نظرت لي جين بإبتسامتها الحنونة مثل كل مرة، انزلت رأسها قليلا وقالت بنبرة مليئة بالعاطفة والإحترام.

'اتمنى ان تبقى سالما ايها السيد الشاب، بمقدورك القدوم في اي وقت لزيارتي فكما ترى هذه العجوز وحيدة"

بمجرد سماعي لكلماتها جعلتني ابتسم، قبل ان اقول.

"بالتأكيد هذا شيء مؤكد، اشكرك على عنايتك بي طوال هذا الوقت، واعتذر عن للإزعاج"

بدت عينيها الخضراء كالتائهة في حزن عميق، لكنها رفعت رأسها ونظرت لي بتلك الأعين.

"لم تكن مصدر ازعاج، سأحب حقا ان تأتي لزيارتي"

انزلت رأسي قليلا بإبتسامة"بالتأكيد"

عندما رفعت رأسي وجدتها تبسم، في النهاية قلت.

"اذن ودعا"

رفعت جين يدها مودعة لي، قبل ان انظر لرجل المتكئ على الحائط، قبل ان يقف بالشكل الصحيح ليحيني.

"احي السيد الشاب"

"هل تم تجهيز عربة لقصر داينوت؟"

اومأ الرجل بإحترام قبل ان يقول"من فضلك اتبعني سأدلك على الطريق"

اومأت له وبدأت بالسير خلفه، في هذا الوقت تحسنت حالت جسدي صحيح انني لاازل مصاب واحتاج لتعافي، لكن لم استطع ان ابقى في المنزل لفترة اطول، يجب علي العودة لداينوت.

انتظر لم يجب علي العودة لداينوت؟

عندما خطرت تلك الفكرة بدماغي توقفت عن السير، اعلم انه يبدو شيء غبي لكن...

اليس هدفي هو العيش؟ اليس ببقائي في داينوت هو ماسيعرضني للخطر؟

"السيد الشاب؟"

تجاهلت صوت الرجل الذي ينادي علي بتحائر، هل يجب علي البقاء هنا؟

استدرت ونظرت للمنزل الصغير الخشبي الذي بقيت فيه طوال هاذين الأسبوعين.

حينها ومض شريط من ذكرى معينة في دماغي.

عندما كانت كاثرين قلقة علي، وعندما كانت تبتسم لي، قبل ان اتذكر تغير الفريد وعدم كونه الرجل الطاغي الذي سيقتلني.

هل حقا لااستطيع العودة؟

"ك-كايلوس!"

استدرت عندما صوت مألوف، انه مألوف جدا صوت اردت سماعه مرة اخرى.

التفتت ببطء، ونظرت لشخص الذي نادى علي، شعرت ان الزمن قد توقف كانت الدموع تهبط من عينيها، شعرت بكل مامرت به من خلال رؤية الدموع فقط، كل خطوة كانت تركضها كاثرين نحوي جعلتني اشعر انني لست وحدي بعد الأن.

عند رؤيتي لتلك النظرة لم يسعني سوى ان اهمس بكلمة مر وقت طويل حتى شعرت انه سنين لم القها.

"امي...."

بدأت كاثرين بالركض نحوي متجاهلة الأداب التي يجب عليها اتبعها ومدت يديها على انها ستحضنني لكنها توقفت، لاحظت رعشة يديها في تلك اللحظة.

عند رؤيتي لها هكذا ابتسمت بلطف ومددت يداي وقلت"امي لقد عدت"

على الفور قفزت كاثرين في حضني وظلت تبكي بصوت عالي، ظللت اربت على شعرها بإبتسامة، لقد افتقدتها، الأن بمجرد رؤيتي لها اشعر انني حقا قد تحررت وعدت الى ماكنت عليه.

شعرت بدموعها على كتفي، كما كان بمقدوري الشعور بإرتعاش جسدها، وكأنها تنقل المها التي عاشته اثناء غيابي، مما جعلني اشعر بحزن عميق في قلبي.

شعرت حينها بثقل في قلبي، هل استحق هذا الحب؟ هذا الحنان الذي لم اتوقعه من احد، كنت اظن انني وحيد لكن الأن اصبحت اخجل من نفسي.

