.

.

في وسط غرفة واسعة ومفروشة بأناقة، مع لمسات من الثقافة الأوركية في كل زاوية. كانت الجدران مزينة بلوحات فنية تعبر عن تاريخ النقابة وإنجازاتها.

كان هناك طاولة طويلة من الخشب الفاخر تحمل أطباقًا منوعة من الفاكهة والحلويات. كان هناك نوع من الشاي الأوركي الفاخر ينبعث من أكواب خشبية موضوعة بأناقة على الطاولة، يعكس الضيافة والفخامة.

سامويل جلس على حافة كرسي ضخم قريب من النافذة العريضة، وكان ينظر إلى المدينة من خلالها. كانت عينيه تعبر عن هدوء وتفكير عميق.

" أيها البشري ، الأمر صعب حقا …"

" فهمتك ، لقد سمعت حوارك السابق ." أجاب سامويل ببرود .

" لكنها قالت أنها ستحاول …"

"…"

إتضح من حوار سيلا السابق أن التسلل لمعبد الأورك حاليا خلال الحرب هو أمر صعب جدا حتى بالنسبة لها .

لكنها ، أخبرت فيجي أنها ستحاول بكل ما تملكه أن تجد طريقة مقابل إلتزامه بجانبه من الصفقة .

" كل ما علينا الآن هو الإنتظار …"

رد سامويل و هو يحدق في الأورك المارة بهدوء تام .

فيجي، بتشكك وتوتر، نظر إلى سامويل وسأل بحيرة،

" أيها البشري ، حتى لو فشلنا ، هل ستلتزم بجانبك من الصفقة ؟"

سامويل أبدى اتجاهه الثابت ورد بثقة،" ستأخذ فقط نصف الحصة كما إتفقنا ."

" لما لا تضيف -…"

" لا "

وقبل أن يتمكن فيجي من إكمال جملته، قاطعه سامويل بحزم، مؤكداً على اتفاقهم السابق .

" بشري جشع "

لم يهتم سامويل برأي الأورك خلفه .

حيث ظل يفكر في خطوته التالية بعد تسلله للمعبد الإمبراطوري .

" هل ستخبرني بقصتك معها ؟"

فجأة ، غير سامويل إيقاع المحادثة و ظهرت إبتسامة شريرة على وجهه .

أحب سامويل رؤية الإرتباك و الحرج على وجه الأورك الأحمر .

" أنت ..-"

بوووووم

دوى إنفجار فجأة و اهتزت المدينة بأكملها .

أدار الثنائي رؤوسهم بسرعة و حدقوا من النافذة في الإتجاه الذي نشأ منه الصوت ،

رأى سامويل تموجات هائلة على الحائط الخشبي الذي يحيط بالمدينة بأكملها .

و بدا له أن الحائط إستوعب هجوما قويا .

أثناء التحديق في الإتجاه حيث تمركز التموج ، تجعدت حواف سامويل .

" ليس علينا الإنتظار كثيرا ."

….

داخل غرفة غير معروفة في المدينة .

" أنه هجوم "

" الترولز "

تمتم الأورك ذو الشعر الأحمر ، و هو يحدق من النافذة بالحفرة العميقة على الجدار الخشبي .

" لقد هاجموا بشكل متسلل ، لا أعرف كيف لم يكتشفهم كشافتنا ؟"

" أرسل رسالة إلى العاصمة ، نحتاج إلى التعزيزات في الحال ."

أضاف أورك أخر بشعر أسود مضفر .

" هل تعتقد ذلك ؟"

" نعم "

" أطلب من قادة النقابات التوجه إلى الخطوط الأمامية و أرسل الدعم للجنود المرتكزين في الحائط . قم بإخلاء المدنيين للأنفاق … لا نستطيع تضييع الوقت ."

" حاضر "

أجاب أورك متحور مسؤول عن مهمات التبليغ و غادر بسرعة لتنفيذ مهامه .

" هذا أمر سيء للغاية . لقد تحققت مخاوفنا ."

" ما علينا سوى الصمود و إنتظار الدعم ."

أومأ الأورك ذو الشعر الأحمر برأسه .

" أتمنى ذلك ."

….

عندما حدث الإنفجار السابق ، قامت سيلا من فوق سريرها و تحركت بسرعة شديدة ناحية نافذتها لتتفقد الأمر .

