.
.
تتألق عاصمة دمبر الإمبراطورية بسحر لا يضاهى في هذا اليوم المميز ، حيث تستعد اليوم لحفل إختيار الإمبراطورة بأبهى حللها .
أضاء ضوء الشمس التي تتسلل بين الأشجار و تلامس المعالم الرائعة لمباني دمبر مما خلق تأثيرا ساحرا ينعكس على كل زواية من زوايا المدينة .
يعبق الهواء برائحة الزهور الفواحة مما يخلق أجواء إستثنائية تجذب الأنظار .
تملأ الألوان الزاهية الشوارع و الساحات ، حيث يرتدي المواطنون أزياء متنوعة ذهبية تدل على مدى أهمية اليوم رغم سوء سمعة إمبراطورهم .
تتزين المباني بأعلام و شرائط زاهية مما يضفي جوا مليئا بالفرح و الإحتفال .
تتناغم الموسيقى الرائعة مع نسمات الهواء اللطيفة ، حيث يتنافس الفنانون في تقديم عروض مبهرة تحمل في طياتها لحظات فريدة من نوعها .
يمتزج الضوء الساطع بألوان الطيف مما يخلق تأثيرا بصريا ساحرا يلفت الأنظار .
كما تتوزع فعاليات الإحتفال في جميع أرجاء العاصمة ، حيث يمكن للزوار الإستمتاع بورش الفنون السحرية و العروض المسرحية المبهرة .
يظهر السحرة بعض التعويذات السحرية للعامة ، و يعرضون مدى قوة البرج السحري .
علاوة على ذلك ، تأخذ ألعاب الأطفال و الأنشطة الترفيهية الصغيرة مكانها في الحدائق و الساحات ، حيث يعبق الجو بالضحكات و البهجة .
تمتزج أصوات الأطفال بألحان الفرح مما يزيد من جاذبية الإحتفال و يضيف لمسة من البراءة و السحر .
" أخيرا ، حل اليوم ."
تمتم سامويل بهدوء و هو يحدق من شرفة غرفته في الأجواء المشتعلة داخل العاصمة ،
يتألق هذا الأخير بملابس ذهبية تعكس البريق و الأناقة بحيث يتكون ثوب من أقمشة فاخرة مغلفة بالذهب مما يعزز تألقه و يمنحه طابعا فخما .
دق
دق
" أدخل " رن صوت سامويل الفخم ببرود ،
" أستأذنك "
فتح أيدن سماديل فارس سامويل المباشر الباب . كما يرافقه العديد من الفرسان الأخرين الذين تحت خدمة العائلة الإمبراطورية.
" نحن هنا لمرافقة جلالتك إلى قاعة الولائم ."
إبتسم سامويل و أومأ برأسه للجنود كتحية بسيطة ثم قال :
" لنذهب ."
……
في قاعة الولائم الفخمة التي تستضيف احتفال إختيار الإمبراطورة ، ينبثق الجو بأناقة لا مثيل لها .
تتلألأ الثريا الكريستالية في السقف بأضواء لطيفة ، و تنعكس على الأرضية الرخامية الرائعة ، مما يخلق تأثيرا بصريا . الزهور و التحف الفنية متوزعة على جدران القاعة ، مما يضفي لمسة من الأناقة و الرفاهية .
تزين الطاولات بأفخم الأطقم الفضية و الزجاج الكرستالي ، حيث يتم تقديم الأطعمة اللذيذة بترتيب فني متقن .
ترتفع الأصوات بلطف مع زقزقة الفرقة الموسيقية المحترفة التي تعزف ألحانا هادئة .
تنعكس الإبتسامات المزيفة على وجوه النبلاء الذين يجلسون بملابسهم الغالية و الأنيقة . يتناولون الطعام بتأن و احتراف ، مستمتعين بالأطعمة الشهية و المشروبات الراقية في إنتظار وصول الشخصيات الرئيسية.
يتبادل النبلاء الحديث بأصوات همسة حيث يمكن للمرء أن يرى العديد من المجموعات التي تتحدث فيما بينها .
" سمعت أن الإمبراطور تغير بشكل جذري ، سمعت أنه أصبح مختلفًا تماما " قال أحد نبلاء الريف لأحد أصدقائه ،
" هل هذا ممكن ؟ "
" لا أعلم ، لكن سمعت أن إحدى الخادمات أكدت الخبر . "
" سمعت ذلك أيضا من الفيكونت سيمون ، لكنني لا أصدق الأمر ، هل يمكن لشخص منحرف أن يتغير في غضون بضعة أيام ؟ لكن ، إقتربوا …"
ثم همس هذا الأخير لزملائه ،
" سمعت أن الدوق سيتخذ حركته اليوم ."