بينما كنت احضن اكاثرين شعرت بظل يقترب، انه الشخص الذي اتى وجلعني اتذكر كل الألم.

"كايلوس..."

عندما وقعت عيني على الشخص الذي قتل كايلوس في الرواية والذي سيقتلني في المستقبل ابي الفريد، عندما نظرت اليه عادت لي الذكريات الخاصة بالتعذيب التي كنت احاول دفنها ونسيانها، كان الفريد يجسد كل ذكرة كنت احاول الهروب منها، مما جعلني اشعر بالمرارة في فمي.

بدأت اشعر بمشاعر متضاربة بين الحزن والغضب، والخوف من المستقبل، لكنني فتحت فمي لتخرج تلك الكلمات من فمي مقاوما تلك المشاعر المتضاربة.

"اعتذر لأنني اقلقتكم"

اقترب الفريد مني بتعبيرات متوترة ومضطربة قبل ان ينزل رأسه امامي ويقول بنبرة مليئة بالندم.

"بني انا اعتذر، حتى هذه المرة لم اكن معك في مثل هذه الأوقات"

نظرت له بهدوء قبل ان اقول"لم تعتذر؟ لم تكن في الشمال حينها...."

رفع الفريد رأسه بتعبيرات مذهولة، رفعت رأسي ونظرت لسماء الزرقاء المليئة بالغيوم.

"اختطافي لم يكن احد مسؤول عنه، لذالك لاداعي للإعتذار"

نظر لي الفريد بتعبيرات مليئة بالندم وعدم التصديق، هز الفريد رأسه عدة مرات قبل ان ينزله لأسفل ويهمس بصوت حزين.

"لكنه كان صعب اليس كذالك؟ المرور بمثل هذه التجارب في سن صغيرة، لذالك كايلوس...."

رفع الفريد رأسه لأعلى وحدق بي بنظرة جادة وقال.

"لذالك كايلوس بني، القي اللوم كله علي، ولاتسامحني، هكذا سيخف الثقل الذي على كاهلك"

اتسعت عيناي بذهول عندما سماعي لماقاله" هذا صحيح كايلوس"

نظرت لي كاثرين بنظرة جادة هي الأخرى قبل ان تنزل رأسها ايضا وتقول.

"لااريد منك ان تختفي مرة اخرى، سأحرص انا والفريد على حمايتك مهما حدث، حتى لايتكرر ذالك مجددا..."

رفعت كاثرين رأسها ونظرت لي بتلك الإبتسامة، الإبتسامة الحنونة التي اردت رؤيتها.

"عد معنا، لنعد لمنزلنا"

كان صوتها ممزوجا بين الحنان والرجاء، كأنها تخشى ان تفقدني مرة اخرى.

لوهلة ترددت في الإيمائة ربما بسبب تلك الأفكار التي راودتني في وقت سابق، بدأت تلك الأفكار تثقل كاهلي، هل يمكنني حقا العودة؟

حدق بعينيها القرمزية المليئة بالقلق قبل ان اومأ، وتظهر مني نبرة اشتياق"اجل"

****

جلس كل منا في العربة بصمت، كانت كاثرين تنظر لي بتعبيرات مليئة بالندم،كان نظرها موجها الى يداي المليئتان بالجروح.

لكنها لم تقل اي شيء لابد انها خائفة ان تحدثت عن الأمر فسأتذكر ماجرى.

ظلت تعض شفتيها بصمت، قبل ان اسمها تقول.

"جميع من في القصر قلق عليك"

ضيقت عيناي قليلا، من تقصدين؟ انا لم اكن اتحدث مع اي احد داخل القصر..

ابتسمت كاثرين وهي تقول"لابد انهم سيكونون سعيدين برؤيتك مرة اخرى"

ابتسمت فقط ردا على ماقالته، اعني...لااصدق ان هناك احد بكامل قواه العقلية يفتقد حثالة داينوت.

لابد انهم يقيمون حفلا لإختفائي ويتظاهرون بأنهم حزينون امام كاثرين والفريد.

وضعت كاثرين يدها على كتفي وبدأت بالتربيت عليه ببطء.

حقا انا لازلت غير معتاد على هذا، نظرت لنافذة وانا اتنهد داخليا.

