كان بمقدوري الأحساس بشيء ناعم لكنه في نفس الوقت كان بارد بشكل غير طبيعي، دخلت رائحة دم ممزوجة بشيء ما غريب لأنفي .
فتحت عيناي ببطء، قبل ان اسمع صوت رجل مندهش.
"انظروا! لقد استيقظ!"
فجأة بدأ العديد من الناس بالإجتماع حولي، حاولت الجلوس لكن بمجرد فعلي لهذا شعرت بألم رهيب جعلني اتكئ على الشيء البارد مرة اخرى، والذي اتضح في مابعد انني على الجليد.
"اذهبوا وحضروا له مكان لنضعه فيه! وطبيب! انه مصاب بجروح خطيرة!"
فجأة امسك رجل بي ووضعني على ظهره، وبدأ بالسير في اتجاه مكان ما، حسنا ان هذا تصرف مفاجئ.
على الأقل اظن انني استطيع ان اطمأن قليلا؟ لا، لايجب ان اطمأن يجب الحذر ربما يفعلون بي شي-
اقشعر جسدي عندما تذكرت كل مامرت به، يبدو ان الرجل قد شعر بهذا.
"لاتقلق سنصل قريبا الى مكان تستطيع معالجة جروحك والراحة"
ضيقت عيناي وبدأ احساس الألم بأن يأتي مرة اخرى،
لكن فجأة بدأت بالشعور بنعاس قوي كان اقوى من الألم الذي كنت اشعر به، حاولت مقاومته، لأنني لااعلم من هؤلاء وماذا سيفعلون بي لكن....النوم كان اقوى مني.
****
"هيا 0.1! انت لست ضعيفا لهذه الدرجة!"
بمجرد قوله لذالك ضربني بقوة على ضلعي لدرجة انني شعرت انه كسر، اصطحب تلك الضرب الألم الذي يشبه الصعق بالكهرباء على الفور.
"اغغ!"
سقط جسدي للأمام لااراديا من قوة الضربة، لكن الرجل ذو الأعين البنفسجية لاحظ هذا مما جعله يمسكنه من شعري ولكمني بقوة في معدتي.
"اغغغغ!"
شعرت كما لو امعائي يتم لويها بإستمرار حتى تنقطع في النهاية، لم يكتفي الرجل ذو الأعين البنفسجية بفعل هذا فقط، بل بدأ بالضرب اكثر مرارا وتكرارا.
احساس الألم الحارق الذي يأتي من كل الأتجاهات، هذا مؤلم...مؤلم حقا.
فتحت فمي وخرجت مني نبرة عاجزة وانا اقول"ار-رجوك...يكفي"
لكنه لم يتوقف، بل اخذ يضرب بقوة اكبر، كنت اصرخ من هول الألم، حتى في النهاية لم يستطع جسدي التحمل وبدأ ينهار شيء فشيء.
لكن عندما اغمي علي كان لايزال بمقدوري الرؤية مثل الطرف الثالث خلف الكواليس.
ظل الرجل ذو الأعين البنفسجية يحدق بي بملل، قبل ان يرفع عينيه ونظر لزاوية حيث كنت اقف.
اتسعت عيناي عندما رأيته يحدق بي بنظرة مرعبة، قبل ان يقف ويبتسم.
"اتعجب كيف طاوعك قلبك على وضعي بأسلوديا؟"
تراجعت للخلف حتى لمس ظهري الحائط البارد، تصبب العرق البادر من على جبيني، هذا! كيف يمكنه رؤيتي؟!
"لم لاتجيب؟ هل ابتلع القط لسانك؟ ام انك....."
ازدادت الإبتسامة على وجهه، ويحدق بي بأعين مركزة.
"خائف مني؟"
ابتلعت لعابي بخوف، ماهذا بحق؟! لم يحدث هذا!؟
فجأة بدأ الرجل ذو الأعين البنفسجية بالاقتراب مني بخطوات واسعة.
اتسعت عيناي عند رؤيتي لإبتسامته تلك، انه يقترب... انه يقترب!
بدأت اشعر ان جسدي قد تخدر وانني غير قادر على الحركة، اللعنة! تحرك! تحرك ايها الجسد الغبي قبل ان نموت! كانت قدماي ترتجف بينما شعرت ببرود في يداي بشكل غير طبيعي.
اتسعت عيناي على مصرعها عندما رأيته قد اختفى اين ذهب؟!
وقبل ان افعل اي رد فعل ظهر امامي وامسك رقبتي وبدء بخنقي.
!!!
سرعان مااصبحت غير قادر على التنفس، حاولت يداي التان اخيرا استطعت تحريكهما، ان تمسك يد الرجل ذو الأعين البنفسجية ومحاولة مني لفك يده عن رقبتي.
