.
.
" إمبراطور غريفين هاه ."
سرعان ما أمرت الخادمة بابتسامة دافئة قائلا :
" إنسي ما قلته سابقا ، لقد كنت فقط أمزح . هل يمكنك أحضار لي كوب ماء بارد حالا ؟"
كان حلقي جافا ، كما أنني بحاجة لبعض الوحدة لتصفية ذهني .
" سأقوم إعداده حالا جلالتك "
" رائع ، شكرا "
جفلت الخادمة لبعض ثواني ثم غادرت الغرفة بتعبير غريب على وجهها .
......
غادرت إيميليا الغرفة بسرعة لتنفيذ أوامري .
بمجرد تركها للغرفة ، أستطعت التحرك بصعوبة ثم توجهت للحمام ،
إذا إتضحت أن الأمر كما أفكر به ، فحمام النبلاء يتوفر على مرآة كبيرة ،
كما هو المتوقع ، كانت المرآة داخل الحمام ،
حدقت في وجهي بهدوء ، ثم تمتمت ببرود إسم مالك جسدي الحالي :
" سامويل هانوفر . لم يكتفي بإدخالي عالما جديدا بل أعطاني جسدا معطوبا بالكامل . "
كان لسامويل الأصلي جسد سمين جدا ، يمكن وصفه بخنزير يمشي ،
حتى التنفس بشكل طبيعي هو أمر صعب في هذا الجسد ،
عيون حمراء و شعر أحمر كذلك ، مميزات سليل عائلة هانوفر ،
' ذلك اللعين .'
' أقسم بإسم الإله أنني سأنتقم منه .'
حللت وضعيتي بهدوء و أنا أحدق في إنعكاسي بالمرآة .
" همم ."
لسبب غريب ، أتذكر محتويات روايتي بشكل ممتاز رغم الوقت الطويل الذي قضيته في الظلام .
سامويل هانوفر هو شخصية جانبية ألفتها في رواية الطريق نحو القمة ،
الإبن الوحيد للإمبراطور السابق هارولد هانوفر ،
يسمى أيضا من طرف النبلاء بوصمة عار العائلة الإمبراطورية ،
ولد بدون الحماية الإلهية لعرق الغريفين ،
ضعيف في فنون المبارزة ،
ضعيف في ممارسة السحر ،
موهبة ضعيفة في جميع الميادين الأخرى ،
شخصية مغرورة و في نفس الوقت جبانة ،
و أسوء شيء في الأمر هو بدانة جسده ،
هل أنا غير محظوظ بإمتلاك جسده ؟
أم ذلك اللعين قام بخدعة أخرى ؟
لماذا لم أولد كإبن تاجر غني أو نبيل ذو منصب مستقر ؟ لماذا يجب أن يكون سامويل بالذات ؟
إذا قارنت جميع روايات إعادة التجسيد التي قرأتها أو ألفتها ، سامويل هانوفر هو أسوء مضيف على الإطلاق ،
جسد يمكن تلقيبه بالقمامة البشرية ،
حتى التنفس هو عذاب بالنسبة لي ،
Sigh
' حسنا ، هذا لا يهم . سأعيش بكسل كالعادة .'
عقدت ذراعي و أنا أفكر في الأمور الملحة ،
لا أعرف تفاصيل حياة سامويل ،
رغم أنني خالق هذا العالم ، فأنا أعلم فقط أنني خلقت هذه الشخصية الجانبية للموت على يد قوات التمرد ،
" آه ، إذن ستسير الأمور كما فعلت في الرواية ؟ "
رفعت عيناي عن المرأة ثم حدقت في الحمام الفخم الذي أتواجد به ،
جدران رخامية مطلية بزخارف ذهبية ،
ثم تمتمت بهدوء :
" هل أهرب بعيدا ؟ من الأحسن أن أختبأ في إحدى القرى الغير المأهولة . "
يمكنني الحصول بسهولة على المال بصفتي إمبراطور هذا البلد ، ثم أعيش متخفيا في مكان أخر .
عيش حياة كسولة خالية من المؤامرات .
" لكنني سأظل مطاردا من قبل الثوار . همم ، لما لا أقضي على الدوق الخائن من أجل بعض المتعة ."
إبتسمت بمكر و أنا أحك ذقني الغليظ ،
أكره العيش هاربا طوال حياتي .
إذا إتضح أنني حقا داخل روايتي، فهذه القارة السلمية ستتحول إلي جحيم بعد بضعة سنوات .
" سحقا ، أكره المتاعب يا رجل ."
غمرت وجهي السمين في الحوض الملئ بالماء البارد لتصفية أفكاري الشائكة .
فيو
" يجب علي الحصول على المزيد من المعلومات . أولا ، لنتفقد المكتبة ."
" جلالتك ، هل أنت في الحمام ؟ "
فجأة رن صوت إيميليا القادم من الخارج في أذني .
" أنا سأتي على الفور "
رددت على الخادمة ببرود و أنا أمسح وجهي بالمنشفة ،
صراحة لا أعرف ما الذي يحدث معي ؟
منذ دخولي إلى الفراغ ، شخصيتي تغيرت بشكل كلي .
