75 – مسار عتيق يظهر ثانية !
كان وجه منغ هاو قاتما. نظر للسيفين الخشبيين اللذين يحومان بعيدا عن شانغوان شيو بثلاث بوصات. تلك البوصات الثلاث كانت مثل وادٍ عميق لا يمكن لمنغ هاو عبره بأساس نموه الحالي.
أما بالنسبة لشانغوان شيو، في هذه اللحظة، لم يعد من الممكن اعتباره حقا متدرب بـ'تكثيف الـتشي'. بالرغم من أنه كان لا زال بعيدا عن 'تشكيل الأساس'، كان هناك عمود داو يتشكل داخل بحيرته الجوهرية. اعتبارا من هذه اللحظة، بالرغم من أن منغ هاو بالمستوى التاسع من 'تكثيف التشي ، كان ضعيفا مقارنة بشانغوان شيو و لن يكون قادرا على الصمود أمام ضربة واحدة منه.
الفجوة التي بين مرحلة تشكيل الأساس و تكثيف الـتشي كتلك التي بين السماء و الأرض و هذا شيء لن يتغير أبدا. باستثناء بعض الأحداث الغير المتوقعة التي تعارض إرادة السماوات، سيكون من المستحيل بالنسبة لشخص من مرحلة 'تكثيف الـتشي' أن يقتل شخصا من مرحلة 'تشكيل الأساس'.
سيكون التنافس بين الاثنين كقتال بين رضيع و رجل قوي. حتى لو كان الرجل القوي مستضعفا بطريقة أو بأخرى، سيكون لا يزال بإمكانه ذبح الرضيع بحركة من يد.
اليوم، كان لمنغ هاو ساعة قبل أن يظهر متدرب بـ'تشكيل الأساس' أمامه. كانت فرصه ضئيلة بالفعل، لكن في ذلك الوقت، لن تكون لديه أي فرصة على الإطلاق.
مر الوقت، و اقترب ظِل الموت. حتى لو هرب، في مدة قصيرة، لن يهم أين ذهب، حتى لو هرب إلى أبعد زاوية ببحر درب التبانة لن يكون قادرا على تجنب الموت.
"ماذا علي أن أفعل..." كانت عينا منغ هاو حمراوين. لم يكن هو الوحيد المتوتر. بالأسفل بأدنى الجبل، كان وجه النمر الصغير شاحبا. برؤيته للتطورات الأخيرة، صر على أسنانه.
صاح: "يا منغ هاو ! " ومضت أصابعه بتعويذة ثم ضغط على صدره. أبحر في كمية هائلة من الدم طارت أمامه مشكلة حفنة من الغيوم الحمراء. "هذه اللؤلؤة هي حياتي، اسمح لي بتقديم بعض المساعدة."
انهار فاقدا الوعي بمجرد ما ان خرجت الكلمات من فمه. امتصت الؤلؤة سحابة النمر الصغير الدموية و بدأت تسطع بتألق أحمر. دارت حول كرة الدم مرات أكثر قبل أن تُقذَف فجأة نحو منغ هاو. تكثّف الوهج عندما وصلت إليه مغطية منغ هاو بنورها.
في تلك اللحظة، امتلأ قلب منغ هاو بإحساس غريب. أحس كما لو أن أساس نموه بدأ يرتفع فجأة.
بدأ بحره الذهبي الجوهري يهدر و يتسع. بلحظة، تضاعف حجمه. كبره ازداد بكثير كما لو أنه سينفجر من جسده.
سطع جسد منغ هاو فجأة بنور ذهبي، مما جعله يبدو غير عادٍ كليا.
لم تتدمر النواة الشيطانية التي بداخله، لكنها بدأت تدور بسرعة بدلا من ذلك. بمجرد أن حدث هذا، غمرت الطاقة الروحية جسد منغ هاو مالئة عقله بهدير قوي، و... خيط من الـتشي !
كان خيط الـتشي ضعيفا، تماما مثل خيط الـتشي الذي شعر به عندما بلغ المستوى التاسع من 'تكثيف الـتشي'.
الشيء الذي لم يعلمه منغ هاو هو أن خيط الـتشي الموجود بعقله كان في الحقيقة شيئا لا يملكه سوى متدربي 'تشكيل الأساس'، إنه 'الاستشعار الروحي' ! *
*(وضعتها بدلا من الإحساس الروحي لأنها تعطي معنى أدق)
لا يمكن حتى لشانغوان شيو إنشاؤه، و هذا لأنه لم يمر كليا لمرحلة 'تشكيل الأساس'.
