تطاير الشرر مع كل ضربة من السيف، حيث كان الصوت المعدني يصم الآذان في ساحة المعركة. كان إلياس يلوح بسيفه بحركات تبدو عشوائية في البداية، لكنها كانت تحمل خدعة ماكرة؛ السيف ينقسم فجأة ويظهر في أماكن غير متوقعة، كما لو أنه يتنقل عبر الظلال.

تراجع آش خطوتين، عينيه تراقبان السلاح الماكر بحذر، وقطرات الدم تتناثر من جروحه. رغم أن الجروح سطحية، إلا أنها كانت تزداد مع كل خطأ طفيف. "تبا!"، نقر لسانه بغضب، محاولًا صد الهجمات القادمة بشجاعة.

حاول آش أن يهدئ أنفاسه ويجمع تركيزه، بينما كانت الأرض تحت قدميه مغطاة ببقع دمه. أصوات الهتافات والهمسات البعيدة من المشاهدين تضغط عليه، لكنه لم يستسلم. "إذا كنت لا أستطيع الهجوم، فعليّ تغيير استراتيجيتي الآن..."، تمتم لنفسه، عاقدًا العزم على قلب الموازين.

شد آش قبضته على سلاحه، عازمًا على تنفيذ خطته. بدلًا من التركيز على الهجوم، بدأ بتحليل نمط حركات إلياس، مراقبًا كل انقسام مفاجئ وكل ضربة خادعة. "الحيلة ليست في السيف ذاته، بل في التوقيت..."، فكر، محاولًا فك لغز السلاح الذي بدا وكأنه يتحرك بشكل غير طبيعي.

اندفع إلياس من جديد، سيفه يلمع ببرق من السرعة، مستهدفًا جانب آش الأيسر. هذه المرة، لم يتراجع آش. رفع سيفخ في اللحظة المناسبة لصد الهجوم، لكنه لم يكتفِ بذلك؛ أدار جسده بسرعة، محاولًا الالتفاف خلف خصمه.

إلا أن إلياس كان أسرع مما توقع. بابتسامة باردة، حوّل سيفه المنقسم فجأة إلى الجانب الآخر، مما أجبر آش على القفز للخلف لتفادي الضربة. الأرضية الرخامية تحت قدميه بصعوبة.

"توقف عن التراجع ! هذا يثير غضبي!"

صرخ إلياس، صوته يخترق الأجواء. "واجهني مثل الرجل!"

لم يتأثر آش بالاستفزاز. على العكس، شحذ كلماته بإبتسامة سخرية.

"إن كنت تريد موتي، فستعمل بجد للحصول عليه..."، ردّ بلهجة باردة جعلت قلب الياس يشعر بالصعيق.

في لحظة غير متوقعة، هاجم آش. لم تكن ضرباته عشوائية؛ كان يقيس المسافات، يستهدف نقاط الضعف في دفاعات إلياس، ويختبر مدى اعتماده على السيف المتنقل. الشرر يتطاير مجددًا، لكن هذه المرة كان مختلفًا. مع كل هجمة، كان آش يقترب خطوة نحو السيطرة على المعركة.

وبينما كانت المعركة تزداد احتدامًا، أدرك آش فجأة أمرًا مهما.

"الانقسام لايحدث الاعندما يهاجم"

تمتم داخله'اذا اجبرته على الدفاع فقط فلن يتمكن من استخدام تلك الحيلة القذرة!'

تحولت نظرة آش فجأة لتصبح باردة كالجليد، مع توهج بنفسجي مخيف في عينيه، مما جعل إلياس يشعر بضغط ثقيل كأنه مراقب بشراسة. قبل أن يدرك الأمر، اختفى آش فجأة وظهر أمامه كأنه شبح. قفز آش في الهواء ولوّح بسيفه، مما أصدر صوت تمزق كأنه يقطع الفراغ نفسه.