" هل هذا صحيح ؟ إذن هذا يعني .." سأل نبيل ريف سمين ،
" شششش ، أنا لست متأكدا من الأمر . لكنني سأدعم الفائز ."
" ما هي إحتمالية فوز الفصيل الإمبراطوري؟"
" صفر " أجاب صوت أخر ." هذا الحفل هو ذريعة لنزع السلطة عن الإمبراطور بطريقة سلمية . هذا ما أظنه ."
" لننتظر و سنكتشف الأمر ."
مباشرة بعد ذلك ، صرخ أحد حرس القاعة بقوة قائلا :
"يدخل الآن الدوق الأكبر جيريمي ماكنزي و الدوق الشاب كارمن ماكنزي ."
بعد إعلان الحرس عن دخول ثنائي الأب و الإبن ، عم الصمت في جميع أنحاء القاعة .
إختفت الجلبة ويمكن فقط سماع صوت تنفس النبلاء المتوتر .
من هذا المنظر يمكن للمرء تخيل مدى تأثير الدوق جيرمي على النبلاء .
تحرك هذا الأخير نحو مقعده المخصص رفقة إبنه ، جلس على كرسيه المخصص ثم أغمض عينيه مما خلق منظرا فخما .
بعد ذلك ، قطع الصمت المخيف صوت الحرس معلنا ؛
" يدخل الآن رئيس سحرة البلاط الامبراطوري ماغنوس بيرس و الساحر المعجزة أرون بيرس ."
ليدخل مباشرة بعد الدوق ، فصيل السحرة المناهض ضده .
قاد ماغنوس تلميذه أرون نحو المقاعد المخصصة لهما .
يرتدي الثنائي زيا يعكس قوتهما و سلطتهما في عالم السحر .
نظر النبلاء إليهما بدهشة و توتر . كانت القاعة تنتظر بفضول لمعرفة ماذا سيحدث بعد وصول هذا الثنائي الساحر .
الجميع حدق ناحية الدوق ماكنزي الذي فتح عينيه الحمراوتين لبعض الثواني ثم أغلقهما ليعود إلى وضعه السابق.
فكل نبيل يعرف مدى حدة سوء العلاقة بين ماغنوس و ماكنزي ، لذلك فهم ينتظرون العرض بفارغ الصبر .
بعد ذلك ، واحدا تلو الأخر ، دخل العديد من النبلاء رفيعي المستوى إلى القاعة ثم جلسوا في مكانهم منتظرين وصول الإمبراطور سامويل لبدأ المسرحية .
بينما يتسارع الزمن ، تترقب الأعين بتوتر مدخل قاعة الولائم .
يسود الصمت الملحوظ وسط الجو المشحون حيث ينعكس التوتر على وجوه نبلاء الريف المتوترين .
" متى سيأتي الإمبراطور ؟"
" هل هو خائف ؟"
" حتى و لو كان الإمبراطور ، ماذا يحسب نفسه ." صرخت نبيلة لمحاولة إثارة إعجاب الأخرين ،
" هذا صحيح ."
" من يحسب نفسه ."
صرخ النبلاء الصغار بتعجرف شديد ،
تكاد تسمع أصوات التنهيد و التنفس الثقيل يملأان الهواء ، فالجميع يعيش في توقع متسارع و مختلط بالتوتر .
" يدخل الآن ، جلالة الإمبراطور و شمس إمبراطوريتتا العظيمة سامويل غريفين. فلينحني الجميع ."
حل الوقت و دخل الإمبراطور سامويل ، الذي يتألق ببريق غير مألوف . لتتوقف الأصوات و تنعدم الحركة ، و كأن الزمان تجمد . لفت تحول الإمبراطور الذي أصبح أشبه بأمير ساحر الأنظار و زاد من التوتر في الجو .
-حركة
بحركة غريزية ، وقف جميع نبلاء القاعة بشكل موحد و خفضوا رأسهم ناحية سامويل بما فيهم ماكنزي .
" إرفعوا رؤسكم " رن صوت سامويل البارد في ذهن الجميع ،
نظرت العيون المختلفة إلى هذا الأخير بدهشة ، و يكاد الصمت ساطعا مثل البرق .
حتى أن الدوق ماكنزي لم يخفي الحذر الموجود في عينيه ،
فاجأ تحول الإمبراطور الجميع . الحاضرون يحاولون فهم معنى هذا التغيير الجذري و كيف يؤثر على مسار خططهم .
