فجأة و بشكل سريع ابتلعتنا الأرض و تفرقنا


فقدت وعيي للحظات و بعد فترة قصيرة أستعدته لأجد نفسي في حجرة مظلمة تحت الأرض تشع ضوء خافت و لها رائحة نتنة و الأسوء كنت وحدي بدون يزيد او ﻻفظ


لقد كنت وحدي تماما !


كنت أسمع أصوات مرعبة للغاية و ضحكات مجلجلة


للحظة وجدت نفسي وسط جماعة من الطلاب الذين كانوا يطوقوني و أنا ملقية على الأرض أصابعهم تشير إلي و ضحكاتهم تلك كان علي !


"لما تضحكون ؟!"


صرخت و أنا أقف و للحظة حدقت بجسدي فوجدت بأني قد أصبحت أصغر و كأنني قد عدت في الزمن لعمر التاسعة !


"بنت الملحدة الكافرة" صرخ أحد الطلاب و هو يشير إلي و يضحك و قد أرتفعت عقيرة ضحك الطلاب من حوله !


"ستذهبين إلى الجحيم يا كافرة !" صرخت إحدى الطالبات و هي ترميني بحجر و من ثم بدأ بقية الطلاب برمي بالحجارة ! لقد تذكرت الآن تلك الذكرى التي لطالما حاولت نسيانها و قد فلحت في ذلك ! ها هي مجدداً تعود !!


تستطيعون القول بأنني قد أتحذت موقفاً عدائياً ضد الإسلام و المسلمين بعد تلك الليلة فمن هم ليحكموا ما إذا كنت سأدخل النار أم الجنة ؟!


من هم ليتنمروا علي فقط لأنني لا أتبع دينهم ؟


من هم ليظنوا بأنهم على صواب بتعذيبهم للناس لكي يتبعوا دينهم !!


هذا و يقولون بأن رسولهم كان أرحم الخلق ! إذا كان كذلك فأنا أراهن بأنه غير راضِ بما يفعله هاؤلاء المسلمون و لكن ليس المؤمنون أخبرتني إحدى الفتيات المسلمات يوما بهذه الأية القرانية "قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا و لما يدخل الإيمان قلوبكم...


توقفت ! لأن كل شيء حولي تلاشا و ظللت واقفه في الظلام ! عدوي اللدود و نقطة ضعفي الكبرى !


كان فمي يرتجف و لم استطع أن أصرخ حتى


أزدات الضحكات المخيفة من حولي ضحكات الطلاب و مناداتهم لي بالكافرة تزداد !


الألم الذي شعرت به عندما رجموني بالحجارة يزاد !


و من شدة ارتجافي ظننت انني سأصاب بالصرع ما هي إلا لحظات حتى لم أعد أتحكم بإنفعلاتي بدأت أضحك بهيستيريا جنونيه


جلست على ركبتاي و أنا أمسك برأسي و أضحك هل هذا هو الجنون ؟


ليست سوى لحظات حتى أنطلقت صرخة مجلجلة من حنجرتي


و بعدما صرخت تلك الصرخة لم تمر لحظات قليلة بدت كسنين طويلة بالنسبة إلى


لحظات غلفها السكون المخيف سكون ما قبل العاصفة !


بعدها سمعت صوت صرير لباب خشبي فتح أمامي ...


لم أكن أفكر حتى فقط أندفعت تجاه صوت الباب و ياليتني لم أفعل ...


و اما عن يزيد فقد كان في حجرة مشابهه للحجرة التي كنت بها


لقد كان يقف في وسطها حيث كانت ضحكات طفل صغير تتردد حوله كان الطفل يردد "أمي..أمي..أمي"


أغلق يزيد أذنيه ثم صرخ قائلا أوقف هذا فورا لن يؤثر هذا بي أبدا ...


لم تمر سوى لحظات حتى سمع يزيد صوت صرختي


بتجاه إحدى الجدران المجاورة له حينها ركض يزيد نحو الجدار و هو يصرخ


"غفرسجة ﻻ تستلمي لهم مهما فعلوا لك لن يؤذوك أبدا أن كل هذا و هم إنهم يستغلون مخاوفك إنهم ...."


لم يكمل يزيد جملته حتى فوجئ بسلسلة قد التفت حول قدمه و بدأت تجره على الأرض خارج تلك الحجرة...


