مر يوم منذ اختفاء كايلوس.

لأن منطقة الشمال بعيدة عن العاصمة فقد تأخر وصول الخبر الى اليوم التالي.

كان الفريد جالسا، وهو يستمع لنبلاء الذين يقترحون العديد من الأفكار حول الحرب بهدوء.

'كل افكارهم تؤدي الى ان نصفية الجنود سيموتون بالحرب'

تنهد الفريد من هذا الوضع، تسائل عما اذا كان النبلاء يمتلكون ضميرا حتى لفعلهم هذا.

ولكن من حسن الحظ او من سوء الحظ كذالك لم يتم الإتفاق على خطة معينة لفعلها.

بام!

تم فتح باب غرفة الإجتماعات بقوة ممكان له الأثر في اسكات الجميع وتحول اعينهم الغاضبة نحو الباب.

لقد كان مجرد خادم.

تحدث الفريد بنبرة تهديد وهو ينظر للخادم"كيف تجرؤ على الدخول بهذه الطريقة؟"

ابلتع الخادم لعابه بخوف، كانت نظرات جميع النبلاء التي تحدق به مخيفة للغاية، فتح فمه وخرجت منه كلمات مرتعشة.

"اعتذر ولكن لدي خبر سيء لايحتمل التأجيل اكثر..."

رفع الفريد حاجبه بصمت ينتظر من الخادم التكملة، حتى اردف الخادم بكلمات جعلت كل من في القاعة بدون اسثناء في حالة صدمة..

"السيد الشاب كايلوس بريل داينوت مختفي منذ يوم!"

بام!

ضرب الفريد الطاولة بقوة حتى تشققت الطاولة، نظر النبلاء لألفريد الذي كان ينظر للخادم بأعين متسعة على مصرعها.

قبل ان يتحرك في اتجاه الخادم ويمسكه من ياقته.

"مالذي تتحدث عنه بحق الأن؟! ابني مفقود!؟"

انزل الخادم رأسه خوفا من الفريد وتمتم بكلمات مرتعشة.

"ان-انا حق-ا لاااعلم مالذي حدث هناك"

نقر الفريد على لسانه ورما الخادم على الأرض مثلما يرمي سلة المهملات.

"ايها الدوق يجب عليك ان تهدأ"

استدار الفريد ونظر للإمبراطور، الذي كان يمتلك تعابير وجه مشددة.

"تريدني ان اهدء؟ هاه؟جرب ان يختطف ابنك ثم تحدث"

حدق الفريد بالأمبراطور بأعين حادة وهو يقول هذا، لم يجادله احد لأنهم يعلمون الحالة التي فيها الفريد، قبل ان يخرج من القاعة تاركا الجميع في حالة اضطراب.

كان الفريد يسير بسرعة في اتجاه العربة وهو يفكر.

'كيف خطف؟ اليس معه ايان؟ اذن هل هو عدو اقوى من ايان؟ اساسا كيف خطف هناك وفي الشمال لاتحدث العديد من الجرائم؟ ماذا عن زوجتي؟ ماذا حدث لها؟ هل هي بخير؟ لا ، يستحيل ان تكون بخير بعد الذي حدث لها'

صعد الفريد العربة وقال لسائق"بأقصى سرعة بإتجاه قصر داينوت"

بعد قول الفريد لهذه الكلمات خرجت منه نبرة حادة ممزوجة بالغضب.

"حالا"

******

فتحت عيناي ببطء ووجدت نفسي في مكان غير مألوف، نظرت حولي على امل ان اكتشف بالضبط اي انا لكن من دون اي جدوى.

وعلى مايبدو انني مقيد، ويبدو انني في زنزانة؟

"استيقظت؟"

نظرت ووجدت من وراء قضبان الزنزانة توجد امرأة ذات شعر اسود، بمجرد رؤيتها استطعت ان اتعرف على هويتها وتجهمت فورا.

هذه المرأة تدعى سيلفيا وهي ام ريون.

الحضور الموجود امامي هو تنين حاليا، كنت اشعر بالضعف الشديد والتعرق كذالك.

"......"

لم اجب على ماكانت تقوله، حينها ابتسمت وهي تقول.

"لايبدو عليك الخوف؟ سمعت من رقم99.99 انك لم تكن خائفا منه ايضا، هذا شيء جيد يدل على شجاعتك"

"....."

ازدادت ابتسامتها اكثر وهي تقول"اتذكر عندما اتيت الى هنا اول مرة 0.1 لقد كنت مرعوبا لحد الموت ترتجف مثل قطة صغيرة ضائعة"

ضيقت عيناي من كلماتها، اتتحدث عن ماضي كايلوس؟

فتحت سيلفيا باب الزنزانة ودخلت، وعندما دخلت كان وجهها يبدو اكثر وضوحا.

فجأة شعر برنين في رأسي ظهرت ذكرى ضبابية عن امرأة تقول.

"هيا، نحن لم نحضرك لهنا عبثا0.1"

"مالذي حصل لك؟"

فتحت عيناي مرة اخرى وجدتها تحدق بي بإبتسامة دون قول اي شيء شيء.

