.

.

" هل دخلنا ؟!!"

رن صوت خافت للغاية من خلف فيجي المغطى من رأسه إلى أخمص قدميه بالدروع الحديدية.

" أصمت ، و إختبئ جيدا ."

بدا فيجي كمحارب أورك جاهز للحرب في أية لحظة .

حمل هذا الأخير على كتفه كيسا ضخما للغاية من الكتان .

داخله ، حوصر سامويل البائس مع مجموعة من لحوم الوحوش التي تم إصطيادها من طرف الثنائي .

" الرائحة لا تطاق حقا ."

" أصمت أيها البشري ." أجاب فيجي بغضب .

" سحقا ، لما وافقت على إقتراحك ؟"

" أصمت "

لم يمض وقت طويل ، عند وصول فيجي لأسفل البوابة الضخمة مباشرة ، رصد الأورك الأحمر مجموعة من المخلوقات الخضراء الضخمة المسلحة تقف بجانب البوابة .

" ماذا يحدث ؟ الأمن مشدد للغاية على عكس ما توقعت ."

تساءل فيجي و هو يحدق في مجموعة الأورك .

من المؤكد من الوضع الحالي أن المدينة في تأهب شديد .

" قف !"

و كما لو كانوا ينتظرون وصول فيجي ، تقدم أورك يرتدي درعا معدنيا سميكا إلى الأمام .

مع لحية بلون الزنجبيل سقطت على طول الطريق نحو رقبته و تجاعيد خفيفة بجانب عينيه .

قام الأورك الصخم بمسح فيجي من الأعلى إلى الأسفل بنظرة فضولية .

ثم ، فتح فمه ليرن صوته الصاخب في جميع أنحاء المنطقة .

" أيها المحارب ، عرف نفسك ."

توقف فيجي عن الحركة و رمى بميدالية ذهبية منقوش عليها أفعى خضراء على الأرض .

" أنا هنا بناء على طلب قائدة نقابة الثعبان الأخضر ."

" قائدة نقابة الثعبان الأخضر ؟"

أثارت كلمات فيجي على الفور إهتمام الأورك .

" مثير للإهتمام ، لكن مالذي تحمله خلفك ؟"

" عشرون لحم لذئب الماغما و أربعة عشر جثة لقرود الفيضانات ."

وضع فيجي بعناية كيسه أرضا و فتحه لتظهر العديد من الجثث على مرأى الأورك المسؤول و أتباعه .

" إصطدت هؤلاء الضعفاء في الطريق على أمل بيعهم بثمن جيد ."

"!"

ردا على كلام فيجي ، إبتسم الأورك بصمت و رن صوته القوي مرة أخرى .

" هل يمكن أن تسمح لي بأن أتفقد الجثث ؟"

" بالتأكيد ."

رغم موافقته ، شعر فيجي بالخوف من إكتشاف البشري داخل الكيس .

لم يفهم ما بال هته الإجراءات الجديدة ، لكنه قرر تحمل الأمر .

إذا تم إكتشاف سامويل فسيأتي الأمر بنتائج عكسية ، إلا أنها كانت مخاطرة كان فيجي على إستعداد لتحملها .

" آه ، أجل . لم تكن تكذب ."

لحسن الحظ ، لم يكتشف الأورك المسؤول أي شيء .

صفع هذا الأخير ظهر فيجي و إنفجر ضاحكا .

" ما بال هذا الدرع الغريب ."

كان فيجي مستعدا لهذا السؤال سابقا .

" أنا فقط ولدت بوجه قبيح . لذلك تعهدت على إخفاء نفسي داخل هذا الدرع للأبد ."

" هكذا إذن "

إلتقط الأورك المسؤول الميدالية الذهبية و رماها في إتجاه فيجي ، إستدار و واجه البوابة ، ثم صرخ و هو يحرك يده الضخمة في الهواء .

" فتح البوابات "

ارتجاااج !

في اللحظة التي تلاشت فيها كلمات الأورك ، ارتعدت الأرض و فتحت الأبواب الخشبية الهائلة ببطء .

استدار الأورك ، و ابتسم .

" نسيت أن أسألك ، هل رأيت أي ترولز في رحلتك إلى هنا ؟"

" لا " أجاب فيجي نافيا بدون تردد .