لكن يداي كانت عاجزة امامه، كانت بدو كأيدي طفل صغير يحاول ان يفلت يد رجل كبير.
حاولت ضربه عندما شعرت ان اعيني ستخرج من مكانها من قوة الضغط، لكن كان ذالك دون ادنى فائدة، وجدت الرجل ذو الأعين البنفسجية يضحك في وجهي قبل ان يقول.
"لتتسلى بالألم ! كايلوس بريل داينوت!"
فتحت عيناي بسرعة وانا الهث، قبل ان الاحظ ان هذه الصرخات المجروحة لم تكن الا في عقلي لأستيقظ على رؤية سقف خشبي.
"هل استيقظت؟ يبدو انك كمن كنت تواجه كابوسا"
استدرت ووجدت امرأة عجوز تنظر لي بإبتسامة، حاولت الجلوس لكنني فشلت بسبب الألم.
"لن تستطيع الجلوس الأن، لااعلم كيف انت حي الأن بعد كل هذه الإصابات، انها معجزة"
نظرت اليها، كانت تعبيرا وجهها صادقة وحنونة بشكل غريب، وقفت المرأة العجوز امامي، شعرت بالضيق عندما رأيتها تقترب مني، هذه العجوز لن تفعل شيئا صحيح؟
وضعت المرأة العجوز يدها على فمها قبل ان ارى كتفيها ترتفعان وتنخفضان، انتظر لم هي تضحك الأن؟
نظرت لي بتعبير اكثر حنان وهي تقول.
"لم تنظر لي بهذا الحذر؟ لاتقلق انا لن اؤذيك"
نظرت المرأة الى جروحي التي كان موضوع فوقها ضمادات.
وضعت الإمراة العجوز يدها فوق شعري وظلت تربت عليه بلطف، قبل ان تخرج منها نبرة مثيرة لشفقة.
"لابد انك مررت بالكثير"
اتسعت عيناي وانا انظر اليها، لقد كنت مذهولا بعض الشيء، اشعر بأن هذه الكلمات اريد سماعها، تملكني شعور غريب بالهدوء والسكينة.
ابتسمت المرأة العجوز قبل ان تقول"انا اسمي جين انا الطبيبة التي عالجت جروحك، هل يمكنك قول اسمك لي؟"
اخبرها اسمي.....لااعتقد انه يجب علي فعل هذا، لكن ان كنت اريد العودة للقصر يجب علي فعل ذالك.
فتحت فمي وقلت لها"اسمي هو كايلوس"
ضيقت جين عينيها، قبل ان تقول"كايلوس؟ ماهو لقبك؟"
اغلقت عيناي بهدوء قبل ان افتحها واقول"انا الأبن المفقود لعائلة داينوت كايلوس بريل داينوت"
اتسعت اعين جين قبل ان تأخذ خطوات للوراء في دهشة قبل ان اسمعها تتمتم.
"لهذا شعرت ان مظهرك مألوف.... لم اتوقع انني امام ابن داينوت"
كان رد فعلها متوقعا، اعني انها الأن ترعى ابن دوق داينوت المفقود منذ مدة في منزلها ورؤيتها له في حالة كارثية مثل هذه.
حولت عيناي من جين الى السقف قبل ان اقول غير مهتم كثيرا برد فعلها.
"لاداعي لن تعامليني بذالك الإحترام افعلي كما كنت تفعلين من قبل، انها مدة قصيرة وسأغادر"
قبضت جين يديها بتوتر، مع بعض الترددات التي ظهرت على محياها اومأت برأسها قبل ان تستدير وتقول.
"حسنا، سأفعل مايريده السيد الشاب، انتظر لحظة سأحضر لك الطعام"
رأيتها وهي تسكب شيء في الوعاء، هل هو مسموم؟ لااعلم لااشعر بالأمان.
وضعت جين وعاء مليئ بالشوربة التي كانت تبدو رائحتها لذيذة وابتسمت كما لو انها لم تتوتر من قبل.
"لتأكل، سأساعدك على الجلوس"
عندما وضعت يدها لتساعدني على الجلوس شعر بقشريرة، اجل بالتأكيد انا لاازال غير معتاد على ان يلمسني احد.
رفعت عيني ونظر لها وهي لاتزال تبتسم.
'هل قربها مني لتساعدني نوع من الحيل لتغدر بي؟ ام انها جاهلة لتساعدني طواعية؟'
كنت اشعر بالتوتر من هذا الأمر لكنني لم اظهر هذا الأمر على وجهي، وبعد ان جلست بمساعدتها سألتني.
