مشيت نحو رئيس الوزراء. كانت المستندات مكدسة على الطاولة حتى أنها غطت نصف وجه الرجل. كانت اللغة المكتوبة بها المستندات أجنبية, والسبب الوحيد لتمكني من قراءتها هو خاصية اللغات لدي.

"هذه مثيرة للاهتمام جداً"

نظر لي رئيس الوزراء ببطء. وكنت أتفحصه أنا أيضاً. بشرته التي قد تقدمت بالعمر مع ذلك لا تجاعيد فيها.

"أنا بالفعل أعلم كيف وصلت إلى هنا. جثة, إه... سعدت بمقابلتك. ربما قد رأيت اسمي بالفعل عبر استخدام النبوءة.إذاً, ما مستواك؟"

هل يجب عليّ إخباره؟ عندما نظرت ناحية نيكرو, تقدم الرجل للأمام.

"حسنا, المستوى ليس مهماً حقاً, أليس كذلك؟ ليس وكأنه سيصبح بذات مستوى البطل"

"إذا, ماهو؟"

لوح نيكرو بيده من دون قول شيء للحظة, كما لو أنه متوتر. في النهاية فتح فمه.

"...1!"

تغير وجه رئيس الوزراء قليلاً.

"لقد استطاع قتل خمسة أطفال في المستوى الثاني حتى مع ذلك المستوى؟ لماذا سيؤثر المستوى في هذه الحالة؟"
حسناً, على كل حال يمكن أيضاً صيد وحوش عالية المستوى في ألعاب الفيديو أيضاً.

"انظر, النبوءة ليست شيئاً يمكنه قياس قوة الهجوم, لكن... إمكانية النمو... صحيح, أنت تعرف أحد هؤلاء الأطفال الذين يخمن طول الأطفال عند بلوغهم؟ هو كذلك. يجب أن تعرف هذا أيضاً."

هل هذا ممكن. يعني أن الفتية قتلوا زميلتهم بالرغم من معرفتهم أنه’ خبرتهم لن تزيد’.

"هذا الشخص هو...إه... صحيح, جثة. مستواه واحد لأنه جثة."

منطقي. أنا ميت بالفعل. بما أني لا أستطيع التحرك حتى, لا أقدر على إيذاء مخلوقات أخرى. بسبب هذا, مستواي واحد. ربما من صنع النبوءة لم يتوقع شيئاً كهذا أن يحدث؟ التقت عينيّ برئيس الوزراء.

"بما أن هذا صادراً منك سأصدقك.إذا هذا القاتل الذي ذبح خمسة أطفال بقسوة بمجرد استدعائه."

ليست هناك حاجة لتأكيده مرة أخرى.

"أهو مهم؟ لدرجة التلاعب بالقواعد لاستدعائه مستخدماً تلاميذك؟"

رفع نيكرو ذراعه وابتسم بعد سماع كلمات الوزير الغاضبة.

"دينيس غبي جداً, أتعلم. لقد إعتَقَدتَه تلاعباً. سأتعامل معه لاحقاً."

لن يفلح ذلك النوع من الأعذار أبداً...

"سيد نيكرو,هذه الدولة ليست شيء يستطيع ساحر واحد التعامل معه."

هذا واضح جداَ, أليس كذللك. خلق البطل ثورة, لكنهم لم يقوموا بالتحرك بعد.هذا يظهر قوة البلاد فقط. كانت قوية كفاية لعدم سقوطها بسهولة.

"مجموع قوى ملك هذه البلاد هي أعظم مما يستطيع بشري تخيله.بغض النظر عما تخطط له, تذكر هذا جيداً."

"نعم, نعم بالطبع!"

نظر نيكرو نحو عيني الوزير الغاضبة بشكل لعوب, نظر الوزير للمستندات بقربه, ثم تحدث.

"...حسناً, إن لم تكن هناك مشاكل, نستطيع الاستمرار هكذا. لكن فلتفهم, لا نستطيع تحمل أي أخطاء.أريد إلقاء نظرة على البطاقة التي رسمتها بنفسي, ألديك وقت اليوم؟"

أمال نيكرو برأسه بحيرة بعد سماع السؤال.

"ألم تتحقق من مهاراته بنفسك قبل فترة؟"

"هذا ليس كافٍ. حسناً, ليس كذلك. ذلك الأحمق الذي لم يستطع حتى أن يصبح ساحراً... حتى لو أن لدينا جيش لأجله, لن نكون قادرين على إسقاط المحارب."

الأحمق الذي يتحدث عنه يجب أن يكون الكورونيل. إذاً من المحارب؟ أحد أصدقاء البطل؟

"سنخسر فقط إن حاولنا القتال بالضعفاء. سيكون من الأفضل لاستخدام النخبة"

"هناك كتيبة الإخضاع الثانية أيضاً, فلا حاجة حقاً..."

"لماذا سنحتاج قوات المهمات الخاصة إن كان لدينا كتيبة الإخضاع الثانية, إذا؟ سيكون من الأفضل وضعك أنت و القديس في كتيبة الإخضاع الثانية."

رفعت يدي بهدوء.