اصطدم السيفان بعنف، وتطايرت الشرارات الحادة في كل مكان، كأنهما يخوضان حربًا تتجاوز المألوف. نقر إلياس على لسانه، محاولًا التصدي، لكنه شعر بثقل غير طبيعي في ضربات آش. وضع المزيد من القوة في يديه، ثم دفع السيف في الهواء بقوة، مما أجبر آش على التراجع عدة خطوات برشاقة مدهشة.

تغيرت ملامح إلياس، وأصبح أكثر حذرًا. وقبل أن يدرك، اختفى آش مرة أخرى، ليظهر هذه المرة خلفه. حاول إلياس التصدي للهجوم، لكنه لم ينجح تمامًا، وتلقى جرحًا عميقًا طويلًا على ظهره.

"آغغ!"، تأوه إلياس، لكنه لم يبقى ارضا. بدلًا من ذلك، لوّح بسيفه إلى الخلف بقوة مفاجئة. تراجع آش لتفادي الضربة، لكن السيف اختفى فجأة وظهر في الجهة الأخرى، ليصيب آش في معدته طعنة مباشرة.

سال الدم من فم آش، وارتسمت الصدمة على ملامحه، لكنه قبض على السيف المغروس في معدته بكلتا يديه، رغم الألم الذي جعل الدم يسيل من أصابعه. حاول إلياس سحب السيف، لكن قوة آش كانت غريبة وغير متوقعة، مما جعله غير حالة استغراب.

اختفى السيف فجأة من معدة آش وعاد إلى يد إلياس، لكن آش لم يمنحه فرصة للراحة. أمسك بشعر إلياس بقوة وضرب رأسه بالأرض بعنف، محدثًا تشققًا في الأرضية وتحطمًا في أنف إلياس.

"آغغغ!"، صرخ إلياس، لكنه نهض بصعوبة، متجاهلًا الألم. رفع ساقه في محاولة لركل آش بقوة مدمرة، لكن آش تفاداها بصعوبة بسبب اصابته. استغل إلياس الفرصة، أمسك بيد آش وسحبه بعنف ليطرحه على الأرض بقوة، مما تسبب في تطاير الدماء في الهواء.

نهض آش ببطء، وعيونه محقونة بالدماء تنظر لإلياس ببرود قاتل. أمسك بسيفه وحاول توجيه طعنة أخرى، لكن إلياس تفاداها بصعوبة. وبينما كان يتراجع، أخرج آش خنجرًا مخفيًا من بعده السحري وطعنه بقوة في صدره.

سقط إلياس على الأرض، وبصق الدماء، يحدق في آش بنظرة غير مصدقة. كان آش يقف فوقه كتمثال من الجليد، نظراته تخلو من أي رحمة. حاول إلياس جمع آخر ما تبقى له من قوة، وهو يصرخ:

"أسلوديا! يا مملكة الأسودان والأبهتان! يا من ليس لك بداية ولا بدايات! افتحي لي بابًا فيك واجعليني منك!"

اتسعت عينا آش عندما شعر بشيء رهيب خلفه. استدار بسرعة، ليجد أسلوديا نفسها تظهر خلفه ككيان هائل تحاول ابتلاعه.

****

انزل آش يديه من على الشجرة وارتسمت ملامح الحزن على وجهه وتمتم.

"منذ ذالك الإبتلاع وانا عالق هنا، لااستطيع الخروج من هذه الأسلوديا اللعينة"

لازلت اشعر ان الأمر حدث كما لو انه امس، لكن مر على هذا الاف السنين.

وقف آش واستدار بهدوء، قبل ان يبدء بالسير في اتجاه معين، ويرسم رمز غريب على الهواء.

فجأة انهار المكان الذي حول آش ووجد نفسه في مكان أخر سماء قرمزية واشجار سوداء.

هناك وقف شخصان، تمكن آش من التعرف عليهم على الفور، وكيف لايستطيع التعرف على وريثه؟

اغلق آش عينيه بهدوء واخذ نفسا عميقا قبل ان يقترب منهم.