"يبدو انك لاتشعر بالألم، انا سعيدة ان مفعول المسكن قد ظهر"
اجل هذا جيد، من الجيد انني استطيع الجلوس لأكل، والاكنت سأبقى جائعا.
نظرت الى الشوربة واخذت رشفة، كانت النكهات التي وضعتها لذيذة وتذوب في الفم، شعرت بالراحة.
انا سعيد لأنني استطيع الأكل بشكل جيد.
كل ماكنت اكله في الزنزانة ليس الابقايا طعام فاسدة، ضحكت جين وقالت.
"رؤيتك تبتسم هكذا تريح قلب هذه العجوز ايها السيد الشاب"
توقفت عن الأكل ونظرت اليها، انا ابتسم؟ انا...؟
بينما كنت مغمورا في تساؤلاتي قالت لي جين بنبرة لطيفة.
"اعلم انك مررت بالكثير، وانا اثق في مقدرة السيد الشاب على التغلب على كل المصاعب التي مر بها"
كانت كلمات جميلة وكان بمقدوري الأحساس بصدقها وهي تقول هذا.
رفعت جين رأسها وظلت تقول بنبرة يحتويها الشوق.
"قد يكون فظاظة مني قول هذا لكن..."
انزلت عينيها ونظرت لي بعينيها الخضراء التي بدت وكأنها تحتوي على حزن عميق حزن لايمكن التخفيف عنه.
"تشبه ابني الذي مات"
انا اشبه ابنها؟ من اي ناحية تقصد، نظرت لأسفل وانا اقول.
"انا ارى هذا محزن..."
"...مم"
رفعت رأسي وذهلت عندما رأيتها تبكي، قبل ان تحاول مسح دموعها وهي تقول..
"اعتذر ايها السيد الشاب، انا فقط...."
اغلقت عيناي وانا اقول بنبرة هادئة لتخفف عنها حزنها.
"لابأس يمكنك البكاء بقدر ماتريدين، البكاء ليس عيبا"
اتسعت عينا جين الخضراء وهي تنظر لي بذهول، قبل ان تظهر ابتسامة حزينة لشخص متقطع .
"اشكرك، كلماتك هذه اسعدتني"
حاولت الإبتسامة بلطف، لسبب ما بدأ قلبي يستريح، بدأت اشعر انني بخير هنا.
مسحت جين دموعها وقالت لي بإبتسامة سعيدة.
"اذن دعنا نأكل قبل ان يبرد الأكل"
اومأ لها بإبتسامة.
*****
بعد مرور اسبوعين.
نظر الفريد لكاثرين التي كانت جالسة على الكرسي مع تعابير وجه مشتتة.
لكن حتى حالة الفريد لم تكن مختلفة كانت علامات الأرهاق واضحة على وجهه.
جلس الفريد بجوار كاثرين قبل ان يقول"سنجده بالتأكيد"
كانت الكلمات التي خرجت من فم الفريد غريبة حتى بالنسبة له، لأنه لم يكن واثقا ان كان حقا سيجد ابنه كايلوس ام لا.
لم تعطي كاثرين اي ردة فعل، ظلت تنظر لطاولة بصمت فقط.
تنهد الفريد بصمت قبل ان يضمها لصدره ويربت على رأسها على امل ان يخفف عنها.
طرق!
قبل ان يسمع طرق قوي على الباب، نظر الفريد للباب بغضب، قبل ان يرى كبير الخدم ايبرت يدخل الغرفة وهو يلهث على مايبدو انه كان يركض.
ضيق الفريد عينيه مع تعبير منزعج، قبل ان يقول بغضب.
"ايبرت اي وقاحة وصلت اليها لفعل مثل هذا التصرف؟"
وقف ايبرت ونظر لألفريد مع تعبيرات مضطربة جعلت الفريد يغير تعبير وجهه، قبل ان يسمع ايبرت يقول كلمات صادمة.
"لقد وجدنا السيد الشاب كايلوس!"
اتسعت عينا الفريد وكاثرين التي وقفت بسرعة وامسكت ايبرت من ياقته وظلت تقول بصدمة.
"حقا وجدتموه؟! اين هو...؟!"
ذهل ايبرت من ردة فعل كاثرين لكنه لاجظ ان يدها التي تمسك ياقته كانت ترتعش.
وقف الفريد بتعبيرات مذهولة وهو يقول "اين؟! بسرعة دلني على المكان!"
انزل ايبرت رأسها وهو يقول بنبرة محترمة"بالتأكيد"
خرجت كاثرين والفريد من الغرفة مسرعين وراء ايبرت وكان يملأهم القلق والتوتر والفرح لمعرفتهم مكانه.
لكنهم لم يكونوا يعرفون حالة كايلوس او مامر به طوال هذه الفترة.