فقد زيوس وعيه لعدة ثواني واستعاده عندما وجد نفسه مستلقيا على ارضية بيضاء امام بوابة بعدية عملاقة

فزحف زيوس مبتعدا عنها بسرعة ليصطدم بقدم شخص ما

فرك زيوس راسه ونهض بسرعة

رجل يوحي شكله انه في الاربعين من عمره ولديه ملامح وجه مشابهة لزيوس الى حد ما

ادرك زيوس هذا التشابه وسأل متشككا

_ هل نعرف بعضنا

كان الرجل صامتا طوال الوقت وتعابير وجهه لا توحي لاي شيء

تحدث الرجل بنبرة هادئة وباردة قليلا

_ يبدو انك فقدت ذاكرتك حقا ... انا عمك

ابتسم زيوس محرجا ومد يده ليصافح الرجل ويلقي تحية لائقة

ولكن الرجل ازداد عبوسه ولم يمد يده بالمقابل

_ يبدو انك نسيت آدابك ايضا..... (ابتسامة ساخرة خفيفة) ، صحيح لم تكن تملك شيئا كهذا من الاساس

طلب الرجل من احد اتباعه الذين يرتدون بذلات سوداء رسمية ان يعتني بزيوس وغادر مبتعدا

على خلاف البوابة البعدية التي دخلها زيوس سابقا كانت البوابة البعدية التي خرج منها تقع في مكان ما فوق البحر

وكان هنالك جسر طويل يربط بينها وبين مدينة ساحلية ذات ناطحات سحاب بيضاء عملاقة

غادر عم زيوس في سيارة خاصة ترافقها عدة سيارات اخرى وغادر زيوس مع الرجل الذي وكل اليه مهمة مرافقة زيوس في سيارة اخرى

كان الجسر يصل بين سلسلة من الطرق السريعة التي تتواجد على ارتفاع عالي فوق المدينة وبين ناطحات السحاب التي لاحظ زيوس ان هنالك الكثير منها مرتبط بالآخر عبر جسور طويلة مخصصة للمشاة

ولم يكن هنالك قواعد اسفل الجسور والطرق السريعة لرفعها وانما ضوء ازرق خفيف يبدو انه ينتج عن آلات تستخدم الطاقة لرفع الجسور

انبهر زيوس بجمال المدينة واضوائها الكثيفة في هذا الليل وكان هنالك فضول يزداد في نفسه حول عائلته ونفسه وطبيعة هذا المكان

. . . . . . . . .

[بعد ساعة]

توقف السائق الذي يقل زيوس امام بوابة كبيرة مزينة باضواء جذابة ونوع من النباتات ذات زهور ذو رائحة جميلة وكانت هذه النباتات تنمو فوق الجدران

تلك الجدران التي تحيط بقصر كبير يدهش الاعين وعلى خلاف البناء المتطور الذي كان زيوس يراه طوال الوقت اثناء رحلته هذه

كان هذا القصر خارج المدينة على بعد مسافة قريبة وكان بناءه مختلفا ويبدو ان له عمر وتاريخ طويل

اختفت البوابة المعدنية فجأة بعد تحولها الى جزيئات زرقاء انتشرت و اختفت تلقائيا

فتقدمت السيارة ومشت في طريق طويل قليلا على جوانبه عدد من الاشجار الجميلة

نظر زيوس الى الخلف ليرى ان جزيئات من الضوء الازرق تجمعت لتعيد تشيكل البوابة المعدنية السوداء

"" هذا مثير للاهتمام ""

راقب الرجل تصرفات زيوس باستغراب واحتفظ بآرائه لنفسه

دقائق قليلة و وقفت السيارة امام باب القصر العملاق الذي يحرسه رجلان يرتديان بذلات ميكانيكية قتالية سوداء

خرج زيوس من السيارة وغادر السائق مباشرة

استغرب الحارسان من الاناء الخشبي الذي كان يحمله زيوس ولكنهما لم يقولا اي شيء

عبث احدهم بواجهة نظام بذلته وفتح باب القصر

وقبل ان يدخل زيوس خرجت فتاة صغيرة في سن السابعة لتعانقه بشدة وتبدأ بالبكاء

شعر زيوس بالخوف من ان يسكب السم الذي تنام فيه الجنية على الفتاة الصغيرة فقام باعادته الى مساحته الروحية لتبقى الجنية نائمة في يده اليسرى

وبيده اليمنى فرك رأس الفتاة الصغيرة التي عانقته توا

_ بني

شعر جسد زيوس بالكامل برجفة هزت روحه فنظر الى السيدة التي تبدو في الثلاثينات من عمرها وكان مستغربا من الدموع التي كانت تنهمر على خده

لم يفهم لماذا كان يبكي

على الرغم من انه فقد ذكرياته الا ان اعماق روحه وجسده لا يزالون يحتفظون بمشاعره

عانقت السيدة ابنها وانهمرت دموعها ايضا

2023/12/13 · 254 مشاهدة · 543 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2025