" فسر لي حالا ماذا حدث خلال هته السنوات ؟"

" إنه فقط أمر معقد للغاية يا أخي "

" فقط أخبرني ماذا حدث ؟!! "

تحدثت بنبرة غاضبة مملوءة بهالة سحرية ، جعلت أدم يرتجف في مكانه ، سرعان ما تمالكت نفسي مجددا و قمعت هالتي .

"أسف أدم ، ما يصيبك يصيبني ، رغم مرور سنوات على فراقنا مازلت أعتبرك أخي ، أخبرني ما مشكلتك مع هذا الوغد المسمى أسعد "

" حسنا ، لكن عدني أنك لن تقدم على شيء بعد سماع ما تريد "

ترددت في الأول ، لكني أقسمت أن أعلم ذلك الحقير درسا لن ينساه ، لذلك تظاهرت بموافقتي عبر هز رأسي ،

قدمت رفقة أدم نحو منطقة العاملين ثم جلسنا على كراسي تبدو أنها متهالكة و مصنوعة من القش يدويا ،

يبدو أن هذا المقهي ذو واجهة نظيفة ، لكن المعدات الممنوحة للعاملين هي من الدرجة الدنيا .

إنتظرت لدقائق معدودة بينما يحضر أدم الشاي ، فكرت في مقدار معاناته في السنوات السابقة، كم ذاق من الإذلال من هذا المدعو أسعد ، التفكير في الأمر يجعل الغضب يتملكني .

" أسف على التأخير ، لقد استعملت غلاية شاي زميل لي في العمل سرا هاهاهاهاهاهاها ، كان علي سرقتها "

حك أدم رأسه بإحراج بينما يخبرني بسبب تأخره .

" حسنا ، لا بأس و إبدأ التحدث "

بعد تقديم الشاي ؛

وضع أدم نظرة جادة على وجهه ثم بدأ الحديث ؛

" بعد حادثة إنفجار الخنادق أو ما يسمون بالزنزانات قبل سبع سنوات ، تمكنت من النجاة رفقة أمي ، لكن توفي كل من أخي و أبي ، سمعت عن وفاة أبيك ، لك تعازي الحارة "

أومأت برأسي مجددا ؛

ثم أكمل أدم حديثه ، وجهه مبلل بالعرق و يداه ترتعشان كما لو كان يعاني من برد قارص في القطب الجنوبي ؛

" بقيت مع أمي ، بلا منزل ، بلا نقود ، لم تعطنا الدولة تعويضات كباقي العائلات الأخرى لسبب غامض ، كلما ذهبت لمجلس المدينة أو مقاطعات حكومية ، يقومون بطردي عبر قول ' أسف ليس بيدنا حيلة لمساعدتك ' ...."

غرغرت عيني أدم بالدموع حتى بدت وجنتاه محمرتان ثم أردف ؛

" لم يكن بيدي أي شىء من تجنب التشرد في الشهور الأولى خصوصا بعد إكتئاب أمي الحاد بعد موت أخي و أبي ، كما أنك تعلم أنها تعاني من مرض السكري الحاد "

" بحثت عن أقارب لمساعدتي ، لكنهم تجاهلونا كما لو أننا لا شيء ، قمامة تتجول للبحث عن مساعدة ، حتى أن أعمامي قاموا بتغيير أرقام هواتفهم من أجل تجنب إزعاج محتمل مني "

"حاولت بشتى الطرق ، توسلت ، بكيت ، ركعت حتى لبعض أصدقائي لمساعدتي ، لكنهم أداروا لي ظهرهم وقت الحاجة "

" لم........ أستطع تحمل خسارة أخر فرد من أسرتي ، لم أستطع ترك حالتها تزداد سوءا خصوصا بعد تشخيصها بمرض سحري ، ظهر مع الإنفجار الأول ، المسمى بالظمور الروحي "

" حيث أن الظمور الروحي أو المسمى بالنوم الأبدي هو مرض تنام فيها روح المرء في سبات عميق لارجعة منه ، لم يستطع العلماء معرفة علاج الأشخاص الذين سبق لهم أن ظمرت روحهم ، "

" لكن هناك أدوية نادرة تسمح للمرضى بتأخير مراحله ببضع سنوات و التي تسمى بالإكسيرات يحصل عليها مكتب الصيادين عبر قتل وحوش عالية المستوى من الفئة A و ما فوق "

" هناك كمية محدودة من هته الإكسيرات لذلك فإن ثمنها غال جدا حوالي 5 مليار دولار أمريكي ، وجدت أنه من المستحيل لصياد أوقظ حديثا من أضعف فئة في العالم من شرائها حتى و لو باع نفسه و جميع أعضائه"

" لم أجد و لو حلا واحدا لمشكلتي ، حيث ينقصني الكثير الكثير من المال ، في ذلك الحين ، ظهر أسعد حلمي شاب إعتقدته رائعا في ذلك الوقت ، نظرا لنقله لوالدتي إلى المستشفى حيث قام بجعل حالتها مستقرة عبر إكسيرات مصطنعة من طرف شركة عائلته "

