رواية لابد ان أختم السماء

في حيرة من أمره

ا"أيها الأخ (وانغ) , لقد بحثت بكل سرية في جميع أنحاء منطقة الاعتماد و استجوبت بعض التلاميذ عن الموضوع , و لم أترك مكان الى و بحث فيه جيدا "....هذا الرجل الذي تحدث الان كان مشهورا أيضا في طائفة الاعتماد , و لكنه أمام (وانغ تونغفاي) كان متواضعا جدا ,لم يسبق له أن رأى (وانغ تونغفاي ) بهذه الحالة من قبل . لقد كان مترددا بعض الشيء و بدأ يتحدث و هو منحني قليلا للأسف احترما ل(وانغ) ...."و حتى إني بحثت في الحدود المحيط بطائفة الاعتماد و تبعني في ذلك كل من (تشو كاي) و (هان تسونغ) و عدة ناس آخرين . في ذلك الوقت كان يوجد هناك سبعة و ثلاثون شخصا من غير المنتمين للطائفة , استبعد تسعة و عشرين شخصا كمشتبه بهم أما الستة البقية فلا يوجد أي دليل يبرهن أنهم كانوا موجودين في الجبل الأسود ذلك اليوم , و لكني متأكد من شخصين إنهم كانا هناك هما (مينغ هاو) و (هان تسونغ)"ا

بدا (وانغ تونغفاي) أكثر غضبا من ذي قبل , نظرته كانت مخيفة تتجلى منه نار الغضب .عندما رآهما الشاب أخفض رأسه بسرعة و ابتعد خطوتين للخلف

ا"(هان تسونغ) كان متواجدا هناك ؟ ......و (مينغ هاو) ؟" ...قبط (وانغ) وجهه , كان اسم (مينغ هاو) مألوفا له

أجابه الشاب بسرعة :ا

ا"ذلك (مينغ هاو) هو .....هو ذلك الشخص هاجم الأخ الأكبر (لو) "ا

اسود وجه (وانغ تونغفاي) بحرقة في قلبه , لقد خطط لسنوات طويلة و انفق الكثير من الأموال ة الثروات ومنذ صغره و هو يفكر بالموضوع بكل جدية ليحقق ما تمناه , كان انتصاره العظيم وشيكا و لكان الآن قد عاد لعشيرته و ساهم في بنائها ,و لكن للأسف طارت الأحلام مع الرياح و ذهبت جميع مخططاته هباء و عندما تذكر السيف و مكنان سيفعل به ازدادت حالته سوءا كان السيف الوسيلة لتدمير العالم و كلما فكر في وصية تنين المطر حلت عقدة في قلبه

قبل ذلك اليوم , كان واثقا تماما من نفسه تمام الثقة , و اعتبر نجاحه مضمونا لا محالة و سيملك كل شيء و هذا مجرد حظه الجيد الذي قاده إلى هذا كله , و لكن بعد تلك الحادثة الغير المتوقعة و الضربة القاسية التي تلقاها وجد صعوبة في تقبلها و كأن كل شيء لم يحدث

يأخذ أنفاسه بصعوبة بالغة , شرع (وانغ تونغفاي) في الحديث , و لكن بعد أنهى كلامه بدأ يرتعش فجأة و شعر بحرقة مؤلمة من على ذراعه اليمنى . رفع أكمامه ليرى ما الذي يجري له , و قد لاحظ تلاشي قطرة الدم ببطء , لم يعرف ما يفعله حينها و بقي ساكنا بلا حراك يشاهدها و هي تختفي نهائيا , و بعد زوال القطرة تغيرت ملامح الوسيمة لوان غالى ملامح غضب و هزيمة , و قد أصابته نوبة سعال دموية حادة

كان يدرك أنه في تلك اللحظة بالضبط أن الشخص الذي سرق كنزه قد صار الآن متصلا تماما بالوصية, و لن يكون قادرا مرة أخرى على استخدام قطرة الدم تلك للإحساس بأي شيء, لأن الوصية قد اختارت شخصا أخر بالفعل

عندما رأى الشاب ذلك يحدث أمامه , أصابه الرعب و كان على وشك اتخاذ خطوة إلى الأمام حتى رفع (وانغ تونغفاي) رأسه فجأة و صاح بكل صوته :ا

ا"لقد فاز"ا

صوته القوي دوى في المكان , و أصبح لون وجه الشاب أبيضا , لم يسبق له أن رأى مثل هذه التعبيرات على وجه (وانغ تونغفاي) , بجسد منهك غادر من المكان