" حسنا "

عند دخول البوابة ، سرعان ما تم إغلاق الباب خلف فيجي .

" أنا إسمي سوبا بريك . سأقودك إلى نقابة الثعبان الأخضر ."

الأورك المسؤول أمام فيجي كان إسمه سوبا . تحرك الثنائي وسط أحياء المدينة بهدوء تام .

المدينة كانت مليئة بالهياكل المعمارية الضخمة والحجرية، حيث امتدت الشوارع العريضة والمزدحمة بالحياة في كل اتجاه. كانت المباني مصممة بأسلوب فريد يعكس طابع الأورك وتقدمهم التكنولوجي.

الإضاءة الساطعة تزينت على طول الشوارع، مما أضفى أجواءً حيوية ومستقبلية على المكان. الأسواق كانت مليئة بالحيوية، حيث يتداول الأورك ببضائعهم ويتحاورون بلغتهم الخاصة.

تميزت المنطقة بالتصاميم الأوركية الخاصة، حيث كانت الألوان الزاهية والزخارف الفنية تبرز في كل مكان. كانت البيوت مبنية بعناية فائقة، وكأنها تحكي قصة تاريخية لهذا الشعب الفريد.

وسط هذه الشوارع ، اندمج فيجي و سوبا ، وسط حشود الأورك التي كانت تتجول بحرية.

" ها قد وصلنا "

بعد بضعة دقائق من السير ، وصل الثنائي إلى نقابة الثعبان الأخضر .

" حسنا ، حظا موفقا أيها الزميل ."

إستدار سويا و صفع كتف فيجي بخفة .

" شكرا لك "

و هو يحدق في شخصية سوبا التي تختفي في الأفق ، تنهد فيجي قبل أن يتمتم بصوت خافت .

" أيها البشري ، هل مازلت حيا ؟"

" أنت … أصمت ."

" هاهاها ، إصبر قليلا ، سأخرجك قريبا ."

" أيها اللعين ."

بمجرد دخول فيجي إلى نقابة الثعبان الأخضر ، وجد نفسه في مكان مألوف ، هادئ و مرتب ، يعكس جوهر النقابة .

الأروقة مزينة برموز و ملصقات أوركية مكتوبة بلغة الأورك .

و في مركز الإستقبال ، كان هناك أورك صغير مقارنة بأقرانه يرتدي زيا فخما و يستقبل الزوار .

كان وجهه صارما و لكن يحمل لمسة من الود .

إقترب فيجي بصمت من مركز الإستقبال و قال بصخب ،

" أريد لقاء قائدة النقابة ."

" هل حددت موعدا سابقا ؟"

أجاب أورك الإستقبال بنغمة هادئة لأنه إعتاد على مثل هذه السيناريوهات.

أورك مجانين يأتون للقاء قائدة نقابته لأسباب تافهة جدا و أهمها هو طلب الزواج أو طلب القتال .

" لا "

أتى أورك مدرع كالدمية للقاء قائدته .

هل سيسمح لمثل هذا المتخلف بلقاء قائدته ؟

بالطبع ، لا . لن يسمح له بالإقتراب منها و لو شعرة واحدة .

" إذن ، أنا أسف ، القائدة مشغولة جدا و لن تستطيع لقاءك . عد مستقبلا و ربما قد تراها ."

أضاف أورك الإستقبال بملامح سخرية و هو ينظر لفيجي باحتقار .

" هوهو ، أخبرها أنه فيجي و ستأتي للقائي ."

" فيجي .."

حدق أورك الإستقبال مطولا في فيجي و أضاف :

" زريعة صغيرة تدعي أنها تعرف القائدة . أغرب عن وجهي قبل أن أنادي الحرس ."

" هاه "

وقف فيجي مصدوما و هو يحدق في الأورك المغرور أمامه .

هو كحاكم سابق للأورك يتعرض للتمييز و السخرية من أورك متحور ضعيف .

هل أصبح من هب و دب يستطيع أن يشتمه ؟

" هل تستطيع تحمل مسؤولية كلامك ؟"

ظهرت ملامح باردة على وجه فيجي و وجه ضغطا شديدا على الأورك المتحور .

