بسم الله الرحمن الرحيم
................................................................
...............................................................
.
" أوتش ."
فتح ماغنوس عينيه الزرقاوتين ببطئ ليجد نفسه مستلقيا على العشب الأخضر .أضاء ضوء القمر الأبيض الجميل وجهه العابس .
" هاه "
" سامويل ، ذلك اللقيط المجنون ..."
صر ماغنوس أسنانه و هو يتذكر إبتسامة سامويل المجنونة عندما دفعه إلى الهاوية المظلمة .
" سأريك ... فقد إنتظر ، فقط إنتظر ."
لبضع ثوان ، رن صدى صراخ ماغنوس المجنون في جميع الأنحاء .
- فيوو
تنهد ببطئ ،
ثم سرعان ما هدأ الساحر المخضرم مشاعره لأنه يحتاج لمعرفة وضعه أولا قبل كل شيء .
بإلقاء نظرة خاطفة ، لاحظ محيطه .
وجد نفسه في الليل وسط غابة جميلة المنظر مليئة بأشجار الخيزران الطويلة .
أمامه بحيرة زرقاء جميلة ، ضيق ماغنوس عينيه و هو ينظر إلى المياه الصافية للبحيرة .
تعجب من المشهد .
تموجت مياه البحيرة الهادئة و إنعكست صور أشجار الخيزران على سطح الماء .
- سوويش .
دغدع نسيم بارد و هادئ وجه ماغنوس .
في كل مرت الرياح ، إنتشرت رائحة قوية لأشجار الخيزران جعلت ماغنوس يتنهد بحزن بحيث إنتشرت الكآبة على وجهه بشكل سريع .
- بادوم !
- بادوم !
نبض قلب الساحر العجوز بقوة شديدة بسبب الموقع المألوف أمامه .
عدل ماغنوس موقفه للوقوف بهدوء ، وضع يديه خلف ظهره و حدق في البحيرة المتلألئة بعينين تشعان بالحزن .
" هووو..."
بعد إمعان النظر ، تعرف هذا الأخير على هذا الموقع بعض فترة قصيرة من الوقت ،
هذه المنطقة الذي وجد نفسه بها ، تسمى ب [ بحيرة السماء ] موقع سياحي مذهل جدا داخل إمبراطورية الغريفين .
موقع مشهور على صعيد الإمبراطورية و مكان رائع للزيارة خصوصا مع العائلة و الأحباب .
" لقد مر طويل لأخر زيارة لي لهذا المكان .."
غرق ماغنوس في ذكرياته ،
هذا المكان الذي زاره كل نهاية أسبوع رفقة عائلته ،
... نعم ، رفقة إبنته الصغيرة اللطيفة البالغ عمرها 3 سنوات و زوجته الحبيبة لورا .
أصبحت عيناه غير مركزتان و هو يتذكر إبتسامة إبنته المشرقة عند محاولتها تعلم السباحة مثل والدها .
بإبتسامة مريرة ، تذكر توبيخ زوجته المستمر له عند تسليمه ﻹبنته خلسة بعض الحلويات الإسفنجية .
إستحضر ماغنوس مجموعة من الذكريات السعيدة التي عاشها بسعادة مع عائلته الحبيبة .
" سحقا ."
صر ماغنوس أسنانه بقوة و أحكم إغلاقه على قبضة يده اليسري ليسيل الدم الأحمر منها بسبب أظافره الخشنة .
" ذلك المبارز اللعين ."
ذكرته هذه الليلة المقمرة ، بليلة الإختطاف الباردة .
حاول محاربة المبارز السحري المجهول .لكن ، في الأخير تم إختطاف إبنته إليزابيت من أمام عينيه عبر قمعه بالقوة .
" سحقا "
تجهم وجهه ،
فقد عانى ماغنوس لمدة عقد كامل من الإكتئاب ، الغضب و الندم لعدم إيجاده لإبنته حتى بعد تفتيش القارة مرارا و تكرارا .
