74 – لم يتخطّ المائة سنة
عادت اللؤلؤة لفم شانغوان شيو ثم استخدم ذراعه المتبقية لصفع حقيبته المحمولة (المعقودة، بمعنى معقودة بخصره) . ظهرت سيوف طائرة متعددة و رايات إضافة لأدوات سحرية أخرى، و كلها طارت للأمام في نفس الوقت. عندها، انفجرت واحدة بواحدة لقطع. رفع شانغوان شيو يديه، فارتفعت شظايا مختلف الأدوات السحرية لتصنع شيئا كالبحر.
من مسافة بعيدة، تألقت الشظايا المتعددة بشكل واضح، مما جعل المنظر يبدو كما لو كان هناك بحر يطوف بالسماء حقا. بدأ البحر يدور، ثم قذَف مباشرة تجاه منغ هاو بصفير يتخلل الهواء.
كان هذا هو بحر درب التبانة، تقنية سحرية كسبت لبطريرك درب التبانة اسمه منذ سنوات عديدة. في النهاية، قسّم التقنية لمستويات متعددة. أدنى مستوى يمكن استخدامه من قبل شخص بالمستوى التاسع من 'تكثيف التشي'.
بالطبع، أي متدرب من مرحلة 'تشكيل الأساس' بمقدوره نفض كمّه و إنشاء بحر درب التبانة من شظايا الأدوات. و مع ذلك، خلال مرحلة 'تكثيف التشي'، كان هذا حقا شيئا قويا.
بحد ذاتها، لم تكن تقنية سهل النجاح في القيام بها. فقط شخص بقمة المستوى التاسع سيكون باستطاعته، و سيجب عليه الحصول على المساعدة من كمية هائلة من الطاقة الروحية. في مدينة درب التبانة كلها، كان شانغوان شيو هو المتدرب الوحيد الذي بإمكانه القيام بهذا في مرحلة 'تكثيف التشي'.
في هذه اللحظة، أراد إنهاء القتال في أسرع وقت ممكن، و ليس فقط للحصول على كنوز منغ هاو، لكن أيضا للعودة لمدينة درب التبانة لتبديد السم من جسمه. لذلك، هاجم بتقنيته الأقوى بإرساله لسحابة من شظايا الكنوز مسرعةً نحو منغ هاو. و بمجرد ما أن اقتربت، أخذ منغ هاو نفسا عميقا و صفع حقيبته المحمولة.
ظهر سيف طائر بعد آخر. عشر سيوف، خمسون، مئة، حتى أصبح مجموعها يصل لثلاثمائة من السيوف الطائرة تدور حوله. رفع منغ هاو يديه، ثم دفعها أمامه.
بمجرد ما أن فعل، شكلت السيوف الطائرة الثلاثمائة مطرا هائلا، و الذي اتخذ شكل تنين مطر طائر. تحرك للأمام، و ظهر في يديه حبلين ذهبيين من الضوء، إنهما السيفان الخشبيان. تحول جسده لشعاع من الضوء كما حلق إلى تنين مطر السيوف الطائر.
كان كما لو أنه أصبح روح تنين المطر الطائر. رفع هذا الأخير رأسه نحو السماوات و هدر، ثم قذف تجاه بحر درب التبانة.
صدى انفجار هز السماء و الأرض. تضارب بحر درب التبانة المكون من شظايا الكنوز مع سيوف منغ هاو الطائرة. كان من الممكن سماع أصوات الفرقعة بعد تحطم بعد الآخر إلى قطع . لكن إن حطم البحر عشرة سيوف، يخرِج منغ هاو عندها عشرة أخرى لتحل مكانها.
الآن، أكثر عدد من السيوف الطائرة التي بإمكانه التحكم فيها كان ثلاثمائة. بداخل حقيبته المحمولة، كان لديه حاليا سبعمائة، و التي ضاعفها خلال العام الماضي. بعد معركته الشرسة ضد دينغ تشين، و خلال عملية الاختراق إلى المستوى التاسع من 'تكثيف التشي'، أعد نفسه كليا.
برؤيته لهذا، تغير وجه شانغوان شيو. تحركت يده المتبقية مكونة نمط تعويذة. ثم أنتج أداة سحرية أخرى أضافها للتكتل (لبحر درب التبانة)
صرخت سيوف منغ هاو الطائرة و استمرت في السيطرة على بحر درب التبانة. تردد صوتها في جميع الاتجاهات، و مع ذلك كانت قوة بحر درب التبانة هائلة. في الوقت الراهن، لم يكن قادرا على التقدم بسهولة. فجأة، أدار جسده بسرعة، مسببا دوران السيوف الطائرة حوله. دارت أسرع فأسرع حتى أصبحت زوبعة، مع منغ هاو بالمركز. توقف هو عن التحرك، لكن زوبعة السيوف الطائرة استمرت في الدوران أسرع فأسرع.
من مسافة بعيدة، بدت كما لو كانت إعصارا يدور بسرعة يشرّح عبر منتصف بحر درب التبانة. استمرت شظايا الأدوات الثمينة الخاصة ببحر درب التبانة في تحطيم السيوف الطائرة، لكن بعد أنفاس قليلة، دفعت السيوف للأمام، مقطّعة البحر بنظافة.