أما عن ﻻفظ فقد كان يقف بهدوء في تلك الحجرة الضيقة بدون أي حركة حتى فتح له باب ما بأخر الحجرة و تحدث معه صاحب الصوت قائلا: يمكنك الخروج الأن و سوف تنتظر صديقاك حتى يخرجا حقا، لافظ بن لافظ أنت يا ﻻفظ مميز للغاية بين الجن المسلم أظن بأنك اقواهم فلم تتأثر بكل ما حولك ! ما سر قوتك ؟ .


تبسم ﻻفظ إبتسامة سخرية جانبية ثم قال : سر قوتي هو ما يجعلكم ضعفاء سر قوتي هو أن الله معي .


قهقه صاحب الصوت للحظات عندها خرج ﻻفظ من الحجرة المظلمة


و وجد امامه درج يقود للأعلى فقام بالصعود حتى وصل لقاعة ضخمة تتوسطها جمجمة سوداء ذات قرني ثور و كان في تلك الحجرة مجموعة من الأبواب من ضمنها كان هناك بابان تشتعل حولهما النيران لذا عرف ﻻفظ أننا أنا و يزيد خلف تلك الابواب لذا و قف ﻻحظ بهدوء منتظرا خروجنا من تلك الحجرة حجرة الرعب ...


نعود لما حدث معي عندما عبرت ذلك الباب مسرعة


حينما تعديته أنقضت علي مجموعة من السلاسل و أمسكت بي من كل جانب ...


كان العرق البارد يرشح من جسدي من الخوف لكنني ظللت أهدئ من روعي و أحاول الحفاظ على رباطت جأشي كان عقلي عاجزا عن التفكير بأي شيء لذا نسيت أمر الكتاب الأسود الذي أعطانيه يزيد و لم أفكر به حتى أغمضت عيني حتى لا أرى لكنني بدأت أستمع


إلى تمتمات غريبة شخص ما كان يهمس بها في أذناي فتحت عيني بحذر و هنا كانت الصدمة و جدت رجلا عجوزا له لحية بيضاء و عيني بيضاء تقريبا، كان يقف أمامي و لم تكن تفصل بيني و بينه سوى شعرة واحدة كان يبتسم إبتسامة مخيفة للغاية حتى أنه لم تخرج الكمات من فمي أبدا أقسم أنني اصبت بذهول كامل حتما إنه ليس انسان


لذا قلت لنفسي ربما إذا أغمضت عيني لن اراه و سختفي ببساطه لذا أغمضت عيني و انا ادعوا ان ﻻ اراه و بعد فترة وجيزة فتحتها وجدت عقرب مهول الحجم أمامي ظهر فجأة من العدم ثم قام بوضع كماشة يده حولي و كأنها مقص !


فكرت في نفسي أنه و بمجرد ان يطبق يده سوف يقسمني لقسمين كان العرق يتصبب مني و بسرعة قلت بقلبي " يارب أخرجني من هنا أقسم انني أؤمن بوجودك فقط أنقذني أرجوك أخرجني من هذا المكان أرجوك أخرجني "


أغمضت عيني بوجل و شعرت و كأن ماء باردا صب على قلبي لقد كانت راحة كبيرة حقاً ! شعرت و كأنما هناك جبل ما أزيح عن كتفي لا أعلم لما و لكن كل الخوف قد ذهب


فتحت عيني فلم أجد شيئا لم أجد ذلك العقرب و أيضا تلك السلاسل قد فكت عني و فتح لي باب بأخر الحجرة ثم تحدث معي صاحب الصوت قائلا: يمكنك أن تخرجي لقد تخطيت اختبار حجرة الرعب .


هكذا بهذه السهولة !


خرجت من تلك الحجرة فوجت سلما امامي صعدته


و عندها و صلت إلى قاعة كبيرة تتوسطها جمجمة سوداء بها قرني ثور !


و هناك و جدت لافظ واقفا فأسرعت إليه قائلة: ما اللذي كان يحدث ؟ و أين يزيد ؟! .


حينها تبسم ﻻحظ و قال بغموض: آوه لديك حق طاقة الآن .


تعجبت من مقولته الغريبة و المستفزة تلك


فصرخت قائلة: عن ماذا تتحدث بحق الجحيم ! أين يزيد أخبرني ؟ .