و مع ذلك، لم يخط منغ هاو لـ'تشكيل الأساس' أيضا. بدلا من ذلك، بلغ المستوى العاشر من 'تكثيف الـتشي' ! تفرقعت أصوات خارجةً من جسده. دُفِعت كميات كبيرة من القذارة عبر مسامه كما اختبر نوعا من التطور إلى مستوى أعلى من 'تكثيف الـتشي' أكثر من أي شخص بالعالم.
مستوى 'تكثيف الـتشي' العاشر !
داخ منغ هاو. في غمضة عين، أصبح جسده أكثر قساوة و قوة. لم يطور فقط الاستشعار الروحي، بل و أصبح جسده أقوى بكثير بأعجوبة.
بعالم النمو، كان مستوى 'تكثيف الـتشي' العاشر شيئا من النادر رؤيته. في الواقع، عبر السنين، أجرى العديد من الأعضاء الأقوياء من جيل موهوب بحثا حول مرحلة 'تكثيف الـتشي' لتحديد ما إذا كان هناك حقا مستوى عاشر و حادي عشر و ثاني عشر.
كان ممكنا من الناحية النظرية. فلقد تم الإشارة لهذه المستويات في بعض بقايا النصوص القدمى. افتراضا، في العصور القدمى، كان هناك ثلاثة عشر مستوى بالمجموع ! وفقا للأساطير، حتى في العصور القدمى، كان نادرا بلوغ شخص ما المستوى العاشر، و المستوى الحادي عشر الأكثر ندرة. أي شخص بلغ ذلك المستوى هز العالم لا محالة.
في عالم النمو الحديث، لم يكن مستوى 'تكثيف الـتشي' العاشر شيئا أكثر من مجرد أسطورة.
على مر السنين، بحث جيل بعد جيل من المتدربين في هذا ثم تم التوصل لتوافق في الآراء بالنهاية. في العصور القدمى، كان هناك ثلاثة عشر مستوى من 'تكثيف الـتشي'. لكن وَضع المستوى التاسع كحد أقصى. أما المستوى العاشر و ما بعده فقد أصيبت (المستويات) بشلل وفقا لإرادة السماوات. من ذلك الوقت فما بعد، كانت هناك تسع مستويات فقط !
كان هناك رأي آخر، فـرُفِض من الكثير كونه سخيفا معللين أنفسهم أن إرادة السماوات القديمة قد ماتت، و أنّ هناك إرادة سماوات جديدة نشأت. وافقت إرادة السماوات الجديدة على مستويات "تكثيف الـتشي' التسع مدمرة بذلك الطريق للمستوى العاشر. و كان ذلك لأن اتباع مسار المستوى العاشر يسمح بمحاربة السماوات و الذي كان محرما.
إذا كان بإمكان متدرب ركم طاقة روحية كافية من السماء و الأرض، فسيكون بإمكانه صياغة المسار لبلوغ مستوى 'تكثيف الـتشي' العاشر من العصور القدمى !
كان هذا المسار النقطة المحورية. للأسف، تم كسر هذا المسار منذ العصور القدمى، و بالرغم من أنه لا يزال موجودا، كان مكسورا جوهريا وراء كل إصلاح.
لكنه ظهر اليوم بجسد منغ هاو، مرئي و ليس له فقط، لكن أيضا لشانغوان شيو المندهش. كيف له أن يصدق أن هناك أمامه دخل منغ هاو فعلا لمستوى 'تكثيف الـتشي' العاشر الأسطوري؟
امتلأ وجه بعدم التصديق "مستحيل... إن مستوى 'تكثيف الـتشي' العاشر أسطورة. طبقا لقصص، مستوى 'تكثيف الـتشي' العاشر عبارة عن مرحلة لتعزيز الجسم... إنه مجود من الناحية النظرية، و حتى في العصور القدمى، كان تحقيقه نادرا... مستحيل ! "
لو لم يكن النمر الصغير فاقد للوعي، لصدم هو الآخر. حتى لو كانت اللؤلؤة تعود له، و كانت تحوي قوة حياته. لم يكن لها أبدا من قبل مثل هذا التأثير الصادم عليه. أيا كان المستوى الذي هو به، سمحت له بممارسة قوة مساوية لنصف المستوى الموالي. على سبيل المثال، كان الآن في مستوى 'تكثيف الـتشي 'الخامس، لكن من حيث السلطة، كان بالفعل في منتصف طريق المستوى السادس.
طاف شعر منغ هاو بجموح و زهت عيناه متوهجة. أخذ نفسا عميقا شاعرا بالقوة الهائلة التي ارتفعت به. شعر بخيط الـتشي بعقله، فضلا عن القوة الممزقة المتخللة عضلاته و دمه. عرف أنه الآن لم يكن الضعيف قليلا.