فكر دائما في الإنتحار لكي ينهي مصيره و معاناته البائسة ليلحق بزوجته لورا إلى السماء . لكنه في الأخير ، قرر الإنتظار و البحث مجددا في القارة على أمل أن يجمعهما القدر .
إختار بعد ذلك بسنة أرون بيرس كتلميذ له لأنه رأى ظل إبنته المفقودة فيه بعد إلتقائهما لأول مرة في الأحياء الفقيرة ، كما إعتنى به و رباه كإبنه لمحاولة مواساة نفسه الممزقة و الكئيبة .
لكنه ، ظل دائما في قرارة نفسه يتساءل عن وضع إبنته .
هل هي حية ؟
إذا كانت على قيد الحياة ،
أين توجد ؟
هل تعيش بشكل جيد ؟
هل تأكل طعاما لذيذا ؟
هل تنام بشكل جيد ؟
هل يعتني بها شخص جيد ؟
هل ...
رنت هذه الأسئلة بشكل متواصل في بال ماغنوس منذ إختطاف فتاته الصغيرة .
و بعد إنتظار دام 12 سنة ، أتى بصيص أمل صغير جعل ماغنوس يشعر لأول مرة بالحياة .
جلب شخص غير متوقع بتاتا أخبارا عن إبنته ،
هذا الشخص علم موقع فتاته المفقودة .
هل الإله إستجاب لدعائه و أشفق عليه ؟
هذا لا يهم ، الشيء الأهم هو الإلتقاء بإبنته و الإعتناء بها كما وعد زوجته المتوقية .
هكذا ، سامويل هانوفر إمبراطور غير كفؤ ، طلب دعم برجه السحري مقابل موقع إبنته و مساعدة قيمة في أبحاثه .
لم يصدق ماغنوس الأمر في البداية و إعتقد أنها فقط مزحة جديدة تعلمها اللقيط عديم الفائدة الذي أخزى إسم والده المجيد مرات عديدة .
لكن مع مرور الوقت و بعد إستعماله لتعويذة الكشف عن الحقيقة ، إكتشف أن إبن صديقه يعلم حقا مكان فتاته .
هل يمكن لشخص عادي لا يرتدي أي قطع أثرية غير سواره المكاني أن يخدع نظر ساحر عجوز مخضرم من فئة 7 نجوم ؟
.... لا .
في ذلك الوقت ، هذه الإجابة رنت في عقله بسرعة .
غزى الشوق عقله بحيث كل ما فكر به ماغنوس في تلك اللحظة هي إبتسامة إبنته الغالية .
مدفوعا بمشاعره ، قبل ماغنوس صفقة سامويل بشكل متسرع و غير معقول .
خضع لسامويل و لم يمنح نفسه حتى فرصة للتفكير .
إذا كان إمبراطوره يستطيع جمعه مع إبنته إليزابيت فليكن الأمر ، سيفعل ما يرغب به ، سيصبح حتى كلبه المخلص فقط ليحصل على ما يريده قلبه بشدة .
لقاء إبنته .
" هاه ، العالم قاسي ، أليس كذلك ؟ "
- سوووش .
رفرفت ملابس سامويل السوداء بقوة بسبب النسيم العليل .
" هل تنقلت إلى هنا عبر الحفرة السوداء ؟"
تساءل ماغنوس و هو يحك لحيته بعد تمالك نفسه و هدأ مشاعره مرة أخرى .
" أبي ...."
فجأة ، رن صوت مألوف جدا خلف ماغنوس جعله يتصلب في مكانه كالتمثال ،
إهتز كتفا ماغنوس بإستمرار بينما عرض وجهه ملامح متضاربة .
- بادوم ! بادوم !
تسارعت دقات قلب ماغنوس بسرعة شديدة .
كيف يمكنه نسيان هذا الصوت ؟
صوت لطيف و حلو ،
جعله في فترة من حياته ينسى همومه و يضحك بشكل متواصل .
