"الافطار جاهز "

نادت امراة كبيرة على اطفالها

جاءت طفلة ضغيرة لاتبلغ خمس سنين

"او الوافل وجبتي المفضلة"

لتجلس على المائدة مقابلة امها و اباها

"اين اخاك"

"انه قادم"

بعد لحظات جاء شاب يبدو في السادسة عشر من عمره بشعر اسود اشعت وأعين زرقاء ليلية ببشرة بيضاء ليجلس على كرسيه ويقترب من المائدة ليقابل افراد عائلته

أشار للصحن الموجود امامه

"ماهذا"

"انه الوافل"

"يبدو لذيذا"

اخذ الشوكة ليتذوق الوافل الذي حضرته له امه

"انه لذيذ حقا"

"الى اللقاء" قالها الاب

بعد لحظات استيقظ نفس الشاب لينظر من حوله ليرى نفسه نائما في ارضية سوداء مبللة بمياه الامطار و بعض القوارض تجري في الزقاق

رغم انه في ريعان شبابه الا انه تبدو عليه ملامح شخص جرب كل شيئ في هذه الحياة وسئم منها ليبقى له الموت فقط

"هذا الحلم مرة اخرى"

نهض من على الارضية ليقف ويجد نفسه حافي القدمين ورائحته كريهة كان هذا حاله دائما

"ربما يجب علب ايجاد بعض المال"

بالفعل لان العيش في هذا الزقاق اسوا تجربة يمكن ان يحصل عليها شخص ما ٫ اخذ يمشي حتى وصل الى مكب قمامة ليبدأ عملية البحث عن المال او الطعام او اي شيئ مفيد

في الواقع البحث والتنقيب في النفايات كان امرا لا يقل سوءا عن النوم في ذلك الزقاق لكنه مضطر لذلك لان وضعيته مزرية فعلا

لكن ليس هذا حاله وحده هناك الكثير من الناس الذين ينامون في الازقة وينهضون تنقيبا في النفايات القذرة عن اشياء يمكن ان تكون مفيدة لهم

هناك حتى عائلات تنام في الازقة غالبا لا ينجو الاطفال الصغار لانهم لن يتحملو البرد والجوع في ذلك المكان القاسي

ليست الازقة وحدها التي تحتضن هذا النوع من الناس فهم موجودون ايضا في الشوارع وفي الاطلال او حتى الساحات المهجورة وبعض الابنية المدمرة او المتداعية

ماذا كان يطلق عليهم؟؟؟العامة ؟ الفئران؟

اي صفة سيئة كانت تفي بالغرض لوصفهم فهذا هو حالهم الميؤوس منه

بعد البعض من البحث وجد اخيرا قطعة لحم فاسدة و بعضا من الملابس الممزقة لكنها اصغر منه

بدأ وابل اللعنات لكته اختفى بعد أن عثر على بعض النقود الورقية

"وأخيرا شيئ جيد"

ترك حاوية القمامة ليمشي خارجا من الزقائق وهو يتساءل عما يفعله بهذه النقود

مشى والسعادة واضحة على وجهه رغم حاله الصعب حتى وصل الى نهاية هذا الزقاق الملعون

في الواقع لم يكن ذلك المال الذي وجده كثيرا كان لا يكفيه حتى لشراء وجبة غذاء عادية لكن بالنسبة له وللعاميبن كان يعتبر كنزا قيما

مشى في الشارع فإلتفت الى يمينه ليرى محلا يبيع الالكترونيات فإذا ببصره يذهب نحو احد اجهزة التلفاز التي تعرض احد البرامج التلفزيونية ٫وقع بصره تحديدا على شخصية بشعر ابيض طويل وعينان خضراوان تسحران من ينظر اليهما

"ما زال هدفنا كأفراد نبلاء من عشيرة كرايڨا تطوير البشرية و الارتقاء بها"

