سووش ،

لمع ضوء ذهبي ساطع جدا أمام مدخل دانجون الذئاب المظلمة ، ألقى بظلاله الساحرة على محيطه المظلم كالشمس التي تشرق .

بعد بضع ثوان ، إختفى الضوء ليحل محله شكلان بشريان ،

شاب وسيم و عجوز مخيف .

" كيف حالك ؟ "

حيا سامويل تابعه ماغنوس بابتسامة طفيفة و هو يتفقد محيطه بهدوء ،

" أرى أننا إنتقلنا لمدخل الدانجون . كما حل الظلام ، هذا يعني أننا أمضينا نصف يوم في الداخل . مما يؤكد أن الوقت يمر بشكل أسرع في الداخل كما ظننت ."

و على عكس توقعات سامويل ، أومأ ماغنوس برأسه و هو يحك لحيته البيضاء .

" بالنظر إلى حالك ، أرى أنك حصلت على ما تريد ."

" آه ، أجل "

أجاب سامويل بارتباك طفيف على وجهه ،

توقع أن ينهال عليه ماغنوس بالضرب ، أو أن يبدأ في شتمه أو يجيب ب' أيها الشقي اللعين ، تلقيني في حفرة مظلمة دون إخباري بالأساسيات .'

لكنه لم يتوقع هدوءه الحالي ، كما أنه يظهر كأنه شارد الذهن أو كأنه في غيبوبة عقلية .

' مالذي حدث ؟' تساءل داخليا ، لكنه لم يستطح كبح فضوله لذلك أضاف بصوت منخفض ،

" هل حدث شيء لك في الداخل ؟"

" لا ، لاشيء يستحق المعرفة . " توقف العجوز لبرهة و أردف :"إذن ، هل تريد أن تعلمني بما حدث ؟ من هو صاحب هذا المكان ؟ و لماذا أتينا إلى هذا المكان ؟ "

" انطلاقا من مستوى المحاكمات أرى أن صاحب هذا المكان هو كائن قوي للغاية و مخيف . إذن أخبرني ؟"

" أعتذر لأنني لم أخبرك سابقا . لكنني لم أكن متأكد من الأمر تماما . لنبدأ من البداية ، قبل بضع سنوات ، حصلت على بعض الكتب الخاصة بقبيلة الشاولين في الخفاء ، بفضلها تمكنت من تعلم لغة الشاولين القديمة ."

قال سامويل و هو يحكي لماغنوس قصته المبتكرة عن كيفية إكتشافه لهذا المكان بغية التخلص من الشبهات .

لا يمكنه أن يخبره بأن هذا العالم هو من صنعه أو أن هذا العالم عبارة عن رواية حية .

" و إنطلاقا من الكتب القديمة و المخطوطات التي جمعتها على مر السنين تمكنت من الحصول إلى دليل عن مكان خاص أنشأه الغريفين المؤسس راغنار في الخفاء و يسمى بأرض الأجداد ."

" ثم بعد بحث مطول و بصعوبة تامة ، جمعت العديد من الأدلة و حصلت على موقع تقريبي لأرض الأجداد ألا وهو دانجون الذئاب المظلمة ."

" كما قلت لم أكن متأكدا مئة بالمئة ، لكن ، عندما رأيت الثمثال شخصيا الموجود داخل الدانجون و لمحت الكتابة على سطحه ، أكدت شكوكي ."

" ثم بعد سلسلة من المحاكمات المتعبة ، أظنك مررت أيضا بها ، قابلت روح سلفي راغنار المختومة داخل أرض الأجداد ."

" قابلت….. سلف الغريفين ."

سأل ماغنوس بصوت متقطع من كثرة دهشته ،

فإذا أخبرت صديقك بأنك إلتقيت أحد المشاهير على نطاق واسع في عالمنا الحالي ،

ماذا سيحدث ؟

بالطبع ، سيتفاجأ الطرف الأخر و يلقبك باللقيط المحظوظ .

