ظلام، كل شيء مظلم.

كليك!كليك!

بمجرد ان تم تفريغ الزجاجة بالكامل تم رميها على الحائط مما اظهر صوت تكسر حاد لزجاج.

تييك!

نظر آش لشظايا الزجاج المتناثرة، كانت عينا بدون حياة، كانت الهالات السوداء التي تحت عينيه تظهر كل شيء.

اتكئ آش على السرير وهو ينظر لسقف بفراغ، كم مر من الوقت وهو غارق في هذه الحالة؟ ساعات؟ ايام؟ لا، لايهم اي وقت سيهم من دونها؟

اصبح جسد آش اضعف مما سبق، لكنه لم يكن مهتما بذالك، كانت الذكريات الخاصة بإيرينيا ابنته الجميلة وهي تضحك وتبتسم يرسم في عقله مرارا وتكرارا.

وفي كل مرة يتذكر آش هذا النوع من الذكريات يجعل آش يشعر بحرقة عميقة داخله.

طرق !

لم يجب آش عندما تم سماع صوت طرق الباب، لكنه سمع صوت رجل يقول بنبرة محترمة وهادئة كي لايزعج آش.

"سيد آش لقد احضرت لك الطعام لدى احرص على اكله"

قبل ان يختفي الصوت ويعم الهدوء مرة اخرى، جلس آش ونظر لشمعة الخافتة التي كانت تنير المكان بهدوء وصمت، كان الطقس يمتلئ بالغيوم وكأن السماء على وشك ان تبكي. قبل ان يتمكن من سماع صوت شيء يسقط على الأرض.

؟

نظر آش لأسفل ووجد دمية، لقد كانت دمية ايرينيا التي كانت تعتز بها جدا، لأنها اول هدية اهداها آش لها.

لااراديا جلس آش وامسك الدب الأبيض الأنيق المزين بجواهر كمن يتفقده، كأنه سيجد شيء يريده به. قبل ان يتذكر ردة فعلها.

****

"ايري...~

رفعت ايرينيا رأسها ونظرت لآش، قبل ان يبتسم بلطف ويظهر لها الدب الذي كان يخفيه خلف ظهره، اتسعت عيناها في حالة من السعادة، قبل ان تقفز على آش وهي تضحك واصبحت تبكي بسعادة.

تلك ردة الفعل لن يتمكن آش من نسيانها ابدا.

وكيف له ان ينسى ردة فعل اجمل ابنة في العالم بالنسبة له؟

ابنتي العزيزة يأاغلى من املك في هذه الحياة، كيف لك ان تتركيني بهذه الطريقة؟ كيف استطيع ان احارب هذا العالم الوحشي من دون وجودك؟ من دون رؤية ابتسامتك التي تجلب لي الهدوء والسكينة؟ كيف لي ان اعيش؟ اخبريني ايرينيا!

فهذا الأب اصبح تائها، في ظلمات هذا العالم القاسي.

وجد آش نفسه يحتضن الدمية بقوة ويبكي مثل الطفل الرضيع الذي تخلت عنه امه.

هذا الطفل هل سينجو لوحده؟

فجأة شعر آش بشيء يلمس كتفه بلطف، وقف الزمن عندما التقت عيناه بعينيها. كانت كما هي، بشعرها الحريري وابتسامتها التي تضيء الظلام. لكنه أدرك سريعاً أنها مجرد سراب، مجرد وهم...

لكن رغم ذالك رمى آش الدمية ووقف بسرعة مسرعا لامساكها، لكن الخيال قد اختفى وسقط آش ارضا.

بام!

نظر آش لأرضية الغرفة بذهول لم يكن مصدقا ماحدث له، نظر الى يده كان لايزال يشعر بأنها تمسك يده، قبل ان تسيل الدموع مرة اخرى.

رفع آش رأسه بغضب، وكانت عيناه تغليان بتوهج بنفسجي غامق قبل ان يقول وهو يشد اسنانه بقوة.

"الياس سأجعلك تندم على فعلتك!"

*****

ابتسم الياس وهو ينظر لزجاجة العصير التي في يده، ويحركها بخفة، قبل ان تزداد ابتسامته اتساعا وهو يتذكر مافعله.

'لقد حققت مااريده! بإطعامي اسلوديا سأتمكن من العيش لفترة طويلة!"

الرغبة في العيش! كان الياس يرغب في عيش حياة طويلة، لم يكن يرغب في الموت وترك هذه الرفاهية الراغدة كونه امبراطور.