صوت شخص كان منارة له في حياته المملة و الكئيبة .
طقطقة !
أدار الساحر العجوز رأسه بقوة للخلف مما جعل رقبته تطلق صوت طقطقة بشكل لا إرادي ،
لكن ، لسوء الحظ ، لم يكن يوجد خلفه سوى أشجار الخيزران المتمايلة قليلا بفعل الرياح . لا يوجد صاحب الصوت الذي إشتاق له طيلة 12 سنة خلفه ،
أشعت خيبة أمل كبيرة من عيني الساحر العحوز الزرقاء و هو يحدق في الغابة بحواجب متماسكة،
لا وجود لإبنته .
" هاهاها ، هل أصبحت أهلوس الآن ؟ "
أمسك ماغنوس بيده اليمنى وجهه و بدأ في الضحك بجنون .
" هاهاها "
" أبي ... أبي ، أنقذني من الرجل الشرير ."
لحسن الحظ ، لم يكن يهلوس .
رن صوت فتاة صغيرة من الجانب الشرقي لغابة الخيزران .
.......
فيووو
كان جسد سامويل بأكمله ملفوفا بالبريق الذهبي . بعد فترة وجيزة ، ظهر سامويل في مكان أخر جديد .
" هاه "
نظر سامويل بهدوء و فضول إلى محيطه . كان يقف أمام قصر مهيب يحيط به جزيئات الأثير الذهبي بإشراق .
لا يزال القصر مهيبا و فخما كما كان عندما تم بناؤه .
في مقدمة القصر ، كان هناك باب أسود عملاق أغلق مدخل القصر .
عندما نظر سامويل إلى القصر من بعيد ، أشعت عيناه بنوع من الإثارة و الترقب بحيث تشكلت إبتسامة شريرة لا إرادية على وجهه .
" ها نحن ذا أخيرا ..."
عند ملاحظة القصر ، تذكر سامويل كل ما سيراه عند دخوله للقصر إلى الأشياء و الفخاخ التي يحتاج لتجنبها و ما هي المناطق المحظورة داخل القصر .
" هوه "
زفر سامويل بعمق و هو يتذكر ما خلف الباب الأسود ،
كان يوجد مجموعة من الكنوز المذهلة و القوية خصوصا كنزان نادران و مفيدان سيساعدان سامويل في النمو مستقبلا .
إستجمع سامويل نفسه ، أومأ برأسه و سار على طول الطريق حتى وصل إلى مدخل القصر .
" هوو .."
وصل أمام الباب الأسود ، أخذ نفسا عميقا و وضع يديه على الباب و شرع في فتحه متمتما بلغة قبيلة الشاولين :
" Открой дверь "
- شيين
عندما فتح الباب ، كاد التوهج الذهبي المبهر أن يعميه ، مما جعله غير قادرا على فتح عينيه .
غطى عينيه للتخفيف من تأثير الضوء ثم فتح عينيه ليرى التماثيل البيضاء المكسورة التي كانت متمركزة أمام البوابة الأولى مصطفة على جوانب الطريق للداخل .
كل تمثال كان مكسورا من جزء من جسده و كل واحد منهم مختلف على الأخر .
كان يوجد فارس محطم اليدين ، ساحر محطم الرأس و العديد من الثماثيل الأخرى المكسوة التي تمثل أعراقا أخرى .
تجول سامويل بهدوء متبعا المسار ليصل إلى بابين أسودين أخران في كل وسط واحد منهما وجهان مختلفان ذهبيان ،
أحدهما هو وجه مخلوق ذو منقار عملاق و عيون صقر مخيفة ،
إذا لاحظ شخص ما الوجه لبضعة ثوان فسيكتشف أن الوجه المخيف ملك لوحش الغريفن القديم .
أما الأخر فهو وجه جميل و أنيق لفتاة مجهولة تبكي و هي تنظر بيأس بحدقتيها نحو الأعلى .