****

نظرت الى كايلوس الذي امامي في حالة صدمة بمجرد ان انهى قصة آش وعلاقته بأسلوديا.

ضيقت عيناي وانا انظر اليه، كيف للعائلة الأمبراطورية ان تملك قوة اسلوديا؟ اذن هل هذا يعني انهم هم من جعلوها تتغذى على الفقراء؟ واذا هذا يعني ان آش وضع هنا ظلما؟ وماذا عن امر ابنته؟ الم تأكلها اسلوديا؟ الايجب ان تكون جثتها هنا؟ حتى الرجل اي جثثهم؟ اين تخفي اسلوديا هذه الجثث؟ وهل من الممكن بقائها هنا؟ وماعلاقتي بهذا؟ لم انا مرتبط بأسلوديا الأن؟ ولم آش يريد وريث؟

تراكمت العديد من الأسئلة في دماغي غير قادر على ايجاد اجابة، لابد ان كايلوس لاحظ هذا لأنه نظر بتعبير مضطرب بعض الشيء.

"حسنا، انا اعلم انك تمتلك العديد من الأسئلة التي تدور في دماغك، لكن لاوقت لدينا يجب علينا التحرك"

فتحت فمي مقاوما العديد من الأسئلة التي اريد قولها وسألت عن الشيء الأهم.

"لكن...لم تخبرني عن اسلوديا؟"

"لأنك بكل بساطة ستمتلك هذه القوة"

استدرت عندما سمعت صوت مألوفا ووجدت آش ينظر الينا بهدوء بعينيه السوداء، قبل ان يبدء بالإقتراب منا.

"انا؟ امتلك قوة اسلوديا؟ كيف هذا؟"

سألت بنبرة عادية ، لكني كنت متوتر، اخر لقاء لي مع آش لم يكن جيدا البتة.

وقف آش امامي، وقال لي بهدوء وكأنه يتحدث عن امر طبيعي.

"قوة الهالة التلاعب بالعقل وايضا الظلال، وضف عليهم الآن اسلوديا"

اتسعت عيناي في حالة ذهول، ماذا؟ اليست قوة الهالة عند الفريد؟ كيف اصبحت لي فجأة؟

"اعلم انك مشوش مما يحصل، لكن يجب عليك التحرك تماما مثل قال انت الأخر"

كان هنا يقصد كايلوس، فجأة بدأ محيطنا يهتز جفلت ونظرت حولي قبل ان انظر الى آش الذي قال.

"عندما تستيقظ ستكون مختلف، ستمتلك هذه القدرات كلها وستعرف كيف تستخدمها، اما بالنسبة لقوة اسلوديا وكيف تستطيع اخذها فأنا..."

صمت قليلا قبل ان يقول الأمر الصادم"انا من يتحكم بقوة اسلوديا التابعة للعائلة الأمبراطورية"

"ماذا!؟"

اخرت تأوها يعبر عن مدى ذهولي، اكمل آش بسرعة لأن الأهتزاز اصبح اقوى.

"علمت انه من يبقى في اسلوديا ويستطيع ان ينجوا فهو سيدها، اعلم ان الأمر غريب لكن هذا ماحصل، سأختفي قريبا لدى ستصبح انت المسؤول عليها"

"تختفي؟ ماذا تقصد بهذا؟ الست سجينا هنا؟"

اغلق آش عينيه مع هز رأسه بخفة، قبل ان يقول"لا لم اكن ولن اكون سجينا هنا، على كل يبدو انه هذا سيكون اللقاء الأخير الأخير"

ضيقت عيناي وانا انظر اليه، قبل ان اراه يبتسم ويقول.

