"اوه حسنا"

قالها الموظف مع لمحة من الانزعاج على الارجخ بسبب مظهره فأي شخص سيراه كان سيكرهه على الفور

"ادخل الى هناك"

أشار الى باب آخر خلفه يبعث هالة غريبة منه كانت مشؤومة إلى درجة لا تحتمل

"حسنا"

خطى راين نحو الباب لكن بعد بعض خطوات اوقفه الموظف حيث مد يده إلبه

"ما مشكلتك؟"

"النقود"

"اه تذكرت"

أخرج ورقة نقدية من جيبه كانت الوحيدة التي يملكها إستقبلها الموظف بصدر رحب لكن ملامح الاشمئزاز على وجهه ما زالت واضحة أراد راين لكمه على وجهه بالطبع سيسبب له ذلك الكثير من المشاكل

دون الموظف إسمه في ورقة وسمح له بالدخول

أكمل راين طريقه حيث وصل للباب الكبيرة و قام بفتحها ليتسلل شعور بالبرد اليه . لقد اصبح داخل الغرفة وقد اغلقت الباب كانت الغرفة التي اصبح فيها واسعة لدرجة انه لا يمكن رؤية حدودها لكن في مكان ما كانت هناك امرأة عجوز تغطي راسها بعباءة سوداء جالسة على كرسي و كان أمامها كرسي آخر فارغة

"اجلس ومد يدك"

سمع صوتها الخافت الذي لا يكاد يسمع . سرعان ما خطا نحوها و أصبح راين مضطربا وزاد توتره لاقصى حد حيث لم يشعر بهكذا توتر او خوف من قبل .

جلس على الكرسي مقابلا لها ومد لها يده كما أمرته

'ما هذا الوضع الغريب'

أمسكت بيده و أفلتتها بسرعة شعر بوخز في يده

'هذا ...فقط؟'

جاءه بعد ذلك كإجابة على تساؤله ألم حاد في كامل روحه جعله يشعر كما انه يشوى حيا ويتلوى من الالم وصرخات الرعب انطلقت من فمه

شعر ان شيئا جديدا يولد بداخله كأنما كيان آخر اصبح داخل روحه

رأى رمادا بعد ذلك يرتفع من يده ليهبط مجددا من حيث ارتفع

"عنصر الرماد.... هاه؟ مثير للإهتمام"

شعر انها تبتسم وهي تتكلم لكن لحظة ؟ماذا؟ عنصر الرماد هل هناك حتى عنصر كهذا ؟ كان يظن ان العناصر الوحيدة الموجودة هي الماء النار الارض الرياح النور الظلال لكن الرماد؟ كان شيئا جديدا كليا

فعلا قد كان مستخدمو الرماد نادرين بشكل لايوصف لكنه كان ذو فعالية متوسطة

"ميزتك الاولى هي......التحكم في الرماد؟"

الرماد هو ما تخلفه النيران لكنه موجود في كل مكان بكميات ضئيلة لذا قد يكون هذا صعبا عليه

'هل أستطيع الحصول على عمل بهذا؟'

"أقترح عليك الذهاب إلى الأكاديمية"

"الأكاديمية ؟ ما هذا؟"

"إنه مكان يتجمع فيه الطلاب امثالك لتطوير قدراتهم "

"يبدو مملا"

"اذا تخرجت منها فسوف تحصل على عمل مباشرة"

"هذا يبدو جيدا لكن ....لا اعرف لا القراءة ولا الكتابة"

"اوه لا تقلق سيتكفلون بكل شيئ"

"اذا اين تقع ؟وهل هناك اقامة؟"

بالطبع كان يتمنى ان تكون هناك اقامة فقد سئم من النوم في العراء

"يمكنني ان اتصل بهم لاجلك . بالطبع هناك اقامة"

"حسنا اذا هل ستتصلين الآن؟"

"لا حاجة لذلك"

"لماذا هل لست مؤهلا؟"

"لا. لانهم وصلو بالفعل اخرج انهم في انتظارك"