" إنه هجوم ، لقد حدث الأمر بسرعة البرق . لكن ، كيف ؟"

" كيف …؟"

رن صراخها في جميع أنحاء الغرفة .

" ريني "

بعد سماعه لنداء قائدته ، فتح ريني الذي وصل قبل بضع ثوان الباب .

لم يدخل الغرفة حتى يؤذن له من طرف قائدته مما يدل على درجة إحترامه لسيلا .

" نعم ، أيها القائدة ."

" إجمع أعضاء النقابة و وزعهم على دفاعات المدينة ."

" حاضر " أومأ الأورك ريني برأسه .

" و - "

توقفت سيلا لبضع ثوان ثم تنهدت بمرارة مضيفة ،

" أطلب من ضيف النقابة فيجي بأن يتجه نحو الخطوط الأمامية."

" فيجي … "

تذكر ريني الأورك المدرع الذي قابل قائدته قبل بضع دقائق في مكتبها .

إنطلاقا من طلب قائدته ، أحس ريني أن الأورك المدعو فيجي قوي و موثوق من طرف قائدته .

"حاضر أيها القائدة ."

" حسنا ، سأتوجه للخطوط الأمامية .إعتني بالأمور هنا ."

" حاضر "

مباشرة بعد ذلك ، غادرت سيلا بسرعة البرق نحو البوابة الأمامية للمدينة .

يمكن لها أن ترى الهلع و الخوف المنتشر بين المواطنين الذي يتم إخلاؤهم نحو الأنفاق .

تم خلق هذه الأنفاق كطريقة لكي يهرب المواطنون من المدن تحت الحصار إلى مناطق آمنة .

يمكنها سماع صوت القتال يصبح أوضح ثم أوضح مع مرور الوقت .

" هوف … هوف "

أخيرا ، وصلت سيلا و وقفت أمام صف من الأورك يستعدون للخروج من البوابة للقتال .

التفتت سيلا نحو قائد المجموعة ، الذي كان بجوارها .

ثم سألت بهدوء ،

" ما الوضع الحالي ؟"

بعد سماعه سؤال قائدة نقابة الثعبان الأخضر ، إبتسم قائد المجموعة بمرارة مجيبا ،

" ألق نظرة عليها بنفسك ."

فيووووووووو

سمع صوت بوق الحرب في جميع أنحاء المدينة .

" إفتحوا البوابة ."

" إفتحوا البوابة ."

-كيييك

بمجرد إن تلاشت هذه الكلمات ، فتح الباب الخشبي ببطء .

كان يكمن وراءه أكثر من آلاف و آلاف من الترولز .

أصبح الجو متوترا على الفور ، و بدأت المانا تتكثف في الهواء .

كانت هذه موجة مخيفة للغاية .

" كيف وصلوا بدون تنبيهنا ؟؟؟!!"

الترولز يظهرون بشكل مهيب ومخيف وكأنهم جيش لا يعرف الرحمة. كانت أعينهم الحمراء اللامعة تعكس البريق المظلم للأذواق الشريرة. كانت أجسادهم ضخمة وعضلية، تتأرجح مع كل خطوة تقدموها نحو البوابة.

الترولز يشبهون في مظهرهم إلى حد كبير البشر، لكنهم يمتلكون بشرة زرقاء وشعراً أسوداً وعيوناً حمراء مشرقة. و هم متيني البنية و لهم قوة جسدية مخيفة. كما أن لديهم أنياب حادة ومخالب قوية تجعلهم مخيفين في المعركة.

كانت ملابسهم مصنوعة من الجلد والمعادن، تعكس طابعهم البري والعنيف. كثيراً ما كانوا يحملون أسلحة متنوعة، بما في ذلك فؤوس وسيوف ضخمة، تدل على قوتهم القتالية الهائلة.

سيلا ورغم مشاعر الرعب التي اجتاحتها، أبقت على هدوئها وبرودها. كانت قائدة نقابة الثعبان الأخضر، وكان عليها أن تظهر القوة والثبات أمام هذا الهجوم الضخم.

"استعدوا للدفاع!" صاحت سيلا بصوت قوي، و الأورك خلفها بدأوا في التجهيز لمواجهة الهجوم الضخم الذي كان على وشك القدوم. كانوا يعلمون أنهم لا يمكنهم هزيمة هذا الجيش بمفردهم، لكن عليهم أن يقاوموا بكل ما أوتوا.

