بعد مرور بعض الوقت من مغادرتهم من العاصمة، كان من المتوجب عليهم الدخول في الغابة من اجل اختصار بعض الطريق، لكي يصلوا بشكل اسرع.
ولكن كان هناك عيب بهذا الأمر، طريق الغابة غير امن البتة سواء من قطاع طرق او الوحوش التي ليست حيوانات انما وحوش مانا.
نظر رايموند للغابة التي كانت تبعد عنهم مسافة نوعا ما بوجه قلق بعض الشيء، قبل ان يطرق على نافذة العربة حيث كان كايلوس وكاثرين يجلسون هناك.
طرق!
عندما تم فتح النافذة، كان كايلوس هو من فتحها وظل ينظر اليه بهدوء قبل ان ينبس..
"مالخطب؟"
خدش رايموند مؤخرة رقبته وقال.
"هل تريدون حقا الذهاب من طريق الغابة؟ هو غير امن ولااستطيع ان اجازف بأخذ القرار بنفسي"
نظر كايلوس له لوهلة، وبدء عليه انه يفكر بالأمر حينها كان بمقدوره سماع صوت كاثرين.
"مالخطب كايلوس؟"
نظر كايلوس لكاثرين قبل ان يشرح الوضع الذي قاله رايموند لأنه تحدث بصوت منخفض. حينها قالت.
"لابأس بإمكانك اخذ طريق اخر"
نظر رايموند الى جانبه وقال"لكننا سنستغرق اربعة اسابيع للوصول وذالك الوقت يكون المهرجان قد بدء ويشارف على الأنتهاء حتى"
بدت كاثرين كما لو انها تفكر، نظر كايلوس لها قبل ان يقول..
"يمكنك الذهاب"
جفل رايموند رفعت كاثرين حاجبها وقالت.
"كايلوس هذه مجازفة، لااستطيع ان اجازف بحياتي او حياتك انها غالية"
هز كايلوس رأسه عندما سمعها تقول هذا.
"بالتأكيد لن اجازف بحياة اي شخص منا، مافائدة ذهبنا ان كنا سنعرض انفسنا لتهلكة تؤدي الى الموت؟"
صمتت كاثرين لوهلة وكانت مستغربة مما قلته وسمعتها تتمتم.
"اذا.....؟"
فتحت فمي وقلت لها بصوت شبه غير مسموع.
"نحن نمتلك فرسان الظل، وقطاع الطرق مجرد بشر ذو اسلحة رخيصة"
لم تبدي كاثرين في البداية اي ردة فعل، لكنها بعد لحظات بدأت تومأ برأسها بتفهم، نظرت لرايموند وقالت له..
"دعنا نذهب من طريق الغابة"
اتسعت عينا رايموند في حالة صدمة، وظل يقول.
"لكن سموك! ان المكان خطر! قطاع الطرق والوحوش ذو اعداد هائلة حتى انا لااستطيع مقاتلة تلك الكمية بنفسي!"
حدقت كاثرين برايموند بهدوء، قبل ان تنبس بنبرة شبه باردة..
"هذا امر"
على الفور اغلق رايموند فمه وادى تحية الفرسان وهو يقول.
"اعتذاراتي على وقاحتي، سأحاول حمايتكم بأقصى مااملك حتى وان كلفني الأمر حياتي فسأحرص على حمايتكم"
اومأت كاثرين وحينها اغلقت النافذة مرة اخرى واتكئت على الكرسي بشكل اكثر اريحية.
"كايلوس ابقى خلفي حسنا؟ ان حصل وحدث شيء ما فسأحاول حمايتك"
حسنا انا امتلك التلاعب بالعقل والظلال رغم ان عيبها هو استهلاك شديد للقوة لكن لابأس، استطيع تدبر امري فهم بعض الوحوش التي تمتلك اظافر طويلة واسلحة رخيصة بعد كل شيء، وايضا الست امتلك ايان؟
رغم كل تفكيري الانني اومأت برأسي، بالتأكيد ليس من الجيد اخبارها انني امتلك قوة آش.
عندما اومأت برأسي ابتسمت كاثرين، وضعت كاثرين قدمها فوق الأخرى، حدقت بالسيف الذي كان مثبتا على خصرها.
حقيقتا كان مظهرها الذي امامي جديد علي.