هذا ما شعر به ماغنوس في الوقت الحالي ، ففي العالم الحالي حيث يحترم الضعيف القوي ، الجميع يعلم عن راغنار الغريفين الأسطوري الذي هو من أقوى الوحوش المصنفين على مر التاريخ .

و ملايين الأشخاص يحترمونه من بينهم ماغنوس .

" و ماذا حدث ؟ "

سأل ماغنوس بسرعة و هو يحدق في امبراطوره بعيون مترقبة ،

" وقع .."

ارتفعت حواف سامويل لتشكل إبتسامة شريرة أخافت العجوز الساحر لدرجة أنها جعلته يتراجع قليلا ،

" ماذا وقع ؟ " كرر ماغنوس على عجل ،

" وقع شجار طفيف بيننا ، لكنني خرجت منتصرا ببعض الكنوز كجائزة . السلف هو شخص كريم للغاية ."

" ماذا فعلت ؟؟؟!!!" صرخ ماغنوس بجنون راكلا سامويل في رجله ،

" أوتش ، ماذا تفعل ؟"

صرخ إمبراطور الغريفين و هو يمسك رجله اليسرى بقوة ،

" هل تخبرني أنك تشاجرت من سلف الغريفين و نهبت المكان ؟"

و لأول مرة منذ وصوله لهذا العالم ، تحركت مشاعره و تفاجأ سامويل بشدة داخليا ، لم يتوقع أن يقوم الطرف الأخر بإستنتاج نهبه للمكان إنطلاقا من بضعة كلمات .

' هل أصبحت تصرفاتي متوقعة أمام هذا العجوز ؟ '

" أيها الشقي ، هوه " زفر ماغنوس بعمق مضيفا و هو يصفع جبهته كأب غاضب من إبنه ،

" مالذي كنت أتوقعه منك ؟ لم يسلم حتى سلفك من شرك ."

" تخيل ما يحلوا لك ، لقد ضيعنا الكثير من الوقت في الثرثرة ، لنغادر حالا ."

تذكر سامويل نظرة راغنار الجدية و هو يحدق نحو الأفق ،

" ماغنوس ، لنغادر الآن ، أشعر بشعور سيء جدا ."

تمتم سامويل بكلمات مسموعة محدقا في السماء المظلمة .

بحركة بسيطة ، أخرج سامويل من الخاتم الأحمر المسمى ب[ عالم موازي صغير ] مخطوطة بنية بالية ،

ثم قام بفتحها ببطئ لتظهر دائرة سحرية بيضاء رقيقة وسطها .

" حدد إحداثيات القصر ، سنغادر الآن "

……

بعد ربع ساعة من مغادرة الثنائي من المكان ،

شق

شقت السماء فوق دانجون الذئاب المظلمة و ظهرت دوامة رمادية ضخمة . كما تشكلت العديد من العواصف المطرية المخيفة في جميع أنحاء جبال بالاهاما ،

مع مرور الثواني ، بدأت الدوامة تتقلص ليظهر في الأخير مكانها شكل بشري .

ظهر شخص بوجه ماكر يمزج بين الذكاء و الذهاء ، يتسم بنظرات حادة تكشف عن تفكير عميق و حاسم . شعره بلون أصفر غني و متألق ، يضفي على شخصيته طابعا أنيقا و ملفتا .

يرتدي بذلة أنيقة تعكس ذوقا رفيعا ، مما يبرز أسلوبه الراقي و المحترف .

إطلالته تنقل صورة من التكامل بين الذكاء ، الجاذبية و الثقة .

وقف الشخص المجهول في الهواء بهدوء و هو يفحص محيطه بنظرة مستمتعة ،

سووينغ

مباشرة بعد ذلك ، حرك هذا الأخير بيده اليسرى بأناقة .

بوووووووم

تتالى إنفجار تلو إنفجار ، إنفجر محيطه بشكل كامل ،

حول المكان من غابة خضراء إلى منطقة جرداء ،

اختفت الواجهة التي هي دانجون الذئاب المظلمة ليظهر محلها قاعة ضخمة غير مخدوشة رغم الإنفجارات .

