كانت السيوف تتشابك ببضعها البعض بعنف شديد، كان صوت الصرير الذي يصدر من هذا حادا ومزعجا للأذن.

عندما كنت ارى هذه المعركة وانا جالس على الارض غير قادر على الوقوف، فجأة شعرت بأنني ارى كل شيء غير واضح.

مهما حككت عيناي فإن الأمر لم يتغير.

'مالخطب فجأة؟'

راودتني العديد من الأسئلة بخصوص هذا،لكن الأمر لم يقتصر على رؤيتي فقط.

تمزق!

فجأة شعرت شيء في داخلي يتمزق، نظرت الى جسدي بذهول، لم يكن هناك دم ولااصابة، كان هذا قبل ان اشعر بالعديد من التمزقات الداخلية.

كح!كح!كح!

اتتني نوبة سعال قوية للغاية، كان سعال دم، لكن الدم الذي كان يخرج من فمي كان بكميات كبيرة، وفي كل مرة اسعل بها شعرت بشيء يتمزق اكثر فأكثر.

"كايلوس؟!"

هذه المرة نظر الي الفريد وكاثرين واقتربوا بتعابير قلقة، ولكن في لحظة رؤيتي لهم، تحول كل شيء للون الأسود.

'هاهاه، اغمي علي'

****

مكان اسود.

مهما التفتت يمينا او يسارا كل شيء كان حالك السواد، مالذي يحدث هنا؟ الم نكن في معركة منذ وهلة؟

ضيقت عيناي وانا انظر حولي،حسنا لاشيء لأنظر اليه لأنه كله اسود.

مستحيل، هل انتقلت فجأة الى اسلوديا؟

وبمجرد ان خطرت ببالي تلك الفكرة تحطم محيطي، وكان بمقدوري رؤية اشجار قرمزية وسماء تشبه المجرة، وانشكف امامي رجل ذو شعر احمر ينظر الي.

"همم، اغمي علي؟"

عندما قلت هذه الكلمات وانا اميل رأسي بينما انظر لأش، ردا على هذا حدق اش بي بتعبير متصلب.

"اجل، هذا لأنك خالفت القانون"

"خالفت؟"

خرجت مني نبرة متحائرة تعبر عن مدى حيرتي الشديدة، اومأ اش وقال وهو يضع يده على مؤخرة رقبته.

"الم تستخدم تلاعب العقل كثيرا؟ اولا على الفريد ثم على رجلين؟ وهذا هو عقابك على فعلك هذا"

رمشت عدة مرات بمجرد سماعي لكلماته، انتظر ماذا؟

"لم تنظر الي هكذا؟ استخدمت قدرتك ثلاث مرات وجسدك ضعيف لهذا السبب لم تتحمل الأمر"

صفع!

صعفت جبهتي بقوة حتى شعرت ان يدي تخدرت، لقد نسيت الأمر...

"اااه، على كل حال، ستبقى هنا حتى تستيقظ، وعندما تفعل ذالك ستكون في حالة سيئة"

تنهدت بتعاسة، كان هناك شعور سيء يجعل فمي يشعر بالمرارة هنا، فتحت فمي وخرجت مني نبرة تعيسة.

"هذا كثير....اذن متى سأستيقظ؟"

فرك آش ذقنه بخفة، وهو يدور قبل ان يقول.

"اسبوع"

جفلت عندما سمعت المدة، وقلت مع تضيقي لعيناي.

"اسبوع؟ لم كل هذه المدة؟ هذا طويل حقا"

رفع آش حاجبه اتجاه كلماتي، قبل ان يقول مع تنهد مطول.

"من الجيد انه اسبوع فقط، ظننت انك ستستغرق اسابيع"

اتسعت عيناي وانا افكر مذهولا..'اسابيع، انها مدة طويلة، لكن انتظر لحظة...انا هنا وهنا يمر الوقت ايام وفي العالم الواقعي هو عبارة عن ساعات، اذن، كم سأبقى هنا؟؟'

اقشعر بدني من هذا الأمر، سأبقى هنا لفترة طويلة! انا اموت من الأن!

