اغلقت باب الغرفة بهدوء، قبل ان ينهار جسدي على الأرض،بدأ جسدي بالإرتجاف وانفاسي تختنق كأن عضلات جسدي تحترق من الداخل.
كان بمقدوري سماع صوت نبضات قلبي كأنه يزلزل اذني، سحقا من الصعب التمسك، انا لست بخير مطلقا.
بمجرد ان سقط على الأرض بدأت اشعر بالألام الناتجة عن الكدمات التي تحول بعضها الى عدة الاوان.
نظرت الى السرير بعيون مرهقة من هول الإحساس الموجع، قبل ان اضع يدي على قلبي بسبب التسارع الغير طبيعي في مستوى نبضات القلب.
"هاه...هاه..هوف"
حاولت انفاسي ان تجاري نبضات قلبي، لكنني فشلت في هذا بينما كنت اقوام الأحساس الموجع دخل صوت طفل الى اذني مثل الوهم.
"س-يدي!"
لقد شعرت انني اتوهم، لكنني شعرت بيد تلمس رأسي بخفة كانت باردة كأنها ليست حقيقية، تمكنت من رفع رأسي بصعوبة ووجدت ريون يبكي وهو يقترب مني، رؤية مشهد الدموع وهي تنهمر واقعي للغاية، اذن هو ليس خيالا؟
بدأت اشعر بأن عضلات جسدي تتمزق مما جعلني اشعر كما لو انني سأموت، وضعت يدي على فمي في محاولة مني لعدم الصراخ.
اغلقت عيناي، تحمل كايلوس، تحمل فقط وهل-
فتحت عيناي عندما وجدت ريون امامي، وظهر وهم لي انه يبتسم ويقول بمكر.
"من الممتع رؤيتك بهذه الحالة0.1"
اتسعت عيناي بمجرد رؤيتي لهذا المنظر، عيناه البنفسجية كانت تتوهج بجنون، كأنها تتعطش لرؤية الدماء اعلم انه غير حقيقي لكن..
بدأ جسدي بالإرتعاش مثل المجنون، ازداد الحرقان الذي ينتج من عضلات جسدي، عيناي لم تعد ترىالغرفة من حولي، بل عالما اخرا بدأ يتشكل.
****
كان بمقدوري رؤية فتاة مقيدة امامي تبكي قبل ان تقول بإبتسامة، لكن نبرة صوتها كانت تحتوي على حزن عميق.
"لطالما احببت انك ابي"
كنت في حيرة من امري، اين انا بحق؟!
لكنني ذهلت عندما خرج صوت مألوف مني لكنه لم يكن صوتي"ايرينيا لا!"
حينها علمت ان للأمر علاقة بآش، هل هي ذكرى ما؟
فجأة شعرت يالدموع الساخنة تهبط من عيناي وصراخ آش المجروح كان يتردد في الأرجاء.
قبل ان ارى مشهد ايرينيا وهي يتم قطع رأسها من قبل اسلوديا.
ترشش الدم في الأرجاء، فجأة شعرت بإحساس على الفور علمت انه ليس لي، احساس بالفراغ كما لو ان هناك شيء يتغذى عليك، اطراف الأصابع التي بدأت بادرة كالجثة، كالذي الإحساس بأن شيء يتقطع منك.
ضيقت عيناي عند رؤية هذا المشهد، لقد كان امرا قاسيا عليك، اليس كذالك آش؟
فجأة انهار محيطي وتحول للون الأسود، اينما نظرت فقط اللون الأسود، حينها تأكدت انني في اسلوديا.
فجأة ظهرت العديد من الوجوه متغيرة التعابير في الأرجاء، نظرت لتلك الوجوه بهدوء، قبل ان اسمع اصوات غريبة تصدر منها.
-اغغ..انن-
لم تكن اصوات غريبة، كانت اصوات اناس يتعذبون بشكل موحش، استطيع معرفة ذالك، لأنني مررت بتجربة مشابهة.
