24 - الحفلة الخيرية المنتظرة(2)

لطالما كانت تحتوي امبراطورية فلورمنيا منذ تأسيسها على عدة دوقيات، وكل هذه الدوقيات مسؤولة عن حماية منطقة معينة.

بايلن مسؤولة عن حماية الجنوب.

ايوردل مسؤولة عن حماية الشمال.

ايستل مسؤولة عن حماية الشرق.

دنليز مسؤولة عن حماية الغرب.

كانت كل قوة من القوة الأربعة الرئيسية معروفة بقوتها واخلاصها، او هذا ماكان يظنه الناس.

كانت العائلات الأربعة هذه جميعا يتفقون على شيء واحد، انهم يريدون نزع داينوت التي تعتبر المصدر الرئيسي للقوة العسكرية للعائلة الأمبراطورية، لماذا؟

لأنها احتلت هذا المكان منذ اجيال ولم تتزعزع، ومايجعلهم يريدون نزعها من منصبها هو لأنها العائلة التي اختارها الإمبراطور منذ اجيال، واصبحت العائلة الأكثر نفوذ وسلطة بعد الإمبراطور.

وهنا كانت الثلاث دوقيات تقف الى جانب بايلن في مافعله بشأن الحفل الخيري، لقد كانوا يخططون لجعلها تتضرر اكثر فأكثر حتى تنهار ويحتل احدهم المنصب.

******

وضع الفريد الدعوة التي تلقاها بغضب، نظرت كاثرين لدعوة وقالت بتعبير مضطرب.

"يجب ان نحضرها نحن مجبرين"

نقر الفريد على لسانه بمجرد سماعه لكلمات زوجته.

"تسك! بايلن حقا!! اريد تدميرها!"

"......"

صمتت كاثرين وتنهدت بصمت وهي تسمع كلمات زوجها الغاضب، انها لاتمتلك حقا اي شيء لفعله بخصوص هذا لاهي ولاالفريد...

"سمعت ان الدوقيات الثلاثة جميعها ستأتي"

"بالطبع ستأتي! انهم دائما منحازون لجانب بايلن!"

هناك قررت كاثرين الصمت مرة اخرى، اخذت رشفة من الماء لتهدئة نفسها المضطربة، قال الفريد وهو يضع قدمه فوق الأخرى.

"على كل الحفل بعد يومين، الوقت للإستعداد يكفي، اذهبي وحاولي ان تستعدي لهذه الحفلة"

اومأت كاثرين ونهضت من الأريكة، نظر الفريد الى الأريكة التي امامه الفارغة وتنهد وهو يضع يده على رأسه..

'اغغ صداع اخر'

اصبح الفريد يعاني من الصداع يوميا، لذالك اصبح امر تركيزه يضعف شيئا فشيئا، وعندما استدعى الطبيب اخبره ان يرتاح ويأخذ الأدوية، بدا الفريد يأخذها ولكنه لم يسترح، لايزال يجهد نفسه كثيرا ويبقى حتى وقت متأخر جدا من الليل يعمل.

سيل!

وضع الفريد يده على انفه الذي اصبح يسيل دما، دخلت كاثرين وقالت.

"بالمناسبة عزيزي الايجب علي-!!"

اقتربت كاثري من الفريد بذهول، وضعت يده عليه وصرخت.

"طبيب! استدعوا الطبيب!"

بالنسبة لألفريد كان صوت كاثرين بعيد جدا رغم كونها قريبة جدا منه، في تلك اللحظة تحولت عينا الفريد الى اللون الازرق الغامق وفكر.

'سيغمى علي حقا هذه المرة'

بمجرد تفكيره بهذه اغمي عليه.

*****

"ايان"

"نعم ايها السيد الشاب؟"

وضعت كوب العصير على الطاولة وقلت له.

"سنتحرك بعد يومين"

امال ايان رأسه وسأل بنبرة فضولية"لكن...اين؟"

بمجرد سماعي لسؤاله ابتسمت بشكل عرضي..

"السوق السوداء"

رفع ايان حاجبه وهو يسأل"ولكن لماذا تريد الذهاب الى هناك؟"

اخذت رشفة من العصير وقلت بإبتسامة"البحث عن معلومات تخص اسلوديا"

حسنا، اعتقد انه حقا يجب علي معرفة امر اسلوديا، خاصة وانها تعتبر حلقة وصل وانها تظهر في الأماكن الفقيرة وان آش لايريد التحدث عن الأمر، احساسي يخبرني انه ان لم ابحث عن الأمر سيكون وضع كارثي.

لكن رغم قولي لهذه الكلمات ظل ايان على نفس تعبيره.

