في ظل هذا الوضع الغريب، ظل آش صامتا لفترة من الوقت، وكذالك انا الأخر لم اقل اي شيء طوال هذه الفترة.

".....لماذا تسأل بخصوص هذا؟"

فجأة تحدث آش بنبرة متشددة، بينما كانت عيناه السوداء تدل على الريبة من نوع ما، لقد جعلني ذالك اشعر بالغرابة من الموقف.

"بالتأكيد اريد ان اعرف؟ انت تعلم انه في الأختبار تم ذكر 'قانون اسلوديا' لذالك اليس من الطبيعي ان يتملكني الفضول؟ خاصة وانه مكان مظلم لايوجد به شيء؟"

"....."

رغم اجابتي على سؤاله، رأيت تعابير وجهه تتشوه، كما لو انني اجبت بالطريقة التي لايريد ان يسمعها، هل تمزح معي الأن؟

"انت........حسنا"

عندما حدقت به تعبير غير مرتاح، تنهد آش ووضع يده على جبهته وتنهد.

"ليس من الداعي ان تعرف بخصوص هذا المكان، يمكنك فقط ان تعرف انه حلقة وصل للوصول الى هنا"

رفعت حاجبي بغرابة، انتظر، انت تقول انه ليس من الداعي لي ان اعرف، ولكن لابأس بأن تعطيني معلومة بخصوص ذالك المكان؟ الن يتملكني الفضول اكثر بهذه الطريقة؟هل هو بخير؟

"......."

لم اجب بقيت صامتا، لم اكن اعرف بماذا يجب ان اجيب على هذا النوع من الأجوبة الغير منطقية، لكن عندما نظر لي آش ابتسم مرة اخرى وقال بنفس النبرة النشطة وهو يقف.

"حسنا! انتهى وقت الراحة! دعنا نعود ونتمرن!"

"...."

وقفت على مضض، انه بالتأكيد يحاول اخفاء امر اسلوديا، كما لو انها حقا مكان مهم وخطير بدرجة فظيعة ولايجب ان اعرف اي شيء بخصوصه.

..

طوال فترة التدريب تعامل معي آش بنفس الطريقة المبهجة التي يتحدث بها على الدوام، كما لو انه لم يظهر ذالك التعبير او حتى اسأل بخصوص هذا.

وهنا تملكني الشك اكثر، بخصوص علاقة آش واسلوديا، ولكن على كل حال، لاتوجد طريقة لمعرفة الرابط اليس كذالك؟ اقصد كل الكتب لاتحتوي الاعلى معلومات قليلة بخصوصه، وكذالك حتى الشخص الذي يبدو انه يعرف عن اسلوديا افضل من الكتب لايريد ان يجاوب على سؤالي، لذلك لاتوجد طريقة لمعرفة الجواب على سؤالي.

"اذا يجب انهاء التدريب هنا اليوم"

"اه....بالتأكيد شكرا"

ابتسم آش بشكل مشرق وقال وهو يلوح بيده.

"اذن! نتقابل غدا!"

"اج-!

فجأة انهار محيطي واصبح كله اسود وفتحت عيناي بسرعة، نظرت الى سقف الغرفة المألوف ونقرت على لساني.

'سحقا! لم تدعني انهي كلامي بعد!'

تنهدت من هذا الموقف وعبست، بعد تغير الملابس والتوجه الى قاعة الطعام، قابلتني نظرة الفريد الحادة ونظرت كاثرين اللطيفة.

لوهلة تسائلت كيف يمكن ان يوجد هذا الفرق في شخصيتهما.

"صباح الخير"

رغم قولي لهذا لم اسمع اي رد، اليس هذا فظا بعض الشيء؟ اعني حتى وان تسبب ابنكم بمشكلة.....حسنا انسى الأمر.

جلست على الكرسي، وامسكت الشوكة والسكين مستعدا للبدء في الأكل.

"....."

شعرت بنظرات تتوجه علي، رفعت عيناي من الطبق، ولاحظت ان اخوة كايلوس كان ينظرون الي.

'...؟؟؟؟'

لم يكونوا يمتلكون اي نظرة حادة، لقد كانت نظرة طبيعية فقط، ولكن عندما نظرت اليهم، التفتوا كما لو انهم لم يكونوا يحدقون بي مطلقا، مالذي يحصل هنا بحق؟

وبينما كنت اتسائل بخصوص هذا الأمر، سمعت صوت الفريد.

"اذن يبدو انك لاتريد شرح موقفك الذي فعلته هناك؟كيف ستعوض الضرر والعار الذي سببته له لنا؟ الم تكن انت من قلت انك لن تفعل اي شيء متهور؟"

"....عزيزي توقف، انا اخبرتك بالفعل انه لايجب عليك ان تسأل بخصوص هذا"

نظر الفريد لي بنظرة استصغار، واجاب على كلمات كاثرين دون ان يحول نظره من علي بنبرة حادة.

"صحيح، لكن.....انتي لاتعلمين مقادر العار الذي لحق بنا، والأهم من ذالك طلب ذالك السمين بتعويض كبير، حتى العائلة الأمبراطورية قد وقفت بصفه، اذن رغم كل هذا الضرر تريدينني الااسأل عن سبب فعله الشنيع؟"

"لكن...!"