داخل كهف الخلود , احمرت عينا (وانغ تونغفاي) أكثر و يهيج رأسه أكثر كلما فكر في (هان تسونغ) و (مينغ هاو) , لم يستطع أن يشغل باله أكثر في الموضوع و ظل ينظر خارجا نحو الأسفل إلى الطائفة الخارجية الأمامية

كان عبوسا كئيبا , يفكر في قطرة الدم و كيف لم يعد يشعر بشيء نحوها و كيف تم محوها بسبب خصمه بغض النظر عن إذا ما كان (هان تسونغ) أو (مينغ هاو) فكلاهما ليس قادرا على سرقة الكنز

ا"لو أعرف من أنت فقط ؟" بعينين دامعتين تملئها نار الحقد أخرج حقيبته و بعدها أخرج حزمة ضوئية فضية تجمعت لتشكل جهاز سحر ذات ثماني أوجه , و التي تشكلت أمامه

حدق في ذلك الشيء لبعض الوقت بنظرة تملئها العزم و الإصرار , كان هذا أحد الأجهزة السحرية التي أعدها في إحدى الجبال المحيطة بالجبل الأسود , بسبب استخدامها لذلك اليوم فانه يحتاج إلى تجديدها بعد مرور ساعات و عند ذلك يمكن استخدامها مجددا

و كان قد قرر تنشيط الجهاز السحري أخيرا , و حتى لو أصابته هو , و قد ترك حواسه كلها داخل الجهاز لمعرفة من الذي كان يتواجد داخل الجبل الأسود ذلك اليوم

و هو ينظر إلى جهاز السحري الموجود أمامه , عض (وانغ تونغفاي) لسانه و بصق قليلا من الدم , و حينما رش قطرات الدم داخل الجهاز السحري , اهتزت أصابعه بتردد , و فجأة انخفض رأسه و فقد وعيه على الفور , وسط شعور غير واضح فجأة أصبح قادرا على رؤية ببعض الهالات الموجية المنبعثة

«واحد, اثنان , ....تسعة أشخاص دعوتهم لمساعدتي ,كانت تلك هي هالاتهم ..." كان وجه (وانغ تونغفاي) شاحبا , كان الجهاز السحري أمامه يهتز بقوة و ظهرت مجموعة من الشقوق على سطحه , و لكنه لم يقرر الانسحاب و بدلا من ذلك صب حواسه كلها نحو الجهاز

موجز غير واضح تصور في عقله مليئة بمجموعة من النقاط الضوئية عشرة منها كانت تنتمي لمجموعته و واحدة أخرى كانت تنتمي ل(مينغ هاو)ا

و بالإضافة لذلك كان هناك نقطة ضوئية أخرى , ركز فيها (وانغ تونغفاي) للحظات , ثم تأكد من أنها تعود ل(هان تسونغ) , و لكن لسوء الحظ يظهر الجهاز السحري فقط مجموعة من النقاط الضوئية الموجودة داخل 7 أو 8 من الجبال المحيطة بالجبل الأسود و لكن لا تظهر مواقعها بالتحديد

عبس (وانغ تونغفاي) , و من ثم و فجأة لاحظ وجود في مخططه الموجود في رأسه ضوءا آخر

كان الضوء خافتا و لو لم ينظر عن كثب جيدا لكان قد تفاداه, و بدون دفع الجهاز السحري نحو نقطة الانهيار في حدود قوتها , لم يكن قادرا بشعور بها أو معرفة لمن تعود

"هذه هي..." ....خفق قلبه بشدة و ركز نظره مرة أخرى و لكن كلما حاول ذلك يرتج جسده و يسعل دما, و تحطم الجهاز السحري إلى أشلاء تناثرت بعيدا في مكان أصابته هو و حتى جدران الكهف

وجهه كان ابيضا جدا, اشتد سعاله جدا و بصق المزيد من الدماء, كان يبدوا في حالة لا يرثا لها....عندما استشعر ذلك الضوء الأخير أصيب برعشة قوية كما لو أنها كادت أن تقتله بمجرد تفكير بها

الجهاز السحري يمكن أن يمنحك ما هو مستوى الهالة فقط , و ليس مستوى قاعدته التدريبية , و لكن بعد أن تسببت تلك الهالة بذلك رد الفعل ترك في نفسه الخوف و الرهبة

"من هو صاحب تلك النقطة الضوئية ؟" قالها (وانغ تونغفاي) و هو يهز رأسه , الخوف جعله يتأكد من أن صاحبها هو بالتأكيد من سبب في زوال بقعة الدم

بقلب بارد رفع رأسه و أخذ نفسا عميقة , و بعد مرور بعض الوقت و كانت حواسه قد تعافت كلها و لكن ذكرى ذلك الضوء الخافت أثقلت كاهله كان جبلا كاملا و قع عليه

