نيكرو كفه على وجهه وحدق بالجثة المُستدعاه. ثم أتى بروفيسور اخر إلى نيكرو مع تعابير تحمل مشاعر مختلفة.

"م... ماذا يجب أن نفعل بهذا؟ أيجب أن ننظفه؟"

فكر نيكرو للحظه, قبل أن يفتح فمه.

"اتركه فقط, سأهتم به."
خرج البروفيسور من المبنى. لم يتبقى أحداً غير نيكرو وساحر أبيض في المجمع.

"ليست هناك تضحية كافيه, لا وقتٌ كافٍ أو حتى مال... ماذا يجب أن أفعل..."

نيكرو, الذي كان يلعق باطن خده لبرهة من الوقت, نظر للساحر الأبيض, ثم حك رأسه.

"أتساءل إن كان لا باس بفعل شيء كهذا..."

***

أشعر بالدوار.

هل فشل مرة أخرى؟ اعتقدت أن ذاك التيار كافِ لقتلي...

"هل حقاً لا بأس في استخدام هذا الشيء لاستحضار الأرواح ؟"

"حتى لو لم يكن... النرد قد رُمي بالفعل. إما هذا أو محاولة إقناع الرؤساء مرة أخرى"

أستطيع سماع حديثاً من مكان ما ليس ببعيد. إحداهما فتاة تبدو في 13أو17 من العمر. الأخر كان رجلاً في منتصف العشرين. الفتاة تتحدث الألمانية بينما الرجل تحدث الكورية. كانتا لغتان أعرفهما منذ البداية, لكن طريقة فهمي للكلمات كانت مختلفة تماماً عن قبل. تقريباً كما لو أن المعاني نقلت مباشرةً لدماغي.

"مازال غير مستقر..."

"يجب أن تتركيه ليستقر لساعة. هاي, لماذا تنظرين؟ حركيه!"

"آه, هو يعامل طلابه كالعبيد حقاً. لو لم يكن من أجل درجاتي اللعينة..."

كانت لغة لم أسمع بها من قبل, لكني أفهمها.

"سأعطيك كل الدرجات التي تريدينها, فقط حركيه."

"إلى أين؟"

"إلى هناك, غرفة الانتظار الرابعة."

"ماذا؟ أليس ذلك المكان ’ قاعدتهم ’ المنزلية؟"

"ماذا إذاً؟ الشيء ميت بالفعل. هل تعتقدين أنهم سيأتون للعب بجثة؟"

الأصوات من حولي بدأت تختفي. بينما وعيّ بدأ بالوضوح. بعد قليل من الوقت, واجهتُ ظلاماً لا نهاية له.

هل هذا الموت؟ لا استطيع معرفة ذلك حقاً, فأنا لم أمت من قبل.

بينما كنت أفكر, شيء يشبه نافذة الإشعارات ظهرت أمامي.

<مرحباً لعالم جديد, سيدي, أنا من سيتأكد من أن تحصل على رحلة آمنه هنا— [خوارزمية العالم=النبوءة].

ما هذا؟ عالم جديد؟ نبوءة؟

لم استطع معرفة من كان يتحدث, ولم افهم ما كان يتحدث عنه ذلك الشخص. إنه ليس كأن عقلي غير صافٍ أو شيء غير ذلك...

هل هناك آلو تصوير في مكان ما أو شيئاً ما؟

ياله من وضع غريب.

أستطيع الإتيان بنظريات مختلفة عن وضعي الحالي, لكني لا أملك معلومات كافية.

سأستمر بالمراقبة إذاً.

ما ظهر لي بعد الظلام كان فضاء ابيض لانهائي.

<تحديث النبوءة رقم3.7 قد اكتمل. تغيير اللغة ل"الكورية". إعادة التفضيل>

أشعر بأني برنامج في هاتف ذكي.

<رجاءً أدخل اسمك. التفكير في المدخلات المطلوبة ستسمح لك بالكتابة داخل الموجه>.

ليس لدي اسم.

انتظرت أمام الموجه الفارغ, أتساءل إذا كان خياري صحيحاً. مرت عشر دقائق, لكن لاشيء تغير.إذا لا شيء تغير إن تركته هكذا,هه...

لندخل اسماً عشوائياً.

<المستخدم مسجل. هويتك هي شين. في هذا العالم, سيشار إليك بـ’جين’>

رسالة طفت مباشرة بعد ذلك.

<إذا قُلت [الحالة] باستخدام نفس الطريقة التي استخدمتها لكتابة الاسم, ستكون قادراً على الإطلاع على حالتك.>

كالألعاب,هه. هل أجرب؟

الحالة!

الحالة: [ميت] [عفن] [كسيح] [محروق] [أعمى] [بطيء] [اختناق] [الجوع] [ضعيف] [لعنة] [القيد]

المستوى: 1(نقاط الخبرة0%).

الاسم: جين (بلا اسم).

الالقاب: غاسل الدماغ,

أسوء قاتل في التاريخ,

وحش بلا قلب.

التصنيف: جثة.

الشخصية: أنانية صافية.

القوة: قلب من ذهب (مستوى.1)

(0$)

الصحة: 180\180 (+0)

المانا: 0\0 (+0)

الهجوم: 52 (+0)

السحر: 0 (+0)

صحة احتياطية: 2 (+0)

مانا احتياطية: 0 (+0)

الدفاع: 19 (+0)

تجدد السحر: 75 (+0)

القدرات:

الفلسفة(المستوى9)* اللغات(المستوى2) جديد

غسل الدماغ (مستوى.9)

عيّنا الشيطان

النبوءة (الصنف-S) جديد

*الحقن القاتلة ( lethal injection ) هي مزيج من صوديوم البينتوثال وكلوريد البوتاسيوم ووبروميد البانكورونيوم يحقن بها المحكوم بالإعدام, تؤدي هذه المركبات الثلاث لإفقاد السجين الوعي وإيقاف قلبه وجهازه التنفسي.

*هي بالأساس whitehead فأعتقد انها ترمز لفيلسوف ألفريد وايتهد وفلسفته لذلك ترجمتها بهذا الشكل.

مرحبا..

أول رواية أقوم بترجمتها, لذلك أعتذر على الأخطاء الموجودة.

2018/04/21 · 1,027 مشاهدة · 1604 كلمة
j.lie
نادي الروايات - 2024