.
.
كان عيش حياة الإمبراطور في القصر الإمبراطوري أكثر راحة مما كنت أتخيله .
في غضون اليومين الماضيين ، مكثت في غرفة من شأنها جعل أي فندق من حياتي الماضية يشعر بالعار .
في الصباح ، أتوجه للمكتبة الإمبراطورية من أجل تعلم تاريخ هذا العالم الجديد .
كما توقعت إسم القارة التي تناسخت فيها هي قارة أزورا .
قارة يحكمها القانون الذهبي الذي هو قانون الغاب ، حيث القوي يحكم الضعيف و يتحكم بمصيره .
كما أن العديد من الأجناس المختلفة تعيش ظاهريا بشكل سلمي في هذه القارة منذ الحرب السابقة .
في المساء ، كنت أستلقي على السرير ، أتناول وجبات خفيفة متنوعة بينما أقرأ الكتب التي من شأنها أن تساعدني على فهم هذا العالم بشكل جيد .
عاملني خدم القصر بإحترام كبير رغم تغييري الملحوظ .
لكن الأفضل في الأمر كله ، لم يحاول أحد أن يعلق أنفه في عملي أو يحاول إزعاجي .
" عالم مثير للإهتمام ."
بعد الإنتهاء من قراءة كتاب حول تاريخ العائلات النبلاء الموالية لعائلة هانوفر الإمبراطورية .
" إذن ، حسب المعلومات التي يمكنني إستنباطها من روايتي [الطريق نحو القمة ] ، يتحكم الدوق الأكبر في سلطة الإمبراطور . يتظاهر بكونه وكيلا لي بينما يقوم سرا بجمع الدعم من النبلاء الأخرين رغبة في إعتلاء العرش . "
" حسب خطته ، سيقوم بالتحرك ضدي بعد غضون أسبوعين . يخطط الدوق الغبي للتمرد أثناء حفل إختيار الإمبراطورة ."
إبتسمت بمكر و أنا ممسك لكأس من النبيذ الأحمر الذي إلتقطته من فوق الطاولة الرخامية الموجودة في الركن الشرقي من غرفتي ،
ثم قلت :
" هل سيشعر باليأس عندما أنفذ خطتي ؟ هاه ، سأنظف عواقب تهاون صاحب جسدي . لكن ، لا بأس ، سأشعره بالخوف و اليأس تدريجيا . سأري النبلاء عواقب تحدي سلطتي ."
حدقت في إنعكاس وجهي من الكأس الزجاجي الذي يحتوي نصفه على الكحول ،
لمست وجهي بأصابع يدي السمينة ثم قلت :
" يا رجل ،هل كنت دائما بهذا الشر ؟ "
تغيرت شخصيتي بشكل كبير مع مرور الوقت ،
و حصلت على قدرة جديدة التي هي تذكر محتويات الكتاب بعد قراءته لمرة واحدة .
" لا بأس ، أحب تغييري الجديد ."
إرتفعت زوايا فمي لتشكل إبتسامة شريرة .
" حان وقت التحرك ."
" هل سيقتلني الدوق قبل أن أقتله ؟ أنا متشوق لمعرفة النتيجة النهائية ."
........
إمبراطورية الغريفين كانت في الماضي أرضا مقدسة تنظر بإزدراء للإمبراطوريات الأخرى .
حتى أن بعض المؤرخين سموها سابقا بالأرض المقدسة الحاكمة لقارة أزورا .
كانت تحكم رفقة الأراضي المقدسة الأخرى هذا العالم .
لكن ، قبل 1000 سنة ، لسبب مجهول سقطت إمبرلطورية الغريفين في ليلة واحدة إلى الحضيض .
حاول العديد من الأشخاص معرفة السبب لكنهم باؤوا بالفشل .
لكون أيا من قضى على إمبراطورية الغريفين ، لم يترك وراءه دليلا أو خيطا للتبعه .
شك بعض النبلاء أن الأمر له علاقة بالأراضي المقدسة الأخرى .
في غضون 1000 سنة ،سقطت الغريفين من رتبة أرض مقدسة مرموقة إلى رتبة إمبراطورية ساقطة قريبة من التفكك .
في رواية [ الطريق نحو القمة ] ، بعد إعتلاء الدوق الأكبر للعرش تم تغيير اسم إمبراطورية الغريفين إلى مملكة ماكينزي .
ثم أصبح كلبا مخلصا تابعا لولي عهد إمبراطورية التنانين .
حاول التعلق بإمبراطورية التنانين لتطوير مملكته .
لكن، في الأخير ، تم القضاء عليه بسبب جشعه .
......
داخل المكتب الخاص بالإمبراطور ،
جلست فوق مكتب أسود ذو تصميم أنيق ، مطبوع عليه علم إمبراطورية الغريفين .