ا"كيف عرف ذلك الشخص بقصة الكنز و مكان وجوده ؟...هل يمكن أنهم كانوا يتبعونني في بحوثي ؟ .....من هو يا ترى ؟"ا

****** * **** * **** * ******** ******** ******* ***** **** **** *** *** *** ***

بعد مرور الوقت .... انتهى حلم (مينغ هاو) أخيرا , فتح (مينغ هاو) عينيه , غير متأكد من عدد الأيام التي أمضاها في حلمه , و لا حتى إذا ما تغير مستوى قاعدته , شعر و كأنه كان يحلم لفترة طويلة جدا

عند اختتام الحلم , شعر (مينغ هاو) كما لو أن لديه الكثير من الذكريات أكثر من ذي قبل , كانت الذكريات غامضة و تعود إلى العصور القديمة .و غير قادر على تذكرها كلها دفعا واحدة , و لكن تلك الرغبة في التحليق عاليا في السماء العالية لا يزال يجول باله

تأكد من انه إذا ما استطاع يوما في التحليق مثلما حدث في مخيلته فستعود جميع الذكريات واضحة

بعد مرور بعض الوقت , أخذ (مينغ هاو) نفسا , حالته تعود لطبيعتها شيئا فشيئا و كما عادة حواسه أيضا , و قد أحس بقاعدته التدريبية مجددا ثم كف عن ذلك, شيء مذهل

ا"المستوى السادس من تشي التركيز ؟" ...برقت عينيه بشدة, و بعد فحص دقيق لقاعدته التدريبية جن من الفرح , لقد استشعر بحيرة القلب المهيبة و التي يوجد بداخلها القلب الشيطاني ,و سيطر عليه شعور مدهش

و في قمة الحماس جلس مرة أخرى على قدميه و أغلق عينيه و صب حواسه في التأمل, بدا و كأنه قادر على الإحساس بكل شيء من حوله بكل تفاصيلها..و فجأة سمع صوت (السمين) في الخارج

ا"(مينغ هاو) لقد كنت ملعونا بلا حظ, لقد أخذت الحبة الجافة و لكني لم أمنعك حتى لا أؤذيك , .....أرجوك لا تجعلني موسوسا ..."ا

ا"السيد المسكين (السمين), في الواقع أنا ملعون أكثر منك, هل سمعت إن سلعتنا قد اختفت ؟ لقد سرقت كله

الاوراق المالية الصفراء

ا "ا ...كان هناك حريق صغير خارج كهف الخلود يقف أمامها (السمين) بوجه متألم كما لو أنه أحرق ورق مال صفراء

ا"(مينغ هاو) , عندما تصبح روحا , عليك أن تعود و تساعدني ...أنظر غلى كمية الورق التي احرقها من أجلك" ...بدأ يذرف الدموع بلا توقف بينما هو

السمين

لا يزال يحرق باقي الأوراق المالية ممزوجة بنحابه ا (صوت البكاء) ا

ا"أنت قدمت من عائلة فقيرة, و لكن لا تقلق , أنا ....السيد السمين هنا بجانبك لرعايتك , سأحرق الأوراق لك كل يوم بحيث ستكون قادرا على شراء منزل و الحصول على زوجة في حياتك القادمة , عليك أن تحقق آخر أمنياتك و هي أن تكون غنيا"ا

ا"أوه , يا (مينغ هاو) , كيف ترحل بهذه السرعة همهمهمهمهم(تقليد لصوت البكاء) " ...انهمرت دموع السمين بغزارة و طغى عليه الحزن و الأسى

بعد سماع كل هذا . ظهر ملامح غريبة من على وجه (مينغ هاو) , فتح عينيه لقد كانت هذه أول مرة يحرق شخصا أوراقا مالية صفراء له , لم يدري إذا ما عليه أن يضحك أم أن يبكي , و قف أمام الباب الرئيسي و دفعه فاتحا إياه مصدرا صريرا طويلا ثم خرج

و بمجرد خروجه , توقفت فجأة نحبات الفتى العالية , و تطلع إليه في دهشة و عدل وقفته بعدها , كان عيناه مليئة بالخوف , و بعدها اعترف (مينغ هاو) بخطيئته و طلب الصفح عنه

نظر (مينغ هاو) للسمين بنظر غريبة , ثم سعل سعالا خفيفا و اتجه نحوه أقرب منبع مائي و شرع في تنظيف نفسه هناك, و لم يكن قذرا في حياته من قبل , و بعد تنظيف نفسه جيدا و لبس رداء أخضرا ثم استخدم سيفا طائرا لتقليم أظافره , و بعدها سرح شعره و عاد مظهره كما كان في السابق ثم استدار نحو (السمين) و ابتسم .