"Открой дверь "
بفضل روايته ، فتح سامويل الباب الثاني بدون تردد لتظهر أمامه كومة ضخمة من الكتب ، المخطوطات و القطع الأثرية .
كل واحدة من القطع الموجودة داخل الغرفة تبعث نية قوية و مدمرة يمكن أن تقتل الشخص الذي يقترب منها بسهولة .
إقترب سامويل لإلقاء نظرة أفضل بحيث تفاجأ بكمية القطع الأسطورية التي يمكن أن تجعل أي شخص يسيل لعابه تماما .
" واو "
كانت الكلمة التي وصفت تماما كيف شعر و هو يتطلع نحو الكتب ، المخطوطات و الأسلحة .
يمكنه فقط أن يتخيل المخلوق الذي قام بجمع جميع هذه الكنوز في هذا القصر الفخم .
" حسنا "
في خضم إعجابه بالكنوز ، نظر سامويل إلى الفوق لأنه إستشعر شيئا ما .
على الجانب المقابل للمدخل ،
و عيناه مغمضتان ، جلس في منتصف عرش ذهبي عملاق شخصية تشبه بشكل لافت الإنسان . كان لديه شعر أحمر ناري و نظرة باردة لا ترحم على وجهه .
على العرش ، ظل الشخص جالسا دون تحريك عضلة واحدة من جسده .
أشع ضوء ذهبي خافت جدا من خلفه ليجعل المنظر مذهلا نوعا ما .
كم مضى من الوقت و هو جالس في وضعيته ، فقط سامويل هانوفر هو الذي يعرف الأمر .
- وينك
مع رعشة صغيرة ، تحركت عيون الشخص فجأة .
بعد بضع رعشات ، إنفتحت عيون الشخص فجأة لتكشف عن عينين ذهبيتين جميلتين .
يمكن أن تجعلا أي شخص يغار بسبب أناقتهما و جمالهما .
" .. "
رمش الشخص مرتين ثم تحركت حدقتيه بسرعة لتحدق ببرود في إتجاه المدخل .
بإلقاء نظرة خاطفة على الدخيل ، كان على وجهه نظرة غريبة و مرتبكة .
فتح شفتيه قائلا ببرود :
" لقد جئت أخيرا ."
رن صوته المتكبر في جميع أنحاء القاعة .
بحيث تغلغلت القشعريرة في عظام سامويل الذي وقف قرب الكنوز بهدوء .
ألقى الشخص أحمر الشعر نظرة على محيطه ، أغلق عينيه و رفع يده . بضغطة صغيرة من يده تمزق نسيج المساحة أمامه .
- كراك .
بمجرد تمزق الفضاء مما أدى إلى ظهور صدع صغير أمامه .
مد يده ببطئ ، ليفتح فجأة صدع أخر أمام سامويل الهادئ بسرعة غير مفهومة .
- قبض .
خرجت يد ذهبية مكونة من الأثير من الصدع لتمسك بالدخيل .
بدون أي مقاومة ، ترك سامويل اليد تمسكه بسبب الفارق الضخم بينه و بين المخلوق أمامه بإبتسامة شريرة على وجهه تحيل على بدأ عملية نصب .
- سوووش .
في رمشة عين ، ظهر سامويل المحاط بالأثير الذهبي في السماء أمام الشخص ذو الشعر الأحمر ، العيون الذهبية و وجه تتخلله هالة خالدة .
كان كل شيء ضمن توقعات سامويل ،
أومأ هذا الأخير رأسه للمخلوق بلا مبالاة وإستمر في الإبتسام متمتما بهدوء :
" سامويل هانوفر ، حفيد رئيسي من خط سلالة هانوفر و الإمبراطور 18 لإمبراطورية الغريفن يحيي السلف ، الغريفين العظيم و القديم ، المؤسس الرئيسي لإمبراطوريتنا ، راغنار ."
..
.