رواية تجسدت كالشرير الأضافي

كانت الشائعات في امبراطورية فلورمنيا مشتعلة للغاية هذه الأيام، لم يمضي يوم الا وتحدث فيه النبلاء عن امر حفلة عيد مولد الأمير الاول.

وكيف لايتحدثون عنه؟

لقد كان وضعا سيئا لداينوت وعائلة الكونت داير وكذالك نوعا ما العائلة الإمبراطورية.

"سمعتي؟ تم افساد حفل مولد الأمير بسبب حثالة داينوت"

"حسنا؟ كما هو متوقع منه بعد كل شيء"

"يجب ان يفعلوا شيئا بخصوص حثالة داينوت ان العائلة جيدة ولكن حثالة داينوت هو الذي يفسد الأمور"

"هذا هو الحال دوما"

"اذا استمرت افعال حثالة داينوت فسيصيب العار الكبير داينوت لفترة طويلة"

"اتفق معك، هذه كلمات رائعة"

"ربما يجب عليهم حبسه في القصر؟ اليس هذا افضل؟"

"يجب اعطائه جناح خاص به ولايخرج منه ابدا مهما حدث"

"اتفق!"

"اتفق!"

الجميع وافقوا بعض الآراء بخصوص حثالة داينوت، يبدو انهم كانوا ينتظرون الفرصة لكي يتم الهجوم فيها عليه.

هناك، كان الفريد والبرت جالسين اتجاه بعضهم البعض، كانت تعبيرات وجههم جادة للغاية، لأن الأمر الذي يحصل هنا كان يتطلب الجدية القصوى.

"اذا ماذا تعتقد انه يجب فعله بخصوص هذه الشائعات؟"

تنهد الفريد وقال بصوت اجش.

"اصوات النبلاء المزعجة تأتي من كل مكان، لاتستطيع حتى معرفة من يجب ان تسكت، الجميع يتحدثون على الأمر مثل البابغات"

رغم كلمات الفريد البذيئة من نوع ما امام البرت الاانه قد سمح بذالك ولم يهتم كثيرا بهذا، قال..

"صحيح، اذا هل يجب علينا الإنتظار فقط حتى تهدأ الاوضاع من تلقاء نفسها؟"

نقر الفريد على لسانه وقال"تسك، ماذا وان تاخذ الأمر وقت طويل؟ حتى وان لم يأخذ وقت طويل فربما يتحول الأمر الى شيء اكبر"

"....صحيح"

هناك تنهد الإثنين غير قادرين على العثور على حل، اتكئ الفريد على الاريكة وقال.

"ربما يتم تهديد كل شيء"

"الاترى انك تبالغ؟"

حصل تواصل بصري بين البرت والفريد.

"ربما تظن انني ابالغ، هو في الاصل انني ابالغ، ولكن الايجب عليك دوما وضع الإحتمالات الاسوء لكي تكون جاهزا؟"

"......"

عندما لم يجد البرت مايقوله اتجاه كلمات الفريد المنطقية قرر الصمت، بقي الاثنين على هذا الوضع وهم يحاولون ايجاد حل.

*****

كان قصر دوقية بايلن مضطرب، برعشة امسك دوق بايلن يد ابنه المسكين كليرفان، الذي كان يسعل بإستمرار..

"فان! هل ان بخير؟!"

فور سأله لهذا السؤال استدار وحدق بالخادم بغضب جامح"ماذا يفعل الطبيب؟! منذ متى وكان هو مثل السلحفاء؟!"

جفل الخادم الذي قد تم توبيخه لتو من قبل الدوق، فجأة شعر الدوق بلمسة خفيفة على يده استدار ووجد ابنه كليرفان ينظر اليه بإبتسامة رغم ان الدم يخرج من فمه، وهز رأسه.

هذا المشهد جعل قلب الدوق يتقطع اكثر فأكثر، اغلق الدوق عينيه وهو يشعر بالذنب الشديد..

"انا اعتذر يابني انا حق-

"لاداعي للإعتذار ابي"

حتى النبرة التي تحدث بها كانت لشخص على وشك الموت، انزل الدوق رأسه لإسفل غير قادر على رؤية وجه ابنه من الندم.

"سعال- كح! كح!"

رفع الدوق رأسه بسرعة ونظر الى ابنه الذي كان يسعل بدرجة مخيفة، فجأة المنديل الذي كان يسعل به ذو اللون الأبيض، في لحظة تم صبغه بالكامل باللون القرمزي.

"كليرفان!"

صرخ الدوق بهذا الأسم وعيناه ترتجف، قبل ان يربت على ظهر ابنه الذي كان يسعل بوجه خائف للغاية.

خائف جدا من ان يفقد ابنه الوحيد.

"كيلرفان! بني! اصمد!"

لكن السعال قد استمر لفترة طويلة، ولكن ومن حسن حظهم اتى الطبيب وفحص كيلرفان الذي كان قد انتهى من نوبة السعال هذه.

"سأعطيه هذا الدواء سيخفف من الأعراض قليلا"

اومأ الدوق ونظر لكليرفان وقال وهو يسمك يده الضعيفة للغاية.

"اذا فان، سيذهب والدك ويتحدث قليلا مع الطبيب حسنا؟ خذ قسطا من الراحة"

اومأ كليرفان بإبتسامة، وعندما رأى ان الدوق والطبيب قد خرجوا تغير تعبير وجهه.