تنهدت وانا افكر بهذا.

****

انتهت المعركة بسرعة، ومن حسن حظهم كانت النتيجة هي فوز فرسان الظل.

امسكت كاثرين يد كايلوس المغمى عليه بتعابير قلقة للغاية، لكنها كانت مرتاحة قليلا انها استطاعت امساك يد ابنها لأول مرة منذ فترة طويلة، نظرت كاثرين الى كايلوس الشاحب قبل ان تحدق بألارض بتعبير حزين.

الفريد الذي كان ينظر لهذا نقر على لسانه، وضرب الحائط بقوة شديدة، كانت يده قد تخدرت من شدة قوة الضربة لكن الفريد لم يهتم.

'كيف لهذا ان يحصل؟!'

لقد كان الفريد متأكد ان كايلوس لم يصب، وهو حقيقيا لم يصب، اذن من اين ظهرت كل هذه الإصابات هكذا فجأة؟

لقد تم ارسال شخص لينادي الطبيب، ولكن الطبيب قال انه يسيصل بعد نصف ساعة..

ولم يمضي منذ ذالك الوقت الى عشر دقائق، ورغم ذالك لم يستطع الفريد البقاء دون فعل اي شيء في هذه العشرين دقيقة الباقية.

تنهد الفريد بتعب، ونظر الى الأمام، امامه كانت هناك جثث ودماء متطايرة في الأرجاء، تقدم الفريد ونظر الى المغتال المغمى عليه.

لقد كان هو الناجي الوحيد هنا.

رغم كونه الناجي الوحيد الاانه لم يكن بصحة جيدة مطلقا، لقد كانت يده مقطوعة، ويوجد خدوش في جميع انحاء جسده، كما ان عينه قد اعميت بسبب السيف.

حدق الفريد به لوهلة، قبل ان يبدء شعور الإنفعال الشديد بالتغلغ فيه، قبض الفريد يده بقوة ولكم المغتال..

"استيقظ ايها الوغد!!"

من قوة تلك الضربة كان صوت طقطقة الفك عاليا ومسموعا للجميع.

لكن المغتال لم يستيقظ، وهذا جعل الفريد يغضب اكثر، وبدلا من لكمه بإحترام في وجهه، رفع الفريد قدمه وداس على وجه المغتال.

"اخبرتك ان تستيقظ!!"

هذه المرة استيقظ المغتال مصدوما، نظر حوله قبل ان يقول.

"ماذا؟! ماذا؟!"

المغتال المسكين الذي لم يتدارك الموقف بسرعة، تم لكمه من قبل الفريد مرة اخرى.

نظر المغتال الى الفريد الذي لكمه بكل قوته مصدوما، حدق الفريد به بأعين متوهجة من شدة الغضب.

"من الجيد انك استيقظت الأن، ان لم تفعل ربما لكنت تخسر عينك ويدك الأخرى هنا"

جفل الرجل بمجرد سماعه لكلمات الفريد التهديدية، امسك الفريد المغتال من شعره بقوة شديدة وقال.

"اذا قل لي من ارسلك؟"

بدلا من الإجابة نظر الفريد الى فم المغتال ووجد هناك دم.

اتسعت عينا الفريد وفتح فم المغتال بسرعة وصرخ.

"انت حقا فاسق! كيف تجرؤ على محاولة الإنتحار هم!؟!"

امسك الفريد منديل و ادخله بقوة في فم المغتال حتى سقطت احدى اسنانه.

نظر المغتال الى الفريد بغضب، لكنه لم يستطع ان يصرخ لأن المنديل كان في فمه مما منعه من فعله هذا.

عندما وجد الفريد انه لافائدة من التحدث معه في الوقت الراهن قال وهو يستدير بغضب.

"راقبوه جيدا حتى لاينتحر، سأحقق معك عندما نعود"

حول الفريد عينيه ونظر الى كاثرين التي تمسك يد كايلوس بوجه يشارف على البكاء وتنهد.

