الفصل 48 : سونع الغريب الأطوار و وو دينغكيو
رعد يجوب السماء , تكاثفت الغيوم الوردية و هبت رياح الخريف , و تساقطت الأوراق متمايلة مع نسيم العليل .كان ينبغي ان أن تكون امسية خريفية عادية ممطرة و جميلة . إلا أن كل شيء توقف على شخصين فوق تلك الأرض . و بعد مجموعة من الهجمات , حلق كليهما عاليا في السماء . كانت تلك المعركة معركة الحياة و الموت .
كان (مينغ هاو) في الطليعة , بعينين لامعتين , فبعد وصوله للمستوى السابع من (تشي للتركيز) لديه الإمكانية للحفاظ على سرعته فوقت السيف الطائر لمدة من الوقت و لكنه سرعان ما سيفقد تلك القدرة . كان مدركا أنه غير قادر على مواجهة خصمه (شانغوان شيوي).
بعد مرور الوقت , اضطر على الهبوط إلى الأرض , و الجري بأسرع ما يمكنه ثم عاد للتحليق مجددا .
يتابع (شانغوان شيوي) بحزم من خلفه . كان مصمما على أن يلاحقه طول الوقت , لأنه إذا لم يفعل فسيختفي (مينغ هاو) بسهولة داخل مقاطعة (تشاو) الواسعة .و هذا سيكون متعب للغاية .
في هذا الوقت , هو واثق للغاية بأن (مينغ هاو) يملك كنزا ثمينا . لم يكن يدري حق المعرفة ماهيته و لكنه مصمم على الحصول عليه بأي طريقة ممكنة .
ا"(مينغ هاو) , لا يمكنك الفرار مني ! فقد كان هدفي دائما هو المنطقة الجنوبية ...و السبب الوحيد الراجع لعدم وصولي للمرحلة التكوينية هو أنني لم أكن أريد ذلك . أنت كنت كالنملة بالنسبة لي ! و ستكون أنت الخطوة الأولى لي في المرحلة التكوينية ! " ..الآن (شانغوان شيوي) في المستوي التاسع من (تشي للتركيز) .و بالرغم من أنه مازال في ذلك المستوى إلا أن قوته أقوى بكثير من ذلك , و هذا بسبب كونه شيخا من شيوخ الطائفة فقد كان يسنح له الحصول على العديد من العناصر السحرية ذو مستوى أعلى .
أطلق التعويذة في الهواء التي اندفعت بقوة غير عادية , ثم نفض كميه العريضين . ظهر حينها ضباب أخضر اجتاح المكان , و التي ما انفكت حتى تكثفت و صارت زجاجة خضراء , يصل طولها لحوالي نصف ارتفاع رجل عادي . و اتجهت نحو (مينغ هاو)
ومضت عينا (مينغ هاو) و الذي أخرج حقيبته بسرعة . و أطلق حوالي 10 سيوف نحو تلك الزجاجة . و في لحظة كانت السيوف قد تحطمت و انتشر ركامها في مختلف الإتجاهات كما تحطمت الزجاجة أيضا . و أما (شانغوان شيو) فقد زاد من سرعته ثم قفز على السحابة الضبابية , آملا في تقليل المسافة بينه و بين عدوه
في تلك اللحظة , استدار (مينغ هاو) فجاة . و حرك يديه بعشوائية , حينها ظهرت ثلاث مراوح هوائية* , و لكنهم لم يندفعوا نحو (شانغوان شيوي) , بدلا من ذلك حلقوا في مسارات دائرية أسرع و أسرع . و شكلت قوة جذابة و التي ما انفكت حتى جذبت ركام السيوف المتحطمة . و سرعان ما تحولت لعاصفة دوارة
و بعدها صدر صوت قوي , لم ينظر (مينغ هاو) وراءه إلا أن الدوامة انفجرت فجأة خلف (شانغوان شيوي) . و اندفعت الكثير من الشظايا باتجاهه و أصابته . الذي تمزقت ثيابه كلها و كما أنه استشاط غضبا من تلك الهجمة
ا"إذا لقد وصلت للمستوى السابع إذا ! " ...ومض جسد (شانغوان شيوي) بينما يبتعد عنه (مينغ هاو) اكثر . ثم واصل ملاحقته له , و لكن هذه المرة بحذر أكثر من ذي قبل . فقد كان يدرك مدى مكر (مينغ هاو) الشديد و لم يعد يستهين به .و لابد من أن يستخدم كل طاقته من أجل القضاء عليه تماما
و بينما هو يفكر في التقنية التي استعملها (مينغ هاو) لتوه , تراجع (شانغواني شيوي) خطوة للوراء , فلو أن قاعدة (مينغ هاو) أعلى قليلا . لكان قد أصابه بجروح بليغة بل حتى قد يقضي عليه حتما
"صحيح أنه لا يزال شاب , إلا أنه شرير جدا . كان إنفجار السيوف مجرد تضليل فقط ....سحقا ! " ..ثم زاد من سرعته , كما لو أنه شعاع ضوئي يلاحق غريمه (مينغ هاو).
