رواية لابد ان أختم السماء

السيطرة على العالم

"لابد أن لهذا الكنز قصة خاصة به "....حمل (مينغ هاو) السيف الخشبي ثم غرزه في الأرض , لم يكن الأمر صعبا جدا بل عكس ذلك كان قد غرز السيف في الأرض بسهولة تامة , ابتسم (مينغ هاو) ثم سحبه خارجا و ابتهج فرحا أكثر من ذي قبل

على حين غرة رفع رأسه بذهول تام, لقد أحس كأن الطاقة الروحية قلت (تقلصت) في كهف الخلود و كما أنها ستختفي تماما

على الرغم من أنه لم توجد كمية كبيرة جدا من الطاقة الروحية و لكن أن تختفي بهذه السرعة من المستحيلات . و كما أن الطاقة الروحية هي (تشي الأرض و السماء) و التي تنبض داخل الجبال مثل الشرايين و كانت طائفة الاعتماد مجرد مكان ينتمي للجبال و من غير الممكن أن تزول الطاقة الروحية فجأة و من غير أي سبب

في حيرة من أمره جلس (مينغ هاو) و شرع في التفكير و التأمل من أجل تنظيم أموره جيدا و على نحو مفاجئ استدار خلفه نحو سيفه الخشبي , لم يستطع تصديق ما رآه , لقد اكتشف لتوه أن جل الطاقة الروحية قد امتصت من قبل السيف الخشبي

ا"السيف ...السيف يستطيع امتصاص الطاقة الروحية ؟" ..كان (مينغ هاو) مصدوما مما يراه , و في غضون لحظات هرع إلى حقيبته و أخرج حجرا روحيا و وضعه بالقرب من السيف , ة في مدة وجيزة ظهرت بقعة سوداء داخل الحجر و بدأت تكبر شيئا فشيئا في غضون ثواني لا غير

و بعدها التقط الحجر الروحي و أبعده قليلا, شعر بالقليل من الأسى على فقدانه حجرا روحيا و لكنه في نفس الوقت كان مذهولا

ا"هذا السيف...هو حقا أعظم كنز قد حصلت عليه "...كان ينظر إلى السيف متفحصا إياه جيدا, ثم أمسكه و وضعه فوق أصابعه بكل هدوء و تروي , تسببت له ببعض الجروح الطفيفة,ثم ما لبث حتى شعر (مينغ هاو) بأن طاقته الروحية تتقلص باستمرار من قاعدته كلما جرحه السيف أكثر

ضمد إصبعه المجرود , و كانت الإثارة واضحة جيدا من عينيه و في لحظات التأمت جروحه , نظر (مينغ هاو) نحو سيفه مطلقا معها ضحكة حمقاء

ا"إذا استخدمت هذا السيف في مقاتلة السحرة فكل ما علي فعله هو قطعهم (أي إصابتهم و التسبب لهم بجروح بليغة) , و سوف تتلاشى طاقتهم الروحية بسرعة و سأتمكن من التغلب عليهم, من السيئ أن يكون لي سيفا مثل هذا واحد فقط. إذا كان لي سيفين أو عشرة أو حتى مئة, فغني سأستنزف طاقة خصمي بسرعة و بسهولة أيضا , كان ذلك ليكون رائع " ...تخيل نفسه و هو يطعن بتلك السيوف المائة كلها في جسده

مغامرة في الجبل و إنفاق كل تلك الأحجار الروحية, كان تستحق ذلك العناء بكل تأكيد

بعد كل ذلك الإجهاد في التفكير, اخذ نفسا عميقة و اخرج المرآة النحاسية

ا"أتساءل كم من الأحجار الروحية ...." كان يتردد في كل لحظة و لكنه لم يكف عن التفكير في السيف المدهش الذي وضعه على المرآة مباشرة, بمجرد أن لمس سطحها ومضت المرآة و كان السيف قد التصق بها و كان يدخل عميقا (يمتص من طرف المرآة) , لم يسبق أن رأى هذا من قبل و تسببت له بصدمة , حاول انتزاع المرآة و لكنه كان بطيئا جدا و قد اختفى السيف داخل المرآة