عادة او دائما ترتدي كاثرين الفساتين لكنها هذه المرة ترتدي قميص وبنطال، لقد قالت في وقت سابق انها ارتدت هكذا لأنه من الصعب التحرك في الشمال بفستان، وكذالك لأن الفساتين لاتناسب الشتاء لأنك سوف تتجمد.
'انها تبدو مثل الفارسة تماما'
حينها اتاني الفضول بخصوص شيء ما لذالك قررت السؤال.
"امي، هل يمكنني سؤالك عن شيء؟"
اومأت كاثرين بإبتسامة دافئة"بالتأكيد؟"
صمتت لوهلة قبل ان اسأل ونبرة صوتي تحتوي على الفضول.
"منذ متى تعلمتي المبارزة؟"
فركت كاثرين ذقنها وهي تفكر.
"ربما بعمر العاشرة؟ لا التاسعة"
رفعت حاجبي عندما سمعت هذه الإجابة وسألت.
"لماذا؟ اعلم ان النساء يتعلمن في سن الخامسة عشر وربما لايتعلمن حتى؟"
كل كلمة قلتها كانت مثل ما ذكر في الرواية بالضبط، ضحكت كاثرين بخفة وقالت بإيمائة.
"صحيح، لكن انا كنت مختلفة لأنه منذ ان كنت طفلة كان زواجي بالفريد هو زواجي في سبيل مصلحة العائلتين"
"هاه؟"
وبدون ان اعلم خرج مني تأوه مذهول عندما سمعت ماقالته، زواج مصلحة؟ الفريد وكاثرين؟
ظلت كاثرين تضحك من ردة فعلي وقالت .
"هاهاهاه! مالخطب مع ردة فعلك هذه؟ لايهم ان كان زواج مصلحة او لا ففي النهاية اصبحنا ازواج وبعد التعرف احببنا بعضنا البعض رغم انني في البداية كرهت الفريد لهوسه الشديد بالعمل"
بدلا من ان اهدء ازداد تعبير الصدمة اكثر على وجهي، كاثرين التي تحب الفريد حقا، كانت تكرهه؟ هل انا احلم ام ماذا؟
لااستطيع تصديق الأمر.
فتحت كاثرين فمها وكانت ستقول شيء لكنها لم تستطع..
تاااك!
"ماذا؟!"
خرج تأوه مذهول من فم كاثرين بسبب توقف العربة المفاجئ مما جعلنا نقفز من مكاننا من قوة التوقف المفاجئ..
فجأة كان بالمقدور سماع صوت صراخ رايموند.
"سمو الدوقة! السيد الشاب! ابقوا في العربة ولاتخرجوا!"
ودخلنا للغابة ويبدو انه قابلنا اما الوحوش ذو الأظافر او القطاع ذو الأسلحة الرخيصة..
تشدد تعبير وجه كاثرين، ووضعت يدها على سيفها مستعدة في اي لحظة هجوم، حسنا نوعا ما انا ايضا كنت مستعد لأخراج قدرة الظلال او استخدام التلاعب.
كان بالمقدور سماع صوت زئير الوحوش وكذالك قطاع الطرق الذين يصرخون بحماس.
"سلموا اموالكم والاستموتون!"
وضع رايموند يده على سيفه وتحولت نظرته لنظرة باردة..
"جربوا"
وبعد مرور فترة من الوقت.
كان رايموند ينظر لقطاع الطرق الذين سقطوا على الأرض مصابين بأجرح بعضها عميق وبعضها سطحي، كانت الوحوش على الأرض ايضا.
من تخلص من كل هؤلاء هم شخصين ايان ورايموند.
حسنا كان ايان نوعا ما متنكر على هيئة فارس لكي لايشك به رايموند لكن بعد نهاية قتالهم كان رايموند ينظر لإيان بأعين مليئة بالشك وقال.
"لااتذكر بأنني احضرت اشخاص جدد معي لهذه الرحلة المهمة، من انت؟ ولم تبدو غير مألوف وموهوب؟"
في وجهة نظر رايموند كان ايان يبدوء هادئا مما جعله يكتسب القليل من الإحترام من قبل رايموند لأنها احدى صفات الفارس الممتاز، لكن تفكير ايان كان شيء اخر.
