مرة كل سنتين يقام مهرجان حيث يتم فيه دعوة العائلة الإمبراطورية والدوقات الأخرين والنبلاء وحتى عامة الشعب يستطيعون الحضور..

اسس هذا المهرجان منذ الاف العقود، عندما كانت امبراطورية فلورمنيا لاتزال ليست بتلك القوة، هجمت عليها امبراطورية اخرى، واحتلت تلك الإمبراطورية المنطقة الشمالية من الإمبراطورية.

في ذالك الوقت خسرت دوقية ايوردل المسؤولة عن حماية الشمال ضدهم، فهي لم تكن بتلك القوة..

حينها اتحدت قوة العائلة الأمبراطورية مع الدوقات الثلاثة وداينوت، وبطريقة ما استطاعوا هزيمتهم وطردهم من الإمبراطورية..

وردا للجميل كان سكان الشمال يقيمون هذا المهرجان ليروا الأمبراطورية انهم تطورا وانهم لم يعودوا كما سبق وانهم اقوى في المنافسة التي ستحصل في المهرجان وكذالك انهم لايزالون يتذكرون ذالك الجميل.

"هممممم"

اخر الفريد تأوها وهو يفرك ذقنه، هناك ظللت صامتا انظر له فقط، انتظر اللحظة التي يتحدث بها.

"انا مشغول لذالك لن اذهب "

رفعت حاجبي عندما سمعت هذا البيان، انت لن تذهب؟ لكن في الرواية ذهب الفريد للمهرجان، هل هو اختلاف اخر عن الرواية؟

"يجب على احد افراد داينوت الحضور، والاستعتبر اهانة في حق سكان الشمال"

اومأ الفريد عندما قلت هذا، اتكئ على اللأريكة بشكل مريح وهو يقلب عينيه.

"ستذهب كاثرين هي من سوف تنوب عني يمكنك الذهاب خاصة وان ايان سيذهب معكم لكن يجب ان يذهب رايموند معكم"

'رايموند هذا ان لم تخني الذاكرة فهو قائد فرسان داينوت، لااعلم لماذا يريد منه الذهاب بالرغم من ان ايان سيذهب معنا لكن اعتقد انه لابأس بما انه قال حسنا'

رايموند هو قائد الفرسان الخاصة بداينوت، انه شخص يمتلك تاريخ مليء بالإنجازات، انه مخلص ووفي جدا لعمله، كما انه يحظى بإحترام غير طبيعي من قبل الجميع.

وقفت من على الأريكة وقلت"اشكرك ابي"

اومأ الفريد بصمت، وخرجت من الغرفة.

*****

نظرت كاثرين لكوب الشاي بهدوء، قبل ان تتنهد وهي تحول عينيها لنافذة.

'حقا، مهرجان الشمال على الأبواب'

بمجرد خطور تلك الفكرة في بالها تجهمت كاثرين اكثر، قبل ان تتمتم وهي تنقر على لسانها.

"مهرجان غبي"

"....سمو الدوقة لايجب عليك قول مثل هذه الكلمات"

نظرت كاثرين الى خادمتها الشخصية آنا، قبل ان تقول بنبرة منزعجة وهي تنقر على الطاولة.

" انا لم اقل شيء خاطئ"

حينها نظرت آنا الى كاثرين لوهلة قبل ان تقول.

"اعتذر سمو الدوقة على فظاظتي، هل يجب ان اعد لك امتعتك الأن؟"

لوحت كاثرين بيدها بلامبالاة وهي تقول..

"اجل، اجل فقط اذهبي"

وقفت كاثرين مع الكرسي الذي كانت تجلس عليه بمجرد معادرة آنا، ونظرت الى النافذة، لقد كان المطر غزير اليوم.

لكن هذا الطقس جعل كاثرين تبتسم بإرتياح..

"شعور جميل"

طرق!طرق!

استدارت كاثرين ونظرت للباب،وقالت.

"ادخل"

دخل كايلوس، وقال بإبتسامة.

"يبدو انك تستمتعين بالطقس"

ابتسمت كاثرين بلطف وقالت" اجل، الطقس رائع اليوم"

تقدمت كاثرين واشارت على الكرسي المقابل بأن اجلس، جلست وحينها قالت كاثرين.

"من النادر ان اراك تأتي الى غرفتي"

نظرت الى كوب الشاي الذي قد تم صبه لتو بصمت، لم يكن لدي اي شيء اضحد به ماقالته..

لكن كاثرين سرعان ماغيرت الموضوع.

"على كل حال، مالسبب الذي جعلك تأتي الى هنا؟"

فتحت فمي وقلت..

"سمعت انك ستذهبين بالنيابة عن ابي الى الشمال"

وضعت كاثرين مربع السكر في كوب الشاي وظلت تحركه واومأت..

"اجل، الفريد مشغول هذه الأيام"

توقفت كاثرين عن التحريك ونظرت لي..

"من النادر رؤيتك تهتم بمثل هذه الأشياء"

عندما سمعت هذه الكلمات ابتسمت وانا اقول .

"كل البشر يتغيرون لااحد يبقى مثلما كان للأبد"

اتسعت عينا كاثرين قليلا، شبكت يداي وانا اقول..

"حقيقتا، عندما سمعت اكثر عن هذا المهرجان اعجبني، هل استطيع الذهاب معك ورؤيته؟"

كان مظهر كاثرين حاليا يبدو مضحكا بعض الشيء، كانت تبدو مصعوقة، وبعد وهلة استعادت تعبيرات وجهها وقالت وهي تميل رأسها بتعبير مستغرب..

