2 - لقد تجسدت مرة أخرى كإمبراطور قمامة [2]

.

.

" إمبراطور غريفين هاه ."

سرعان ما أمرت الخادمة بابتسامة دافئة قائلا :

" إنسي ما قلته سابقا ، لقد كنت فقط أمزح . هل يمكنك أحضار لي كوب ماء بارد حالا ؟"

كان حلقي جافا ، كما أنني بحاجة لبعض الوحدة لتصفية ذهني .

" سأقوم إعداده حالا جلالتك "

" رائع ، شكرا "

جفلت الخادمة لبعض ثواني ثم غادرت الغرفة بتعبير غريب على وجهها .

......

غادرت إيميليا الغرفة بسرعة لتنفيذ أوامري .

بمجرد تركها للغرفة ، أستطعت التحرك بصعوبة ثم توجهت للحمام ،

إذا إتضحت أن الأمر كما أفكر به ، فحمام النبلاء يتوفر على مرآة كبيرة ،

كما هو المتوقع ، كانت المرآة داخل الحمام ،

حدقت في وجهي بهدوء ، ثم تمتمت ببرود إسم مالك جسدي الحالي :

" سامويل هانوفر . لم يكتفي بإدخالي عالما جديدا بل أعطاني جسدا معطوبا بالكامل . "

كان لسامويل الأصلي جسد سمين جدا ، يمكن وصفه بخنزير يمشي ،

حتى التنفس بشكل طبيعي هو أمر صعب في هذا الجسد ،

عيون حمراء و شعر أحمر كذلك ، مميزات سليل عائلة هانوفر ،

' ذلك اللعين .'

' أقسم بإسم الإله أنني سأنتقم منه .'

حللت وضعيتي بهدوء و أنا أحدق في إنعكاسي بالمرآة .

" همم ."

لسبب غريب ، أتذكر محتويات روايتي بشكل ممتاز رغم الوقت الطويل الذي قضيته في الظلام .

سامويل هانوفر هو شخصية جانبية ألفتها في رواية الطريق نحو القمة ،

الإبن الوحيد للإمبراطور السابق هارولد هانوفر ،

يسمى أيضا من طرف النبلاء بوصمة عار العائلة الإمبراطورية ،

ولد بدون الحماية الإلهية لعرق الغريفين ،

ضعيف في فنون المبارزة ،

ضعيف في ممارسة السحر ،

موهبة ضعيفة في جميع الميادين الأخرى ،

شخصية مغرورة و في نفس الوقت جبانة ،

و أسوء شيء في الأمر هو بدانة جسده ،

هل أنا غير محظوظ بإمتلاك جسده ؟

أم ذلك اللعين قام بخدعة أخرى ؟

لماذا لم أولد كإبن تاجر غني أو نبيل ذو منصب مستقر ؟ لماذا يجب أن يكون سامويل بالذات ؟

إذا قارنت جميع روايات إعادة التجسيد التي قرأتها أو ألفتها ، سامويل هانوفر هو أسوء مضيف على الإطلاق ،

جسد يمكن تلقيبه بالقمامة البشرية ،

حتى التنفس هو عذاب بالنسبة لي ،

Sigh

' حسنا ، هذا لا يهم . سأعيش بكسل كالعادة .'

عقدت ذراعي و أنا أفكر في الأمور الملحة ،

لا أعرف تفاصيل حياة سامويل ،

رغم أنني خالق هذا العالم ، فأنا أعلم فقط أنني خلقت هذه الشخصية الجانبية للموت على يد قوات التمرد ،

" آه ، إذن ستسير الأمور كما فعلت في الرواية ؟ "

رفعت عيناي عن المرأة ثم حدقت في الحمام الفخم الذي أتواجد به ،

جدران رخامية مطلية بزخارف ذهبية ،

ثم تمتمت بهدوء :

" هل أهرب بعيدا ؟ من الأحسن أن أختبأ في إحدى القرى الغير المأهولة . "

يمكنني الحصول بسهولة على المال بصفتي إمبراطور هذا البلد ، ثم أعيش متخفيا في مكان أخر .

عيش حياة كسولة خالية من المؤامرات .

" لكنني سأظل مطاردا من قبل الثوار . همم ، لما لا أقضي على الدوق الخائن من أجل بعض المتعة ."

إبتسمت بمكر و أنا أحك ذقني الغليظ ،

أكره العيش هاربا طوال حياتي .

إذا إتضح أنني حقا داخل روايتي، فهذه القارة السلمية ستتحول إلي جحيم بعد بضعة سنوات .

" سحقا ، أكره المتاعب يا رجل ."

غمرت وجهي السمين في الحوض الملئ بالماء البارد لتصفية أفكاري الشائكة .

فيو

" يجب علي الحصول على المزيد من المعلومات . أولا ، لنتفقد المكتبة ."

" جلالتك ، هل أنت في الحمام ؟ "

فجأة رن صوت إيميليا القادم من الخارج في أذني .

" أنا سأتي على الفور "

رددت على الخادمة ببرود و أنا أمسح وجهي بالمنشفة ،

صراحة لا أعرف ما الذي يحدث معي ؟

منذ دخولي إلى الفراغ ، شخصيتي تغيرت بشكل كلي .