'ماذا اقول؟ انا جديد اتيت الى هنا بالخطئ؟ هل هذا عذر حتى؟ اذا ماذا اقول؟'
كان ايان تائها في سلسلة من الأفكار وعرف انه فعل فعلا احمقا الا وهو انه تقدم من دون اي خطة.
"ايان"
استدار ايان ونظر الى كايلوس الذي كان ينظر له من النافذة، وعندما اقترب ايان نظر رايموند لكايلوس وقال بغرابة.
"سيدي الشاب هل تعرفه؟"
اومأ كايلوس وقال بلامبالاة"اجل، انه حارس مختص احضره والدي معنا، انه قوي للغاية"
اتسعت عينا رايموند في حالة صدمة، ونظر لإيان الذي لم يتغير تعبيره حتى، وكانت تبدو علامات التحائر والإستغراب على وجهه..
لكن كايلوس تجاهل هذا وقال.
"يجب ان نسرع، الوقت ضيق للوصول الى المهرجان"
اومأ رايموند وبدأت الرحلة مرة اخرى.
*******
كانت قاعة الإجتماعات في حالة صاخبة.
"ترسل امبراطورية ريّان مرة اخرى رسائل تهديد! كيف يجرؤون؟!"
"الايجب معاقبتهم؟"
فور سماع هذا السؤال نظر الجميع بغضب لشخص الذي سأل، جفل عندما رأى الجميع يحدقون به بأعين غاضبة مثل قطيع الذئاب المستعدين لقطعه لأشلاء في لحظات.
"اانت احمق؟! ام انك شربت اليوم!؟ انها امبراطورية رّيان! انها الإمبراطورية الاقوى! اقوى حتى من فلورمنيا!"
صدم الرجل عندما سمع الإجابة، لم تكن اجابته مبالغة، لقد كان هذا هو الواقع.
امبراطورية ريّان هي الإمبراطورية الأقوى في القارة تليها امبراطورية فلورمنيا، دائما ماكانت هناك عدواة بينهم لكن لم تصل لحدود التعدي على ممكتلات بعضهم البعض، لكن ماحدث هو ان امبراطورية رّيان تتهم امبراطورية فلورمنيا بأنهم يمتلكون جواسيس مزروعين في ريّان وانهم يعرفون المعلومات السياسية والدبلوماسية.
وان امبراطورية فلورمنيا تعلم كل شيء عن ريان وتريد مجابتهم لتكون اقوى امبراطورية في القارة..
لكن...ومن سوء الحظ علمت امبراطورية ريان بهذه الخطة، وهي حاليا تهدد فلورمنيا بأنها ستهجم، وتطالب بتعويض هائل من المال والعبيد في فلورمنيا وبعض الثروات والأراضي.
لكن امبراطورية فلورمنيا لن ترضى بمثل هذا التعويض الهائل فبلا شك ستقام الحرب عما قريب.
نقر احد البنلاء على الطاولة وهو يقول.
"لم يصل سموه ولادوق داينوت! سحقا لم تأخروا؟!"
فجأة فتح الباب ودخل البرت ومن دخل معه كان الفريد كانت تعبيرات وجههم متشددة.
لكن الفريد لم يكن يرتيد زي النبيل، كان يرتدي زي قائد قوات الجيش الخاص بداينوت، مما يعني ان الأمر في غاية الخطورة، كان النبلاء منذ البداية متوترين ولكن عند رؤيتهم لألفريد زادت تعبيراتهم تعقدا.
"نحي سمو الأمبراطور"
جلس الأمبراطور على مقعد الشرف بتعبير وجه يميل للغضب وقال.
"اليوم يجب علينا ايجاد حل لمشكلة الجواسيس"
بدء البرت بالتحديث بتعبير ونظرة باردة.
"لأنه ان لم نفعل فستقام الحرب، والتي ستدمر كل شيء على الأغلب"
*****
السلام عليكم ورحمة الله وباراكاته.
معكم كاتبة هذه الرواية، حقيقتا ومع الأسف لن انزل مثلما اعتدتوا طوال فترة نشري لهذه الرواية.
وذالك بسبب بدء موسم الدراسة، وانا مشغولة بدراستي واشياء اخرى، لذالك سأنزل عندما اكون في وقت فارغ.
ودمتم في حفظ الله.