3 - لقد تجسدت مرة أخرى كإمبراطور قمامة [3]

.

.

كان عيش حياة الإمبراطور في القصر الإمبراطوري أكثر راحة مما كنت أتخيله .

في غضون اليومين الماضيين ، مكثت في غرفة من شأنها جعل أي فندق من حياتي الماضية يشعر بالعار .

في الصباح ، أتوجه للمكتبة الإمبراطورية من أجل تعلم تاريخ هذا العالم الجديد .

كما توقعت إسم القارة التي تناسخت فيها هي قارة أزورا .

قارة يحكمها القانون الذهبي الذي هو قانون الغاب ، حيث القوي يحكم الضعيف و يتحكم بمصيره .

كما أن العديد من الأجناس المختلفة تعيش ظاهريا بشكل سلمي في هذه القارة منذ الحرب السابقة .

في المساء ، كنت أستلقي على السرير ، أتناول وجبات خفيفة متنوعة بينما أقرأ الكتب التي من شأنها أن تساعدني على فهم هذا العالم بشكل جيد .

عاملني خدم القصر بإحترام كبير رغم تغييري الملحوظ .

لكن الأفضل في الأمر كله ، لم يحاول أحد أن يعلق أنفه في عملي أو يحاول إزعاجي .

" عالم مثير للإهتمام ."

بعد الإنتهاء من قراءة كتاب حول تاريخ العائلات النبلاء الموالية لعائلة هانوفر الإمبراطورية .

" إذن ، حسب المعلومات التي يمكنني إستنباطها من روايتي [الطريق نحو القمة ] ، يتحكم الدوق الأكبر في سلطة الإمبراطور . يتظاهر بكونه وكيلا لي بينما يقوم سرا بجمع الدعم من النبلاء الأخرين رغبة في إعتلاء العرش . "

" حسب خطته ، سيقوم بالتحرك ضدي بعد غضون أسبوعين . يخطط الدوق الغبي للتمرد أثناء حفل إختيار الإمبراطورة ."

إبتسمت بمكر و أنا ممسك لكأس من النبيذ الأحمر الذي إلتقطته من فوق الطاولة الرخامية الموجودة في الركن الشرقي من غرفتي ،

ثم قلت :

" هل سيشعر باليأس عندما أنفذ خطتي ؟ هاه ، سأنظف عواقب تهاون صاحب جسدي . لكن ، لا بأس ، سأشعره بالخوف و اليأس تدريجيا . سأري النبلاء عواقب تحدي سلطتي ."

حدقت في إنعكاس وجهي من الكأس الزجاجي الذي يحتوي نصفه على الكحول ،

لمست وجهي بأصابع يدي السمينة ثم قلت :

" يا رجل ،هل كنت دائما بهذا الشر ؟ "

تغيرت شخصيتي بشكل كبير مع مرور الوقت ،

و حصلت على قدرة جديدة التي هي تذكر محتويات الكتاب بعد قراءته لمرة واحدة .

" لا بأس ، أحب تغييري الجديد ."

إرتفعت زوايا فمي لتشكل إبتسامة شريرة .

" حان وقت التحرك ."

" هل سيقتلني الدوق قبل أن أقتله ؟ أنا متشوق لمعرفة النتيجة النهائية ."

........

إمبراطورية الغريفين كانت في الماضي أرضا مقدسة تنظر بإزدراء للإمبراطوريات الأخرى .

حتى أن بعض المؤرخين سموها سابقا بالأرض المقدسة الحاكمة لقارة أزورا .

كانت تحكم رفقة الأراضي المقدسة الأخرى هذا العالم .

لكن ، قبل 1000 سنة ، لسبب مجهول سقطت إمبرلطورية الغريفين في ليلة واحدة إلى الحضيض .

حاول العديد من الأشخاص معرفة السبب لكنهم باؤوا بالفشل .

لكون أيا من قضى على إمبراطورية الغريفين ، لم يترك وراءه دليلا أو خيطا للتبعه .

شك بعض النبلاء أن الأمر له علاقة بالأراضي المقدسة الأخرى .

في غضون 1000 سنة ،سقطت الغريفين من رتبة أرض مقدسة مرموقة إلى رتبة إمبراطورية ساقطة قريبة من التفكك .

في رواية [ الطريق نحو القمة ] ، بعد إعتلاء الدوق الأكبر للعرش تم تغيير اسم إمبراطورية الغريفين إلى مملكة ماكينزي .

ثم أصبح كلبا مخلصا تابعا لولي عهد إمبراطورية التنانين .

حاول التعلق بإمبراطورية التنانين لتطوير مملكته .

لكن، في الأخير ، تم القضاء عليه بسبب جشعه .

......

داخل المكتب الخاص بالإمبراطور ،

جلست فوق مكتب أسود ذو تصميم أنيق ، مطبوع عليه علم إمبراطورية الغريفين .

