ادعى رقم خمسة
عندما فتحت عيناي في هذا العالم لاول مرة ، رايته .... من شعرت انني ملك له ... من اردت خدمته باخلاص .... من وجدت نفسي ارغب في الموت لاجله
لم يكن مجرد حب سخيف ... كان احتراما ... تقديرا ... شعور غريبا مختلفا عن اي شيء في ذاكرتي او بعبارة اصح ذاكرته هو
عندما رآني اقترب مني ... و وضع يده بلطف على وجهي ... ظننته سيقول انني جميلة مثلا او اي شيء مشابه .... ولكنه قال تلك الكلمات
"" اتمنى ان تملكي ما يكفي من القدرة ""
سحب يده وابتعد ... كانت اعينه ميتة ... لا افهم مشاعر البشر حقا ... ولكنني شعرت بذلك ... كان بحاجتي ... اردت مساعدته
وبعد مرور وقت طويل علمتني الجدة اكثر عن نفسي ... علمني كيف استخدم قدراتي واخبرتني بدوري
وتعلمت منها كيف اساعد سيدي بافضل طريقة
في احدى المرات قالت لي هذا الكلام .... "" لا تسألي سيدك عن اي شيء شخصي ليس في اي وقت قريب على الاقل .. يجب ان تعملي بفعالية ، اريدك ان تكوني دقيقة ، حازمة ، واريدك ان تضعي مشاعرك جانبا حاليا ""
الجدة دائما حكيمة ... كنت قد لاحظت ان سيدي غريب للغاية ، كان بشريا وفي الوقت نفسه لم يكن بشريا ... وربما الجدة هي الوحيدة التي تعلم ما يدور في ذهن سيدي
اردت ان اكون قريبة منه ، اردت ان اخبره كم ارغب في خدمته والبقاء بجانبه ... ولكنني لم افعل ... استمعت لنصيحة الجدة وقررت العمل بفعالية وحزم ودقة
وفعلا حققت نتائجا كثيرة اسعدت سيدي ... حتى انني اعتبر المفضلة لديه حاليا .. ولكنه لا يزال باردا معنا جميعا
اتسائل اين اختفى سيدي السعيد الضاحك المحب .... هل موت شخص عزيز على احدهم سيغيره الى هذه الدرجة
سالت الجدة عن ذلك ... ولكن ردها كان غريبا وغامضا
اخبرتني ان الامر مختلف ، واخبرتني ان سيدي لم يعد بشريا وهذا ليس بسبب موت الجنية الصغيرة .... وكيف هذا ! ..... وعلى اية حال ما الذي يجعل البشر بشرا !؟
لديه جسد بشري ، ذكاء بشري ، وحتى انه لا يزال بحاجة للاكل والنوم كالبشر
لم افهم .... كان الامر غامضا .. حقا لم افهم .... كل ما اريده هو ان يعاملني سيدي بحب وحنان ، كما كان يفعل مع سيلينا ... والجنية الصغيرة
...