اخذ الياس رشفة من العصير وهو يتلذذه براحة، فجأة بدأت الأرض تهتز بعنف شديد تحت اقدام الياس مما جعله يسكب العصير على نفسه.

"هي!"

نظر الياس الى العصير المسكوب على زيه بغضب شديد، قبل ان يقف وينظر من خلال النافذة.

وذهل بما رأه.

اسطول كبير جدا من الوحوش في طريقها لإقتحام الإمبراطورية، كل خطوة كانت تخطوها تلك الوحوش تشقق الأرض تحتها كان مشهد الأرض وهي تتشقق كمن تصرخ لطلب المساعدة، توهجت اعين الوحوش بلون قرمزي يدل على مقدار غضبها، وذالك اللعاب الساقط على الأرض يوحي بمدى جوعها الشديد، اتسعت عيناه في حالة صدمة، قبل ان يبتسم بتوتر وهو يقبض يده بينما كان بمقدوره الشعور بالعرق البارد الذي يتصبب من عموده الفقري .

"اذن لقد الغيت الحاجز ايها الوغد"

لم يتوقع بأن آش سيستعيد قوته العقلية بهذه السرعة، ظن انه يمتلك الوقت لإيجاد حل لمشكلة الوحوش، كان يعلم ان آش سيلغي تفعيل الحاجز المسؤول عن حماية الإمبراطورية لكن لم يكن يظن انه سيكون بهذه السرعة اعني لم يمر الايوم واحد فقط على وفاتها!

"كيااااه!"

كان بالمقدور سماع صوت صراخ المدنين وهم يهلعون بالهروب، نقر الياس على لسانه.

"سموك! هناك هجوم من الوحوش!"

استدار الياس بتعبير منزعج قبل ان يصرخ بإعطاء التعليمات.

"ارسل الفريق 1 و2 لإخلاء المواطنين! الأهم الان هي حياتهم!"

"حاضر!"

خرج الرجل بسرعة لتنفيذ ماقيل له، نظر الياس للوحوش مرة اخرى قبل ان يخرج من الغرفة مسرعا هو الأخر.

كانت اصوات الصراخ عالية، وبالفعل دخلت الوحوش الإمبراطورية وبدأت بالهجوم وقتل الناس.

سرعان ماتحولت الطرق التي كان يسير الناس عليها ببهجة الى بركة واسعة مليئة بالدماء.

كان هناك بعض الوحوش التي تمشي على اربعة اقدام وكل خطوة تسبب هزة اضية قوية تنتج عنها تشقق الارض، وبعضها كان يزحف، لكنه يدعس على البشر حتى الجثث لم تعد معروفة لمن.

صوت الوحوش كصراخ احد يموت من العذاب الشديد.

سرعا ما اصبحت الجثث واعضاء الجسد موجودة في كل جانب، كان الناس يصطدمون ببعضهم بسبب خوفهم من ان يتم قتلهم، لكن تقدم الوحوش كان سريعا، استطاع الناس سماع صوت خطواتهم السريعة التي تسبب سماع صوت تمزق الهواء.

نظر احد الأطفال للخلف، قبل ان يمسك بحاشية فستان امه ويقول مع تعبير بريء.

"امي..."

نظرت الأم له وهي في حالة خوف، قبل ان تجثوا وتربت على شعره.

"لاتقلق سنكون في مأمن"

هز الطفل رأسه قبل ان يقول بنبرة بريئة"لا امي، انظري فوق"

رفعت الأم رأسها ونظرت لسماء، هناك كان شيء يطير، لا لم يكن شيء كان شخص.

كان يطير في السماء وتحيطه هالة سوداء كئيبة تعكس حزنه الشديد وعضبه العارم، على الرغم من انها لم تستطع رؤية وجهه الاانها شعرت انه ينظر لهم بحقد.

تمتمت الأم في حالة من ذهول وهي تنظر لشخص الذي يطير.

"ماهو هذا بحق؟"

***

نظر آش لناس الذين كانوا يصرخون في الأسفل ببرود، لم يكن مهتما بموتهم او حتى منظر جتثهم الميتة بطريقة وحشية.

ظلت عينا آش تبحث بين الناس، بفضل سحر تعزيز الرؤية كان بمقدوره رؤية الناس بشكل واضح.

كان الهدف هو شخص واحد، من سبب هذه المعاناة لآش انه ليس الا الياس.