ا" ما الذي يحدث هنا ؟ اللعنة عليك أيتها المرآة لقد واجهت الكثير من المصاعب القاسية حتى آخذ ذلك السيف, أنتِ, أنتِ, أنت أيتها.... حسنا اهدأ يا مينغ اهدأ" ...بقي لبعض الوقت و هو يهدأ في نفسه و بضع دقائق أخرج حجرا روحيا ووضعه فوق المرآة ..اختفى أيضا

ا" هممممم . هل من الممكن أنها تنسخ من الداخل؟" خفق قلب (مينغ هاو) بقوة , و قرر وضع حجرا آخر , واحدا بعد واحد ...ظهرت ملامح الإحباط على وجهه , كانت المرآة كالحفرة المقعرة تمتص بلا توقف , و بعد مرور مدة من الوقت كان (مينغ هاو) قد وضع أكثر من مائتي حجر روحيا بالفعل و كلها امتصت

ا"اللعنة, اللعنة..." أراد أن يتوقف و لكنه أبى ذلك و واصل وضع الحجار الروحية واحدة تلو الأخرى فهو يدرك انه إذا استسلم الآن ذلك يعني انه سيخسر قدرة نسخ المرآة للأشياء

و صمم على مواجهة إحباطه و وضع المزيد من الحجار الروحية بكميات كبيرة (حوالي ثلاث مئة أو أربعة مئة) في مرة واحدة حتى أنه وضع ألف حجرا روحيا على سطح المرآة و امتصت كليا , شحب وجه (مينغ هاو) كثيرا و كما أصبحت يديه تاهتزان كلما وضع حجرا روحيا آخر

ا"إلى متى ستبقي على هذه الحالة أيتها المرآة ؟ هل أنت تسرقين حجاري الروحية أم ماذا ؟" ..كان قد أهدر حوالي ألف حجرا روحيا بالفعل , لم يستطع الاستسلام الآن , مع عينان دامعتان كان (مينغ هاو) كالمقامر المدمن , و ألقى الكثير من الحجار و أخيرا ألقى ألفي حجرا روحي , بدأت المرآة في التألق بضوء مشرق و متعدد الألوان مشيرة إلى أن عملية النسخ في طريقها إلى العمل في هذه النقطة بالذات كان (مينغ هاو) فاقد لإحساسه لا يشعر بما يجري من حوله مكتئب و محبط جدا , ندمان و لكنه يرفض الاستسلام ناظرا إلى الألوان المتعددة الصادرة من المرآة و التي بدت و كأنها تتبدد شيئا فشيئا

عندما اختفى الضوء, كان هناك سيفان متطابقان على سطح المرآة

( كاتب هذه القصة مطلوب حيا أو ميتا )

عندما رآهما , استعاد لون وجهه و التقطهم بلهفة و تردد , شعر بمزيج من المشاعر المختلطة , شعر بالحزن و الغضب بجانب الألم و العذاب و في نفس الوقت شعر بالراحة و الطمأنينة و السلام الروحي الذي لم يخالجه منذ أن احتجاز السيف داخل المرآة

ا"لا بأس, لا توجد أي مشكلة....ما هي إلى بضع الأحجار الروحية العديمة الفائدة التافهة لاغير...لا يمكن الحصول على شيء جديد دون التخلي عن القديم. و كما من الجيد أن يكون هناك سيفان من السيوف الخشبية ا"...كان قد نطق كلمة "التافهة" مع غصة في حلقه...و ضع بسرعة المرآة النحاسية بعيدا و نظر للمرة الثانية إلى السيفان الخشبيان , جلس بقربهما و أخذ وقت طويل في التفكير في مدى قوتهم , و مع الوقت بدأ يهدأ أكثر و أكثر