لم يكن ذلك سوى كرايڨا آيشير احد نبلاء عائلة كرايڨا احد العوائل الاربع الحاكمة

"تبا"

لعن الشاب و الاشمئزاز واضح على وجهه

"تطوير البشرية هاه؟؟ لهذا نحن نعاني ايها الحمقى هنا"

في الواقع اجل لم يكن ذلك سوى تصريح كاذب واضح وغالبا مايتم التفوه به من طرف اولئك العوائل الحاكمة

كانت المعيشة كفرد نبيل اسهل بمرات من العيش في الخارج حيث لم يتطلب منهم البحث في القمامة يوميا للحصول على قوت يومهم كان كل شيئ جاهزا امامهم

"ربما علي التوجه لفك ختمي الاول؟لكن اخشى ان يكون مضيعة للمال"

ربما كان عليه ذلك ليكتشف نوع عنصره المصدر ويزداد قوة و يمكن له حتى العثور على وظيفة عند احد العوائل الحاكمة او يعمل في احد المدارس كحارس تخيل فقط كم سيكسبه ذلك سيكون ذلك مربحا جدا بالطبع سيكون هذا اذا حصل على ميزة رائعة

لكن اذا انتهى به المطاف بميزة سيئة سيكون مصيره العيش في الازقة والنوم على الارضية الغير مريحة كل يوم او ربما حتى اسوء من ذلك من يدري؟

لطالما تمنى ان يكون لديه منزل خاص وسريره الذي ينام فيه وفطورا لذيذا و........ عائلة

لكن ذلك لم يكن الا في احلامه

"ربما سأذهب لن اخسر شيئا "

لن يخسر شيئا الا تلك النقود القيمة التي بالكاد تكفي لفك الختم الاول

ماهي لحظات الا و قرر الذهاب ليقوم بذلك في احد المراكز التي تدعمها الدولة

مشى عبر الشارع ليرى مختلف انواع المحلات التجارية التي لم يرها من قبل رأى سيارات فخمة والعديد من الاشياء التي لم يرها من قبل في حياته

وصل امام باب مبنى مكون من طابق واحد كانت هناك عبارة مكتوبة اعلى الباب لكنه لم يستطع قراءتها فهو لم يتعلم في المدرسة

وجه سؤاله لفتاة تبدو في عمره

"هل يمكنك إخباري ما هو مكتوب ؟؟"

كانت الفتاة خارجة من ذلك المبنى رفعت اصبعها مشيرة اعلى الباب

"مهد الأختام"

بدت الفتاة افضل حال منه بكثير فكانت ترتدي فستانا ابيضا يليق بشعرها الاسود المموج بالاحمر وعيناها السوداوتان تشير الى صحتها الجيدة

"شكرا"

مشت الفتاة مبتعدة عن المبنى ساحرة كل من نظر اليها

حتى الشاب بدا في حالة ذهول من جمالها الخلاب

" اظن انه علي الدخول"

لكن سرعان ما نسي لقاءهما القصير ،فتح الباب ليرى غرفة واسعة بها نوافد وستائر وكان هذه الغرفة اعدت لاشخاص نبلاء ليس لعامة الناس امثاله

في وسط الغرفة كان هناك مكتب صغير عليه العديد من الاوراق و خلفه كان كرسي يجلس عليه موظف يبدو منهكا من العمل كانت الهالات السوداء تحت عينيه كفيلة باخبارنا عن حاله

نظر الشاب الى الموظف

"اظن ان هذا مكان فتح الختم الاول

؟"

رفع الموظف راسه من كومة الاوراق المبعثرة ليخترق الشاب بنظرة ثاقبة

"اااه ٫ أجل ٫ ما إسمك سيدي؟"

"راين هول هو إسمي "

انتهى الفصل

اكتب الاغلاط في الكمنتات

2025/08/07 · 13 مشاهدة · 860 كلمة
Nightlord
نادي الروايات - 2025