أصبحت معتادا على إجابة الأخرين ببرودة ،

حتى أنني فكرت في بعض الأحيان أن البشر الأخرين أدنى مني بكثير .

" هاه ، لقد تغيرت حقا ."

غمغمت بهته الكلمات و أنا أغادر الحمام .

كانت إيميليا تقف أمام الباب بابتسامة مشرقة على وجهها و هي تحمل صينية بها فنجان ماء ،

خلفها خادمان كل منهما يحمل صينية مليئة بالأطعمة المختلفة .

ناولتني إيميليا فنجان الماء البارد بسرعة ، ثم أمرت الخدم بالإنصراف بعض وضع الصينيتين فوق طاولة رخامية ضخمة تتواجد في الركن الشرقي للغرفة ،

حملت الفنجان و أنا أحدق في أركان الغرفة الضخمة المتمثلة أمامي ،

غرفة أفضل بمئة مرة من غرف 5 نجوم التي توجد في القرن 21 .

سرير ضخم مزخر بزخارف ذهبية ،

إطلالة جميلة على الحدائق الإمبراطورية ،

تتوفر الغرفة على العديد من العناصر الثمينة ،

حتى أن غطاء السرير هو من جلد عرق النمس الذهبي النادر ،

مجرد غطاء سرير كافي لإعالة قرية متوسطة لعشر سنوات .

' هذه بداية جيدة .'

تنهدت و قلت هذه الكلمات في نفسي ،

..

- قضم

- قضم

أمسكت تفاحة خضراء أخرى من على الطاولة ثم قضمتها ،

" هاه ، لم أتناول الطعام منذ مدة طويلة جدا . تذوق التفاح بعد مدة طويلة يشعرني بالغرابة ."

سرعان ما أملت رأسي لأحدق في الخادمة المتصلبة أمامي ،

" أنت ما زلت هنا ."

" نعم ، جلالتك . هل تريد أي شيء ؟"

رغم ملاحظتها لتغيير سيدها الغريب ، لم تقل إيميليا أي شيء ، إنتظرت فقط أوامر سيدها القادمة .

" إجلسي ، تناولي بعض الطعام . "

أشرت لإيميليا بالجلوس قربي لمشاركتي الطعام .

" لكن ، جلالتك ... "

" قلت ، إجلسي ."

أجبت ببرود و أنا أحشو اللحم في فمي ،

سرعان نفذت الخادمة أمري ثم جلست قربي ،

ناولتها قطعة لحم دسمة ،

لتشرع هي الأخرى في إلتهام قطعة اللحم بشراهة .

" هذه هي الروح المطلوبة ."

أومأت رأسي برضا و أنا أشاهد إيميليا تشاركني الطعام .

بعد الإنتهاء من تناول الطعام ،

شعرت بالرضا لكوني إلتهمت مجموعة من الأطباق اللذيذة مباشرة بعد خروجي من الفراغ .

" طعام لذيذ ."

قلت هذه الكلمات بإبتسامة صغيرة متصنعة على وجهي و أنا أربت بلطف على شعر إيميليا الحريري .

" إيميليا ."

ناديت الشابة الشقراء بهدوء ،

" نعم ، جلالتك ."

" سأسألك عن بضع الأسئلة ، أريد فقط إجابات ، أتفهمين ؟ "

" نعم "

رتبت الأحمر شعري قليلا ،

ثم قلت ببرود :

" ما هو تاريخ اليوم ؟ "

" اليوم هو 15 مارس "

أجابت إيميليا بدون تردد ،

" أية سنة ؟؟"

" السنة 109 من التقويم الإمبراطوري ، ألا تتذكر جلالتك ؟ "

" قلت لا أسئلة غير ضرورية . "

تمتمت بهذه الكلمات ببرود و أنا أحدق في إيميليا المرتجفة أمامي ،

تذكرت محتويات الرواية بهدوء ثم أضفت :

" كم بقي من الوقت على حفل إختيار الإمبراطورة ؟"

" أقل من شهر جلالتك ، إنتهت تحضيرات الحفل قبل أسبوع ."

تنهدت طويلا ، وضعت يدي خلف ظهري ثم حدقت من النافذة بهدوء :

" هاه ، إقترب الوقت ."

في الرواية ، تم إغتيال سامويل هانوفر اليوم 12 أبريل سنة 109 من التقويم الإمبراطوري أي في حفل إختيار الإمبراطورة ،

" هاه ، حسنا ما علي الإعتناء بالجرذ الخائن و أتباعه . ثم سأفكر في الباقي لاحقا ."

تمتمت هذه الكلمات بكسل و أنا أحدق في روعة الحدائق الإمبراطورية الخلفية .

إبتسمت بمكر و أنا غارق في أفكاري ثم قلت لإيميليا الواقفة خلفي بهدوء :

" أرشديني إلى المكتبة ."

.

.

هل يمكنكم اخباري عن رايكم حول البداية في التعليقات ؟

2022/04/18 · 1,672 مشاهدة · 1196 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2025