تجلى العزم و الإصرار من عينيه و بعد مرور بعض الوقت قرر تخبئة السيفان بعيدا عن الأنظار , و لكن (مينغ هاو) لازال مهموما بعدما خسر أكثر من ألفي حجرا روحيا

مع ضحكة مريرة , ربع (مينغ هاو) على رجليه للتأمل في انتظار عودة الطاقة الروحية المسلوبة إلى الكهف الأسود , و فجأة فتح عينية و أخرج القلب الشيطاني من حقيبته

ا"على الرغم من أنني اخترقت المستوى الخامس مؤخرا فقط من (تشي التركيز) و لكن من يدري إلى أي درجة نمت قاعدتي (قاعدتي التدريبية) بعدما ابتلعت كل تلك الحبوب الجافة ".ء

بنظرة مصممة ابتلع القلب الشيطاني و أغلق عينيه, بدا جسده يرتعش...القلب الشيطاني ملئ جسد (مينغ هاو) بطاقة روحية لا تصدق كأنها فيضان كثيف غمرت تلك الطاقة جسد (مينغ هاو) كاملا

كانت كثافة تلك الطاقة الروحية أكبر من أي وقت مضى ما عدى كثافة طاقة الروحية للحبوب الطبية الجافة.في الواقع, لم تكن هناك أي طريقة للمقارنة بينهما ...انفجر القلب داخله مع لمعان أبيض مشرق اجتاحت جسد (مينغ هاو) كاملا , سال البعض من الدم من فمه و ارتج جسده كاملا و لحظة بعدها شعر (مينغ هاو) بشعور خيالي لا
مثيل له أبدا

و مع كل نبض قوي , كان يشعر بألم شديد و جسده يرتعش أكثر فأكثر, شحب وجهه أكثر و قد كان يغص أسنانه بما أوتيَ من قوة

ثم شرعت بحيرة القلب بالتخضض (التحرك بعنف أي يخض جيدا ) حتى عكرت كليا (أي أصبح عكرا) , و تشكلت قوة روحية مذهلة .....على الرغم من الألم أحس (مينغ هاو) أن قاعدته قد توسعت من المرحلة الأولى من المستوى الخامس إلى المرحلة المتوسطة منه . و مع مرور المزيد من الوقت ارتفعت قاعدته حتى وصلت ذروتها من المستوى الخامس

ثم اهتز رأسه بعنف, و كسرت قاعدته ليصل إلى المستوى السادس من (تشي التركيز)

و لكن لم تقف فقط عند المرحلة الأولى من المستوى السادس بل انها استمرت في الصعود حتى وصلت المرحلة المتوسط من المستوى السادس.ثم بدأت في تباطؤ شيئا فشيئا , صارت ملابس (مينغ هاو) رماد محترق بقت فقط بجانبه الحقيبة , كان مغطى تماما بالقذارة النجسة و لكن إن نظرت عن كثب عن قرب سترى أن بشرته متألقة جدا بشكل شبه شفاف كما لو أن شمس الصباح منبثقة منه

كان شعره طويلا يصل إلى كتفيه و قد ازداد طوله قليلا, لم يعد جسمه ضعيفا كما كان و لكنه لا زال طويل القامة و نحيف

كانت معالمه بارزة نوعا ما, و لكن ملامحه كانت مشرقة إشراقا لا مثيل له يصعب وصفه بأي كلمة

بحيرة القلب كانت هائجة و مخضوضة ملئت جسده كاملا و في الأعماق استقر القلب الشيطاني , ثابت هناك لا يتحرك

إذا كان القلب ثابتا هناك بلا حراك فلن يكون هناك للقلق بشأنه ,و لكن عندما وصلت قاعدته للمستوى السادس اهتز رأسه بعنف حتى فقد (مينغ هاو) وعيه و في داخله أحس بمصيره المحتوم , يبدوا أن سببه هو القلب الشيطاني الذي علق في رأسه كأنه وسم ناري (أي ختم بالنار)