التوى وجه شانغوان شيو. كان أساس نمو منغ هاو صادما، كما كان كذلك عدد الأدوات السحرية التي يملكها أيضا. و مع ذلك، فإن أكثر شيء صادم كان خبرته في المعركة. قدرته في تغيير تقنيات معركته كانت شيئا ترك شانغوان شيو غير مصدق تماما.
وسط الهدير الذي صدى، حرث منغ هاو و مطر السيوف بحرَ درب التبانة مرسليْن قطعا منه مشتتة. قفز منغ هاو فجأة للأمام، قذف معه الحبلان الذهبيان اللذان كانا السيفان الخشبيان عبر الهواء مطلقيْن صفيرا عاليا. غطت الصدمة وجه شانغوان شيو.
"يا منغ هاو ! " صرخ، متراجعا بسرعة قدر الإمكان، وجهه مذعور منكوب. على نقيضه، عندما هاجم منغ هاو، لم يقل و لا كلمة. كان تعبيره هو نفسه الذي اعتلى وجهه طيلة الوقت. زاد من سرعته أكثر، مصوبا السيفين الخشبيين، واحد لطعن قلب عدوه مباشرة، و الآخر لطعن جبهته.
كان شانغوان شيو مغتاظا إلى أقصى حد. كانت له اليد العليا في البداية، لكنه تسمم بعدها. انحدرت الأمور فقط بعد ذلك. لم يتمكن من تبديد السم، مما يعني أنه لا يمكنه استخدام قوة أساس نموه كلها. كان يحتاج إلى استخدام البعض من قوته باستمرار لقمع آثار السم. الآن، كان مجبرا على التراجع، خطوة في كل مرة.
مومِضا يده، صدم شانغوان شيو صدره فسعل الدم، بداخل هذا الأخير كانت اللؤلؤة التي ظهرت قبل لحظة. ظهر قوس من الضوء مندفعا للأمام لإيقاف السيفين الخشبيين. بدأ الدرع يتزلزل على الفور، ثم تحطم، مما دفع شانغوان شيو إلى الخطو إلى الوراء متراجعا أسرع أكثر.
برؤيته لتحطم الدرع، قال شانغوان شيو بسرعة: "يا منغ هاو، لنتوقف هنا. الطوائف الثلاث العظيمة تبحث عنك، و بالتأكيد قتالنا اليوم أثار انتباههن. يمكن أن يصلن في أي وقت. لن أضر سكان المقاطعات الثلاث. لنتخلى عن عداوتنا، ماذا تقول؟"
لم يجب منغ هاو. ارتفعت طاقته الروحية، و توهج السيفان الخشبيان دافعيْن الدرع. كان يشعر شانغوان شيو بالقلق الشديد الآن. بعواء، لوح ذراعه مستهدفا الأسفل بأدنى الجبل.
"إذا استمررت، سوف أبيد شعب المقاطعات الثلاث ! "
"أيها النمر الصغير ! " صاح منغ هاو. هذه هي المرة الثانية التي يتحدث فيها خلال المعركة.
بتردد دوي صراخه، كان من الممكن رؤية اللون الدموي الأحمر المتلألئ بأدنى الجبل. ظهرت كرة دم بحجم رأس الإنسان. بدأت تتوسع، كما لو كانت على وشك الانفجار. ظهر شخص هزيل، و لم يكن شخصا آخر سوى النمر الصغير. كان فكه مشدودا، و حمل لؤلؤة مبسوطة على يديه.
أَطلَقت اللؤلؤة باتجاه كرة الدم، ثم دارت حولها بسرعة مشكلة حاجزا تسبب في توقف الدم عن التوسع.
"يا منغ هاو، يمكنني التحمل للوقت الذي يحتاجه عود بخور ليحترق فقط ! " بقوله لهذا، سعل النمر الصغير الدم ثم جلس متربعا متأملا.
تسبب هذا في جعل لشانغوان شيو يظهر المزيد من العواطف بعد رؤيته له. لكنه لم يمتلك الوقت للقيام بأي شيء آخر. بانفجار، تحطم درع شانغوان شيو و انكسرت اللؤلؤة. تقدم السيفان الخشبيان مرة أخرى و منغ هاو خلفهم الذي ترتفع نية قتله للسماوات.
رُشَّ الدم من فم شانغوان شيو، و فقد السيطرة على السم بجسده. انفجر السم مهددا بإفقاده الوعي. استمر في التراجع مع ابتسامة حزينة تعتلي وجهه.
"لن تعطيني السماوات أية مساعدة..." قال بضحك مريع: "يا منغ هاو، لن أخسر هذه المعركة. و أنت... أتعهد بسحق ممرات التشي الخاصة بك ! " بدت ابتسامته حاملة سخطا شديدا جنبا إلى جنب مع عجز كامل. لكنها لم تحمل معها أي يأس.