'هذا الوضع كارثي حقا'

ايان الذي كان ينظر لهذا الوضع كان في حالة ذهول، من اللحظة التي سقط فيها كايلوس، كان متأكدا ان كايلوس بخير، حتى فاجأه سعاله لدم، وبعد ذالك اغمي عليه.

'لاااستطيع فهم الوضع مطلقا'

ضيق ايان عينيه وهو ينظر لهذا الوضع.

******

وبعد يوم.

كان الجميع قد عاد لقصر داينوت، وتم استدعاء الطبيب من اجل كايلوس وعندما تم استدعائه قال.

"لايوجد خطب بالسيد الشاب، انه بخير"

صدم الفريد الذي سمع هذا حتى الطبيب الذي اتى امس قال نفس الشيء قال الفريد وهو يرفع حاجبه.

"بخير؟ هل تمزح معي الأن؟"

جفل الطبيب الذي سمع نبرة الفريد العدائية، ولوح بيديه بتلعثم ليدافع عن موقفه.

"ل-لا! ا-قصد! سموك! لق-د فحصت السيد الشاب مرات عديدة! ول-كنه حقا لايوجد به خطب!"

نقر الفريد على لسانه، ونظر الى كايلوس المغمى عليه.

'مر يوم كامل ولم يستيقظ، كيف يكون بخير اذن؟! حتى انه ازداد شحوبا!'

وضع الفريد يده على رأسه، عندما شعر انه بدء يعاني من صداع.

*****

نظرت الى آش لوهلة قبل ان اسأل.

"ماذا تفعل؟"

التفت آش ونظر لي، بينما كان يده الأخرى تمسك عصا طويلة بها كرة في النهاية.

"العب معه"

'تعلب مع من؟'

نظرت الى اين كان يشير آش، وصدمت، منذ متى كان هناك وحش هنا؟

كان آش يلعب مع وحش سحري صغير، يبدو مثل قطة لطيفة.

"هل صنعته من سحرك؟"

اومأ آش بفخر، وقال وهو يضرب صدره.

"بالتأكيد! انظر! الايبدو لطيفا وقويا؟"

ضيقت عيناي وانا انظر للوحش مرة اخرى، كلمة لطيف وقوي شكلت تناقض، كيف يكون لطيف وقوي؟

كان الوحش يمتلك عينان بنفس لون المجرة التي فوقنا، بينما كان فروه ذو لون احمر قرمزي.

يبدو مزيجا بين الوان هذا المكان.

فجأة قفز الوحش الى الكرة التي كانت معلقة بالعصا التي يحملها آش، لقد كانت قفزة لطيفة.

لكن...

ضرب!

'اوه، يالهي....'

حدقت بالوحش اللطيف الذي ضري الكرة بكل لطف، حدقت بالكرة التي ضربت واخترقت ثلاث اشجار بقوة.

ابتسمت وانا انظر اليه.

'ياله من متناقض'

لكن آش الذي حدق بي مرة اخرى، توهجت عيناي ببراقة وربت على رأس الوحش وقال بنبرة مرحى.

"لقد فعلتها! انت فعلتها! علمت انك تستطيع! كما هو متوقع من باليونز!"

"اسميته باليونز؟"

وقف آش وهو يمسكه وابتسم"بالتأكيد! انه يستحق هذا الأسم!"

"لكن...ماهو معناه؟"

ازدادت ابتسامة آش، ووجدت ان الوحش الذي معه ابتسم ايضا، كيف؟ لااعرف، منذ متى الوحوش تبتسم؟ حدقت في المنظر الغريب الغير منطقي الذي امامي وانا اسمع اجابة آش.

"لااعلم!"

صرح آش بهذه الكلمات بكل حماس، كما لو انه شيء يدعي على الفخر.

'اعتقد انني سأجن ان بقيت هنا'

2024/08/29 · 194 مشاهدة · 1237 كلمة
Rovel
نادي الروايات - 2024