كان هناك شخصيا يطلقان النار خلال السماء بينما الظلام يحل أكثر . كان ضوء القمر يسطع عليهما كما لو أنه ينظر إليهما
كان وجه (مينغ هاو) قاتما . بينما يسهلك المزيد من القلوب الشيطانية . و على الرغم من أن بحر الشمال كشف له عن الداو و كما أنه انتقل إلى المستوى الموالي .إلا أن حالته الراهنة لا تبشر بالخير . و حتى و هو في المستوى السابع إلا انه لا يملك أي طريقة لإيقاف هذه الملاحقة . لقد كان في أزمة حقيقية
ا"سيأتي يوم ما اذبح فيه هذا الرجل ! "يفكر (مينغ هاو) بين نفسه كما انه حاول فهم مدى جشع ذلك الخصم ..فقد كان مزعجا للغاية
ثم ألقى نظرة خلفه نحو (شانغوان شيوي) , حينها نفذ سيفه من الطاقة و اضطر (مينغ هاو) من جديد للجري على الأرض . و لم يتوجه لطائفة الاعتماد بل توجه إلى الجبال البرية . كان متجها نحو جبل الداتشينغ , حيث تقع سلاسل من الجبال المرتفعة و التي تطل على عاصمة المقاطعة (تشاو).
كان هناك الكثير من الجبال , حتى أنها أكثر من التي موجودة حول طائفة الاعتماد . كانت هذه أكثر سلسلة في جميع أنحاء مقاطعة (تشاو). و أصبحت تعرف بإسم "درع الدولة الجبلي" . ففي نهار لا تستطيع مشاهدة الجبال الخلفية أما في الليل تراها كما لو انها تنين متموج , تنبعث منه رياح النبيلة من كل جانب
أخفض (مينغ هاو ) رأسه بينما يسرع في عمق درع الدولة الجبلي . لم تكن هذه المرأة الأولى التي يدخل في ملاحقة طوال تلك السنوات الثلاثة . و منذ التجربة التي خاضها في الجبل الأسود , تعلم (مينغ هاو) كيف يغتنم الفرص . لقد أسرع بكل ما يملك من سرعة و زحف إلى أعماق الجبال
و لم يبطئ (شانغوان شيوي) من سرعته أبدا . و أينما اتجه (مينغ هاو) , كان هو يلاحقه. فقد صمم على قتله و استحواذ على كنوزه . و مع ذلك فقد أدرك أنه لا يملك الكثير من الوقت , فتلك النباتات التي أراد حصدها هذه السنة , اذا لم يقم بذلك بأسرع وقت فقد تذبل , و هكذا تدمر خططه المستقبلية نحصدها هذه السنة
و في يده الآن حوالي يوم او يومين على الأكثر في ملاحقة (مينغ هاو). و قد أمضى وقتا كثيرا في متابعة (مينغ هاو) و لذلك و من دون أي تردد واصل ملاحقته له داخل أعماقا الجبال
و قد نشأ داخل درع الدولة الجبلي أي حوالي 500 كيلو متر بعيدا عن المكان الذي يتواجد فيه (مينغ هاو) و (شانغوان شيوي) , الجبل النبيل
اخترقت قمة ذلك الجبل الغيوم , كان يمكن رؤيته من بعيد و كان مغطى نصفه العلوي مغطى بالثلوج . كان شامخا جدا . اطول من أي جبل يحيطه .و في أعلاه ينبعث شعاع ضوئي ويتدفق كما لو أنه ماء عذب
بجانبه كان يوجد جبل آخر , و كانت قمته مقطعة لطبقات* مشكلة مجموعة من الدوائر تشبه لحد بعيد مجموعة من الهضبات . و يعيش على تلك الهضبة حوالي 100 متدرب و الذين يرتدون ملابس طويلة و بيضاء
كانوا صغار في العمر , و أصغرهم كان في 12 أو 11 من العمر . و اكبر فرقة منهم كانت في 17 إلى 18 من العمر . كانوا فتيانا و فتيات , و كلهم كانوا يمتلكون تعبيرات حماسية , و كما أنهم كانوا يخفون قواعدهم التدريبية عن بعضهم البعض . و تبدوا وجوههم فخورة و قاسية
و كانت بعض الفرق تصل قواعدها التدريبية للمستوى السابع أو الثامن , و قليل منها وصل للتاسع . أما أضعفهم كان في المستوى الخامس أو السادس . لم توجد أي طائفة في ولاية (تشاو) تحوي مثل هؤلاء التلاميذ . من الواضح ان المسئول عن جمعهم هو زعيم طائفة من الطوائف المنطقة الجنوبية بالتأكيد
كانوا يرتدون نفس نوع الثياب , و كانوا متألقين وسط الهواء العليل , كان بعضهم يمتلك مواهب كامنة . و كلهم مليئين بالحيوية و النشاط . و من الواضح أنهم ينتمون لعالم النمو
ثم تحدث صوت ضاحك قائلا : هؤلاء بعض تلاميذ الطائفة الخارجية ....ما رأيك يا سونج الغريب ؟" ..في مقدمة المجموعة , و بالقرب من حافة المنصة , يجلس اثنين من الرجال الكبيرين في السن , و كان الشخص الذي ضحك أحد أولئك العجوزين . ذو شعر ابيض , و يرتدي رداء ابيض , و كان سلوكه متعالي و مؤدب
تومض عيناه كالبرق و كانتا مليئتين بالفخر . كما انه واصل الضحك
كان يجلس بالقرب منه (سونغ الغريب الأطوار) , يرتدي داء أسودا , و كان شعره الرمادي أشعثا . و تغطي وجهه ابتسامة عريضة غامضة
ا"ممتاز , ممتاز . طائفة الموت البنفسجي الخاصة بك تستحق بالتأكيد أن تكون ضمن الطوائف الخمسة الكبرى في المنطقة الجنوبية . فتلاميذتك يحملون مستقبلا واعدا يا (وو دينغكيو) " ...ابتم (سون الغريب الأطوار ) , عندها هبت ريح باردة و بدا التلاميذ في الارتجاف .