تصفيق

تصفيق

" رائع ، رائع …. كما هو المتوقع ، من لعبة أخي الأكبر ." صدى صوت الغريب في جميع الأنحاء ،

صوته بذاته جعل جميع الكائنات الموجودة في نطاقه تموت بصمت ،

" أستبقى مختبئا ، يا أخي ."

إجابة على سؤال الغريب ، ظهرت جزيئات الأثير الذهبية من العدم و كونت تدريجيا شكلا ذو شعر أحمر و عيون ذهبية تنبع منه الهيبة و الفخامة ،

" مر وقت طويل ، أيها الثعلب ."

بينما يحلق في السماء ، يفحص محيطه بهدوء . و في لحظة مذهلة ، تلاعب بالأثير و شكل البيئة من حوله ، مرجعا المنطقة المدمرة إلى غابة خضراء .

تصفيق

تصفيق

علا صوت التصفيق في المكان ، حيث صرخ الثعلب ناحية راغنار قائلا : " رائع ، كما هو متوقع منك . لكن ، أرى أنك مجرد بقايا من الجزء الرئيسي . كنت أتطلع للأمر لدرجة أنني سبقت الأخرين لكن ، تم تخييب أملي مجددا ."

" لا تخف سأنهي الأمر بسرعة . كما فعلت مع بقاياك الأخرى ."

ردا على تهكم الثعلب ، ابتسم راغنار ببرود قائلا بكل فخامة ،

" حتى و لو كنت بقايا ، لن أسقط بسهولة ."

بعد ذلك ، علا صوت الإنفجارات في كل مكان .

……

داخل غرفة سامويل الإمبراطورية ،

" يال الراحة "

خرج إمبراطور الغريفين من الحمام و هو يرتدي منشفة بيضاء تخفي جزءه السفلي .

بعد يوم متعب ، أقل ما يمكن أن يحصل عليه هو الراحة .

مشط شعره المبلل الأحمر إلى الوراء مما أضفى عليه رونقا من الأناقة .

غير هذا الأخير ملابسه بسرعة إلى ملابس نوم حريرية ثم إستلقى على السرير بهدوء ،

اليوم حقق هدفه ، كما كسب مكاسب أخرى بشكل مفاجئ ،

ابتسم ببرود و هو يحدق في سقف غرفته ،

" ماذا أفعل به الآن ؟"

أخرج سامويل الصندوق الأسود الغريب من خاتمه الأحمر ، بقي يتفحصه ببطئ لأنه لم يحصل على الفرصة في وقت سابق بحيث لاحظ الرموز و الرونيات الغريبة على سطحه .

صندوق لا يوجد في إعدادات قصته ،

شيء غير نظرته لهذا العالم مما جعله يتساءل ' هل هذا العالم من صنعه حقا ؟'

" ما هذا ؟ "

لاحظ كلمة غريبة في أسفل الصندوق بلغة مألوفة للغاية ،

" هل هذه الكورية ؟"

هذه هي لغة بلده الأم في حياته الماضية ،

ظهرت ملامح الصدمة و الحيرة على وجه سامويل لدرجة أنه عدل وضعيته لوضعية الجلوس ،

[ هذه هديتي الأخيرة لك يا رامون ، الباقي راجع لك ].

تمتم سامويل الرسالة باللغة الكورية بدهشة ،

مباشرة بعد ذلك ، طفى الصندوق الغامض في السماء و أنار ضوءه الأبيض جميع الغرفة .

.

.

.

.إذا أردتم دعمي لإكمال هذه الرواية ، إدعموني على patreon . الرابط في الدعم أسفله و شكرا .

.

ما رأيكم في القصة حتى الآن ؟

.

شرفونا برأيكم في خانة التعليقات

2023/12/19 · 404 مشاهدة · 1408 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024