"السيد الشاب، ماهي اسلوديا؟"

اغلقت عيناي فقط، اه لقد نسيت انك لاتزال لاتعرف اي شيء في الوقت الحاضر..

فتحت عيناي مرة اخرى واجبت"ستعرف عندما نذهب لهناك"

اومأ ايان بتفهم، قبل ان يقول"لكن السيد الشاب، هل سمعت بشأن الحفل الخيري الذي سيقام كذالك بعد يومين؟"

رفعت حاجبي وانا اسأل"حفلة خيرية؟ من الذي يفعل حفلة خيرية في وقت كهذا؟"

"اه...انها بايلن"

صفع!

صفعت جبهتي بقوة عندما سمعت كلماته، سمعته يسأل"السيد الشاب هل انت بخير؟"

اوه حقا؟ لقد بدأت حقا الأن التحرك بشكل جدي صحيح؟ حسب مااذكر في الرواية بايلن لم تقم اي حفلات منذ سنين والأن هي تفعل وفي هذا الوقت....

يريدون جعل داينوت تناهر سمعتها وتكون بايلن بمثابة المنقذ وتزداد سمعتها'

بمجرد ان خطرت لي تلك الفكرة في بالي نقرت على لساني.

'بما ان الحفل الخيري سيقام وبالتأكيد سيحضر الفريد وكاثرين لأنهم مجبورين، يجب عليهم اظهار موقف قوي حتى لاتظهر الشائعات سيئة عنهم'

تنهدت وانا امسك كوب العصير.

'فقط اتمنى ان يكون لدى الفريد عقل ليفكر فيه بخصوص الحفلة الخيرية'

نظرت الى ايان وقلت"على كل حال، ماذا تشرب؟"

نظر ايان الى الكوب الذي في يده وقال"شيء يسمى الشاي انه لذيذ"

نزعت يدي التي كانت تغطي وجهي وسألت مصدوما.

"انت تقول انه لم يسبق لك ان شربت شاي؟"

اومأ ايان، حسنا انا هنا مصعوق من هذا الحديث، نظرت له مرة اخرى.

"انت مسكين"

"هاه؟ لم-

طرق! طرق!

نظرت الى الباب، لقد كان الطرق قوي للغاية مما اثار حيرتي وعندما صرحت بأن يدخل، دخلت خادمة مع تعبير متوتر.

"السيد الشاب يجب عليك الحضور لغرفة الدوق الأكبر"

"لماذا؟"

من بين كل الأماكن غرفة نومه؟ اليس هذا غريب؟ انزلت الخادمة عينيها بتعبير حزين لسبب ما وقالت.

"الدوق الأكبر اغمي علي"

"بففف!"

اتسعت عيناي مذهولا، ونظرت انا والخادمة الى ايان الذي بصق الشاي الذي كان يشربه، كان يمتلك تعبير مذهول هو الأخر.

انتظر، انتظر، الفريد الذي اعرفه شرير القصة اغمي عليه فجأة؟ الفريد الذي اعرفه؟

وقفت من على الكرسي وانا لاازل في حالة صدمة، لكنني اومأت وتبعتها الى غرفته.

هناك وجدت الفريد جالسا على السرير ويبدو وجهه متعب جدا، لم تكن كاثرين في الغرفة، انتظر لم هي ليست هنا؟

وعلى كل حال، كان اخوة كايلوس جالسين بجوار ابيهم.

حول الفريد عينيه ونظر لي، مظهره ذاك وهو متعب جعلني اشعر بإحساس غريب، الشخص الذي لطالما كان يبدو صلبا سواء في الرواية او الواقع الذي امامي، لم اره ابدا في حالة سيئة مثل هذه، مالذي فعلته حتى اصبحت هكذا؟

"اه؟....كايلوس.."

ضيقت عيناي عندما سمعت صوته الضعيف، لااستطيع ان ارى الشخص الذي امامي وهو في هذه الحالة المزرية.

"اجل ابي، لقد سمعت انه اغمي عليك"

اغلق الفريد عينيه وفتحها ببطء قبل ان يقول"انتم جميعا مشمئزون مني صحيح؟"

قبض الفريد يده وهو يقول هذا، انتظر يبدو ان المنطق قد ذهب من دماغه، فتحت فمي واجبت.

"بالتأكيد لا، انت بشري ومن الطبيعي رؤيتك في حالات سيئة كهذه فقط لاتجهد نفسك"

حاولت مساعدته بهذه الكلمات، لاادري حقا ان كان هذا بمقدوره ان يساعده، ولتأكيد الأمر قال كل من اخوة كايلوس.