"انه الوداع وريثي، اتمنى ان تتمكن من النجاة في هذا العالم القاسي"

اتسعت عيناي عندما رأيته يبدء بالتحول الى شظايا صغيرة مددت يدي بسرعة لكن تحوله لشظايا كان اسرع، مما جعل يدي تبقى في الهواء في حالة صدمة.

ظللت واقفا مكاني، وبدأن اشعر بإحساس غريب كشيء بارد يسري في جسدي، وعندما فتحت عيناي وجدت نفسي في الزنزانة التي كنت فيها.

لكنني وجدت نفسي انظر لجسدي المصاب والذي يجلس على بركة دماء بهدوء، لااعلم انا لااعلم لماذا اشعر بأنني هادئ لهذه الدرجة.

اشعر كما لو ان مشاعري قد تخدرت لم اعد اشعر بأي شيء، استدرت بهدوء ووجدت الرجل ذو الأعين البنفسجية يدخل الزنزانة بإبتسامته تلك.

نظرت اليه وهو ينظر لجسدي بتعبير غريب، قبل ان يبدء بالصفع، لكن لم يكن هناك اي رد فعل منه.

"مالخطب؟ هل اغمي عليك؟"

فجأة بدأت السير بإتجاه جسدي، قبل ان اغلق عيناي وافتحها مرة اخرى ووجدت نفسي داخل جسدي.

فتحت فمي وعضضت يد الرجل ذو الأعين البنفسجية بقوة حتى سالت الدماء مما جعله يضربني على رأسي بقوة ليبعدني.

نظرت له بغضب وحقد، قبل ان افتح فمي لأبصق لحمه الذي نزعته من يده.

تسك!

نظر الرجل ذو الأعين البنفسجية لي بغضب، لكنني لم اهتم، حينها امسك ادوات التعذيب التي لطالما عذبني بها.

بمجرد رؤيتي لها شعرت بأنني اريد تقطيع جسده بها.

فتحت فمي وخرجت مني نبرة هادئة غير مناسبة للموقف.

"اسلوديا يامملكة الأسودان والأبهتان، يامن ليس لك بداية ولابدايات افتحي لي بابا فيك واجعليني منك"

اتسعت عينا الرجل في حالة صدمة عندما سمع ماقلته قبل ان يصرخ بتوتر"ان-انت! كيف....؟!"

اتسعت عيناه ونظر خلفه ووجد شيء اسود مليئ بالعديد من العيون التي كانت كلها موجهة اليه.

حاول الرجل الهرب بعيدا، لكن اسلوديا امسكته من قدمه، حينها نظر لي وظل يصرخ.

"كايلوس! ارجوك انقذني!"

ظللت انظر اليه ببرود وانا اسمعه يصرخ ويبكي مثل الطفل، هاه انظروا من يتوسل الأن.

امسكت اسلوديا به وكان بمقدوري رؤية قدمه تختفي ويتصبب الدم بشكل غزير للغاية.

"اغغغغغ!"

بدأ الرجل بصراخ بشكل معوي، كان بمقدوري رؤية اسلوديا وهي تلتهم بالجزء الصغير حتى فقد نصفه السفلي.

كان الرجل في حالة مضحكة بالنسبة لي، اريد قتله اريد تعذيبه اريد ان ارد له كل مافعله لي هذا المعتوه.

نظرت لأسلوديا وقلت" حافظي عليه، انا من يريد تعذيبه"

فجأة اختفى الرجل في الظلام، قبل ان تبدأ اسلوديا بالأقتراب مني، رؤية الكائن العملاق هذا وهو يقترب من دون خوف، اليس هذا غريبا؟

رفعت يدي ولمست احدى الوجوه التي كانت موجودة في الجوار بسبب اسلوديا وقلت.

"اعيديني لشما-

فجأة بدأت اسعل بشكل قوي، على الفور ظهرت العديد من الأيدي وامسكت بي واختفيت داخل السواد الخاص بأسلوديا.

2025/03/21 · 43 مشاهدة · 1596 كلمة
Rovel
نادي الروايات - 2025