نقرت بهدوء بأطراف أصابعي على مكتبي الخاص و أنا أقرأ التقارير و الإشاعات المحيطة بالدوق الأكبر .
بسبب ثمثيله المتقن و المخادع حافظ صورة جيدة وسط العامة بسبب تبرعاته السخية للمعبد ، حيث يناديه معظم سكان العاصمة بالقديس .
" مثير للإهتمام ، يحاول خلق صورة جيدة لتقليل نسبة المعارضة من طرف العامة بعد وفاتي . "
أيضا يحظى الدوق بدعم نبلاء الجنوب و الغرب .
" الأمر سيصبح ممتعا قريبا ."
إبتسمت بمكر ثم أضفت بكسل :
" حان وقت زيارة برج السحر للحصول على بيدقي الأول ."
هدفي الأول هو ماغنوس بيرس ،
رئيس برج السحر الإمبراطوري و هو أحد أعداء الدوق الأكبر .
كما أنه بيدق أحتاج له حاليا ،
ساحر عظيم من فئة سبع نجوم لديه القوة لتدمير مدينة متوسطة الحجم بتلويحة من يده ،
لكي تنجح خطتي بسلاسة ، يجب علي تجنيده ضمن قواتي الخاصة .
لحسن الحظ ، أعلم كيفية التعامل معه .كما أنني سأسديه خدمة مهمة عبر تحقيق أمنية حياته .
- تاك-
فتحت باب غرفتي ،
ثم ناديت بكل هدوء الفارس الواقف بجوار باب المكتب :
" السير إيدن "
فارس عجوز عمره يتجاوز 60 سنة ، تعهد بولائه لصاحب هذا الجسد بسبب إمتنانه للإمبراطور الراحل .
عكس تصرفاته الباردة ، فقد اعتنى بصاحب الجسد منذ طفولته .
كان إيدن سماديل سندا لسامويل في السراء و الضراء .
اعتبره صاحب جسدي كأب ثان له في هذه الحياة .
أجاب إيدن بكل برود ؛
" نعم جلالتك "
" أخبر إيميليا بأن تجهز العربة لأنني ذاهب لبرج السحر. "
أومأ الفارس برأسه ثم قال :
" أمرك "
غادر السير إيدن على عجل تاركا إياي في غرفتي أكمل قراءة تقارير أخرى حول المجلس الإمبراطوري الذي يترأسه بالطبع الدوق الأكبر جيريمي .
.....
وسط مختبر ضخم في برج السحر الإمبراطوري ، جلس رجل عجوز ذو جلد مجعد و لحية بيضاء متسخة على أريكة فخمة .
إذا حدق أي شخص بملابسه المرقعة فسيحكم عليه على أنه مجرد متشرد عادي .
إرتدى على وجهه ملامح غاضبة و هو ينظر إلى الشاب ذو الشعر الأسود و العيون الأرجوانية الجاثم أمامه ،
" هل أنت متأكد ؟ "
" نعم معلمي ، أرسل القصر الإمبراطوري رسالة مفادها أن الإمبراطور سامويل قادم في غضون ساعة ."
Sigh
تنهد العجوز بقوة ،
استخدم يداه الخشنتان لتدليك جبهته المجعدة ثم صرخ بصوت بارد :
" سحقا ،هل يحب ذلك الشقي حقا إزعاجي لهذه الدرجة ؟ لم يمر حتى أسبوعان على أخر مرة جاء فيها ، هل يراني النبلاء اللعينون كجليسة أطفال ؟ "
كتم ماغنوس بيرس رئيس سحرة البلاط الإمبراطوري و الساحر الوحيد من فئة 7 نجوم في امبراطورية الغريفين غضبه ثم قال :
" أرون ، نظف مكتبي و قم بإغلاق بإحكام المختبرات المجاورة له ، لكي نتجنب الوقوع في مصيبة جديدة ."
" حاضر معلمي "
خفض أرون تلميذ ماغنوس رأسه إحتراما لمعلمه ،
- Wosh-
استعمل أرون ، ساحر 5 نجوم تعويذة النقل عن البعد ثم إختفى من الغرفة تاركا معلمه في حيرة من أمره .
حدق ماغنوس بعينيه الزرقاوتان اللامعتان من الطابق الخمسين للبرج الإمبراطوري في العاصمة الإمبراطورية و هو يتمتم ببطئ :
" هارولد ، أظن أن سلالتك ستنتهي في هذه الحقبة يا صديقي العزيز ، رغم وعدي بمساعدة عائلتك لكن إبنك غبي و مزعج بشكل لا يطاق ."
إبتسم ماغنوس وهو يحدق في السماء الزرقاء من النافذة ثم إختفى من الغرفة .
.
.