وضعت الشوكة على الطاولة ونظرت لألفريد بهدوء، قبل ان اقول بنبرة مهذبة.

"اذن سمو الدوق انت تسأل عن السبب؟"

"اجل"

كانت النظرة على وجهه تستفز اي شخص عداي،يبدو انه يحاول استفزازي، اليس هذا تصرف طفولي بالنسبة لكونه رجل كبير؟

لكن في وجه ذالك التعبير المستفز بقيت هادئ وانا اجيب.

"ليس لدي ماقوله الاان اعتذر"

نظر افراد العائلة لي بذهول، حسنا؟اليس رد فعلهم مبالغ بعض الشيء؟

بام!

ضرب الفريد الطاولة بقوة وهو يقف بغضب"كايلوس! انت ايها...!"

"عزيزي توقف! لاتقسوا عليه!"

فجأة انقلب الوضع من افطار طبيعي الى مشهد كارثي، الفريد الغاضب وكاثرين تحاول ان تهدئه، اليس هذا وضع صاخب في وسط النهار؟ وبالأخص على طاولة الطعام؟

"استمع! يجب ان تعاقب على تصرفك الشنيع هذا!"

"لا! لاتفعل ذالك! انه ليس خطأه"

نظر الفريد الى كاثرين بوجه غاضب لدرجة مخيفة وقال.

"لماذا تدافعين عنه؟!"

"انه ليس خطأه!"

رغم موقف الفريد الغاضب، ضلت كاثرين على موقفها هي الأخرى.

لاحظت ان اخوة كايلوس كان يمتلكون تعبيرات خائفة، معهم حق، فإن حياتهم كلها التي عاشوها لم يسمعوا ابدا عن شجارات كاثرين والفريد، لذالك عندما رأوهم بهذا المنظر من الطبيعي ان يخافوا.

هناك نظرت الي ليليانا التي كانت تحمل تعبير قلق هي الأخرى مع نظرة تقول'تصرف! انت السبب!' او ربما هكذا اعتقد..

نظرت الى كاثرين والفريد الذان كانا يتجادلان وتنهدت، بالفعل يجب ايقافهم قبل ان يكبر الأمر الى شيء لكثر خطورة، ويكون السبب هو انا.

"سمو الدوق وسمو الدوقة...."

توقفت كاثرين ونظرت الي، ابتسمت وانا اقول بنبرة مثيرة لشفقة.

"اشكرك امي على فعلك هذا، ولكن بالفعل تصرفي يجعلني استحق ان اعاقب"

"كايلوس بني! مالذي تقوله؟! انت لم تفعل اي شيء خاطئ!"

هززت رأسي واظهرت تعبير حزين من نوع ما، لقد كان بالتأكيد تمثلي.

"لا لقد فعلت"

نظرت الى الفريد وقلت له"اذا سمو الدوق بإمكانك ان تعاقبني"

اتسعت عينا كاثرين على مصرعها كما لو كانت مذهولة، وعندما كانت ستضحد الكلام الذي قلته....

"فقط هذه المرة لن تعاقب"

نظرت الى الفريد بذهول(تمثيل) وكذالك كاثرين واخوة كايلوس، كان هذا تصرف غير طبيعي بالنسبة لهم يصدر من الفريد.

"حقا؟ اشكرك حقا سمو الدوق"

وضع الفريد يده على رأسه كما لو انه يعاني من صداع وتنهد بينما قال بنبرة متعبة.

"هذه المرة فقط، لن يكون هناك اخرى"

اومأت برأسي ببتسامة، وخرجت من القاعة تاركنا الجميع بحالة ذهول.

بمجرد فتحي للباب وجدت ايان يقف بجانب الباب، انا من اخبرته ان يبقى هنا.

****

فجأة وضع كايلوس يده على الحائط بينما يده الأخرى كانت موضوعة على وجهه، نظر ايان الى هذا الموقف بتعبير غريب، وحينها لاحظ ان اكتاف كايلوس كانت ترتعش وهنا سأل ايان.

"السيد الشاب؟ هل انت-!

"بفت! هههاههها"

جفل ايان عندما سمع صوت ضحكات كايلوس، كان كايلوس يضع يده على فمه مانعا نفسه من ان يضحك بصوت عالي.

'هاه؟'

لم يكن ايان يفهم الوضع بالتحديد، عندما كان واقفا بجوار الباب كان بمقدوره سماع صوت صراخ كاثرين والفريد، لذالك اعتقد انه هناك شجار.

وعندما خرج كايلوس كان متأكدا بأنه سيكون غاضب او حزين او اي نوع من المشاعر السلبية.

لكنه الأن....يضحك؟

بقي ايان واقفا وهو يشاهد كايلوس يضحك بتعبير مضطرب لأنه علم ان كل مايعرفه في هذه الحياة هو خاطئ.

2024/08/08 · 300 مشاهدة · 1034 كلمة
Rovel
نادي الروايات - 2024