" الكسندر ، أنت حقا أخي أاكسندر "

أختي قامت بالقفز علي فور رؤيتها لي ، بعناقي بكامل قوتها و الدموع تنهمر من وجهها بغزارة ، بعد 7 سنوات من الفراق ماذا كنت أتوقع ؟هل سيكون نفس رد الفعل بالنسبة لوالدي ؟

" أين كنت طوال هذه السبع سنوات ؟ "

" إنها قصة طويلة سأخبرك بها لاحقا ، لكن أين هم والدينا ؟ لقد لاحظت أن موقع منزلنا السابق وقد وجدت أنه تم اختفائه ، هل انتقلتم لمكان جديد ؟ "

" أمي حاليا في المنزل ، بينما والدنا ....."

أختي بدأت تتحدث و الحزن ظاهر على محياها ، ليهزمها الحزن و تبدأ بالبكاء مجددا ، أحسست بخطب ما ، ليبدأ قلبى بالخفقان ، ماذا حدث لأبي ؟ قلت هته الكلمات في نفسي .

"اه لا ترغمي نفسك على التحدث ، لنذهب أولا للمنزل"

أختي أمسكت يدي و هي ترتعش ، و بعد استقلالنا سيارة أجرة ، بدأت في إخباري عن وضعهم الحالي .

"والدنا كان عائدا مع أمي إلى المنزل من مدينة العرائش بعد حدوث حادثة الإنفجار قبل سبع سنوات ، نجت أمي ، لكن من المرجح أنه قد فقد حياته مع آلاف المواطنين ، لكن برؤيتك عدت سالما ، يمكن أن أمل أن مصير أبي جيد بقدر مصيرك ."

"وبعد ذلك ، بدأت والدتنا في الإعتناء بنا بعد فقدانها لزوجها و ابنها حتى وصلت السن القانوني للعمل وشرعت في مساعدتها ماليا ،فقد أدى حادث انفجار الخنادق إلى تدمير العديد من المنازل من بينها منزلنا ، لذلك أصبحنا نعيش في شقة صغيرة نظرا لإرتفاع ثمن إعادة البناء و أمي مجرد ربة بيت لذلك قررنا تركه كما هو ،لكن الأمور لم تنتهي ، بل و بعد سنوات قليلة ، سقطت أمي مريضة ، لتبدأ فاتورة المستشفى في الضغط علينا أكثر ، لذلك بدأت أعمل بلا هوادة طوال اليوم ، طوال الأسبوع للتخلص من الديون "

بعد سماع ذلك ، أحس ألكسندر بالألم و أدركت نوع المشقة التي عانت منها والدتي و أختي ." لا تلم نفسك ، لا بد أن لديك ظروفك ، سأكون أنا و والدتي سعيدتين فقط لرؤيتك على قيد الحياة "

نمت الفتاة الصغيرة لتصبح ناضجة بعد اختفاء ركنين من عائلتها ، شعرت بالأسف ، لكني سأحرص على الإعتناء بهم مستقبلا .

سيارة الأجرة واصلت السير لمدة خمسة دقائق قبل أن تمر من الحي الذي كنا نسكن فيه ، لكن لم تتوقف ، بل واصلوا التقدم حتي دخلوا منطقة البرنوصي إلى حي قديم عفى عليه الزمن .

" لقد إنتقلت أنا و أمي لهذا المكان منتظرين عودتك أنت و أبي ، تعيش معنا أيضا خالتك لطيفة و ابنتها رميساء نظرا لتوفي زوجهم قبل 5 سنوات في حادثة عمل ."

لقد آمنت والدتي برجوعنا إليها ، لم تصدق موتنا حتى ترى جثتنا أمامها ، ظلت تأمل أن نكون أمنين رغم مرور سنوات طويلة على إختفائنا .

أرشدتني أختي لطريق المنزل ، لتتجاوز بعض الشوارع للوصول إلى باب شقة مكتوب عليها الرقم 100 ، شقة ذات غرفتين صغيرتين و حمام .

أسرعت نحو الغرفة التي توجد فيها أمي بسرعة البرق ، وجدت امرأة في بداية الخمسينيات تجلس أمام التلفاز تشاهد بعض البرامج التلفزيونية .