"إحم..."

رفع الوزير رأسه.

"ماذا؟"

"ماذا عن رأيي؟"

تجمد وجهيهما.

"أتيت إلى هنا لأنني أصبحت فضولي, لكن لا حاجة لي بالتدخل فعلا, أليس كذلك؟"

الصدمة ملأت عيون نيكرو. وتعابير الوزير النبيلة لم تتغير قليلاً, لكن أستطيع رؤية المفاجأة في عينيه. نظر كلاً من نيكرو والوزير لبعضهما البعض. ثم, لسبب ما, ابتسم كلاهما.

"أنا متأكد أنه لا حاجة لقول هذا, لكن ... أنت ميت."

فهمت مباشرة إلى أين يريد أن يصل.

"لست خبيراً في السحر, لكن ليس من المستحيل تخيل ما الذي يمكن أن يحدث إن أوقف نيكرو إمداد جسدك بالطاقة. في الحقيقة, يجب أن تتوقف عن الحركة تماماً بعد فترة قصيرة, هل أنا محق؟"

"لا, أنت محق تماماً! آه- كما هو متوقع من رئيس الوزراء!"

التفت لي نيكرو بعد أن رفع إبهاميه لرئيس الوزراء.

"صحيح- أنا الذي أتحكم ببطاريتك الآن؟ ستصمد أسبوعاً هكذا, لكن بعد ذلك, ماذا إذن؟ أنت جثة, أتفهم؟ جثة. لكن إن ساعدتني, سأفكر في إحيائك."

إحياء؟ أهذا ممكن؟

"انظر إلي فقط. أي شيء أقوله, استطيع فعله. فقط عليّ وضع روحك في جثة حديثة, تعلم؟ أنا أقوى ساحر ظلام في العالم. ماذا, ألا تثق بي؟"

من الصعب اتخاذ قرار نظراً لنقص معلوماتي.

" إذاً ستعيد إحيائي عندما أقضي على البطل وشجعانه؟ط

أجاب رئيس الوزراء.

"بالطبع. في الواقع, سنكافئك أيضاً. تستطيع أخذ مالٍ من السيد نيكرو."

من الصعب التصديق... لكن ليس وكأنني أملك خياراً., إن قررت أن أترك اللعبة هنا, فكل ما يتبقى لي هو الهلاك.

"...حسناً. سأقوم بذلك. أوه, وشيء أخر."

"ماذا؟ ماهو؟"

"أنت سميت هذا ’ثورة’, لكن لم أعلم لما حدث شيء كهذا. أريد معرفة لما تريدون قتل البطل."

كان البطل رمزاً للعدالة. هو من هزم ملك الشياطين لينقذ العالم, بمعنى آخر, إله. إن قتل أحد ما إلهاً كهذا, فردة الفعل العنيفة ستكون كبيرة بشكل لا يضاهى. فالقاتل سيُهاجم من أولئك الذين يقدسون البطل دائماً.

أريد سبباً للقتال. بعد كل شيء, القتال من دون سبب هو خسارة منذ البداية. لكن حتى بعد طول انتظار, لم أحصل على إجابة.

على كل حال, أكان هذا سؤالاً حساساً؟

طلبوا من البطل أن يقتل ملك الشياطين, والآن يريدون قتل البطل...لا شيء أسوء من الكارما. على الأقل, كان هذا هو الحال من ناحية نظام هذا العالم. نقر الوزير على الطاولة للحظة, ثم أشار لكرسي في الزاوية.

"ستكون قصة طويلة. فمن الأفضل أن تجلس."

بعدما جلبت الكرسي وجلست عليه, اتكأ الوزير بظهره على كرسيه.

"من أي ن يجب أن أبدأ...صحيح, قاعدة هذه الأمة, وقصة تكونها ستفي بالغرض."

من هنا بدأ الوزير.

"مكون هذه الأمة كان ساحراً يدعى صانع المطر. الاسم الذي استوحيناه من هذا لتسمية أمتنا هو كلمة ’هاز’.بالطبع, هذا كله أسطورة, والملك الحقيقي لهذه الامة كان فتاً بسيط يعيش بجانب البحر."

رودين, ابن صياد سمك. كان يتمتع بموهبة في السحر عند سن الثالثة عشرة, وتمت ملاحظته من قبل ساحر معين والذي تمكن من إدخاله لمدرسة السحر. أظهر موهبته كاملة هناك, وتمكن من صنع العديد من أشكال سحر الاستدعاء. الوحيد الذي أوقفه هو ملك الشياطين.

شهاب الهلاك الأحمر, [طوق السراب].

كان العالم تحته على حافة الدمار,’الشر الأقدم’.العديد من الناس أرادوا هزيمة هذا الشر, بكنهم ماتوا جميعاً في النهاية.

هنا, أتى رودين بفكرة.

إذا لم يستطع أحد من عالمهم مقاتلة ملك الشياطين, فربما يستطيعون طلب المساعدة من عالم آخر. فتمكن من تشكيل عقد مع [سيد الفوضى], وحاول جهده ليتقن نوع معين من السحر.

الحوت بيستشا.