قبل ان ارى احدى الوجوه تنظر لي بأعين دامية قبل ان تقول.
-احرص على الاتمر في تلك الحالة مثلهم-
قبل ان ينهار محيطي.
*******
فنحت عيناي على مهل لأجد سقف مزخرف باللون الذهبي.
"بني!"
حولت عيناي على مهل ونظرت لكاثرين التي كانت تنظر لي بتعابير قلقة.
"لقد استيقظ هذا جيد"
كان بمقدوري رؤية الفريد بتعبيرات معقدة وغامضة بجوار كاثرين، انتظر لم انت هنا؟!؟
"لم انتم هنا-
بمجرد ان فتحت فمي وقلت تلك الكلمات حتى انتابني الألم مرة اخرى جعلني اقبض يداي بقوة.
نظرت كاثرين لي بتعبيرات اكثر قلقا قبل ان تسأل بتوتر.
"بني انك تبدو شاحبا، مابك؟"
حدقت بها لوهلة، بدأت استطيع رؤية اثنين من كاثرين، يالهي انني حقا مريض.
ضيقت عيناي قبل ان ارفع يداي لمحاولة مني لمسحها لعلي استطيع الرؤية بشكل صحيح.
عندما لم اقل اي شيء، وقفت كاثرين بسرعة وقالت"عزيزي، ابقى مع كايلوس سأحضر الطبيب انه لايبدو بخير"
اومأ الفريد بتفهم، قبل ان تخرج كاثرين مسرعة، من حسن حظي ان الألم لم يكن حادا مثل السابق، على الأقل استطيع ان اخفي تعبيرات الألم من وجهي لكن الشحوب والتعرق تعتبر مشكلة.
نظر لي الفريد بهدوء يحتوي على الرزانة قبل ان يسأل بنبرة منخفضة وثابتة.
"قل لي ماذا تشعر؟"
عندما فتحت فمي لقول شيء ما، شعرت بدقة غريبة في قلبي، حادة للغاية كما لو كل الدم الموجود بالقلب سينفجر، مما جعلني اخرج صوتا غريبا غير قادر على التنفس كما لو ان احدا يضغط على رقبتي.
"اه....!"
"..!"
وقف الفريد لمساندتي بتثيت كتفاي، قبل ان اسمعه يقول.
" كايلوس تنفس، لاتستلسم"
وضعت يدي على رقبتي، انا لااتنفس....انا لااستطيع! ان لااستيطيع!
حاولت بأقصى جهد ضعيف املكه ان اتنفس لكن من دون فائدة.
سأموت....يبدو ان هذه هي نهايتي.
عندما كنت انظر لأسفل ظهرت عين فجأة على السرير، في تلك اللحظة عاد قلبي لنبض بشكل صحيح واستطعت التنفس.
"هااه...هاه..هوف!"
ظللت اخذ انفاسي بقوة خائفا من ان افقدها مرة اخرى..
اصبحت الرؤية ضبابية، كان احساس الألم قد بدأ يعود مرة اخرى، سرعان ماتحول كل شيء للون الأسود واغمي علي مرة اخرى.
****
وبعد مرور ايام.
فتحت عيناي على مهل، قبل ان اجد ريون جانبي كان ر ينظر لي بهدوء.
تدفقت الدموع من عينيه بمجرد رؤيته لي، بدأ بفتح فمه كمن يحاول قول شيء لكنه لم يستطع، رؤيته في هذه الحالة جعلني اشعر بإحساس بالهدوء والراحة.
رفعت زوايا شفتي لتتشكل ابتسامة لطيفة، قبل ان اقول بنبرة لطيفة.
"من الجيد رؤيتك بخير ريون"
اتسعت عيناه مذهولا قبل ينزل رأسه لأسفل، كان بمقدوري رؤية اكتافه الصغيرة ترتعش.
لابد انه كان قلقا علي كثيرا، سمعت صوت حزين يرتعش يصدر منه.