غرغرت عيناي بالدموع ثم قلت بصوت هادئ :

" أمي ....."

حولت أمي نظرتها إلي و حدقت في بصدمة بادية على محياها ، ثم قامت بالقفز علي وشرعت في عناقي ، بوجه ممتلئ بالدموع ؛

" بني ، لقد عدت ، ألكسندر لقد عدت "

عانقت أنا الأخر أمي بصمت ، لقد كانت المشاعر تغلبني ، الحزن و الفرح ، هل ابتسم أم أبكي ؟؟

بعد أن هدأت أمي ، نظرت إليها بعدم التصديق ،لقد التقيت بها بعد سنوات من الفراق ، لاحظت صورة جانب سريرها ، إنها صورة إلتقطناها في الرحلة إلى الصحراء قبل 10 سنوات ، لم أمنع نفسي من الإبتسام .

جلست كل من أختي سارة و والدتي فاطمة أمامي في الطاولة ، نعم هم ليسوا مزيفين ، بل هم عائلتي الحقيقية التي إعتنت بي ، سأحرص على الإعتناء بهم من الآن فصاعدا .

توجهت أختي للمطبخ لإعداد العشاء ؛تكلمت بعد صمت محرج :

" سمعت أن خالتي تقيم معكم هنا ، هل هي في الخارج ، الوقت متأخر "

"لابأس لقد ذهبت لتجلب ابنتها من دروس الدعم ، ستأتي في غضون نصف ساعة "

" هذا جيد ، أنا أسف أقلقتكم طوال هته السنوات ، لم تكن حقا في استطاعتي العودة باكرا أو بالأحرى لم أعرف أنني أستطيع العودة أم لا "

"ماذا تعني ؟!! بني "

" اه ، لاشئ"

شممت رأئحة طهي اللحم من المطبخ ثم قلت :

" لقد تطورت مهارتها مقارنة بالسابق هههه بالسابق كانت تحرق عجة البيض"

لم تمنع أمي نفسها من الضحك و شرعنا في تبادل أطراف الحديث حول أشياء سارة و محزنة ، كل ما هو مهم عند أمي أن ابنها عاد سالما .

و بعد مدة قصيرة ، انهت أختي طهي الطعام ، ليبدأوا جميعا في تناول الطعام بسرعة ، بينما والدتي لم تتناول شيئا و اختارت أن تواصل النظر إلى ابنها و الحنان يملأ عينيها .

بعد انتهاء من الطعام ، بدأنا نتحدث عن أحداث لم أحضرها بسبب إختفائي كنجاح أختي في الثانوية ، و دخولها للجامعة ، لكنها في الأخير ، أوقفت دراستها لمساعدة والدتي ، حيث أنها تعمل في مصنع إسنمت جنوب منطقة البرنوصي .

رينغ رينغ

رن صوت هاتف أختي ، التي بدت أنها غاضبة من المتصل ، أجابت بسرعة ؛

[ أين أنتي ؟؟ لن أغطي على اختفائك عن العمل أكثر من ساعة أخرى ، بدأ بعض الأسخاص يلاحظون غياب أميرتنا الجميلة ، هيا عودي حالا ]

" حسنا "

بفضل سمعي المحسن تمكنت من سماع الكلمات ، لكن كيف تجرؤ على التحدث مع أختي حاليا ، لننسى الأمر حاليا ، سأحرص على جعلها تستقيل من عملها و تعود إلى دراستها ، لكن أولا يجب البحث عن هذا طرق لكسب المال.

"هل هناك حاسوب في المنزل ؟؟"

" نعم هاهو أخي ، إنه حاسوبك القديم لم نقدر على التحلي عن حاجاتك القديمة ، مازلت مخبأة في السقيفة ، اذهب و خدها في ما بعد ."

"أنا أسف ، تأخرت في العودة للعمل "

ابتسمت أختي في وجهي ثم أخبرتني أنها يجب أن تذهب إلى العمل ، لم أتخيل قط أن أراها تعمل ، لقد تغيرت حقا في غضون إختفائي ، لقد كبرت لتصبح جميلة .

' يجب على أولا الحصول على بطاقة هويتي من المقاطعة ، ثم أن أحصل على المال ، الكثير من المال '

2021/03/24 · 456 مشاهدة · 1019 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024