لا بد أن تكون نوعا من الوصايا الدموية للتنين المائي الطائر (أو تنين المطر الطائر) , تركت لغير الحكماء من النسل الصغير و ذلك عندما أوشكت على الموت ,اندمجت الوصية داخل القلب الشيطاني ,لا بد أن الثعبان الشيطاني كان سيرثها بعدما ينتهي من تغيير جلده ,و بالطبع حاز (وانغ تونغفاي) على قطرة الدم تلك ليرتبط مع الوصية و أراد احتياز عليها و لكن للأسف حصل (مينغ هاو) عليها بداله

وجد (مينغ هاو) نفسه حالما فجأة , كان يطير في وسط السماء يحكم العالم و أصبح سيد الأرض , تحيطه الرياح المتقلبة و الغيوم من كل جانب لقد صار ملك السماوات و الأرض (الترجمة الأصلية هي إله السماوات ) , عندما شاهدته الوحوش الأخرى هرعوا من الخوف و ارتجفوا بشدة كما أنه فقدوا مؤهلاتهم في الطيران و الآن سيسمحوا له بأن يذبحهم

كان سيدا للعالم هو الآن المختار, يخدمه جميع الكائنات (الترجمة الأصلية هي معبود من طرف جميع المخلوقات ) , بدا ذلك العالم قديما كأنه من العصور الغابرة منذ فترة طويلة

هذا الإحساس بالتحليق أصاب (مينغ هاو) بالجنون تقريبا , لقد أحب تلك اللحظات ...أمضى وقت طويل في التحليق عاليا و في طريقه تراجعت كل الوحوش الشرسة عنه بخوف و رهبة, و العديد من الناس في الأسفل على الأرض أعلنوا موالاته (الترجمة الأصلية الناس في الأسفل على الأرض ركعوا عبادة له ) .ء

كانت الرياح و الأرض تحت قدميه لم تبقى سوى السماء (الترجمة الأصلية: الجنة ) و لكنه كانوا في مستوى واحد

ثم , وصل إلى البحيرة , و أخفض رأسه لرؤية نفسه , لقد صار تنينا طويلا حوالي عدة عشرات الآلاف من الأمتار الطويلة مع جناحين ضخمين كل واحد منهما أيضا يصل لعدة عشرات الآلاف من الأمتار الطويلة و كان يمتلك قوة لا توصف بإمكانها أن تطوق العالم كله

كان رأسه شرسا وحشيا, و كان له ذيل طويل بشكل لا يصدق.كل ذلك اندمج مع بعضه البعض ليشكل مجدا لا حدود له و التي سببت في صعقة كهربائية في عقل (مينغ هاو) مؤدية بذلك في شق عقله و صدور صوت

ا"أنا الآن تنين مطر القديم من العصور القديمة!" ...لقد ملئت تفكيره و ملئت العالم , ترك كل من وراءه يرتجف من الخوف , كل المخلوقات الحية التي انقرضت منذ فترة طويلة من على الأرض .على الرغم من أن بعضها كان ضعيفا جدا و لكنهم بقوا على قيد الحياة

في تلك اللحظة بالضبط , و على الجهة الشرقية من طائفة الاعتماد ,في كهفه الخالد, اسود وجه (وانغ تونغفاي) أكثر ,الغضب يسكن قلبه الذي جعله تقريبا مجنونا ,لقد ذاق الفشل لأول مرة في حياته و قد واجه صعوبة في تقبل ذلك و رغم أنه حاول مرارا و تكرارا حاول استخدام قطرة الدم للتواصل مع الوصية أو يحس بخصمه الذي سرق كنزه , و لكن لم يحد شيء و لم يدري ما الذي يجري في الواقع

و في قمة الغضب صرخ في الشاب الذي كان يقف أمامه بجانب (شانغوان سونغ) :ا

ا"هل وجدت أي شيء ؟"ا