"ا-اعتقد ان-نني ل-ن ار-اك مر-ة اخ-رى!"
ذهلت عندما سمعت تلك الكلمات، ان يقلق عليك شخص هو امر يبعث على الراحة، يدل انك تمتلك مكانة في قلوب الأخرين.
رفعت يدي وربتت على رأسه بإبتسامة.
قبل ان اراه يحاول مسح دموعه لكن الدموع كانت اقوى منه.
لاحظت ضعفه، الم يكن يأكل في فترة غيابي؟
عندما توقف ريون عن البكاء، ظهر سؤال في دماغي لدى سألته.
"ريون، اين ايان؟"
جفل ريون عندما سمع سؤالي، رفعت حاجبي بإستغراب حينها تمتم ريون بصوت منخفض.
"انه....لااستطيع"
رفع ريون رأسه ونظر لي، تلك الأعين البنفسجية كانت تبدو كمن تحتوي على سر لاتستطيع افشائه.
"لماذا؟"
حينها ضحكت قبل ان اقول ساخرا"هل تم سجنه او قتله؟"
جفل ريون بشكل واضح عندما قلت هذا، توقفت عن الضحك ونظرت اليه بتعبير مصدوم.
"حقا؟"
ظل ريون يتجنب لقاء الأعين، نزعت الغطاء الذي كان فوقي، من حسن حظي ان الألم كان خفيفا لدى استطعت التحرك.
"سي-دي!"
تجاهلت ندائات ريون، هذه العائلة الغبية مالذي فعلته يإيان؟!
"كايلوس!"
توقفت عن السير عندما سمعت صوت كاثرين القلق، استدرت ونظرت لها قبل ان اسأل بتعابير جدية.
"امي، اين هو؟"
فجأة تغيرت النظرة في عيني كاثرين، يبدو انها عرفت من كنت اقصد، اصبحت تحدق بي بتعبير مليء بالرزانة.
"انه لايستحق ان يكون حارسا لك، انسى امره"
"لماذا؟ مالذي فعله؟"
"......"
صمتت كاثرين دون قول اي شيء، اذا هكذا تؤول عليه الأمور؟
حدقت بكاثرين، قبل ان استخدم التلاعب بالعقل عليها، شعرت بالالم بدأ يتصاعد لكنني حاولت المقاومة وسألتها مرة اخرى.
"اين ايان؟"
صمتت كاثرين لوهلة قبل ان تقول"انه في السجن حيث يتم حبس وتعذيب كل فرسان الظل من قبل الفريد"
ضيقت عيناي، لم يتم حبسه في ذالك المكان الموحش؟
"لماذا؟"
"لأنه، لم يتمكن من حمايتك، هذا جزائه لعدم تمكنه من حماية سيده"
حدقت ببرود في كاثرين، انتي فقط سجنته دون معرفة اي شيء، سيطرت عليك العاطفة التي جعلتك تختارين القرار الخاطئ.
'لهذا البشر هم كائنات ضعيفة'
فجأة بدأ الألم يزداد حدة مما جعل قدماي غير قادرتين على التوازن واجثوا على الأرض.
اقتربت مني كاثرين بقلق، لقد تم نزع التلاعب بالعقل الأن.
فتحت فمي لأقول شيء ما لكنني فشلت، سحقا الى متى سأظل على هذا الحال؟
وقفت كاثرين وذهبت مسرعة وقبل ان تذهب قالت بنبرة ذعر"سأستدعي الطبيب!"
"سي-دي!"
رأيت ريون يقترب مني بعيد، حينها سمعت صوت مألوف قد ادى الى شعوري بالقشعريرة في عمودي الفقري.
"يجب ان تندم0.1"
عندما رفعت رأسي وجدته يحدق بي بأعين متوهجة بشكل بارد، لكنها كانت متناقضة للغاية مع ابتسامته المجنونة التي كان يظهرها في كل مرة يعذبني.
