"سموك، ان- انا حقا لاعلم مالذي....!-

"اصمت!"

صمت النبيل البدين عندما تم الصراخ في وجهه من قبل الأمبراطور البرت، على الفور خفض النبيل عينيه لأسفل وهو ينظر الى يده المضمدة.

'تسك! هذا غير مقبول مطلقا!'

وضع البرت يده على رأسه، ولكن لم يمنع الغضب والاستياء من ان يظهروا على وجهه.

رغم انتهاء الحفل منذ ايام، الاان الشائعات وحديث النبلاء لم يهدأ مطلقا، وتم نشر شائعات سيئة بخصوص الكونت وداينوت واصبح الأمر خطرا جدا، وهنا كان يجب على البرت ان يتدخل ويضع حدا لشائعات لأن داينوت هي رمز الحماية للعائلة الأمبراطورية وغير مقبول مطلقا ان يتم اهانتها، لأنها تعتبر القوى العسكرية الهامة للعائلة الأمبراطورية.

لكن وجد البرت نفسه غير قادر على صد الشائعات، لأنه من الواضح ان حثالة داينوت هو المجرم هنا، لذالك كيف سيقوم بصدها؟

'سحقا!'

ضرب البرت الطاولة ونقر على لسانه بغضب، كانت الأمبراطورة تقف على الجانب مع الأميرين.

رغم رؤية وجه زوجها الغاضب لأقصى حد الانها اظهرت تعبير لامبالي، وسألت بصوت منخفض دون ان تحول عينيها على البرت.

"ديريك، من الذي تعتقد انه مخطئ في هذه القضية؟"

نظر الأمير الثاني ديريك لها ورمش مرة قبل ان يظهر تعبير مستغرب.

"اوه؟....اليس هذا واضحا؟ انه بالتأكيد سيد-

صمت ديريك فجأة وتوقف عن الحديث، تذكر ان والدته لاتسأل اسألة تكون لها اجابة واضحة مثل هذه، اذا الأمر ليس بتلك السهولة لتجاوب عليه بإيجابة بدهية.

"مالأمر؟ لماذا صمتت؟"

سألت الأمبراطورة مرة اخرى وهي تنظر لألبرت بنبرة هادئة.

"اه....المخطئ هو....-

"الطرفين مخطأن"

نظر ديريك الى الأمير الاول كايلكس الذي اجاب بهدوء غير طبيعي، كانت نظرة مذهولة تعتلي محيال ديريك قبل ان يسأل مذهولا.

"مخطأن؟ كيف؟"

وعندما سأل ديريك بغرابة، نظر له كايلكس ورفع زوايا شفتيه لتتشكل ابتسامة بسيطة.

"حسنا؟ اظن ان الأمير الثاني لايعلم"

قبض ديريك يديه بغضب، لكن هذا الغضب لم يدم طويلا، لأن صوت الأمبراطورة الرقيق دخل اذنيه.

"ايها الأمير الاول اكمل..."

اومأ كايلكس واجاب"الكونت مخطئ لأنه تجرأ على الاقتراب من ابن الدوق الذي لم يفعل اي شيء، بقي لوحده دون اي تصرف غير لائق، وكذالك يكون خطأ ابن الدوق لأنه غرس الشوكة في يد الكونت ووجه السكين اتجاه الكونت ايدر، وبهذا يكون الطرفين مخطأن"

فتح فم ديريك على وسعه دون قصد عندما سمع هذا الإستنتاج، رغم كونه لايزال غير مقتنع، قرر رؤية تعابير الأمبراطورة لعلها تكون مثله غير مقتنعة بهذا الحديث ولكن....

"كما هو متوقع من الأمير الأول"

نظرت الأمبراطورة الى كايلكس وابتسم الطرفين اتجاه بعضهما البعض، قبل ان يقول كايلكس بنبرة مهذبة.

"اشكرك على اطرائك الجميل سمو الأمبراطورة"

'ماذا؟'

شعر ديريك انه شخص مستبعد وانه الوحيد الغبي هنا والذي لم يكن يفهم مالذي يحصل، وهذا جعله يشعر بالغضب من كايلكس.

'انه دائما مايخطف الاضواء!'

كان ديريك دائما مايشعر انه الشخص المستبعد في كل شيء، الذكاء والسياسة والإقتصاد وكذالك في الشؤون الإجتماعية، الم يكن كايلكس هو الأفضل في هذه الأمور؟ رغم انه لم يصبح ولي العهد بعد الى انه المرجح الأقوى لهذا المنصب الذي اراد ديريك دوما الحصول عليه، وقرر الإجتهاد وعمل كل شيء لكسب الأمبراطورة والإمبراطور لصالحه، لكن للأسف كل شيء بات بالفشل، وزرع هذا الأمر النار في قلب ديريك.

'فقط لو تختفي!'