منذ يومين احضرت معلومات قيمة لسيدي ... كانت معلومات عن مواقع ثلاثة قواعد لمنظمة القمر الاسود ... وكان هنالك قاعدتين متجاورتين
ابتسم سيدي وضحك بشكل مجنون ... احيانا اتسائل ان كان بخير ... في البداية كنت اظنه يصبح سعيدا ويضحك فرحا كلما احضرت له معلومات مشابهة
ولكنني لم اشعر بذلك .... الرابط الروحي بيننا لم ينقل الي هذه المشاعر .... كنت اشعر بشيء مختلف ... القتل ، الغضب ، السعادة الهيستيرية غير المنطقية ، ورغبة في الاكل
من بين جميع الرغبات هنالك واحدة فقط لم افهمها ... لم تكن منطقية ... اراد سيدي ان ياكل شيئا ما ... ليس طعاما .. ولا استطيع تحديد هذا الشعور
اخبرت الجدة عن ذلك ، وكانت تبدو قلقلة في كل مرة اذكر فيها هذا الامر
لم ارها قلقة من اي شيئ اخر اطلاقا ... هي تعلم ما اصاب سيدي بالتاكيد
اخبرني سيدي ان اذهب مع رقم اثنان وسيلينا الصغيرة وطلب من رقم اربعة ان يفعل شيئا ما
وارسل معنا جنوده التسع مئة
زودهم رقم اربعة ببذلات مخصصة للاختفاء من الدرجة C مع سيوف من التصنيف C
اتذكر مشهدا من ذكريات سيدي ... قبل تلك الحادثة ... لقد اراد ان يشتري بذلات لجنوده ، ولكنه كان فقيرا
قام رقم اربعة بنقلنا من القاعدة الى منطقة قريبة من الاحداثيات لاحدى القاعدتين القريبتين من بعضهما
وكان لدينا اوامر واضحة لتنفيذها
قمت باستخدام قدرتي وتناولت معزز الطاقة الذي اعطاني اياه سيدي
كان معززا قويا حقا
في الوضع الطبيعي ساكون قادرة على فتح ثلاثة بوابات بعدية فقط بين موقعنا الحالي وغرفة التخزين داخل هذه القاعدة التي تقع قرب الجبل الذي امامي وخلف ذلك الوادي الضيق
ولكن بعد استخدام هذا المعزز اصبحت قادرة على صنع 9 بوابات بعدية
نشرت ثمانية بوابات ارجوانية اللون وهو لون طاقتي ، واعطى رقم اثنان الامر بالهجوم
تحرك الجيش باقصى سرعته ودخل عبر البوابات
بقيت في الخارج واستخدمت قدرة النقل الاني لانتقل الى قمة الجبل امامي
مشيت ببطئ وكسل وتوقعت انتهائهم من تنفيذ العملية عندما اصل الى الحافة المطلة على البوابة المخفية
مضت عشرة دقائق و وصلت الى الحافة
تحدث معي رقم اثنان واخبرني ان دوري قد جاء
انتقلت آنيا وظهرت امام البوابة
رايت درع الطاقة الذي كان يخفيها يتشتت وفتح الباب المعدني العملاق امامي
دخلت ورايت الجثث والدماء في كل مكان
سيدي يحب هذه المشاهد كثيرا ، سالتقط له بعض الصور
فعلت ذلك اثناء سيري الى مركز قيادتهم
وصلت الى غرفة كبيرة مليئة بالاجهزة ورايت رقم اثنان يقف بالقرب من جثة محددة
لمست الجثة وحصلت على ذكرياتها ، و قمت بحويل جسدي ليطابقها
و بصوت صاحب الجثة بعد تاكيد هويتي لاجهزة الاتصال اتصلت بمركز قيادة القاعدة القريبة ، تحدثت كما يتحدث صاحب الجثة تماما ...واخبرتهم ان يرسلوا الدعم فورا
لطالما اخبرني سيدي انني افضل ممثلة في الكون ... احب عندما يمدحني سيدي ، هذه مشاعر لا توصف
فتحت بوابة بعدية وخرجت مع رقم اثنان وسيلينا وباقي القوات
ظهرنا على حافة الجبل المطل على مدخل القاعدة
فتحت بوابة اخرى وذهب الجيش من خلالها ، واما انا ، فيجب ان ابقى ليشاهد سيدي دمار القاعدة من خلال عيناي
لحظات قصيرة وشعرت بتقلبات طاقة الفضاء .... لقد جائوا
سانتظر قليلا ... مضت دقيقتان وشعرت ان تقلبات طاقة الفضاء تختفي
اذا فقد عبرت جميع قوات الاستغاثة خاصتهم .... نقرت على سواري وتم تفعيل القنابل المزروعة
وحدث ذلك .... انفجار هائل دمر الجبل باكمله
شعرت بها .... شعرت بدفعة من المشاعر تأتي عبر الرابط الروحي بيني وبين سيدي
نفس المشاعر مجددا .... الغضب ، القتل ، والسعادة الهيستيرية الغير منطقية .... ورغبة شديدة في الاكل .....
اكل ماذا ؟ ... لا اعلم ولا يزال الامر يحريني