"بني انت حقا تريد الذهاب؟ متأكد؟ ان المهرجان ليس جيدا لهذه الدرجة...."

توقفت كاثرين عن الكلام ووضعت يدها على فمها وهي تنظر للجانب وتتمتم.

"لا ربما سيكون مسلي نوعا ما بالنسبة لك لأنها المرة الأولى"

رفعت كاثرين عينيها ونظرت لي وقالت"تريد الذهاب صحيح؟"

حسنا، انا كنت اشعر بالغرابة لأقصى حد من هذا الموقف، لكن رغم ذالك اومأت.

"اجل"

ابتسمت كاثرين بتعبير سعيد وقالت..

"اذن ستكون هذه رحلتنا الثانية سويا انا وابني"

نظرت لتعبير وجهها السعيد لوهلة قبل ان ابتسم واقول..

"اجل، انها كذالك"

وقفت كاثرين وقالت بتعبير مستمتع.

"سنذهب بعد يومين، سنصل بعد اسبوع وذالك هو التوقيت الذي سيبدء به المهرجان"

اومأت لها وابتسمت اكثر، حينها وقفت وقلت.

"اذن يجب علي ان اذهب واستعد"

اومأت كاثرين بإبتسامة وهي تلوح بيدها..وقالت.

"لنستمتع حسنا؟"

اومأت لها بإبتسامة، وخرجت من الغرفة

******

وبعد مرور يومين.

وقف رايموند امام الباب الرئيسي لقصر داينوت، بهدوء، كان ينتظر قدوم كاثرين وكايلوس..

'لكن على كل حال، من كان يظن ان السيد الشاب سيذهب لهذا المهرجان'

حتى الأن كان رايموند غير مستوعب لهذا الأمر، لقد كان كايلوس من اكثر الأشخاص الذين يكرهون اي شيء يسمى'مهرجان' حتى المهرجان الذي يقام بالعاصمة لم يكن يحضره والذي كان قريبا منهم.

اما الأن المهرجان الذي يقع في الشمال والذي يبعد عن العاصمة مسافة كبيرة يريد حضوره؟ اوليس هذا شيء غريب؟

اغلق رايموند عينيه وهز رأسه وفكر محاولا اقناع نفسه.

'اليس هذا جيدا ان السيد قد تغير؟ هذا تغير جيد للغاية! افضل من ان يصبح الأمور اسوء مثل الضرب اكثر من قبله'

لكن بدلا من اقناع نفسه، جعل نفسه يشعر بإحساس غريب ومرعب عندما تذكر ماهية السيد الشاب الحقيقة وانه يضرب اي شخص يراه.

'لكن على كل حال، من الجيد انه لم يعد يضرب اي احد بعد الأن'

هنا استراح قلب رايموند عندما خطرت تلك الفكرة في باله.

"امي....هل ستأخذ رحلة الشمال وقت طويل؟"

التفت رايموند ووجد التوأم وليليانا ينظرون الى كاثرين بتعابير حزينة نوعا ما، وكان كايلوس يقف بالجانب.

ابتسمت كاثرين وقالت وهي تربت على رؤسهم.

"لن يأخذ الأمر وقت طويل، كونوا اطفال جيدين حسنا؟"

اومأ الثلاثة، تقدمت كاثرين وكايلوس الى الأمام، فجأة حصل تواصل بصري بين رايموند وكايلوس.

جفل رايموند وانزل عينيه على الفور، وظل يفكر..

'فعلت شيء غبي، كيف لي ان انظر لعينيه مباشرة! هذه وقاحة! لكن لم يوجد شيء غريب به؟ مثل طاقة غريبة؟ لماذا لم اشعر بها من قبل؟'

دخل رايموند في سلسلة من الأفكار غير قادر على ايجاد اجابة لها، توقف كايلوس عم السير ونظر لرايموند الذي كان يبدو متوترا للغاية.

'ماخطبه؟'

لم يبدو مثل الشخص الذي رأى شيء صادم للغاية؟

من مظهره ولباسه يبدو انه رايموند انه بالضبط مثلما وصف بالرواية.

نظر ريون الذي يقف بجواري لرايموند وقال..

" لم- ه-و مت-صلب، ف-ي مكا-نه؟"

نظرت الى ريون بتعبير متصلب، قبل ان ابتسم وانا افكر..

'صدقني حتى انا لااعلم'

رفع رايموند رأسه بسرعة ووقف امام باب العربة..

"اعتذر سمو الدوقة، على فظاظتي وعدم تحيتي لك بالشكل الصحيح"

نظرت كاثرين له لوهلة، قبل ان تقول..

"لنسامح هذه المرة فقط"

ابتسم رايموند وهو يطلق الصعداء وفتح الباب لها.

"بالتأكيد اشكرك سمو الدوقة"

نظر رايموند لي وقال بإبتسامة.

"واحيي ايضا السيد الشاب"

'يبدو انه قد نزع توتره منه، انظروا الى تعبير الثقة الذي على وجهه'

اومأت له وقلت"انت هو قائد الفرسان رايموند صحيح؟"

اومأ رايموند ووضع يده على الدرع الذي كان يغطي جسده، بقوة وقال.

"اجل انا المسؤول على حمايتكم طوال هذه الرحلة"

اومأت له وقلت"اذن سنكون تحت رعايتك"

"بالتأكيد! دع الأمر لي!"

وحينها دخلت كاثرين العربة ودخلت بعدها.

2024/09/21 · 117 مشاهدة · 1108 كلمة
Rovel
نادي الروايات - 2024