جثى امامي، نظرت لأسفل غير راغب برؤيته، انه وهم، انه وهم.
حاولت ان اهدأ نفسي مذكرا بأنه وهم لكنني سمعته يقول كلمات صادمة.
"ولماذا تظن انني وهم؟"
اتسعت عيناي مما جعلني ارفع رأسي بصعوبة، وجدته لايزال يحدق بي بتلك ابإبتسامة، ازداد الألم حدة.
سحقا، انا لااستطيع ان اركز بين هذا وذاك!
كان بمقدوري سماع صوت كاثرين في الخلف وهي تنادي بإسمي، هذا جيد...اعتقد انني استطيع ايجاد القليل من الراحة الأن.
***
صدمت كاثرين عندما رأت ابنها كايلوس ساقط على الأرض مغمى عليه، اقتربت منه بخطوات مرتعشة تأمل ان يكون هذا غير الواقع.
اقترب الطبيب بسرعة من كايلوس، قبل ان يقول وهو يلمس جبهة كايلوس.
"انه يعاني من حمة"
امسك الطبيب بكايلوس وحمله على ظهره وركض به الى الغرفة.
تبعتهم كاثرين بتعابير قلقة، كانت نبضات قلبها مسموعة بالنسبة لها كانت تشعر بتوتر، لقد كانت خائفة من ان تفقده، لأن حالة كايلوس الجسدية تتدهور اكثر يوما بعد يوم.
لاوجود لأي علامة تحسن.
نظرت كاثرين الى وجه ابنها الشاحب، كان عليه العديد من الكدمات، كانت يديه وقدميه مصاباتان بجروح بعضها سطحي وبعضها عميق بعض الشيء.
لاحظت تعبيرات كايلوس وهو مغمى عليه، كانت تبدو كشخص يحاول التغلب على شيء ما، مما جعل قلب كاثرين يتقطع من الحزن.
قبل ان تنهمر الدموع من عينيها وتهمس"بني، يمكنك فعلها..."
******
فتحت عيناي ووجدت نفسي في المكان الذي كنت اتيه للقاء آش، رؤية تلك السماء المجرية جعلني اشعر براحة عميقة في قلبي.
فتحت عيناي مرة اخرى، واستدرت بمجرد شعوري بوجود شخص خلفي.
لقد كان الرجل ذو الأعين البنفسجية، نظر حوله قبل ان اسمعه يقول بسخرية.
"اذن هذا المكان هو جزء من اسلوديا، يالهي لم اكن اتوقع منك انت على وجه الخصوص ان تحمل هذه القدرة الخطيرة"
حدقت به بهدوء، مرة اخرى اشعر بأن مشاعري قد تبددت، بدأت الوجوه بالظهور في جميع انحاء المكان.
كانت جميعها تحدق بغضب في الرجل ذو الأعين البنفسجية.
كان بمقدوري رؤية ارتباكه من نظرات تلك الوجوه، اخذت خطوة للأمام مقتربا منه.
"انت تعلم انك لن تجوا صحيح؟"
فتحت يدي وظهر سوط طويل، ارتسمت على شفتاي ابتسامة، بدأت تعبيراته تتغير الى التوتر.
ضربت السوط في الهواء وقلت بنبرة مرحة"كل شيء فعلته لي سيعاد لك، هذا من دون ذكر نوع التعذيب الذي ستتعرض له في الواقع"
اتسعت عينا الرجل ذو الأعين البنفسجية، بدأت عينيه كالخاليتين من الحياة، كمن فقدتا الأمل، اوه حقا بهذه السرعة؟
رفعت السوط في الهواء وقلت بنبرة مسمتعة"لنبدأ"
وهكذا بدأ الرجل ذو الأعين البنفسجية بالصراخ، بينما كنت ابتسم براحة، شعرت كما لو ان كابوسي بدأ ينتهي ويعلن بداية كابوسه هو.