وقفت واستدارت وهي تقول"ربما لاتتذكرني جيدا لأنني لم اظهر امامك عدة مرات، لكنني اعلم من ستتذكره جيدا ويستحيل عليك ابدا نسيناه"

فورا بدء جسدي يرتجف حينها سمعت صوت ضحكاتها قبل نتقول.

"اجل هذا صحيح انه هو"

لوحت بيدها في الهواء وهي تقول بإبتسامة.

"رقم0.0 يمكنك الظهور فكما ترى يبدو ان الرقم0.1 مشتاق لك"

لم اكن اعلم لم جسدي يرتجف بهذه الطريقة مما انا خائف؟ هل يعرفه جسد كايلوس؟

فجأة بدأت اتمتم بكلمات انا لم اكن اريد قولها..

"اعتذر سامحيني! انا اسف...! فقط لاتفعلي ذالك مرة اخرى!"

'ماهو الشيء الذي اعتذر عليه ؟'

"فات الأوان كثيرا على الأعتذار ايها الخائن الصغير"

فجأة ظهر شيء اسود وخرج من شخص اعرفه.

لقد كان الرجل ذو الوجه المشوه والأعين البنفسجية، تسمرت في مكاني غير قادر على الحركة.

احدق به بأعين متسعة بصمت.

"مرحبا رقم0.1 مر وقت طويل منذ اخر مرة رأيتك"

ابتسمت سيلفيا ولوحت بيدها قبل ان تخرج وتتركني مع الرجل المشوه.

اخذ الرجل المشوه كرسي وجلس امامي، قبل ان يقول..

"بما انك تستطيع النظر الي هكذا اخمن انك لازلت لم تتذكر من انا؟ او ربما امدتك امك وابوك قوة كافية لكي تجرؤ على النظر الي هكذا؟"

فرقع الرجل يديه وهو ينظر لي بإبتسامة مخيفة.

"هل يجب ان اعلمك الأداب مرة اخرى؟"

******

كانت كاثرين في حالة من الكآبة الشديدة لاتخرج من غرفتها.

طرق ايان الباب عليها بأدب قبل ان يقول.

"سمو الدوقة احضرت لك بعض الطعام"

"لااريده"

صمت ايان قليلا قبل ان يقول"لكن يجب عليك ان تأكل-

"اخبرتك انني لااريده! لااريد سماع صوتك حتى!"

صمت ايان عندما سمع صوت صراخ كاثرين والذي كان اول مرة يسمعها تصرخ بهذا الشكل.

قرر ان يصمت ويضع الطبق امام باب الغرفة ويخرج.

كانت هناك كاثرين التي تدفن رأسها والدموع تنهمر من عينيها، كانت تبكي وهي تردد.

"بني..! بني...!"

وكانت تتذكر كل انواع الذكريات التي عاشتها مع ابنها، وتتذكر كلمة"امي" التي كان ينطق بها بإبتسامة، جعلتها تستمر بالبكاء.

عندما كان ايان ينزل الدرج بتعبير مشوه وجد ريون الذي كان انفه ذو لون احمر وكذالك جفونه من شدة البكاء، كان نائما وبمجرد ان سمع هذا الخبر وهو يبكي حتى هذا الوقت.

حاول الجميع البحث عن كايلوس في المدينة ولكن لم يجدوه، وعندما حاولوا البحث خارجها ضربت عاصفة ثلجية قوية مما منعتهم من فعلهم هذا.

ويبقى كايلوس مختفي حتى الأن.

"ه-ل سيع-ود السي-د؟"

عندما سمع ايان تلك الكلمات انزل رأسه بأحباط مما جعل دموع تهبط مرة اخرى.

بمجرد رؤيته لدموع ريون تذكر كلمات كاثرين التي كانت تصرخ بها بمجرد ان تم خطف كايلوس بدقائق.

"لماذا لم تحمه؟! اليست هذه وظيفتك!؟ الم يكن يجب عليك حمايته حتى وان كلفك حياتك!؟"

اقترب منها ايان محاولا منعها من البكاء، حينها صرخت بعنف شديد جعلته يتكسر في مكانه.

"لاتقترب! لااريد رؤية وجهك! ايها المتسبب في اختطاف ابني! ان حصل له شيء ستكون من سيموت على يدي!!"

شعر ايان بوخز في قلبه واصبح يشعر بإحساس الذنب والندم على مافعله بأنه لم يحمي كايلوس.

وظل يعذب نفسه نفسيا بسبب هذا الخطأ، بسبب شيء هو لم يفعله عمدا كان يقاتل ذالك الملثم وعندما حاول ان يأتي لحماية كايلوس امسكه الملثم واجبره على خوض قتال معه.

كان الجميع في حالة من الحزن واليأس بسبب ماحدث لكايلوس، وظل اختفاء كايلوس قائما لفترة طويلة من الزمن.

2025/01/01 · 42 مشاهدة · 1030 كلمة
Rovel
نادي الروايات - 2025