فجأة توقفت عينا آش عن الحركة وبرزت العروق في وجهه عندما رأى الياس خارجا من القصر الإمبراطوري، بدء يشعر بالغضب والحزن والكراهية المتزايدة.

لم يتقدم آش بدافع العاطفة الهائجة مثل المرة السابقة، اخذ آش نفسا عميقا قبل ان يفتح عينيه وتتحول للون الذهبي الخالص.

شعر الناس بضغط هائل يسقط عليهم، كما لو ان الاف الاشياء تدعسهم.

بعضهم استسلم وسقط ارضا، وبضعهم ظل مترنح في مكانه بينما الدم يسقط من جميع انحاء الجسد.

الياس الذي كان يشاهد هذا بدء يشعر بالضغط، كما لو الاف الأطنان تسقط عليه، نتيجة لذالك سقط الياس على ركبتيه وهو يضع يديه التان كانتا ترتعشان على رأسه.

شعر كما لو ان كل جزء من جسده يتم اخذه وسحقه والدعس عليه مئات المرات، كان الياس في حالة عقلية غير مستقرة، وبدء بالسعال الدم.

تحول الأحساس الى الشعور بالأعضاء الداخلية تلتوي وتلتوي بإستمرار، مما ضاعف مقدار الألم الذي يشعر به.

اختفى آش الذي كان واقفا في السماء الى ان يقف امام الياس.

تمكن الياس وبصعوبة من رفع عينيه، وبمجرد رؤيته لأش شعر الياس ولأول مرة بالخوف عند النظر لتلك الأعين الذهبية التي تحتوي على نية قتل حادة.

فتح آش فمه وخرجت منه نبرة مهيبة حادة تحمل مشاعر كراهية وحقد واضحة للغاية.

"الياس لقد اخذت مني مااحب لدى....

امتزجت عيناه باللون البنفسجي، اهتزت الأرض بعنف وتحول لونها للأسود قبل ان يخرج من هذا السواد اشياء سوداء اللون، كانت تحتوي على فجوات كأنها اعين وفم مبتسم، توهجت عينا آش وابتسم بشكل مجنون وهو يكمل.

"لأنني سأسلب منك ماتحبه ايضا!"

اتسعت عينا الياس في حالة صدمة، لسبب ما شعر بأنه غير قادر على الحركة.

لم تمر الالحظات واستعاد الياس رشده قبل ان يبتسم وهو يقاوم الضغط.

"تسلب مني مااحب؟هاهاها!"

بدء الياس بالضحك بشكل هيستيري، وتمكن من الوقوف، نظر آش لهذا المشهد في حالة صدمة، كيف استطاع ان يقف؟!

وقف الياس وفرد يديه على نطاق واسع وصرخ.

"اسلوديا! انه وقت الأكل!"

اتسعت عينا آش عندما رأى دائرة سوداء كبيرة تتسع وتبدء بأكل الحوش.

استدار آش ونظر لأالياس الذي كان قد اظهر سيفا من البعد الانهائي لديه.

"انظر آش لنلعب لعبة"

وجه الياس السيف امام آش وقال بإبتسامة مع نبرة تحتوي على ثقة.

"اذا فزت علي سأعطيك ماتريده اذا فزت ستصبح تحت امرتي بالكامل، مارأيك؟ شروط عادلة صحيح؟"

بدء آش بالشعور بشيء يغلي داخله، العب لعبة؟ معك؟ انت؟ انت الذي قتلت ابنتي؟!

اغلق آش عينيه وفتحها ببرود، وقال"تظن انني سأقول نعم؟ اذا كنت تظن ذالك فأنت لست الا....

ابتسم آش اكثر لكي يثير استفزاز الياس"احمق كبير"

"اوه حقا؟"

مد الياس سيفه للأمام بقوة، كان بالمقدور سماع صوت النصل وهو يمزق الرياح، ويحدث رياح قوية، تمكن آش من تجنبن بكل سهولة لكن...

!!

نصف السيف اختفى كما لو انه كسر قبل ان يظهر من الجهة الأخرى بسرعة مما سبب في جرح صغير على الخد.

'ماذا؟!'اتسعت عينا آش في حالة صدمة، كيف.؟!

لكن هذا لم يجعل عزيمة آش على قتل الياس تنزل ولو قليلا.

امسك بسيف الذي اظهره هو الأخر وقال"لنبدأ"

2025/03/17 · 40 مشاهدة · 1426 كلمة
Rovel
نادي الروايات - 2025