كان ديريك يكره كايلكس كره شديد للغاية، ويريد قتله دوما لكي يستطيع اخذ كل شيء ويصبح هو في وسط هذه الأضواء..

نظرت الإمبراطورة الى عيني ديريك التان تشتعلان بالغضب اتجاه كايلكس.

'ان هذا الأمر ميؤس منه'

تنهدت الأمبراطورة وهي تنظر لنافذة بعبوس، رغم ان الطقس في الخارج كان جميل ومبهج الاانها شعرت انه جو حزين وكئيب بسبب الأمبراطور الغاضب، والابنين الذان يتنافسان على كل شيء، نظرت الأمبراطورة حولها قبل ان تغلق عينيها بهدوء.

'لنكن هادئين من الطبيعي ان تكون هناك صرعات عنيفة بين الأخوين على الخلافة'

لكن عندما كانت تنظر الى ديريك شعرت بعدم الإطمئنان اتجاهه وهذا الإحساس لم يختفي ابدا.

*****

ظلت كاثرين هي واطفالها ينظرون الى الفريد بتعابير مذهولة للغاية كما لو ان صاعقة قد ضربت رؤسهم.

"ماذا؟ لم تحدقون بي هكذا؟"

عاد تعبير الفريد الى تعبيره المنزعج المعتاد، ورغم ذالك الذهول لم يختفي ولو قليلا.

اليس لديهم الحق في ان يبدو ردات فعل كهذه؟

من هو الفريد؟

اليس هو الشخص البارد والذي بمقدوره قتل اي شخص حتى وان كان فردا من عائلته في سبيل مصالحه الشخصية؟ واليس هو الشخص الذي لن يتهاون في قتل او معاقبة الشخص الذي شوه سمعة داينوت بأقسى طريقة؟

كل هذه الصفات كانت منطبقة في الفريد والجميع يعرف ذالك، فرؤية الفريد يسامح كايلوس.....الم يكن ذالك تصرفا غريبا يصدر منه؟

"عزيزي؟ اعتقد انك مريض اليوم"

"اجل! يبدو ان ابي مريض!"

ضيق الفريد عينيه وهو ينظر لهم، قبل ان يقول بإنزعاج.

"ماخطبكم اليوم؟"

"عزيزي، انت لاتبدو بخير...."

امسكت كاثرين كوب وملئته بالماء واعطته له وابتسمت.

"يمكنك شرب الماء والأسترخاء"

نظر الفريد الى كوب الماء ونظر لكاثرين بتعبير مضطرب..

"لا...حقا مخاطبك اليوم...؟"

"عزيزي اشرب الماء، انه منعش"

نظر الفريد الى كوب الماء حيث كان بمقدوره رؤية انعكاسه، وتنهد وشرب الماء.

بقوة قليلا وضع كوب الماء الفارغ على الطاولة، ورفع حاجبه وهو يسأل.

"حسنا؟ اذا قولي لي ماخطبك؟"

بمجرد سماعها لسؤاله ابتسمت بشكل عريض، كانت ابتسامة منعشة وجميلة وتحدثت بنبرة ودية.

"اتمنى لو تبقى مريضا الى الابد ان كنت ستكون هكذا"

اتسعت عينا الفريد بشكل قليل وهو ينظر اليها، تلك الكلمات كانت قد اثرت بشكل غير طبيعي على الفريد، زوجته تريده ان يكون مريض؟

ولكن قبل ان يضحد الفريد كلماتها قالت بنفس الإبتسامة.

"هذا لأنك لن تعاقب كايلوس"

اختفى تعبير الذهول عن وجهه، وحدق بها بصراحة، قبل ان يتنهد وهو يفرك صدغه.

"حقا؟ انتي تفعلين كل هذا فقط لأنني لن اعاقبه؟ اليس هذا درامي بعض الشيء؟"

اغلقت كاثرين عينيها وهي تجيب"لايوجد شيء درامي هنا، كل شيء طبيعي...."

فتحت كاثرين عينيه وحصل تواصل بصري بينها وبين الفريد وقالت.

"لكنني حقا سعيدة لأنك لن تعاقبه"

"......."

ظل الفريد صامتا دون ان يجيب بأي شيء، الحقيقة هي ان الفريد كان يريد حقا معاقبة كايلوس، ولكن في تلك اللحظة لم يستطع قول هذا، لماذا؟ حتى هو لم يكن يعرف، عندما غادر كايلوس نظر الفريد للباب ونقر على لسانه لأنه لم يستطع قول شيء.

تنهد الفريد وهو ينظر لهذا الوضع.

'يبدو انني حقا مريض اليوم'

تنهد الفريد مرة اخرى في ظل هذا الوضع الغريب بالنسبة له.

2024/08/10 · 291 مشاهدة · 958 كلمة
Rovel
نادي الروايات - 2024