أصبحت معتادا على إجابة الأخرين ببرودة ،
حتى أنني فكرت في بعض الأحيان أن البشر الأخرين أدنى مني بكثير .
" هاه ، لقد تغيرت حقا ."
غمغمت بهته الكلمات و أنا أغادر الحمام .
كانت إيميليا تقف أمام الباب بابتسامة مشرقة على وجهها و هي تحمل صينية بها فنجان ماء ،
خلفها خادمان كل منهما يحمل صينية مليئة بالأطعمة المختلفة .
ناولتني إيميليا فنجان الماء البارد بسرعة ، ثم أمرت الخدم بالإنصراف بعض وضع الصينيتين فوق طاولة رخامية ضخمة تتواجد في الركن الشرقي للغرفة ،
حملت الفنجان و أنا أحدق في أركان الغرفة الضخمة المتمثلة أمامي ،
غرفة أفضل بمئة مرة من غرف 5 نجوم التي توجد في القرن 21 .
سرير ضخم مزخر بزخارف ذهبية ،
إطلالة جميلة على الحدائق الإمبراطورية ،
تتوفر الغرفة على العديد من العناصر الثمينة ،
حتى أن غطاء السرير هو من جلد عرق النمس الذهبي النادر ،
مجرد غطاء سرير كافي لإعالة قرية متوسطة لعشر سنوات .
' هذه بداية جيدة .'
تنهدت و قلت هذه الكلمات في نفسي ،
..
- قضم
- قضم
أمسكت تفاحة خضراء أخرى من على الطاولة ثم قضمتها ،
" هاه ، لم أتناول الطعام منذ مدة طويلة جدا . تذوق التفاح بعد مدة طويلة يشعرني بالغرابة ."
سرعان ما أملت رأسي لأحدق في الخادمة المتصلبة أمامي ،
" أنت ما زلت هنا ."
" نعم ، جلالتك . هل تريد أي شيء ؟"
رغم ملاحظتها لتغيير سيدها الغريب ، لم تقل إيميليا أي شيء ، إنتظرت فقط أوامر سيدها القادمة .
" إجلسي ، تناولي بعض الطعام . "
أشرت لإيميليا بالجلوس قربي لمشاركتي الطعام .
" لكن ، جلالتك ... "
" قلت ، إجلسي ."
أجبت ببرود و أنا أحشو اللحم في فمي ،
سرعان نفذت الخادمة أمري ثم جلست قربي ،
ناولتها قطعة لحم دسمة ،
لتشرع هي الأخرى في إلتهام قطعة اللحم بشراهة .
" هذه هي الروح المطلوبة ."
أومأت رأسي برضا و أنا أشاهد إيميليا تشاركني الطعام .
بعد الإنتهاء من تناول الطعام ،
شعرت بالرضا لكوني إلتهمت مجموعة من الأطباق اللذيذة مباشرة بعد خروجي من الفراغ .
" طعام لذيذ ."
قلت هذه الكلمات بإبتسامة صغيرة متصنعة على وجهي و أنا أربت بلطف على شعر إيميليا الحريري .
" إيميليا ."
ناديت الشابة الشقراء بهدوء ،
" نعم ، جلالتك ."
" سأسألك عن بضع الأسئلة ، أريد فقط إجابات ، أتفهمين ؟ "
" نعم "
رتبت الأحمر شعري قليلا ،
ثم قلت ببرود :
" ما هو تاريخ اليوم ؟ "
" اليوم هو 15 مارس "
أجابت إيميليا بدون تردد ،
" أية سنة ؟؟"
" السنة 109 من التقويم الإمبراطوري ، ألا تتذكر جلالتك ؟ "
" قلت لا أسئلة غير ضرورية . "
تمتمت بهذه الكلمات ببرود و أنا أحدق في إيميليا المرتجفة أمامي ،
تذكرت محتويات الرواية بهدوء ثم أضفت :
" كم بقي من الوقت على حفل إختيار الإمبراطورة ؟"
" أقل من شهر جلالتك ، إنتهت تحضيرات الحفل قبل أسبوع ."
تنهدت طويلا ، وضعت يدي خلف ظهري ثم حدقت من النافذة بهدوء :
" هاه ، إقترب الوقت ."
في الرواية ، تم إغتيال سامويل هانوفر اليوم 12 أبريل سنة 109 من التقويم الإمبراطوري أي في حفل إختيار الإمبراطورة ،
" هاه ، حسنا ما علي الإعتناء بالجرذ الخائن و أتباعه . ثم سأفكر في الباقي لاحقا ."
تمتمت هذه الكلمات بكسل و أنا أحدق في روعة الحدائق الإمبراطورية الخلفية .
إبتسمت بمكر و أنا غارق في أفكاري ثم قلت لإيميليا الواقفة خلفي بهدوء :
" أرشديني إلى المكتبة ."
.
.
هل يمكنكم اخباري عن رايكم حول البداية في التعليقات ؟