بوووم

أحكمت سيلا قبضتها و سرعان ما اصطدمت لكماتها بهجوم الترول ، و تم دفع الترول إلى الوراء .

" هؤلاء اللعناء ، أصبحوا يعتمدون أكثر فأكثر على أعدادهم لمجابهتنا . "

الترولز ليسوا أقوياء كالأورك و لكنهم يتميزون بسرعة تكاثرهم مما يغطي عن النقص في قوتهم .

" حسنا "

إستلت سيلا سيفها الضخم و شددت قبضتها عليه ، و شرعت في أخذ نفس عميق .

ويينغ !

في تلك اللحظة ظهر الترول أمامها مرة أخرى . توجهت قوة حادة بسرعة ناحيتها .

كانت تحدق في الهجوم القادم ، لم تشعر بتاتا بالذعر . تماما كما كان فأس الترول الحاد على وشك الوصول إليها . أدارت جسدها و ظهر جسدها على الجانب الأيسر من الترول ،

تشبثت سيلا بمقبض السيف ، و لوحت للأسفل بسلاحها .

و قبل أن يدرك الترول ما حدق ، تحطم جسده مباشرة على الأرض .

الترولز معروفون بخاصيتين أساسيتين :

الخاصية الأولى هي تكاثرهم المخيف و الخارج عن نطاق العادة . يمكن لإناث الترولز أن يلدوا أربع مرات في العام . لهذا يناديهم الأورك عادة بالصراصير أو الحشرات المتكاثرة.

أما الخاصية الثانية هي تجددهم المخيف ، يمكنهم تجديد الأعضاء المقطوعة أو المحطمة بسهولة .

لذلك من الأفضل قطع رأسهم أو تفجيره لأن الرأس هو نقطة ضعفهم .

لهذا يمكن للمرء أن يرى أن معظم الترولز يرتدون خوذات جلدية ، برونزية أو حديدية فوق رأسهم لداعي الحماية .

كواااك

رفعت سيلا رجلها اليسرى ، و ضغطت على وجه الترول بلا رحمة مفجرة رأسه .

إنتشرت الدماء الزرقاء على حذائها ، لكنها لم تهتم .

" هواااه "

مباشرة بعد ذلك ، داست قدمها على الأرض ، و استعارت الزخم السابق ، إنطلقت نحو ترول أخر بسرعة لا تصدق .

-تفجر

لم تكن هناك أخطاء هذه المرة لأن سيفها قطع جسد الترول إلى نصفين .

" هاااا ….هااا"

بمجرد أن انتهت من الترول السابق ، إخترق سبعة ترول أخرين خط الدفاع الأول المقام من طرف المئات من الأورك المخصرمين في القتالات و الحروب .

سرعان ما وجهوا إنتباههم لسيلا قلب خط الدفاع الثاني .

" اللعنة …"

-كلانغ

" يوكك!"

بعد بضع خطوات للوراء ، تركت سيلا تأوها مؤلما .

واجهت هجوما مشتركا بين سبعة من الترولز مما جعلها تصاب قليلا .

كانوا أضعف بكثير منها ، لكن بفضل إتحادهم و قدرتهم على التجديد ، كانت تواجه صعوبة في التعامل معهم .

بالنسبة لها ، كان من المحبط كثيرا أن تواجه مشاكل مع بضعة ترولز ضعفاء بإمكانها قتلهم لو إستعملت المانا .

ليس ذلك فحسب ، فقد بدأت الإصابات في جسدها تتراكم ببطء .

لكنها علمت أنه ليس الوقت المناسب لإظهار قوتها .

مازال قادة كتائب الترولز لم يظهروا حتى الآن .

" هااااه"

تركت سيلا صرخة ، و أخذت خطوة إلى الأمام ، و إنخفضت للأسفل متفادية هجوم العدو

ثم أطلقت كل التوتر المتراكم في صميمها على شكل هجوم سيف قوي يحمل زخما مخيفا .

كلانغ

عند الهجوم ، رفع إثنان من الترولز أسلحتهم و حاولا منع الهجوم . طارت الشرارات و دفعت أجسادهم عشرين خطوة للوراء على الأقل .