'اتمنى ان نصل بسرعة'

****

مر الوقت بشكل اسرع مما توقعت وسرعان ماوصلنا لباب قصر داينوت، نظرت للباب بهدوء.

"مرحبا بكم سمو الدوق والدوقة والسيد الشاب"

نظرت من خلال النافذة بمجرد ان سمعت صوت رجل، قبضت يدي بقوة محاولا ان احافظ على هدوئي.

لسبب ما وجه الرجل، بدأ كما لو انه الرجل ذو الأعين البنفسجية وهو ينظر لي بإبتسامته تلك.

'اهدأ كيم جين سو، انه ليس الواقع، ذاك الرجل بالفعل في اسلوديا'

وضعت كاثرين يدها فوق يدي بتعبير قلق وكان بمقدوري سماعها وهي تقول بنبرة مضطربة.

"بني مالأمر؟ لم يدك ترتجف هكذا؟"

بمجرد سماعي لماقالته نظرت الى يداي، لقد كانت ترتعش بشكل جنوني.

اخذت نفسا عميقا وابتسمت مرة اخرى، تلك الإبتسامة المزيفة التي تشعر الشخص بأنه على مايرام.

"هذا شيء دائما مايحدث لكوني ضعيفا"

كذبة وراء كذبة..

ابتسمت كاثرين بتعبير يحاول ان يصدقني"اجل، يجب ان نتصل بالطبيب"

"هيا يجب ان ننزل"

اومأت بخفوت، ونزلت من العربة، حولت عيناي ونظرت الى القصر، لقد عدت او هذا مااظنه.

فتح الباب ودخلنا القصر، رأيت صفا كبيرا من الخدم في الداخل، وقفوا جميعا بطريقة وقالوا بنبرة محترمة.

"نحن سعداء لرؤيتك بخير ايها السيد الشاب"

كلمات بدون طعم، من الواضح انهم يفعلون هذا بسبب انهم يحصلون على المال، لا لأنهم قلقون علي.

"اجل"

تقدمت للأمام متجاهلا نظراتهم لي، بعضهم كان ينظر لي بشفقة والبعض الأخر بإنزعاج، بالطبع لااحد يرغب بوجودي.

فجأة وبينما كنت اسير تحولت وجوههم لرجل ذو الأعين البنفسجية، قبضت يدي وانا اتقدم.

تجاهل كايلوس تجاهل.

صعدت الدرج ووجدت ليليانا والتوأم ينظرون لي بتعابير معقدة.

نظر الفريد لهم قبل ان يتنهد، دفع الفريد ليليانا والتوأم بلطف نحوي، وقال.

"اذا سأحضر لك الطبيب واحرص على ان تسترح جيدا"

نظر الفريد لكاثرين واعطاها اشارة بعينيه، اقتربت مني وربتت على شعري بإبتسامة"سآتي في وقت لاحق حسنا؟"

غادر الجميع، بقيت انا واخوة كايلوس، قبل ان اسمع ليليانا تقول.

"انا سعيدة لرؤيتك ب-بخير"

لاداعي لأن تقولي هذا، انا اعلم انك تكرهين كايلوس اشد الكره على مافعله لك ولتوأم.

!!

ذهلت عندما قفز التوأم نحوي، وكل واحد منهم كان يبكي، انتظر لم يبكون؟!

"انت سيء! لقد جعلت والدتنا تعاني!"

"نعم سي! سيء! وواااه!"

نظرت لتوأم بتعبيرات معقدة، انتم تبكون وتشتمونني؟ كيف يعقل هذا؟

اقتربت ليليانا خطوة للأمام قبل ان تقول والدموع تنهمر من عينيها هي الأخرى"لاتبكوا!نحن لسنا اطفالا!"

فجأة دخلت العديد من اصوات الأطفال الذين يبكون الى اذني.

ربتت على رؤسهم بإبتسامة، هذا لم يكن متوقعا ابدا، لم اتوقع انهم سيبكون ويندفعون بهذه الطريقة من اجل حثالة داينوت.

حسنا، يمكن للبشر ان يتغيروا بسرعة.

2025/06/06 · 29 مشاهدة · 1252 كلمة
Rovel
نادي الروايات - 2025