الفصل 51: جبل الكنز الخاص بي

"على الرغم من أنه ليس أحد تلاميذتي , إلى أنني فرح جدا برؤيته يتقدم داخل غابتك الجبلية . هذا يشعرني بحالة جيدة . فلما لا أسعد ؟" ضحك (وو دينغكيو) و و غمرته السعادة . فقد كان يسيطر على أعصابه طوال الليلة السابقة . و الآن يدرك أن (سونغ غريب الأطوار) يخفي الحرج حتى و لو كان يتكلم كما لو أنه غير مبالي . ثم صوب (وو دينغكيو) ناظريه نحو (مينغ هاو) .

ثم تحدث (سونغ) :"هذا العنصر السحري الذي يمتلكه قادر حقا على الهيمنة على الوحوش السحرية . و لكن قاعدته منخفضة . و لذلك لن يكون قادرا على مغادرة هذه الغابة . فأشجارها حصدت من أراضي جنوب النعيم . و كما أنها سقيت بمياه بحر درب التبانة . و هذا لا يعني أنها ستنموا أطول و أقوى , بل ستنبعث منها الطاقة الروحية و و التي ستستنشقها وحوشي مع كل شهيق . و في غابتي الروحية , يوجد أيضا .." توقف صوته فجاة .

كان (مينغ هاو) يمضي قدما جاذبا انتباه كل وحش محيط به . كان قريبا جدا من الجبل الروحي . كان بعيدا عنها بحوالي 100 متر فقط . كان على وشك الولوج لمنطقة لم يطأها أي تلميذ من تلاميذ طائفة الموت البنفسجي .

و برغم من أن (مينغ هاو) لا يدرك سبب تواجد كل أولئك التلاميذ ذو الرداء الأبيض في المكان , غلا أنه أحس بوجود بشيء غريب يحدث . و كان لا يزال (شانغوان شيوي) يتبعه من الخلف . لذلك لم يملك الكثير من الوقت ليخمن في ذلك . ثم واصل سعيه من خلال الأشجار . و فجاة ظهر أمامه وحش شيطاني ضخم جدا , تصل قامته ل12 مترا .

لقد كان ماموثا صوفي ضخما , بعينان حمراوان و و حادتان . كان جسده يشبه جبلا صغيرا . و كلما يخطو خطوة تهتز الأرض من تحته بشدة .

ثم تحدث (سونغ) :"هذه المرة سيلقى الفتى حتفه , هذه هو ماموثي المتحول و الذي ألقيت القبض عليه في كهف (تضييع الحياة ) , و هو واحد من أخطر الأماكن في المنطقة الجنوبية . و قايضته مقابل الحبوب الطبية . و هو واحد من اقوى ثلاث وحوش في هذه المنطقة . قوته لا حدود لها كما أن جلده سميك بشكل لا يصدق . لدرجة أن السيوف الطائرة غير قادرة على خدشه . كما انه خبير بالعديد من التقنيات السحرية . حتى أن تلميذ من المستوى التاسع سيواجه صعوبة في التعامل معه . بإمكانه القضاء على أي شخص لم يصل بعد للمرحلة التكوينية " ... ثبت (سونغ ) عينيه على (مينغ هاو) الذي كان على وشك تجاوز الغابة. و الآن بعدما ظهر الماموث تنفس الصعداء .

ابتسم (وو دينغكيو) للحظات . فقد لاحظ أن الماموث ليس عادي . و رغم أنه لم يكن يمتلك العديد من الوحوش إلى أنه عبس من ثرثرة (سونغ) , لقد كان غريبا حقا . فهو لا يهتم بعالم النمو على الإطلاق و كل ما يجول في باله هو الوحوش الشيطانية خصوصا الغريبة مثل هذه .

ثم بدأت عينا (وو دينغكيو) بالتألق . و تغيرت تعبيرات (سونغ) كليا فجـأة . ثم اندفع راكضا و بوجه مذعور .

و داخل الغابة الشيطانية , اندفع الماموث الشيطاني نحو (مينغ هاو) . حينها أخذ (مينغ) نفسا عميقة و تراجع خطوات للخلف قليلا . منذهلا من عدد الوحوش الشيطانية الهائلة التي صادفها في المكان . ثم رفع رمحه و أشار به نحوه . حينها تجمد الماموث مكانه و بدأ في الارتجاج . ثم فجأة انفجر وسط الماموث ( أي كل شيء ما عدى رأسه و رجليه و يديه ) محدثا ضوضاء كبيرة . كما أنه حلق في الهواء اثر ذلك .

و بسخط و ألم , واصل الماموث اندفاعه ل(مينغ هاو) . و لوح (مينغ هاو) رمحه , حيتها انفجرت مؤخرة الماموث و ثم تلاها فمه . و أخيرا ساقه الأمامية اليمنى ليسقط على الأرض .

تردت أصوات الصيحات في كامل الغابة . و بدا وجه (مينغ) شاحبا قليلا . ثم ألقى نظرة من حوله . و بعدها غادر الغابة الشيطانية تاركا ورائه الوحش الشيطاني ليدخل إلى جبل الكنوز .