" شعرت في ذلك الوقت بالامتنان إتجاهه ، نظرا لمده يد المساعدة لي ، حين لم يساعدني أحد ، أغاث أمي عبر إطعامها إكسيرات غالية الثمن ، لكن من كثرة سذاجتي لم أفكر ماذا سيربح شاب غني من مساعدة فقير مثلي ، لم أفكر في تبعات قراري أو الدوافع المخفية لأسعد "

" بعد أيام من التظاهر باللطافة و اللباقة ، كشف عن ألوانه الحقيقية ، قام بجعلي أوقع عقد عبودية ، حيث أنني إكتشفت أنه هو سبب إمتناع الحكومة عن إرسال التعويضات لأسرتنا "

" هو حاك هاته الخطة ، فقط للإنتقام مني لضربه في المدرسة الإبتدائية لتنمره على الأخرين ، لقد قام بصياغة خطة متقنة مع جاسمين للإيقاع بي و تدميري تدريجيا "

" الآن والدتي في حوزته حيث أشك أنه يقوم بإجراء تجارب عليها لكن ليس في إستطاعتي شيء سوى العيش في معاناة مطلقة "

تفاجأت من أحداث قصته ، لقد قاسى حقا الكثير من مرض والدته إلى إستعباده من طرف أسعد ،

تألمت صراحة عند سماع ما حدث أثناء غيابي ، لكن في حضوري سيتغير كل شيء ، لقد عزمت أنني سأجعل أسعد و عائلته يختفون من الوجود ، لا سأدعهم يذوقون يأسا حقيقيا لم يتذوقه أحد في حياته ،سأجعلهم يتمنون لو لم يولدوا ، أو يتمنوا لو لم يعبثوا مع الشخص الخطأ ،

" بالمناسبة ما إسم شركتهم ؟"

" لقد قلت أنك لن تحاول أي شيء ضدهم ، إنهم أقوياء ، كما أنهم يملكون شراكة مع نقابة المغرب الكبير ، لذلك لن يستطيع أشخاص عاديون مثلنا مجابهتهم "

" أجب فقط على سؤالي !! " نظرت إليه بهدوء بابتسامة باردة على وجهي ،

" ....... حسنا ، فقط توقف عن النظر إلي ، إن عينيك تشعرانني حقا بالقشعريرة ..... إنها شركة أنسونغ الرائدة في مجال الصيدلية و معدات الصيادين المصطنعة ، صعدت هته الشركة على الصعيد المغربي بعد انفجار الخنادق بفضل والد أسعد ، طارق حلمي "

" آه فهمت ، إذا هي شركة مشهورة على صعيد دولتنا فقط "

" نعم ، لكن كما قلت تمتلك علاقات وثيقة مع نقابة المغرب الكبير ، الأولى على الصعيد المحلي ، التي تمتلك قائدا من الفئة S و عدة صيادين من الفئة A ."

" و بالنسبة لعقد العبودية كيف يتم إلغاؤه أو التخلص منه ؟ "

" هل تمزح معي لقد ......"قاطعته وقلت بهدوء ؛

" فقط أخبرني ما أريد من معلومات "

تبادلنا نظرات مطولة لبعضنا البعض ؛

" أرى أنك لن تخبرني ، أظن أنني سأبحث في الإنترنت فقط "

" حسنا ، ألكسندر سأخبرك ، أرى أن هناك ثقة في وجهك لا أفهم مصدرها ، لكن إن إستطعت مساعدتي لن أنسى خيرك بل سأصبح عبدك إذا تطلب الأمر ذلك "

" توجد طريقة وحيدة في حالتي للتخلص من العقد و هو بقتل السيد أي أسعد ، لكنني لا أستطيع حتى تهديده نظرا لكوني أولا عبد حيث أن العبد لا يمكن أن يؤذي سيده ، حياة العبد ملك لمالكه و السبب الثاني لحوزته على والدتي "

" آه ، لقد فهمت "

إذن ، وجدت هدفا حاليا هو أن أصبح أقوى للتغلب على شركة أنسونغ وحلفائها كي أستطيع استرداد أم صديقي القديم ، أم كنت أتذكر إعتنائها بي عنذ زيارتي لمنزل أدم ، كما أنها أخر عضو من أسرته العزيزة .

" أه بالمناسبة آلكسندر ، أرى أنك قوي جدا من طريقة حديثك الممتلئة بالثقة ، ماهي رتبتك و وظيفتك الحالية يا أخي ؟ " نظر إلي أدم بعيون تشع بالفضول و الترقب ؛

" ألم أخبرك بالفعل ؟ هاهاهاها أعذرني سأعيد تعريف نفسي ، أنا ألكسندر معالج من الفئة F ، إستيقظ حديثا "

نفخت صدري بفخر ثم قلت : " مرحبا بك في الفريق يا صديقي القديم "

" مااااااااذاااااا ؟؟؟!!!! هل تمزح معي ؟؟؟؟؟ "

2021/04/02 · 351 مشاهدة · 1210 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024