صفعت يده اليسرى حقيبته المحمولة. حمل حبة طبية متجاهلا السيفان الخشبيان القادمين. بمجرد ما أن ظهرت ( الحبة) ، بدت الطاقة الروحية القريبة كما لو أنها ترتفع، و رائحة طبية قوية ملأت الهواء. بضحكة مرة، بلع الحبة.
ضاقت عينا منغ هاو عندما رأى الحبة. لقد كانت بلون العنبر، و لم تكن سوى حبة 'تشكيل الأساس'. كان عليها ختم، لقد كانت هذه الحبة هي نفسها تلك التي باعها في مدينة درب التبانة.
(م.م: هذه الحبة هي التي أخذها من دينغ تشين ثم باعها في مدينة درب التبانة. و الفتاة التي تعامل معها في البيع كانت ابنة شانغوان شيو.)
"أنا شانغوان شيو وصلت إلى المستوى الأول من 'تكثيف الـتشي' عندما كنت بعمر سبع سنين،" تمتم لنفسه: "بالثلاثين، كنت في المستوى السادس. بالتاسعة و الثلاثين، كنت بالمستوى التاسع. اليوم، أنا بالتاسعة و التسعين..." لم ينظر لـمنغ هاو حتى، لكنه حدق في السماء بدلا من ذلك. في لحظة، ارتفعت القوة بداخل جسده. بالطبع لم يتحرك، لن يكون قادرا على ذلك حتى يتم استيعاب حبة 'تشكيل الأساس' كليا.
و مع ذلك، على الرغم من أن هذا كان نقطة ضعف، كانت القوة في جسده هائلة، أكثر بكثير من المستوى التاسع من 'تكثيف التشي' بالفعل. بمجرد ما أن بدأ يرتفع إلى 'تشكيل الأساس'، أتى السيفان الخشبيان ليتوقفا بعيدا عن جسده بحوالي سبع بوصات.
تغير تعبير منغ هاو. بإمكانه الشعور بتزايد هالة خصمه أقوى فأقوى. كان يشكل أساسه هنا على جبل داتشينغ. إذا كان تعبير منغ هاو قد تغير، فتعبير النمر الصغير تغير أكثر.
قال شانغوان شيو بتعبير مظلم يعتلي وجهه مصاحبا لمظهره الجامح: " كان بإمكاني تشكيل أساسي قبل خمسين سنة، لكني لم أرد. لم أرد أساسا خالٍ من العيوب. لقد كنت أخطط لخمسين سنة لتشكيل أساس يجعل العالم يهتز و الذي بإمكانه تجاوز أساس خالٍ من العيوب ! لقد أردت أساسا مثاليا. لكن اليوم... للأسف، اليوم جرحت و تسممت. إذا لم أبلغ تشكيل الأساس، سوف أموت لا محالة. خمسين سنة من التخطيط، و الخطوة الاخيرة... دمرت من قبلك ! يا منغ هاو، هل تعلم كم أكرهك؟" أخفض شانغوان شيو رأسه و حدق بـمنغ هاو. لم يصر بأسنانه أو عوى. كان وجهه هادئا، و مع ذلك كانت عيناه مملوءتان بالكراهية الشديدة التي كانت محفورة بوضوح في عظامه و قلبه.
بدأ قلب منغ هاو يتسابق، و شعر بظل الموت فوقه. لكنه لم يتراجع. ومضت عيناه، فكر في خبرته الخاصة في استهلاك حبة 'تشكيل الأساس'. لم يكن قادرا على التحرك لمدة شهرين.
فكر منغ هاو: "كنت في المستوى الثامن من 'تكثيف التشي، لذا أخذت مني شهرين، كان شانغوان شيو بقمة المستوى التاسع لمدة خمسين عاما، سيكون قادرا على استيعاب الطاقة أسرع بكثير. و لكن، يجب أن تكون هناك وسيلة ! " تألقت عيناه، و أخرج حبة شحن الطاقة و رماها بفمه. فانبثقت الطاقة الروحية من جسده، لوح يداه تجاه السيفين الخشبيين.
بصوت هدير، ارتجف السيفان الخشبيان و بدآ يبعثان هواء قويا. اقتربا من شانغوان شيو ببطء. كانا بعيدين عنه بحوالي ثلاث بوصات عندما توقفا ببطء. كانت هذه حدود منغ هاو. لم يمتلك قدرا كافيا من الطاقة الروحية، و فقط لم يكن بمقدوره جعل السيفان يتحركان أبعد من ذلك.
قال شانغوان شيو بضحكة باردة: "لا تعرف الحدود الخاصة بك، كان بإمكاني تشكيل أساسي قبل خمسين سنة. بعمق أساس نموي، سأكون قادرا على استيعاب حبة 'تشكيل الأساس' في أقل من ساعة. من الأفضل لك القيام بكل ما تملكه لتفر. لكن حتى لو هربت لحواف الأرض، يمكنني إخبارك الآن، أنت ميت." حدق بـمنغ هاو، مستحضرةً كراهيتُه مئات الطرق لقتل منغ هاو.
ترجمة Yukio HTM
هذا الفصل الأول، و الفصل التالي على مدونتي:
Https://yukionovels.blogspot.com