و من خلفه , كان (شانغوان شوي) عالقا في مكان ضيق , غير قادر من تحرير نفسه . و صارت عيناه حمراوان بينما يراقب (مينغ هاو) و هو يغادر مبتعدا عنه . استشاط غضبا حتى وصل للسماء .

كان (مينغ هاو) قد غادر الغابة الآن , مخلفا ورائه أثار من الدماء . بالإضافة على صرخات الوحوش البائسة . و كانت التلاميذ المرتدية الأبيض مصدومة مما تراه .

واصل (مينغ هاو) مضيه قدما خلال جبل الكنوز , آملا أنه لو يتمكن من مرور الجبل فسيتخلص من (شانغوان شوي) أخيرا . كان يتحرك بسرعة و سرعان ما وصل لسفح الجبل . و بمجرد أن وطأ المكان توقف فجأة و هو يحدق بدهشة من أمره . فقد كانت أمامه , ملقاة تحت صخرة , لقد كانت زجاجة من الحبوب الطبية .

كانت محفورة عليه رموز ملونة . كان من الجلي أنه ليس عنصرا عاديا . ثم عاجل (مينغ هاو) لإمساكه و فتحه . و على الفور فاحت منها رائحة زكية . كان حجم تلك الحبوب بحجم الإبهام !

و باندهاش ,وضع (مينغ هاو) الزجاجة في حقيبته . و الآن قد أدرك ما الذي يفعله كل اولئك التلاميذ في هذه المنطقة . كانوا يسعون للوصول على هذا الجبل .

"تلك هي حبوب الكون الروحية , إنها مفيدة لأي شخص لا زال في مراحل (تشي للتركيز) " ضحك (وو دينغكيو) بينما هو يتابع مسير (مينغ هاو) .

و بجانبه كانت تعبيرات صديقه (سونغ) في غاية البشاعة . و مع ذلك أطلق ضحكة باردة .

"جبل الكنوز يحوي الكثير من الحبوب الطبية و الحجار الروحية . و بإمكان هذا الشاب من أخذ ما يريده من أي شيء . و لكن أن يفكر في الوصول للقمة , فهو يحلم . فالوحوش الموجودة هنا هي واحد في المليون من مجموع الوحوش . فقط أفضل الأفضل من الموحوش الموهوبة وضعتها هنا " لفظ هاته الجملة ببرودة كما في أي وقت مضى . و لكن الحسرة قبضت قلبه أكثر و أكثر .

ثم أشار للوحش الشيطاني الموجود أعلى (مينغ هاو) و قال "انظر هناك ... هذا واحد من أشرس وحوشي و التي آثرني شخصيا . لديه جسم غزال و رأس ثعبان . إنه سريع للغاية و عندما يجرح يصير أكثر عنفا . فهو لا يتوقف عن القتال حتى يموت , و حينما يشتم رائحة الدماء يجن كليا . و إذا تواجه مع مع تلميذ من (تشي للتركيز) سيموت حتما "

و بعد مرور بعض الوقت , تردت صيحات من على جانب من الجبل . و بدا (سونغ غريب الأطوار) على وشك فقد أعصابه . فذلك الوحش الذي لن يستسلم حتى يموت قد فر هاربا بعد أن تدمر ذيله و شوهت عينه .

واصل (مينغ هاو) مضيا , بعد ان دخل منطقة الوحوش للمرة الثانية . و بينما هو يجري حتى صادف كومة من الحجار الروحية . و بكل حماسته توجه لقمة الجبل .

و في غضون ذلك , كان (وو دينغكيو) لا يزال يضحك , في الحقيقة منذ أن ظهر (مينغ هاو) و حتى الآن لم يتوقف عن الضحك .

"وااو , إنه يجري حقا بسرعة كما قلت . و لن يستسلم أبدا حتى يموت ! "

"لا يهم , لا يهم ...صحيح أنه يوجد الكثير ن الكنوز على هذا الجبل , و لكن هذا الفتى لن يكون قادرا على المغادرة بهم . فبعد كل شيء . سيكون عليه أن يعود لأسفل الجبل مجددا ." ....أخرج مجموعة من الحبوب الطبية و وضعها في فمه . كما اجتاحت عينيه نظرة مجنونة .

و بعد ساعة ....

كان (مينغ هاو) قد قطع منتصف الطريق إلى أعلى الجبل بالفعل . و كلما كان يصادف يتواجه مع وحش شيطاني . كانت تتردى اصوات بائسة منه . واجه في بعض الأحيان حالات صعبة و لكن بمساعدة الرمح و الشعاع . كان يزيح الخطر بعيدا . و كما انه جميع كل ما يجده من الحجار الروحية و الحبوب الطبية و حتى العناصر السحرية .

بالنسبة ل(مينغ هاو) , كان الجبل كله بمثابة كنز . و حاليا كان قد استحوذ على لفيفة موضوعة خلف صخرة . كانت تنبثق بالطاقة الروحية الغزيرة . كانت بالتأكيد استثنائية من نوعها .