السحر المحرم لاستدعاء المخلوقات من عوالم أخرى. كما هو متوقع من السحر المحرم, البطل المستدعى كان قوياً جداً. تمكن من استخدام السحر كيفما أراد,وصعق العالم. قسم الأرض لقسمين, وصنع جزر سحرية, وصنع عناكب آلية كوسائل نقل.

لكن بعد هزيمة ملك الشياطين, البطل اختفى.

زعم البعض أنه مات. وآخرون قالوا بأنه عاد لعالمه. لا احد يعرف الحقيقة.المشكلة التي أتت بعد هذا-

"أنتم أدمنتم على استدعاء الأبطال؟"

"هذه طريقة سيئة لوصفه. فكر فقط. الناس الذين أتوا من عوالم أخرى حصلوا على قدرات من دون تخطي حد الحياة والموت. قدرات يحلم الآخرين بالحصول عليها بعد عقود من التدريب! هذه طريقة للحصول بسهولة على قوة عسكرية عظيمة, إذن لماذا علينا جميعاً التوقف عن فعله بعد محاولة واحدة؟"

إن كانت هناك مشكلة, فسيستدعون أحداً ليحلها. في النهاية, الاستدعاء نفسه أصبح مشكلة. لكن على ما يبدو, لم تكن هناك مشكلة في المراحل الأولى من هذا. منذ أن معظم الناس اندفعوا لشيء مطابق للخيال, أصبحوا مقتنعين بالعيش في مكان كهذا. زعم بعض الناس أن هذا جزء من النبوءة, وأخبروا البلاد بأنهم سيعيشون بمفردهم. حسناً, بعد كل شيء, في ذلك الوقت, لم يكن هناك خطر على العالم. كان كل شيء مسالماً.

عادت المشكلة عندما انبعث ملك الشياطين.

بدأت الوحوش بالتكاثر. نقص الغذاء بدأ بالحدوث. الحروب أصبحت شائعة, وتم تجنيد الناس المستدعون في الجيش. إن كان هذا عالم مسالم, لن تكون هناك مشكلة.

"عندما بدأت الأيام الصعبة, أولئك الذين من عالم آخر بدأوا بالتوسل لتتم إعادتهم. وبالطبع هذا كان مستحيلاً."

بدأ الناس المستدعون بالفزع عندما سلبت حقوقهم, وخططوا لبدء ثورة. نتيجة لذلك تم قتل بعضهم بوحشية. أُعدمت عائلاتهم ورُجمت في الساحة العامة. هذا كان عندما بدأت الثورة.

"...أحقا ليست هناك طريقة للعودة؟"

"نستطيع تشكيل دائرة سحر بلا مشاكل, لكن ليس لدينا أي فكرة عن طريقة عملها."

أجاب نيكرو هذا السؤال.

"لكن إن كان البطل قد هزم ملك الشياطين. يجب أن تكون له علاقة جيدة مع الأمة؟"

صمت رئيس الوزراء قليلاً, ثم أجاب من دون إظهار أي تغيير في مشاعره.

"كان الوضع سيئاً جداً في ذلك الوقت, فأخفينا بعض الحقائق. والآخرين أساءوا فهم بعض الأشياء بعد ذلك."

إذا فقد خدعوا. وعندما أدركوا الوضع , لم يستطيعوا فعل أي شيء بشأنه.

"هل سيكون الأمر على مايرام؟ لا يبدو أن قتل البطل سيحل كل شيء؟"

جيش من أناس مُستدعين... بمعنى آخر, جيش كامل من أشخاص عصريين بقدرات خاصة. عندما استمع رئيس الوزراء لمخاوفي, ابتسم كثعلب ماكر.

"أوه,سيكون. سينتهي كل شيء."

"إذاً كيف؟"

"هل حقاً تظن أن بلادنا ستكون خائفة؟ من مئة رجلاً من الباسلين؟ ومليون شخص الذين احتشدوا تحت إمرتهم؟"

سخر رئيس الوزراء.

"بالطبع لن نكون خائفين. ذلك القدر من القوة حتى نحن نملكه.ما نخافه حقاً هم أولئك الذين يقدرون على قتال الأمة بأنفسهم, البطل والباسلين. طالما يتواجد أشخاص كهؤلاء, لن يقدر حاكم في العالم على أن ينام براحة."

أهو كذلك.

"على أي حال, كان من المقرر موت البطل والباسلين منذ البداية."
يرغب ملوك هذا العالم بموت البطل. بعد موته, سيبررون الأمر بإشاعات خاطئة.

"أعتقد بأني شرحت الأمر كفاية...إذا, ما الذي ستفعله؟ سأسأل للمرة الأخيرة. هل ستقاتل, أم ستقف جانباً مع الأغلبية؟"

ما الذي يجب عليّ فعله؟ ألقيت نظرة على أصابعي العشرة, وقست أرباحي وخساراتي في ذهني.

كانت الإجابة واضحة جداً.




مرحباً...

أعتذر عن الأخطاء الموجودة.

2018/04/29 · 572 مشاهدة · 1516 كلمة
j.lie
نادي الروايات - 2024