نقرت بهدوء بأطراف أصابعي على مكتبي الخاص و أنا أقرأ التقارير و الإشاعات المحيطة بالدوق الأكبر .

بسبب ثمثيله المتقن و المخادع حافظ صورة جيدة وسط العامة بسبب تبرعاته السخية للمعبد ، حيث يناديه معظم سكان العاصمة بالقديس .

" مثير للإهتمام ، يحاول خلق صورة جيدة لتقليل نسبة المعارضة من طرف العامة بعد وفاتي . "

أيضا يحظى الدوق بدعم نبلاء الجنوب و الغرب .

" الأمر سيصبح ممتعا قريبا ."

إبتسمت بمكر ثم أضفت بكسل :

" حان وقت زيارة برج السحر للحصول على بيدقي الأول ."

هدفي الأول هو ماغنوس بيرس ،

رئيس برج السحر الإمبراطوري و هو أحد أعداء الدوق الأكبر .

كما أنه بيدق أحتاج له حاليا ،

ساحر عظيم من فئة سبع نجوم لديه القوة لتدمير مدينة متوسطة الحجم بتلويحة من يده ،

لكي تنجح خطتي بسلاسة ، يجب علي تجنيده ضمن قواتي الخاصة .

لحسن الحظ ، أعلم كيفية التعامل معه .كما أنني سأسديه خدمة مهمة عبر تحقيق أمنية حياته .

- تاك-

فتحت باب غرفتي ،

ثم ناديت بكل هدوء الفارس الواقف بجوار باب المكتب :

" السير إيدن "

فارس عجوز عمره يتجاوز 60 سنة ، تعهد بولائه لصاحب هذا الجسد بسبب إمتنانه للإمبراطور الراحل .

عكس تصرفاته الباردة ، فقد اعتنى بصاحب الجسد منذ طفولته .

كان إيدن سماديل سندا لسامويل في السراء و الضراء .

اعتبره صاحب جسدي كأب ثان له في هذه الحياة .

أجاب إيدن بكل برود ؛

" نعم جلالتك "

" أخبر إيميليا بأن تجهز العربة لأنني ذاهب لبرج السحر. "

أومأ الفارس برأسه ثم قال :

" أمرك "

غادر السير إيدن على عجل تاركا إياي في غرفتي أكمل قراءة تقارير أخرى حول المجلس الإمبراطوري الذي يترأسه بالطبع الدوق الأكبر جيريمي .

.....

وسط مختبر ضخم في برج السحر الإمبراطوري ، جلس رجل عجوز ذو جلد مجعد و لحية بيضاء متسخة على أريكة فخمة .

إذا حدق أي شخص بملابسه المرقعة فسيحكم عليه على أنه مجرد متشرد عادي .

إرتدى على وجهه ملامح غاضبة و هو ينظر إلى الشاب ذو الشعر الأسود و العيون الأرجوانية الجاثم أمامه ،

" هل أنت متأكد ؟ "

" نعم معلمي ، أرسل القصر الإمبراطوري رسالة مفادها أن الإمبراطور سامويل قادم في غضون ساعة ."

Sigh

تنهد العجوز بقوة ،

استخدم يداه الخشنتان لتدليك جبهته المجعدة ثم صرخ بصوت بارد :

" سحقا ،هل يحب ذلك الشقي حقا إزعاجي لهذه الدرجة ؟ لم يمر حتى أسبوعان على أخر مرة جاء فيها ، هل يراني النبلاء اللعينون كجليسة أطفال ؟ "

كتم ماغنوس بيرس رئيس سحرة البلاط الإمبراطوري و الساحر الوحيد من فئة 7 نجوم في امبراطورية الغريفين غضبه ثم قال :

" أرون ، نظف مكتبي و قم بإغلاق بإحكام المختبرات المجاورة له ، لكي نتجنب الوقوع في مصيبة جديدة ."

" حاضر معلمي "

خفض أرون تلميذ ماغنوس رأسه إحتراما لمعلمه ،

- Wosh-

استعمل أرون ، ساحر 5 نجوم تعويذة النقل عن البعد ثم إختفى من الغرفة تاركا معلمه في حيرة من أمره .

حدق ماغنوس بعينيه الزرقاوتان اللامعتان من الطابق الخمسين للبرج الإمبراطوري في العاصمة الإمبراطورية و هو يتمتم ببطئ :

" هارولد ، أظن أن سلالتك ستنتهي في هذه الحقبة يا صديقي العزيز ، رغم وعدي بمساعدة عائلتك لكن إبنك غبي و مزعج بشكل لا يطاق ."

إبتسم ماغنوس وهو يحدق في السماء الزرقاء من النافذة ثم إختفى من الغرفة .

.

.

2022/04/18 · 1,479 مشاهدة · 1087 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024