و بحماس خبئها في حقيبته .

و في الأسفل , كان تلاميذ طائفة الموت البنفسجي المتواجدين في الغابة رافعين رؤوسهم , و شدهم منظره وخلفا إياهم مصدومين تماما .

و بينما يتابع (سونغ) كل هاته الأحداث . صار وجهه قاتما أكثر . و بدا جسده يرتعش . و حدق باتجاه حقيبة (مينغ) التي مخبئ فيها حجارته الروحية و حبوبه الطبية و كذا كنوزه السحرية . و صار قلبه يؤلم خصوصا عندما لاحظ أنه أخذ لفيفته الفريدة من نوعها .

و كانت تلك اللفيفة كنزا له قد حصل عليها قبل سنوات . و ختمت داخلا بعدد من الوحوش . فقبل سنوات عندما ماتت وحوشه المحبوبة كان قد ختمها داخل اللفيفة . و ها هو الآن قد أخذها (مينغ هاو) . ارتج جسد (سونغ) بعنف , ثم ابتلع حبتين طبيتين فورا .

و كان لا يزال يظهر تعابير باردة على وجهه . و لكن صدى ضحكات (وو دينغكيو) استمرت في اختراق طبلتي أذنيه .

ثم أجبر نفسه على التحدث :"جبل الكنوز يحوي العديد من الكنوز , فما المشكلة من أخذ القليل منها ؟ فهو لن يكون قادرا على الهروب من الجبل . فقد اخترت بعناية أفضل الوحوش من أماكن مختلفة على هذا العالم . يوجد الكثير منها لهذا هو غير قادر على النفاذ بروحه بسهولة "

بعد ساعتين ....

كان قد وصل (مينغ هاو) للمنطقة الثلجية من طريقه لقمة الجبل . كان يبدوا متحمسا جدا و هو يصعد للأعلى و بأقصى سرعته . أما تلاميذ الموجودين في الأسفل فقد بان عليهم الحسد جليا من وجوههم .خاصة عندما ينحني ليتلقط بضعة أشياء من الأرض . كل واحد منهم تمنى ان يحل مكانه .

و كان (شانغوان) ماسكا قبضته بشدة . عاجزا عن الوصول للجبل فهو كان في وضع حرج بين أشجار الغابة الجبلية .و كما أنه سمع تلاميذ طائفة الموت البنفسجي يتحدثون عن الملحمة الواقعة على الجبل . حينها تسارعت دقات قلبه .و يبدوا أنه لا يملك أي خيار سوى الاستسلام . و لكن شدة كراهيته ل(مينغ هاو) جعلته يغير رأيه .

و بينما يتابع (سونغ) مينغ هاو و هو يصيب أحد وحوشه الشيطانية الغالية . ابتلع ثلاث حبوب طبية أخرى . و استمر في التظاهر بأنه لا يهتم لذلك .

ثم قال ببطء مشددا على أسنانه :"لقد انتقيت بعناية تلك الغيوم الثلجية , فهي البيئة الأنسب لوحوشي الروحية . و واحدة منهم , تدعى ( سحابة روندير كوندور أو سحابة كوندور الممزقة ...ملاحظة : كوندور هو احد أنواع النسور الأمريكية) , انها مشهورة جدا . و قدمها قادرة على تحطيم المعادن و الحجر . و أجنحتها قادرة على إحداث رياح عنيفة. انها شرسة للغاية . و لعلها أخطر وحش على الجبل كله . سيلقى الفتى حتفه حتما عندما يطأ أراضيها ".

بعد ثلاث ساعات ...

تم تحطيم إحدى أقدامها و اختفت إحدى أجنحتها . و بدأ الكوندور العملاق في السعال دما. وكما شرعت في البكاء بحزن . و خبأت نفسها بين الثلوج و لم تتوقف عن البكاء .

كان (مينغ هاو) على وشك الوصول للقمة , و كان تلاميذ طائفة الموت البنفسجي يحدقون في (مينغ هاو) . لم يهتموا بكيفية قتاله الوحوش بل ذعروا من ذلك الرمح الحديدي اللامع . و احترقت أعينهم غيرة .

"من هذا الشاب ؟..."

"لقد تطفل للملحمة الخاصة بنا و أخذ مكافئاتنا ....إنه حقير جدا "

"ذلك الرمح بالتأكيد كنز من كنوز السماء ! إنه في غاية القوة "

كرب (سونغ ) غريب الأطوار . بينما يتابع (مينغ هاو) و هو يقترب من قمة الجبل, حينها لم يعد قادرا على التظاهر ببرودة . ثم التقط شبكة سوداء . ثم وقف و أخذ خطوة للأمام . مستعدا للذهاب و تلقين (مينغ هاو) درسا لن ينساه

.....(يتبع)



2017/05/29 · 2,765 مشاهدة · 1878 كلمة
carlos_smith
نادي الروايات - 2024