شعر هذا الأخير بخوف شديد و بشعور الموت يقترب منه تدريجيا .

بدأ تنفسه يصبح أصعب و شعر بالقشعريرة في جميع أنحاء جسده .

نزل العرق الشديد من ظهره كالماء الجاري .

" كفى فيجي ."

فجأة ، رن صوت أنثوي غليظ خلف فيجي مما جعله يتوقف تاركا أورك الإستقبال يرتجف بلا توقف .

" هل تتنمر على الضعفاء مجددا ؟"

" مجددا …"

تجمدت ملامح فيجي و هو يستدير للوراء بهدوء .

" نعم ، أنت حقا متنمر كبيرا ، هل أذكرك ؟ …. راوول ، مايكل ، نورمان … هل تريد مزيدا من الأسماء ؟"

" حسنا ، أصمتي ."

لم يرد فيجي أن يسمع الأورك المحيطون و البشري خلفه بتاريخه المظلم .

كانت صاحبة الصوت هي قائدة النقابة سيلا .

إمرأة أورك قوية ذات شعر أخضر طويل يتدلى على كتفيها و عيون خضراء مخملية .

كانت سيلا ضخمة أيضا و ترتدي درعا فضي يعكس قوتها و سلطتها كقائدة .

عيناها الحادتين تلمعان بالحكمة و الذكاء ، و ابتسامة طفيفة على شفتيها تعكس الثقة في نفسها .

كانت أطول من فيجي ببضعة أمتار مما خلق منظرا غريبا .

كان فيجي قصيرا مقارنة بالأورك الأخرين .

" لقد مضى طويل يا فيجي ."

" نعم لقد مضى طويل يا ستيلا ."

إبتسم فيجي تحت درعه بإبتسامة حزينة و أضاف بجدية ،

" لنذهب لمكان أكثر خصوصية ."

" آه … حسنا " أومأت سيلا برأسها .

" إتبعني ......... و أنتم إعتنوا به .."

لتشير سيلا للحراس القادمين بالإعتناء بأورك الإستقبال .

" حاضر ، أيتها القائدة " ."

تحرك فيجي و قائدة النقابة سيلا نحو مكتب هذه الأخيرة . كانوا يجتازون أروقة النقابة المزخرفة برموز الثعابين الخضراء و التحف الأوركية .

كانت الأجواء هناك هادئة ومنعشة، تعكس بروحها الوحدة والتفرد.

وصلوا أخيرًا إلى مكتب سيلا، وكان المكتب يتسم بالفخامة والأناقة. كانت الجدران مزينة بلوحات فنية تعكس تاريخ النقابة، في حين كانت النوافذ تسمح بدخول ضوء النهار الطبيعي.

مكتب سيلا كان مرتبًا ومنظمًا، حيث كان هناك مكتب خشبي فاخر في وسط الغرفة، محاطًا بكراسي مريحة للزوار. على المكتب، كان هناك خريطة استراتيجية للمنطقة، تحدد المناطق الحيوية والتحديات التي تواجه النقابة.

جلس فيجي وسيلا على الكراسي، وكانت سيلا تحدق بعيني فيجي بجدية تامة. "لنتحدث، فيجي. ما الذي أتيت به إلى نقابتي بعد كل هذا الوقت ؟"، سألت سيلا بصوتها القوي.

" أريد معروفا منك ." أجاب فيجي بتردد شديد .

" معروف أخر ." أصبحت ملامح سيلا باردة و قالت بدون تردد ،

" إذن ، لا ."

بينما كانت كلمات سيلا تتساقط في الهواء مثل الثلوج الباردة، شعر فيجي بوزن ثقيل يضغط على صدره. كان يعلم أن سيلا لن توافق بسهولة بسبب مظالم الماضي ولكنه كان عازمًا على إقناعها .

" سيلا ، أرجوك …"

" لا ، لقد قدمت لك العديد من المعروفات في الماضي . لكن ، ما المقابل الذي حصلت عليه ؟ "قالت سيلا بصوت قوي.

ليعم صمت مخيف المكان .