تبسم مرة أخرى ثم أشار إلى حجرة تحيطها النيران و قال : انه يواجه أسوء مخاوفه هناك في تلك الحجرة .


و في تلك الأثناء عند يزيد...


سحب يزيد إلى حفرة عميقة داخل الحجرة المظلمة


كانت تبدوا كبئر لكنها في الواقع كانت زنزانة تحت تحت الأرض


حاول يزيد أن يقاوم لكن دون جدوى و انتهى به الأمر معلقا من قدمه


و متدليا داخل تلك الزنزانة ...


لقد كانت معتمة و كان بها رائحة عفنة ﻻ تطاق و كأنها رائحة لجثة شخص ميت منذ سنوات


اُغلق مدخل الحفرة على يزيد من الأعلى و ازداد توتره لكنه ظل يحاول الحفاظ على رباطة جأشه حينها بدأ يسمع صوت صراخ طفل و هو يبكي و يقول


"امي..إلى اين انتم تأخذونها ؟ أمي ﻻ تذهبي إبقي معي أبي أوقفهم ! لا..لا.. أمي !"


حينها صرخ يزيد قائلا: أوقف هذه المهزلة فورا هذا ﻻ يؤثر على بتاتا لقد إنتهى كل شيء و أنا قد نسيته .


فجأة أضاء ضوء خافت داخل الحفرة ليرى يزيد جثة إمرأة معلقة بسلسلة تماما مثله و أمام وجهه مباشرة أصيب يزيد بقشعريرة لقد كانت الجثة متعفنة و كأنها لبثت سنين طوال معلقة بهذا الشكل ﻻحظ يزيد ثياب تلك المرأة المألوفة و القلادة التي كانت معلقة على عنقها


مد يدة ببطئ إليها ثم نزع القلادة بسرعة و أخذ يقلبها صمت للحظات ثم فكر "ﻻ يمكن"


لم تمر بضع ثواني حتى جهش يزيد بالبكاء و هو ينادي "امي َ!!"


كنت أنا و ﻻفظ ننتظر قدوم يزيد لكننا عوضا عن ذلك سمعنا صوت أنينه من داخل الحجرة


شعرت بالخوف لم أتمالك نفسي فأقتربت من الحجرة لكنني لم أستطع الوصول لبابها بسبب النيران لذا التصقت على الجدار و أخذت أنادي يزيد و أنا اصرخ قائلة: يزيد أنه مجرد وهم أنهم يريدون رؤيتك خائفا ﻻ تقلق يزيد سوف تخرج من هناك صحيح ؟ سوف تساعدني اليس كذلك ؟ أخرج بسرعة و ﻻ تستسلم تذكر نحن هنا بنتظارك ! .


ظننت انني جننت لوهلة ههه من المضحك قول هذا في وضعي الحالي لكن حقا شعرت بغبائي لقد انسابت تلك الكلمات من فمي كالحمقاء ليس وكأنه والدتي ليهتم بي لا أعلم حتى ما إذا كان قد سمعني لكنني كنت أثق بهذا أنا فقط كنت أدعوا بأنه قد فعل .


كان يزيد معلقا و شريط ذكريات ماضيه الغامض يمر أمام عينيه


عندما سمع صدى كلماتي إليه عندها تبسم


و قال مخاطباً نفسه: كلا لن أستسلم لن أخذل أي أحد ليس و هناك من ينتظرني .


عندها رفع غطاء الزنزانة و سحب يزيد من قدمه إلى الخارج


و فكت السلسلة من على قدمه و فتح الباب أمامه للخروج


و خاطبه صاحب الصوت قائلا : يمكنك الذهاب .


حينها خرج يزيد مسرعا نحو الدرج و ما هي إلا لحظات حتى خمدت النار من أمام الباب حينها هتفت قائلة للافظ: النار اختفت !.


تبسم ﻻقظ قائلا: قد يكون لهذا تفسيران الاول أن يزيد قد ... مات و الثاني هو أنه قد خرج .


قاطع حديث ﻻفظ يزيد و هو يفتح باب الحجرة و يقول : تعرف أنني لست ممن يستسلم .


قهقه ﻻحظ حينها قائلا: أعرف ذلك جيدا يا صديقي .