لم يصدقوا الإشاعات ، لأن الإشاعات تبقى إشاعات حتى تتأكد صحتها .
لكن النبلاء الآن تأكدوا بشكل جذري من صحتها .
في هذه اللحظة ، أكمل الإمبراطور سامويل مسيره نحو مكانه المخصص ألا وهو العرش الموجود وسط مقاعد النبلاء رفيعي المستوى ، وسط همسات الدهشة و تكهنات التي أصبحت تعلوا شيئا فشيئا .
تبدو الأنظار متجهة نحوه بلا إنقطاع ، و الجميع يتملكه الفضول حول سبب و مدى تغير الإمبراطور .
جلس سامويل على عرشه الذهبي المنقوش على ظهره شعار الغريفين ،
رفعت طرفا شفتيه ليبتسم ببرود و هو يحملق في الأنحاء بحدة ثم أضاف :
" أرى أنكم إنتظرتم كثيرا . لنبدأ الحفل ."
مباشرةً بعد ذلك ، دخلت رئيسة الخدم العجوز التي ترتدي زيا أسودا أنيقا . إنحنت أمام الإمبراطور سامويل ثم قالت بصوت واضح بعد حصولها على إذنه:
"الآن ، حان الوقت لتحديد من ستكون شريكة الإمبراطور سامويل شمس إمبراطوريتنا الحبيبة . "
وزعت نظراتها ناحية النبلاء مضيفة ،
" أولا ، إليكم المرشحات اللاتي نلن شرف التنافس على هذه اللحظة التاريخية ."
أعلنت أسماء المرشحات و كانت كل واحدة منهن تمثل فصائل مختلفة في الإمبراطورية.
ثم قالت في الأخير بصوت عذب :
" نعلن أن الفائزة بعد تخطيها للعديد من المعايير الصارمة هي الشابة السامية إليانور كامبريدج ."
لتدخل مباشرة بعد ذلك ، فتاة تتألق بفستان زهري فاتح يليق بمناسبة هذا الحدث الفخم . الفتاة كانت تحمل باقة من الزهور الإكليلية التي تتناغم مع لون فستانها .
-تصفيق
إنطلقت تصفيقات الحاضرين ،
و تحركت إليانور ناحية بتواضع و كرامة ناحية عرش سامويل ، إنحنت أمامه مرة أخرى الذي بدا و كأنه يقيمها بهدوء . ثم قالت بصوت صاف :
" شكرا لكم جزيلا ، أعدكم أنني سأخدم إمبراطوريتنا بكل إخلاص و ولاء ."
فأجابها سامويل ببرود :
" جيد جدا ."
تابعت إليانور و جلست في المقعد الموجود على الجانب الايمن لعرش سامويل ،
" لنكمل إحتفالنا ." أضاف سامويل بتهكم ،
إنطلقت موسيقى غامضة و غريبة لتملأ القاعة . و فجأة بدأت الأضواء تتلاشى تدريجيا.
و في هذا الوقت الحرج ، ظهرت أضواء خافتة منتصف القاعة ، و ظهرت مجموعة من الفنانين المتخصصين في الأداء السحري . بدأوا في تقديم عروضهم الساحرة ، حيث إندلعت الألوان و الأشكال في الهواء مخلفة لوحة فنية حية أمام عيون الحاضرين.
تفاجأ نبلاء الريف بالمنظر أمامهم بينما ظل النبلاء المركزيون رفيعي المستوى يحدقون في سامويل بحذر ،
تصفيق
بعد إنتهاء العرض ، شرع سامويل في التصفيق ليتبعه أغلبية النبلاء ،
كما تساءل الجميع عن وقت تحرك الدوق ماكنزي ،
توالت العروض و ظل الجو يشحن أكثر فأكثر .
" حسنا ، لقد مللت ." تأوه سامويل بقوة و هو يحك شعره الأحمر .
لتتحول جميع النظرات الغريبة نحوه ،
" حقا ، أنت جبان . حسنا ، حسنا ، سأعطيك سببا ." تمتم الإمبراطور بصوت خافت ،
ثم من العدم ، ظهر سيف رمادي في يد هذا الأخير و بحركة سريعة قطع حلق إليانور الفائزة بمركز الإمبراطورة.
رش الدم كالنافورة في كل مكان ،
" هااااع "
" ما هذا ؟؟؟"
" كيااااااااا"
رنت أصوات النبلاء الفزعين في كل القاعة ، تسارعت دقات القلب .
غطى الدم وجه سامويل الذي إبتسم بكل شر ناحية الدوق الأكبر ،
" لنزد الأمر تشويقا ، أليس كذلك يا جيريمي ؟"
.
.