حينها تحدث الرجل الأبيض و هو يبتسم مع عينين براقتين قائلا : "حسنا , لنقم برهان " ..و حرك يده بخفة ليظهر فجأة حجر كبير , بحجم رأس انسان . سقطت على الأرض بجانبيهما
لم يكن شفافا بل لونه داكن غامق . إلا أنه يمكنك ضوء اسود يتوهج بداخله , كانت في الحقيقة مجموعة من أضواء متلألئة , كما لو انه يوجد بداخله مجموعة من الحجار الكريمة
"هذا يدعى كريستال السماء ! " ...تألقت عينا الرجل الأبيض بينما كان يحدق باتجاه (سونغ الغريب الاطوار).
رد عليه (سونغ الغريب الأطوار) :"لا توجد مشكلة في ذلك ...هذه قطعة من نجم كنت تتطلع للحصول عليه " ..حينها ظهرت كتلة كبيرة من حديد فوق كف يده . لقد انبعثت من الوهاجان الأسود ..كما أن الجميع رأى ذلك و لكن كان شيئا عاديا "أترى الراية فوق قمة ذلك الجبل ؟ إذا تمكن تلاميذتك من إسقاطه عندها ستتغلب علي في الرهان , أما إذا كان تلاميذتك من طائفة الموت البنفسجي غير ماهرين كفاية لتسلق ذلك الجبل , فكريستالة السماء الخاصة بك ستصير ملكي " .ثم ضحك
ثم قال الرجل الأبيض بكل ثقة : "لا خوف إذا , تلاميذتي قادرين على إلتقاط تلك الراية . كما أنهم سيبحثون في الجبل عن أي كنوز و سيقومون بقتل جميع الوحوش الشيطانية في المكان .و عندما يحدث ذلك لا ترجع عن كلمتك "
"لقد طفت السماء و الأرض كاملة في مدة أربعمائة سنة و ان أرجع عن كلمتي أبدا . صحيح أنا ملأت الجبل بالكثير من الكنوز و الحجارة الروحية . فضلا عن أنني وضعت الكثير من الوحوش الشيطانية هناك . و لكن احفظ ما سأقوله الآن , عندما يفتح الجبل أبوابه , سيتمكن أي شخص لم يصل بعد للمرحلة التكوينية من دخوله لمدة سبعة أيام . و هذا يشمل تلاميذ طائفة الموت الأسود كما يشمل تلاميذ الطوائف الأخرى و أي شخص آخر ! "ا
ا" حتى و لو جاء أي أحد يمتلك الموهبة و استحوذ على كل كنوزي . فإني سأعبس و لكنني لن ارجع عن كلمتي ابدا . و إن فعلت فلا تسمونني مجددا ب(سونغ) ! " ...لفظ (سونغ الغريب الأطوار) كل تلك الكلمات برأس مرفوع و بصوت حازم
"و مع ذلك . أي شخص لا يمتلك المهارة الكافية . و لا ينجح في تسلق الجبل سيكون مصيره كالوجبة بين أسنان الوحوش المفترسة "...بينما يقول هذا ظهرت ابتسامة باردة و امتلأت عيناه بنظرة السخرية
و قال (وو دينغكيو) بصوت قوي " اذا مصير تلاميذتي معلق على مصير أندادهم ...سيكون من السهل بالنسبة لهم استحواذ على كل كنوزك بالتأكيد ".
" يجوب حول جبلي الكثير من الوحوش بحرية تامة . كما اني نقلت قمة جبل (تيان شان) الموجود في المنطقة الجنوبية إلى هنا حتى تكون أعلى قمة . و كما جمعت مجموعة من الوحوش الفريدة من نوعها و وضعتها هناك ...أعتقد أن مائة تلميذ لن تكون طعاما كافيا لهم ! " ...تألق (سونغ الغريب الأطوار) بينما فرك لحيته
...يتبع ...
ترجمة : Carlos_Smith