' هل أستعمل المانا و أنهي الأمر بسهولة ؟ '

لسوء الحظ ، لم تستطع .

لقد قاتلت العديد من القتالات ، لذلك تعرف طريقة هجوم الترولز التي هي إرسال قواتهم الضعيفة للهجوم من أجل إتعاب و إستنفاذ جانبهم .

لتظهر في الأخير ، القوات الأساسية و توجه ضربة قاسية لهم .

وونغ !

عندما تم دفع الترولز ، ظهر خمسة بجوارها .

كلانغ

بمجرد أن رأت نية الترولز أمامها ، حركت سيلا سيفها مستخدمة زخمه لتكوين رياح عاتية ، أرسلت الترولز المهاجمين للخلف .

فقد معظم الخمسة توازنهم .

و مستفيدة من الموقف ، ظهرت بجانب الترولز ، واحدا تلو الأخر . و قطعت رؤوسهم بمهارة و خفة .

—قطع

أراقت الدم الأزرق في كل مكان و سقطت الجثث على الأرض .

أثناء مسح وجهها المصبوغ الآن باللون الأزرق ، واجهت الترولز الآخرين اللذين يقتربان منها بسرعة .

" سحقا "

-كلانغ

كان ثنائي الترولز أمامها مرة أخرى . رفعوا أسلحتهم ، و وجهوها ناحيتها بعنف .

أثناء قطعهم ، إنشق الهواء ، و صدر صوت الصفير .

عند التحديق في الهجوم القادم ، ركزت سيلا و حاولت بذل جهدها لتخفيف هجماتهم إما بالتراجع خطوة إلى الوراء أو إعادة توجيه هجماتهم إلى مكان أخر .

كان هذا هو الخيار الوحيد للتقليل من الجهد المبذول من طرفها .

كلانك -!

أجبرتها الترولز على التراجع مرارا و تكرارا .

" هذا لن ينجح .."

بعد إبعاد نفسها عن الترولز ، تعمق عبوسها .

ألقت نظرة خاطفة على محيطها .

الدماء مختلطة في كل مكان ، دافع الأورك بإستماتة . بينما هاجم الترولز بجنون و بدون مراعاة حياتهم .

الجو محتقن بالدماء و هذه فقط بداية المعركة .

" ماهذا ؟!!"

كلانغ !

أعادت الرياح التي كونتها بسيفها توجيه الترول المهاجم بعيدا عنها و هي تلاحظ شيئا غريبا في الخطوط الخلفية للترولز .

لاحظت وجود شيء غريب في الخطوط الخلفية للترولز. كان هذا الشيء مجهولًا بالنسبة للأورك.

الشيء الذي وُجد في الخطوط الخلفية للترولز لونه معدني فضي، و تصميماته تشير إلى أنه تكنولوجيا متقدمة.

كانت الأنابيب الطويلة تمتد من الجزء الخلفي للشيء، وكان هناك تأثيرات ضوئية غريبة تنبعث من محيط المدفع عندما كان يستعد للإطلاق. الجزء العلوي من الشيء الفضي يبدو أنه يحتوي على نظام تحكم معقد، وكأنه يعتمد على تقنيات تكنولوجيا فائقة.

" هل هذا سلاح ؟؟!!"

تساءلت سيلا و هي تتراجع للخلف مواجهة أعداءها .

" ما-"

بووووووم

بووووووم

بووووووم

بدأ السلاح الغريب في إطلاق النيران باتجاه سيلا والأورك، مما زاد من تعقيد الوضع.

إنتشرت الانفجارات في جميع أنحاء ساحة المعركة .

و إنفجر العديد من الأورك المحاربين كالبالونات .

لم يكن لديها الوقت للتردد، فعاودت استخدام سيفها بمهارة وسرعة، حيث قطعت مرجعة الترولز المهاجمين للخلف للإنسحاب .

" سحقا ، ما هذا السلاح ؟ و كيف حصلوا عليه ؟"

صرخت سيلا بقوة و هو تشاهد بني جنسها يسقطون واحدا تلو الأخر بسبب السلاح الفضي .

" إنه سلاح وحشي "

.

.

ما رأيكم بغلاف الرواية الجديد ؟

2024/02/18 · 203 مشاهدة · 1954 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024