"اه ربما علي ان اقول شكرا؟"

"على الرحب"

نهض راين من عل كرسيه ومشى تجاه الباب فتحه ليرى الضوءة واخيرا مرة اخرى لقد إشتقاق اليه فعلا خصوصا بعد البقاء في غرفة مظلمة مع عجوز . بالتفكير في الامر كان التفكير فيها فقط مرعبا

اول شيئ لاحظه بعد خروجه نفس الموظف إلا انه هذه المرة كان معه رجلان آخران

كانا اسمران وطويلي القامة ببدلات سوداء

"آه...مرحبا؟"

"تعال معنا"

خرج راين من المبنى رفقة الرجلان لكن سرعان ما ركبا سيارة وانطلقوا

"هل نحن ذاهبون للمدرسة او ايا كان اسمها؟"

"أجل"

ظن راين انهم هنا لأخذه للأكاديمية و قد اتضح ان ظنه كان في محله

"هل هو مكان ممل؟"

ربما . حسنا سأستغل هذا الوقت لشرح بعض الأشياء "

"ابدا"

" اولا . اياك و الاقتراب من احد ورثة العوائل الحاكمة"

"لماذا؟"

"لانهم خطيرون"

"ثانيا، إياك و إظهار كامل قوتك أمام الغرباء… حتى داخل الأكاديمية."

نظر إليه الرجل الجالس بجانبه بعينين جادتين كأنهما تخترقان روحه، وأردف:

"الناس هنا يحبّون الصيد… خصوصًا صيد أمثالك."

"أمثالي؟" سأل راين مستغربًا.

"الفقراء. الغرباء. العامة" رد الآخر ببرود، ثم التفت إلى النافذة يتأمل الشوارع التي بدأت تتغير ملامحها شيئًا فشيئًا.

السيارة كانت تنساب وسط طريق مرصوف بعناية، على جانبيه أشجار عالية ومبانٍ ضخمة ذات نوافذ لامعة. كان المكان يزداد فخامة كلما تقدموا، حتى شعر راين بأنه يقترب من عالم آخر مختلف تمامًا عن الأحياء القذرة التي اعتادها.

"ثالثًا،" عاد الرجل للكلام، "لا تستهن بأحد "

"سيكون ذلك صعبا علي فانا ضعيف "

"ربما . اوه وعيك تعلم القراءة و الكتابة في شهر"

"هل انت تمزح"

"لست امزح سيدي"

ماذا؟تعلم القراءة و الكتابة في شهر تقريبا امر مستحيل . الا اذا كان يدرس لوقت طويل

اومأ راين راسه ببطئ

"حسنًا… أي شيء آخر؟"

"ستعرف بنفسك حين تصل."

بعد دقائق، توقفت السيارة أمام بوابة عملاقة من الحديد الأسود، محفورة عليها رموز قديمة ومرصعة بأحجار غريبة تبعث توهجًا خافتًا.

فتح الحارس البوابة ببطء، ودخلوا إلى ساحة شاسعة تملؤها مبانٍ ذات قباب مرتفعة وأبراج مراقبة، في وسطها تمثال ضخم لمحارب مجهول الهوية يمسك سيفًا مغطى بالرماد.

"أكاديمية نيمورا،" قال الرجل بصوت مهيب، "مكان يخرج منه إمّا أسياد… أو جثث."

شعر راين بقشعريرة تسري في جسده، لكن ما أثار فضوله أكثر هو أن تمثال المحارب كان يحمل على درعه نفس لون الرماد الذي ظهر من يده أثناء الطقس…

"تفضل،" أشار الرجل، "من هنا تبدأ قصتك الحقيقية."

تقدم راين بخطوات بطيئة، وكل خلية في جسده تصرخ بأن هذه ليست مجرد مدرسة… بل فخ كبير بُسِط أمامه، وهو الآن يسير إليه بإرادته.

2025/08/12 · 2 مشاهدة · 831 كلمة
Nightlord
نادي الروايات - 2025