"صحيح!"

"كلامه صحيح جدا!"

"عليك ان تستريح ابي!"

في وجه تلك الكلمات ابتسم الفريد بتعبير مؤلم، فجأة فتح الباب ودخلت كاثرين وهي تحمل دلو به ماء وقالت .

"واو، لقد اجتمعتم كلكم في غيابي"

'لهذا السبب لم تكوني بالغرفة'

اومأت لها واجبت"اجل لأنني سمعت انه اغمي عليه"

في وجه كلماتي ابتسمت كاثري قبل ان تحول عينيه لألفريد، اتسعت عيناها على مصرعها، واسقطت دلو الماء.

ذهلت من فعلها، اقتربت من الفريد وامسكت يديه وصرخت.

"الفريد! انت حقا...!!! كيف تفعل هذا!"

لم افهم لماذا فجأة بدأت تصرخ، حينها فتحت كاثرين يد الفريد المقبوضة وذهلت انا الأخرى.

لقد كان يجرح نفسه.

رأيت الدم يخرج من الجرح كان ظفر اصبعه ملطخ بالدم بينما كانت راحة يده كلها دم، قد سببه لنفسه، الأن فهمت سبب صراخ كاثرين.

نظرت الى عيني الفريد التي اصبحت ذو لون غامق، رغم مظهر الجرح المؤلم والموحش الى ان تعبيره ظل هادئ..

"لابأس ليس بالشيء الكبي-!

"يكفي!"

قبل ان يتمكن الفريد من اكمال حديثه قاطعت عليه كاثرين بكلمات حاسمة، عندما رأيت هذا الوضع بالكامل لم اكن اعرف مالذي علي فعله.

"حسنا بعد ساعة من الراحة سأعود للعمل"

"تعود الى ماذا؟!"

تحول تعبير وجه كاثرين الى غاضب، هذه المرة الأولى التي اراها بهذه الحالة.

"لن تعمل اليوم ابدا! عليك الراحة"

هذه المرة نظر الفريد مباشرة في عينيها وقال"هذا عمل مهم جدا انه يتعلق بأمر القوة العسكرية ويجب تقدميه في غضون هذين اليومين"

"حتى وان كان مهم! لن تعمل اليوم!"

رغم صراخ كاثرين بهذا ظل الفريد على موقفه وهز رأسه"لا يجب ان اذهب واع-

حدقت بألفريد، واستخدمت عليه التلاعب بالعقل، هدء الفريد وبعد فترة قليلة اومأ.

' يجب عليك الراحة في هذا الوقت، لاتتصرف بغير عقلانية'

"جيد"

اومأت كاثرين، وقالت وهي تنظر الينا"اذن، اعتقد انه يجب علينا ان نخرج ونترك الفريد يرتاح"

اومأنا وخرجنا من الغرفة، بمجرد اغلاق كاثرين للباب تحول تعبير وجهها الى مضطرب، وتمتمت تحت انفاسها.

"اخبرته الايجهد نفسه"

وبعدها غادرنا المكان، وبعد مرور ساعات في نفس اليوم.

اتينا مرة اخرى لزيارة، لم اتي برغبتي فقط كاثرين قالت انه يجب ان نذهب له معا.

بمجرد ان فتحت كاثرين الباب، وجدت جالسا على السرير بهدوء، ابتسمت كاثرين وقالت وهي تقترب..

"تبدو في حال افضل"

اومأ الفريد بهدوء، نظرت الى الفريد بنظرة متشككة، لم اعتقد انه فعل شيء سيء؟

رفع الفريد عينيه ونظر لكل منا وابتسم بهدوء، انتظر انت تبتسم؟ انا الأن متأكد انك فعلت شيء سيء جدا!

سلمت كاثرين الفواكه لألفريد وقالت بإبتسامة لطيفة"اذن عزيزي هذه فاكهة كل منها، ستساعدك على جعلك تتحسن"

اومأ الفريد، جلس كل منا، وبدء اخوة كايلوس يتحدثون مع كاثرين وكاثرين تتحدث معهم وترد على الفريد وهكذا.

لكن احساس بعدم الإطمئنان لم يكن خاطئ.

سييل!

نظرت الى الفريد وتنهدت بصمت، هذا الالفريد ظل يعمل على مايبدو حتى في غيابنا، لأنه.

سييل!

"عزيزي؟"

فجأة حصل نزيف انف حاد لألفريد، لماذا؟ لأن الفريد مجرد رجل غبي.

2024/08/17 · 254 مشاهدة · 1358 كلمة
Rovel
نادي الروايات - 2024