'حسنا، لم اتوقع ان تسوء حالتي كثيرا اليوم'

لقد كان من الطبيعي بالنسبة له ان تسوء حالته اليوم او تصبح افضل غدا، ولكنه لم يتوقع ان تسوء لهذه الدرجة.

"ايلدر"

بمجرد قوله لهذه الكلمات بصوت منخفض ظهر رجل فجأة من العدم انزل رأسه قليلا.

"نعم ايها الدوق الشاب"

تنهد كليرفان عندما سمع ايلدر يناديه'الدوق الشاب' وقال بإنزعاج.

"ناديني السيد الشاب، الدوق الشاب تعني انني سأصبح الخليفة، ولكنني ربما اموت قبل فعل هذا"

" السيد الشاب مالذي تقول-

"هذه هي الحقيقة"

كانت نظرته الباردة متوجهة وهو ينظر الى ايلدر، انزل ايلدر عينيه لأسفل غير قادر على النظر مباشرة في عيني كليرفان الباردة.

"سمعت ان تيودر قد مات؟"

اومأ ايلدر وقال" اجل تم اعدامه منذ ايام"

"همم؟ منذ متى لاحظ الدوق؟ انا متأكد انه قبل فترة لم يكن يعلم اي شيء، هل يعقل ان لديه مساعد؟"

"اه، بخصوص هذا...."

حك ايلدر مؤخرة رقبته بتوتر، وهذا التصرف جذب انتباه كليرفان"مالخطب؟"

خرجت نبرة متوترة من فم ايلدر وهو يقول...

"حسنا....لقد تم الكشف عن جميع الجواسيس من قبل حثالة داينوت"

"حثالة داي-كح!"

ولكن قبل ان يتمكن كليرفان من قول ماكان يريد قوله، اصبحت نوبة السعال شديدة مرة اخرى.

"فان!"

فتح الدوق الباب، وعندما فتح الباب اختفى ايلدر، ودخل مع الدوق الطبيب.

وبعد فترة من الوقت تم وضع منديل على عيني كليرفان واجباره على الاستلقاء.

"اذا سنخرج مرة اخرى"

اومأ كليرفان وبمجرد خروجهم استدعى ايلدر مرة اخرى.

"اكمل ماكنت تقوله"

"لكن حالتك.."

"هذا امر"

عندما قال كليرفان ذالك لم يستطع ايلدر ضحده وصمت لوهلة قبل ان يقول.

"والان هناك شائعات كثيرة جدا بخصوص امر حفلة عيد مولد الأمير"

"حفلة الامير؟"

عندما سأل كليرفان بغرابة اومأ ايلدر واكمل"اجل، يقال ان حثالة داينوت قد غرس شوكة في يد الكونت ايدر ووجه سكين الطعام اتجاهه"

"حسنا، كما هو متوقع لايزال حثالة داينوت هو نفسه حثالة داينوت، اذن هل تعرف كيف عاقب الدوق كايلوس؟"

صمت ايلدر لوهلة قبل ان يقول"لم يتم معاقبته"

"ماذا؟!"

جلس كليرفان على السرير وعندها سقطت المنشفة وتم الكشف عن عينيه المذهولة.

"سيدي لايجب ان-

"اليس دوق داينوت الفريد؟ لقد توقعت ان يتم معاقبته بأقسى انواع الطرق، هل انت متأكد؟"

اومأ ايلدر، اتكئ كليرفان على السرير مرة اخرى، قبل ان يسأل.

"وبخصوصها؟"

لم يجب ايلدر على فور وظل يفكر على من كل يتحدث كليرفان قبل ان يقول.

"تقصد الخادمة ماي؟ لاتزال في السجن"

"هممم وماذا عن عائلتها؟"

"تتم حراستها من قبل داينوت"

صمت كليرفان دون قول اي شيء، وبعد فترة قال.

"ايلدر"

"نعم ايها السيد الشاب"

"اعتقد انني سأموت قريبا"

عندما قال كليرفان هذه الكلمات اتسعت عينا ايلدر بذهول، ولكن قبل ان يتمكن من قول اي شيء اكمل كليرفان.

"هذه الأخبار ستتسبب بموتي"

"اذا لن اق-

"اذا لم تقل كيف ستجري الأمور؟ احتاج الى معرفة كل شيء لكي اعرف ماذا افعل، استخدم عقلك قليلا"

صمت ايلدر عندما تم توبيخه فجأة من قبل كليرفان.

'من الغريب ان جدا لا كان الأمر شبه مستحيل ان تفعل داينوت شيء كهذا'

'مستحيل، هل حثالة داينوت له علاقة بالأمر؟'

"لكن سيدي ماذا وان علم الفريد انك انت من ارسل تلك الرسالة لتلك الخادمة"

فجأة قاطع ايلدر افكار كليرفان، هز كليرفان رأسه..

"مستحيل، حتى وان علم مالذي سيفعله؟ انا لم افعل اي شيء سوى انني هددت خادمة، هل سيبكي؟ ههه"

فجأة بدء كليرفان بالضحك قليلا، ظل ايلدر ينظر لهذا الوضع بصمت، ابتسم كليرفان وهو يفكر.

'الأمور اصبحت مشوقة!'

فجأة بدء كليرفان يشعر بموجة من الحماس اتجاه الأحداث القادمة بسبب الأحداث الحالية الغير متوقعة.