و مع ذلك، كان هناك تأثيرا جانبيا. بمجرد ما ان بلغ مستوى 'تكثيف الـتشي العاشر، بدا كما لو أن السماوات قطعت أي اتصال معه. لم يكن بإمكانه استشعار أي قوة من السماء و الأرض، كما لو أنه مُنِع كليا. أحس بشعور امتصاص من داخل، كما لو كان طفلا حديث الولادة يحتاج للمغذيات... و لكن تم رفضه.
في هذه اللحظة، لا زال جسده يبدو كجسد عالم ضعيف، لكن في الواقع، كان جسده مليئا بما يكفي من القوة كما أحس كما أن باستطاعته تمزيق جدار مدينة للنصف.
حاليا، لم يكن هناك وقتا للنظر في كل هذا. ومضت عيناه محدقا بشانغوان شيو و عدم التصديق المرسوم على وجهه. أخذ منغ هاو نفسا عميقا قبل أن يرفع يده اليمنى مشيرا بإصبعه نحو السيفين الخشبيين.
احتوت ضربة الإصبع هذه على كل قوة مستوى 'تكثيف الـتشي' العاشر الخاص منغ هاو، كل تبصره الروحي، كل قوة بنيته الجسدية.
كان هذا هجوم منغ هاو الأكثر قوة. في الواقع، كان هذا أقوى هجوم من أي واحد آخر بإمكان أي متدرب بمرحلة 'تكثيف الـتشي' حشده.
انبثق دوي كما وظّف منغ هاو السيفين الخشبيين. انفجر الدوي بقوة السيف، ثم ثقب عبر فجوة الثلاث بوصات طاعنا صدر شانغوان شيو بعمق. صدت ضجة كما طعن تماما عبر صدره فانبثق دشا من الدم من الجانب الآخر.
اهتز جسد شاغوان شيو، و مع ذلك لم يتمكن من التحرك. امتلأت عيناه بالرهبة و استشعر كميات هائلة من الطاقة الروحية تتسرب من الجرح. في غمضة عين، اصطدم تسرب الطاقة بـ'تشكيل الأساس' هذا. كان الوقت الذي سيستغرقه لبلوغ مرحلة 'تشكيل الأساس' الآن كثيرا، وقتا أطول بكثير.
كان ذلك في الوقت الذي رفع منغ هاو يده فيه مرة أخرى، و وظّف السيف الخشبي الآخر. أصدر همهمة بمضيّه نحو عنق شانغوان شيو.
"يا منغ هاو، لا تجرؤ على قتلي..." كان شانغوان شيو مذعورا تماما. اختفت غطرسته و نية قتله السابقتين، و حل مكانهما نضال يائس لتجنب الموت.
لم يقل منغ هاو شيئا. توهجت عيناه على نحو مظلم كما عبر السيف الذي وظّفه للتو فجوة الثلاث بوصات طاعنا عنق شانغوان شيو. في اللحظة التي اخترق بها عنقه، التوى رأس شانغوان شيو للجانب بطريقة مستحيلة. خلّف الشيف الخشبي جرحا هائلا انبثق منه الدم، لكنه لم يقتله بعد.
تخللت الرهبة شانغوان شيو. كان بإمكانه الشعور بأن قوة حياته بدأت تتلاشى مبددة سلطته الروحية. كما فرغت منه الطاقة الروحية، و بدأ جسده يستجيب أكثر.
"يا منغ هاو، ليست هناك كراهية بيننا لا يمكن حلها. إذا تركتني أذهب، سوف أعطيك الكتاب المقدس الروحي السامي..." لم يكن بإمكان شانغوان شيو أن يكون أكثر رعبا من الآن. قبل أن ينهي الكلام حتى، دار السيفان الخشبيان عائدين، طاعنين صدره من جديد غامرين المكان بالدماء. قام شانغوان بصرخة مصطحبة لدم متخثر مالئة بالضعف و اليأس.
لم يهتم منغ هاو و لو قليلا عندما ذكر الكتاب المقدس الروحي السامي. كانت عيناه قاسيتان كالعادة. فلم يهم ما ما قال شانغوان شيو، لم يتوقف حتى كان ميتا كليا و تماما.
كان هذا هو منغ هاو. بمجرد ما أن يتخذ قرارا لن يغيره رأيه بسهولة.
ترجمة Yukio HTM
الفصلان 76 و 77 بالمدونة: https://yukionovels.blogspot.com
76 – ما بعد الخلو من العيوب
77 – المولى 'رؤيا'
أتمنى أن تكونوا استمعتم بالفصل. أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية.
و إلى اللقاء في الفصل القادم