فيجي شعر بضغط نفسي، وبدا وكأنه يحاول البحث عن كلمات تفسر وتبرر طلبه. "لقد تغيرت، سيلا. أنا لم أعد نفس الشخص الذي كنت عليه في الماضي. أريد فرصة لإثبات ذلك."

سيلا أغمضت عينيها للحظة ثم أعادت فتحهما، وهي تدقق فيجي بنظرة حادة. "الناس لا يتغيرون بسهولة ."

" سيلا أرجوك ، أنا أسف جدا على ما فعلته سابقا، لكن ،الأمر طارئ للغاية …"

" لا ، لا مزيد من المعروفات لك ."

توقف سيلا عن الكلام لبضع ثوان ثم أضافت قائلة و هي تحدق في ملامح فيجي الذي نزع خودته عن وجهه ،

كان هناك حزن شديد مخبأ في عيني فيجي مما جعل سيلا ترتجف و تتردد لثانية .

" ..لكن إذا كنت جادًا حقًا في تحقيق ذلك، فلنرَ. لكن عليك القيام بمهمة لي قبل أن أمنحك هذه الفرصة."

"مهمة؟!!!" سأل فيجي بفضول وتحفظ.

"ستكون مهمة صعبة، ولكن إذا نجحت فيها، سألبي أي طلب لك " أجابت سيلا بجدية.

" مهمة .."

"نعم، أنا مستعد." أجاب فيجي بإبتسامة مريرة على وجهه و أضاف ،

" لكنني أسف للغاية ."

سيلا لم تلتفت للاعتذار الصريح من فيجي، ولكنها أشارت برأسها باتجاه الباب. "تعال، لننظر إلى تفاصيل المهمة."

انطلقوا من المكتب واتجهوا نحو إحدى غرف الاجتماعات الخاصة بالنقابة. دخلوا الغرفة، وكانت الأجواء هناك مختلفة، حيث كانت الجدران مليئة بخرائط ورسومات تكتيكية.

"المهمة التي أنا سأكلفك بها تتعلق بالدفاع على المدينة. هناك شائعات عن نشاطات غير طبيعية للترولز في الشرق و هناك تقارير عن تقدم جيش صغير للترولز ناحيتنا . وأريدك أن تبقى هنا حتى نتأكد من صحة الأمر .." قالت سيلا وهي تفحص خريطة المنطقة.

"الترولز وصلوا إلى هنا ؟ هذا مستحيل .." أجاب فيجي بصدمة على وجهه.

" هل حقا جاكسون عديم الفائدة ؟" // جاكسون زعيم الأورك الجديد

"هناك تقارير عن رؤية الترولز من طرف كشافتنا. لكن الغموض يكمن في عدم تأكدنا من أهدافهم الحقيقية ومدى تهديدهم للمدينة." أجابت سيلا بجدية.

بدأت سيلا في توضيح خريطة المنطقة والنقاط الاستراتيجية التي يجب حمايتها. كانت المهمة تتطلب الاستعداد لمواجهة التحديات المحتملة والتصدي لأي هجوم قد يأتي.

" إذا صحت مخاوفي ستكشف نفسك حتى و لو عنى الأمر مطاردتك .. أنت تفهم الأمر ."أضافت سيلا بجدية.

" برهن لي صدقك يا فيجي لأساعدك ."

" حسنا " أومأ فيجي برأسه .

لم يستطع رفض الأمر لأن سيلا هي الأمل الوحيد لمساعدته .

" بالمناسبة ما هو طلبك الذي تزعم أنه طارئ ؟!!!"

أمالت سيلا شعرها بأناقة و هي تحدق بعيون فضولية في فيجي .

حك فيجي رأسه بإستمرار و هو يقول بحرج شديد :

" أريدك أن تمهدي لي طريقا إلى المعبد الإمبراطوري ..بإستطاعتك القيام بالأمر ، أليس كذلك ؟"

" هل أنت تمزح معي ؟"

.

.

.

سأضع سيفر الديسكود خاص بي خانة الدعم مع موقع الروايات الجديد الذي سأبدأ التعامل معه إن شاء الله مستقبلا .

.

.

لا تنسو تفقد خانة الدعم و شكرا .

2024/02/17 · 183 مشاهدة · 1933 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024