كنت أنظر ليزيد و انا اقول لنفسي : شكرا للرب لقد أنقذه ! شعرت حقا بأنه إن حاولت و طلبت من الإله سوف يحقق طلبي دوما .


تفاجأة بيزيد ينظر لي ويبتسم محاولا إخفاء دهشته و إن بدت واضحة حينها سألته : ما الخطب ؟ .


هز رأسه هزه تدل بأنه ﻻشيء ثم قال: فقط الفضل بعد الله لك و لكلماتك شكرا لك .


حينها تحدث ﻻفظ مقاطعا لنا و هو يقول : الان الجمجمة أمامنا لنذهب إلى شماط و ننتهي من هذا .


أمسكت بالجمجمة و قلت له هيا إذا أنقلنا...


حينها انفجر كل من يزيد و ﻻفظ بالضحك مما أثار تعجبي


فصرحت قائلة: ماذا الآن ؟ .


حينها قال ﻻفظ: للأسف لكنني لا أستطيع الإنتقال أكثر من مرة في اليوم .


تبسمت بغباء قائلة: إذا ؟ .


حينها قال لي يزيد: إذاً فسوف نقطع هذا الجبل بأرجلنا نزوﻻ إلى أطراف المملكة حتى يعيد ﻻفظ شحن قوته .


لأصدقكم القول ظننت انه يمزح فسألته: ننزل؟ عبر جبل الجن العظيم المليء بالشياطين بأرجلنا ؟! .


يزيد: أجل و يجب أن نتحرك الآن قبل ان يأتي الليل .


حينها قلت له بتعجب : أنه بالفعل الليل ! .


حينها حدثني ﻻفظ قائلا: ليلنا نهار و نهارنا ليل في مملكة الجن النهار يبدأ من غروب الشمس و ينتهي مع شروقها .


هززت رأسي هزه توحي بالفهم


و أنتبهت أخيراً انني أمسك جمجمة شيطان بيدي مستوعبة سبب ضحكهما فصرخت


و وضعت الجمجمة في يد ﻻفظ الذي قال بسخرية بحته: و أنا اللذي ظننتها قد أصبحت شجاعة فجأة .


حينها صرخت قائلة: ممم... ما الذي تقوله أنا... أنناا شجاعة و إلا لما كنت اكملت هذا و الأن تحرك يا سيد ..


تحركنا إلى خارج القاعة التي أوصلتنا و بطريقة ما إلى بوابة الكهف المكان الذي بدأنا منه أكملنا طريقنا للخارج لكن كنت أشعر براحة و كأنني تعودت على الوضع أنا اشعر براحة بقائي هنا لاول مرة انا فرحة للغاية لكن ذلك الشعور قد عاد الشخص الذي يراقب من بعد شعرت به مره اخرى التفت بسرعة لكنني لم ارى سوى دخان أسود في الأرجاء لم أكترث لا بد و أنها مجرد أوهام أكملت طريقي و أنا أقنع نفسي بذلك خلفهما حينها سمعت ﻻفظ يقول ليزيد شيئا غريبا بلغة غير مفهومة و قد صمت عندما أقتربت


سألت: ما الأمر ؟ .


حينها التفت يزيد لي قائلا : يبدوا أننا سنتوقف عند فندق قريب .


حينها قلت بدهشة: و هناك فنادق هنا ؟! .


حينها قال ﻻفظ : أجل لكنها ليست خمس نجوم بل سالب خمس نجوم في أفضل الأحوال .


أستغربت من كلماته لا أعلم لما لكن ذلك الشاب غريب يبدو كأنسان و هو من الجن و دوما يتحدث بالألغاز ملامحه باردة و لا يمكن لشخص قراءتها على الإطلاق ! .


أيا كان لم يمضي وقت إلا و قد توقفنا أمام فندق مخيف للغاية و كأنه بيت أشباح كالذي يظهر في أفلام الرعب ! فهمت معنى كلام ﻻفظ عندما قال سالب خمسة لكنني أعتقد انه فندق سالب عشرة و ليس خمسة !


تقدمنا يزيد و طرق باب ذلك الفندق المرعب المتهالك


لتبدأ حكاية مرعبة أخرى هناك ...


في فندق الأشباح


2017/07/17 · 353 مشاهدة · 2004 كلمة
Jska12
نادي الروايات - 2024